آبِلْنِي
**آبِلْنِي: آبِلْ الأصل قَابَلَ من المُقابلة، غيروا القاف همزا، واللفظ صالح للمعنى، وإن كان المستعمل في عصر الاحتجاج اللقاء لا المقابلة.
وذلك مثل:
آبِلْنِي. المعنى: لَقِيَنِي.
آبِلْنِي امْبَارِحْ. المعنى: لَقِيَنِي أَمْسْ!
آبِلْنِي بِيهُمْ. المعنى: الْقَنِي بِهِمْ، قال في: عمدة القاري (20/ 58): قَوْله: (فَقَالَ القني بِهِ) أَي: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لعَمْرو بن الْعَاصِ: القني بِهِ أَي: بِعَبْد الله، والقني مُشْتَقّ من اللِّقَاء. وَالْمعْنَى: اجْتَمِعَا عِنْدِي.
* ثم يستخدم الفعل في سياقات أخرى لمعان اصطلاحية أخرى كالاستبعاد والتعجيز ، وذلك مثل:
ابْئُوا آبْلُونِي انْ نِجِحْتُوا. المعنى: إِذَا شَابَ الْغُرَابُ سَتَنْجَحُونَ.
وقد يقال: عايْزِين تِنْجَحُوا من غِيرْ مِزَاكْرِا؟! ابْئُوا آبْلُونِي انْ نِجِحْتُوا!! وفي ترجمة هذا نقول شعرا:
تُرَجُّونَ النَّجَاحَ بِغَيْرِ كَدٍّ


***
إِذَا شَابَ الْغُرَابُ سَتَنْجَحُونَا


أَمَّالْ
يستخدم المصريون في عاميتهم هذه الكلمة "أَمَّالْ" ومنهم من يقول: "إِمَّالْ" لعدة معان متقاربة، منها:
1. الاستعجاب والتعجيب من الأشياء غير العادية بمعنى "فكيف"، مثل:
أَمَّالْ تِئُولِي إِيي عَالبَطَاطِسِ اللِّي بَئِتْ بِتَمَنْيَا جِنِيِي؟!! ، المعنى: فَكَيْفَ تَقُولِينَ فِي الْبَطَاطِسِ الَّتِي صَارَتْ بِثَمَانِيَةِ جُنَيْهَاتٍْ؟!!
2. الاستفهام الإنكاري لا بمعنى يخصها ولكن بمعنى أداة الاستفهام التي دخلت عليها، وإنما أفادت هي الإنكار والبعد، مثل:
أَمَّالْ اجِبْلِكْ مِنِينْ وَنَا بَئِيتْ عَالْحَدِيدَا؟!! ، المعنى: مِنْ أَيْنَ أَجْلِبُ لَكِ وَقَدْ تَرِبَتْ يَدِي؟
مِنِينْ: مِنْ أَيْنَ؟
ومثل:
أَمَّالْ اعْمِلِ إِيي يَعْنِي؟!! ، المعنى: وَمَاذَا عَسَايَ أَنْ أَصْنَعُْ؟!!
3. الاستفهام الإنكاري بمعنى "مَا لـ"، مثل:
أَمَّالْ مَبِتْزَكِرْشِ لِيي وِنْتَا عَنْدَكِ امْتِحَانِ الْإِسْبُعْدَا؟ !! ، المعنى: مَا لَكَ لَا تُذَاكِرُ وَعِنْدَكَ اخْتِبَارٌ هَذَا الْأُسْبُوعَْ؟!!
1. الاستفهام الإنكاري بمعنى "مَا بَالـ"، مثل:
أَمَّالْ طَئِيتَكْ فِينْ؟!! ، المعنى: مَا بَالُ قَلَنْسُوَتِكَ أَيْنَ هِي؟!!
بالعِنْيَا
بالعِنْيَا: معناها في العامية المصرية التعمد، أصلها في العربية الفصحى العَنِي والعِناية، يقال: عنيت بكلامي كذا أي أردته وقصدته[1].
ترد في العامية المصرية في سياق إثبات العمل غير اللائق الذي يريد صاحبه أن يتنصل من تبعاته _أو يريد الناس أن يعتذروا له منه_ بادعاء أنه جرى على غير عمد، ففي هذا السياق يرد الخصم مؤكدا أن الفعل وقع بقصد وتعمد فيقول:
دَا عَمَلْهَا بالعِنْيَا، المعنى: فَعَلَهَا مُتَعَمِّدًا!
دَا انْتَ عَامِلْهَا بِالْعِنْيَا، المعنى: فَعَلْتَهَا مُتَعَمِّدًا!
ثم تستخدم الكلمة في سياقات أخرى لمعان أخرى كالانتصاف من التهديد؛ كأن يمنع الأقوى ضعيفا من أحد حوقه مهددا ومتوعدا، مثل المنع من الطعام فيقول المستضعف:
طَبْ بِالْعِنْيَا فِيكْ هَاكُلْ، المعنى: لآكُلَنَّ رَغْمًا عَنْكْ!
وأصل هذا المعنى الأخير في العربية الفصحى "العَنْوةُ" بمعنى: القهر . يقال: أخذه عنوة، أي قسرا، وفتحت هذه المدينة! عنوة، أي بالقتال، قوتل أهلها حتى غلبوا عليها وعجزوا عن حفظها فتركوها وجلوا من غير أن يجرى بينهم وبين المسلمين فيها عقد صلح، فالإجماع على أن العنوة هي الأخذ بالقهر والغلبة[2].
بَلَاشْ
** بَلَاشْ: الأصل بِلَا شَيْءٍ. المعنى: بِلَا مُقَابِلٍ، مَجَّانًا، مثل:
1. بِبَلَاشْ! ادَّاهُونِي ابَّلَاشْ، المعنى: مَجَّانًا! أَعْطَانِيهِ مَجَّانًا!
2. أَبُو بَلَاشْ كَتَّرْ مِنُّو، المعنى: أَكْثِرْ مِمَّا لَا كُلْفَةَ عَلَيْكَ فِيهْ/ مَا كَانَ بِالْمَجَّانْ، فَأَتْرِعُوا مِنْهُ الْجِفَانْ!
3. يَا بَلَاشْ، المعنى: إِنَّهُ لَمَجَّانِيٌّ/ رَخِيصْ/ مَا أَرْخَصَهُ!
بِاتْنِينْ جِنِيي بَسْ! يَا بَلَاشْ! المعنى: بِجُنَيْهَيْنِ حَسْبٌ! إِنَّهُ لَمَجَّانِيٌّ!
* ويتطور المعنى إلى: لَا دَاعِيَ، لَا تَفْعَلْ، مثل:
1. بَلَاشْ مَسْخَرَا، المعنى: لَا دَاعِيَ لِإِسَاءَةِ الْأَدَبْ!
2. بَلَاشْ مِيرْسِيي خَلِّيهَا جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، المعنى: لَا تَقُلْ: مِيرْسِيي، وَقُلْ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا.
خَلِّى
** خَلَّى: فعل عربي تصرفت فيه العامة، خلَّى يُخَلِّي تَخْلِيَةً: تَرَكَ وسَيَّبَ، يَتْرُكُ، يَدَعُ. ومنه: أنتِ خَلِيَّةٌ طَالِق. المعنى: سيبتكِ من عقد الزواج الذي بيننا.
مثل:
خَلِّيي يِعْمِلِ اللِّي هُوَّ عَايْزُو. المعنى: دَعْهُ يَفْعَلْ مَا يَشَاءْ!
خَلِّي كُلّ حَاجَا زَيّ مَا هِيَّا. المعنى: دَعِ الْأُمُورَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهْ!
* وكما أن دعني أو اتركني تأتي للاستئذان والالتماس فكذلك تأتي خليني.
مثل:
خَلِّينِي اءُولْ تَعْلِيئْ بَسِيطْ. المعنى: دَعْنِي أُعَلِّقْ مُوجِزًا!
* ويتطور المعنى إلى الإبقاء والحفظ؛ لأن من تركه الله وسيبه من تسليط الموت عليه إلى حين فقد حفظه.
وذلك مثل:
اللَّا يْخَلِّيكْ. المعنى: أَبْقَاكَ اللهْ/ أَطَالَ اللهُ بَقَاءَكْ.
رَبِّنَا يْخَلِّيهُولِكْ . المعنى: حَفِظَهُ اللهُ لَكْ.
* ومن الترك والتسييب أيضا يتطور المعنى إلى الانتباه؛ لأن من قلت له: "انتبه" فقد أمرته أن يترك الشواغل الأخرى.
وذلك مثل:
خَلِّيكْ مِعَايَا. المعنى: اتْرُكْ كُلَّ الشَّوَاغِلِ وَانْتَبِهْ إِلَيّْ! ولعل المعنى: ابْقَ مَعِي. فيكون من السابق.
خَلِّي بالَكْ مِلْعَجَلَا عَلَى مَصَلَّي. المعنى: انْتَبِهْ للدَّرَاجَةِ رَيْثَمَا أُصَلَّي!
* ثم من الترك والتسييب أيضا يصير المعنى إلى الجعل، وأصل ذلك في الفصحى؛ كقوله عزَّ وجل: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا } [الكهف: 99]، وقول النبي ÷: «رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً»[3]، وقوله: «أَنْ يُحْرِقُوهُ حَتَّى يَدَعُوهُ حُمَمًا»[4]، وكقول الشاعر [من الطويل]
وَرَبيتُهُ حَتَّى إِذَا مَا تَرَكْتُهُ


***
أَخَا القَوْم وَاستغْنَى عَنِ المسْحِ شَارِبُه



وذلك مثل:
خَلَّا رْأَبْتِي أَدِّ السِّمْسِمَا. المعنى: جَعَلَ عُنُقِي فِي قِصَرِ سِمْسِمَهْ/ أَخْزَانِي!
دِي حَه! عَايِزْ تَخَلِّيهَا خَه حُطّْ نُؤْطَا فُئِيهَا، عَايِزْ تَخَلِّيهَا جِيمْ حُطّْ نُؤْطَا تَحْتِيهَا. المعنى: هَذِهِ حَاءْ! تُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَهَا خَاءً تَضَعُ نُقْطَةً فَوْقَهَا، أَوْ جِيمًا تَضَعُ نُقْطَةً تَحْتَهَا!
* ثم يستخدم الفعل في سياقات أخرى لمعان اصطلاحية، وذلك مثل:
خَلِّيهُولَكْ! مِشْ عَايْزُو. المعنى: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهِ، أَنَا لَا أَبْغِيهِ.
خَلِّيهْ لِوَأْتِ عُوزَا. المعنى: اذْخَرْهُ لِوَقْتِ حَاجَةٍ.[5]
دَا
1. تستخدم العامية المصرية للإشارة "دَا" وأخواتها: "دِي" و"دُول" وأحيانا "دَلَهُمْ" و"دَلَهُمَّتْ" و"دَلَهُمِّيتِ " الثلاث بمعنى "دُول"، والأربع صالحات للمثنى والجمع العاقل مذكرا ومؤنثا، أما "دَا" فللمفرد المذكر عاقلا وغير عاقل، وأما "دِي" فللمفردة المؤنثة عاقلة وغير عاقلة، ولجمع غير العاقل.
يقولون:
هوَّ مِينْ دَا؟ ، المعنى: مَنْ هَذَا؟
هِيَّ مِينْ دِي؟ ، المعنى: مَنْ هَذِه؟
هُمَّ مِينْ دُول؟ ، المعنى: مَنْ هذان/ هاتان/ هؤلاء؟
2. وكثير ما يستخدمون "دَا" شأنية بمعنى: "إِنَّهُ" التي فيها ضمير الشأن، مثل:
دَا عَطْشَانْ، المعنى: إِنَّهُ عَطْشَانُ.
- كَتَبِ الْوَاجِبْ؟
- دَا لِسَّا بَادِئْ!
المعنى:
- كَتَبَ وَاجِبَهْ؟
- إِنَّهُ تَوًّا بَدَأْ!
دَا مِشْ زَيْ مَنْتَ فَاهِمْ! ، المعنى: الْأَمْرُ (الشأن) لَيْسَ كَذَلِكْ
شَافَ
شَافَ: رَأَى بِعَينِهِ= مَشُفْتِشْ حَاجَا!
شَافَ: رَأَى بِرَأْيِهِ= زَّيّ مَتْشُوفي!
شَافَ: عَلِمَ= شُفْتُو اللِّي حَصَل!
شَافَ: بَحَثَ= شُوفْ بَشَاوْرا عَشَانْ تِمسَحِ السَّبُّورَا!
شَافَ: لَاقَى، عَانَى، قَاسَى= دَا انَا اللِّي شُفْتُو مَحَدِّشْ شَافُو!
مِشْ
العامة في مصر يستخدمون "مِشْ" مجموعة ومفروقة لوظيفة النفي، وسنحاول إلقاء بعض الضوء عليها في واقعها الآن في العامية المصرية، وفي أصلها الفصيح.
مِشْ: نفي، كأن أصلها: مَا شَيْءٌ، يدل على هذا تذوق الأمثلة الواردة في 2، و3، فإنها وإن كانت أمثلة لـ "مِشْ" المفروقة إلا إنها هي هي المجموعة بدليل لهجة الشرقية، فإنهم يقولون في: مَفِيهَاشْ حَاجَا!! ونحوها: مِشْ فِيهَا حَاجَا!!
1. تقول العامة في مصر:
دَا مِشْ وَأْتِ اللِّعْبْ! ، المعنى: هَذَا لَيْسَ وَقْتَ اللَّعِبِْ! حلت محل (لَيْسَ).
مِشْ أُلْتِلَكْ؟! ، المعنى: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ؟!، حلت محل (لَمْ).
2. ويفرقونها ويجعلون المنفي بينها، فتكون لنفي الجنس يقولون:
مَفِيهَاشْ!! ، المعنى: مَا فِيهَا شَيْءْ!
3. والأكثر في هذا تفريغ الشين عن معناها، فتكون لعموم النفي، حيث تسمعهم يقولون:
مَجَاشْ! ، المعنى: لَمْ يَجِئْ! حلت محل (لَمْ).
مَفِيهَاشْ حَاجَا!! ، المعنى: مَا فِيهَا شَيْءْ! حلت محل (مَا).
مَأَلْشِ وَلَا كِلْمَا!! ، المعنى: لَمْ يَنْبِثْ بِبِنْتِ شَفَة! حلت محل (لَمْ).
مَؤُلْتِلِيشْ! ، المعنى: مَا قُلْتَ لِي! حلت محل (مَا).
مَخَلَصْتِشِ الْوَاجِبْ؟! ، المعنى: أَلَمَّا تُنْهِ وَاجِبَكْ؟! حلت محل (لَمَّا).
4. وينفون بغير "مِشْ" أيضا، يقولون:
لَا شُفْنَا وَلَا رَئِينَا، إِلَّا عَالنَّبِي صَلِّينَا!! ، المعنى: مَا رَأَيْنَا وَلَا سَمِعْنَا! لَكِنْ نُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ! يقال هذا من أتقيائهم إذا حضروا مجلس غيبة.
ويقولون:
لَا تْؤُلِّي وَلَا أُلَّكْ! ، المعنى: لَا كلام بيننا! يقال هذا لمن فعل ما يستوجب عليه الهجر.


[1] أساس البلاغة (1/ 682).
[2] تاج العروس (39/ 116).
[3] صحيح مسلم (2865).
[4] مسند أحمد ط الرسالة (8040).
[5] قال في: اللباب في علوم الكتاب (5/ 250): وقرأ الزهري ومجاهد وأبو السّمّال وأيوب السختياني «تَذْخَرُونَ» - بسكون الذَّال المعجمة، وفَتح الخاء جاءوا به مجرداً على فَعَل، يقال: ذَخَرته - أي: خبَّأته. ا. هـ. وقال في: الأزمنة والأمكنة (ص: 99): وذلك أنّ الذّخر ما يذخره الإنسان ويحرزه لنفسه وليوم حاجته، ويكون في الوقت كالمستغني عنه فيقال: أذخر هذا لطوارق الزّمان ونوائب الدهر والأيام. ا. هـ .