تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 121

الموضوع: معاني وغريب القرآن " موضوع متجدد "

  1. افتراضي

    قوله تعالى
    ﴿كِلتَا الجَنَّتَينِ آتَت أُكُلَها وَلَم تَظلِم مِنهُ شَيئًا وَفَجَّرنا خِلالَهُما نَهَرًا﴾ [الكهف: 33].

    *قوله {كِلتَا الجَنَّتَينِ آتَت}:* آتَت: أعطت وأنتجت، وأثمرت.

    ونظيرتها قوله تعالى (كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ): فَآَتَتْ: أي فأعطت.

    قال*ابن فارس في تهذيب اللغة: أي أعطت، والمعنى*أثمرت*مث لي ما يثمر غيرها من الجنان.
    انتهى كلامه.

    فمعنى قوله تعالى {آتَتْ*أُكُلَهَا }:*أثمرت*ثمرها.
    قاله الخضيري في السراج في بيان غريب القرآن.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والمعنى:* أثمرت* الجنتان إثمارا كثيرا حتى أشبهت المعطي من عنده.

    *قوله {أُكُلَها}:* ثمرها. ومن معاني "الأُكل": الثمر.

    قال ابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم: والأُكْل: الرزق: وَمِنْه قيل للْمَيت: انْقَطع أُكْله.
    والأُكْل: الحَظّ من الدُّنْيَا كَأَنَّهُ * يُؤْكَل.
    والأُكْل:* الثَّمر.
    وآكلت الشَّجَرَة: أطْعمتْ.
    وَرجل ذُو أُكْل: أَي ذُو رَأْي وعَقْل وحَصَافة.

    قال ابن منظور في لسان العرب: وفي الصِّحاحِ:*والأُ كْل*ثَمَرُ النَّخْلِ وَالشَّجَرِ. وكُلُّ * مَا* يُؤْكل، فَهُوَ أُكْل. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: (أُكُلُها دائِمٌ).

    قلت (عبدالرحيم): ونظيرتها قوله تعالى (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ): فَآَتَتْ أُكُلَهَا: أي ثمرها.
    قاله الزجاج في معاني القرآن وإعرابه.

    قال الطبري في تفسيره: أضعف*ثمرها*ضعفين حين أصابها الوابل من المطر.

    *قوله {وَلَم تَظلِم}:* أي ولم تنقص.

    والمعنى: آتت أكلها كاملا تاما؛ من غير نقصان من ثمرها.

    وأصل الظلم: النقصان. تقول: لا تظلمني في الوزن: يعني لا تنقص منه.

    ونظيرتها قوله تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا): وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا: أي لا ينقص من حسناتهم مقدار النقرة التي تكون في ظهر النواة في القلة؛ لا أدنى منها وأكثر؛ لأن الحساب عنده بمثاقيل الذر (فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ . وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).

    ومنه ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا): قال يحيى بن سلام في التصاريف: يقول: فلا تنقص من ثواب عملها*شيئا.

    انتهى.

    فمعنى قوله تعالى (وَلَم تَظلِم مِنهُ شَيئًا): أي ولم*تنقص.
    قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن، والنحاس في معاني القرآن، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه، والراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن، وغيرهم جمع.

    زاد أبو عبيدة: ويقال: ظلمنى فلان حقى أي نقصنى.

    قال الطبري في تفسيره: قوله: {ولم*تظلم*منه*شيئ ا} يقول:*ولم * تنقص *من الأكل شيئا، بل أتت ذلك تاما كاملا، ومنه*قولهم: ظلم فلان فلانا حقه: إذا بخسه ونقصه، كما قال الشاعر: [البحر الطويل]:
    تظلمني ما لي كذا ولوى يدي*...*لوى يده الله الذي هو غالبه.

    قال الألوسي في روح المعاني: ولم* تظلم *منه *أي لم* تنقص *من أكلها *شيئا *من النقص على خلاف ما يعهد في سائر البساتين فإن الثمار غالبا تكثر في عام وتقل في عام وكذا بعض الأشجار تأتي بالثمار في بعض الأعوام دون بعض.

    *قوله {وَفَجَّرنا}:* أي شققنا.
    قاله مجير الدين العليمي في فتح الرحمن في تفسير القرآن، وقاله الجلال المحلي في الجلالين.

    قلت (عبدالرحيم): ومنه قوله تعالى (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ): يقول:*شققنا* الأرض فالتقى الماء.*
    قاله السيوطي في الدر المنثور في التفسير.

    ومنه (وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ): وَفَجَّرْنَا فِيهَا: أي*شققنا*في الأرض.
    قاله*الألوسي في روح المعاني.

    *قوله {خِلالَهُما}:* أي* وسطهما، وبينهما.
    قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن والفخر الرازي في التفسير الكبير، وغيرهم.

    قلت (عبدالرحيم): ومنه قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ): خِلَالِهِ: وسطه.
    قاله البغوي في تفسيره.

    ومنه (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا): خِلَالَهَا: وسطها.
    قاله النسفي في مدارك التنزيل.

    ومنه (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ): خِلَالَكُمْ: وسطكم، وبينكم.

    قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: قوله:*{خلالكم}*أي فيمابينكم.

    وقال السمعاني في تفسيره، والبغوي في تفسيره، وغيرهم: {خِلَالَكُمْ}: وسطكم.

    قال الواحدي في الوسيط: وخلال الشيء وسطه.

    ومنه (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ): خِلَالَ الدِّيَار: وسط، وبين الديار.

    قال السمعاني في تفسيره: وسط الديار.

    قال أبو حيان في البحر المحيط: وسط*الديار*وما بينها.

    *قوله {نَهَرًا}:* يجري بينهما؛ ليزيد بهاؤهما.
    قاله مجير الدين العليمي في فتح الرحمن في تفسير القرآن.
    ..............................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.

  2. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

    قوله تعالى
    {إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} التوبة (116).

    *قوله {إِنَّ اللَّهَ لَهُ}:* وحده.

    *قوله {مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}:* يتصرّف فيهما كيف يشاء؛ لذا يأمر وينهى، ويحكم ما يريد. (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ).

    قال السمرقندي في بحر العلوم: إن الله له ملك السماوات والأرض، يعني: يحكم فيهما بما يشاء بالأمر.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: ومعنى الملك : التصرف والتدبير .

    قال البغوي في تفسيره: (إن الله له ملك السماوات والأرض) يحكم بما يشاء.


    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: إن الله، أيها الناس له سلطان السماوات والأرض وملكهما، وكل من دونه من الملوك فعبيده ومماليكه, بيده حياتهم وموتهم، يحيي من يشاء منهم، ويميت من يشاء منهم, فلا تجزعوا، أيها المؤمنون، من قتال من كفر بي من الملوك، ملوك، الروم كانوا أو ملوك فارس والحبشة، أو غيرهم، واغزوهم وجاهدوهم في طاعتي، فإني المعزُّ من أشاء منهم ومنكم، والمذلُّ من أشاء.
    وهذا حضٌّ من الله جل ثناؤه المؤمنين على قتال كلّ من كفر به من المماليك، وإغراءٌ منه لهم بحربهم.


    *قوله {يُحْيِي وَيُمِيتُ}:* وهذا من صور تصرفه في السماوات والارض.

    *قوله {وَمَا لَكُمْ}:* أيها الناس.
    قاله السيوطي في الجلالين.

    *قوله {مِنْ دُونِ اللَّهِ}:* دُونِ: غير. أي مالكم من غير الله.

    *قوله {مِنْ وَلِيٍّ}:* أي‏‏ ولي يتولاكم بجلب المنافع لكم.
    قاله السعدي في تفسيره.

    قال الطبري في تفسيره: يقول: وما لكم من أحد هو لكم حليفٌ من دون الله يظاهركم عليه، إن أنتم خالفتم أمرَ الله فعاقبكم على خلافكم أمرَه، يستنقذكم من عقابه .

    *قوله {وَلا}:* وليس لكم من دونه أيضا.

    *قوله {‏نَصِيرٍ‏}‏:* يدفع عنكم المضار‏.
    قاله السعدي في تفسيره.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وعطف جملة : {وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير} لتأييد المسلمين بأنهم منصورون في سائر الأحوال لأن الله وليهم فهو نصير لهم ، ولإعْلامهم بأنهم لا يخشون الكفار لأن الكافرين لا مولى لهم لأن الله غاضب عليهم فهو لا ينصرهم . وذلك مناسب لغرض الكلام المتعلق باستغفارهم للمشركين بأنه لا يفيدهم .

    قال الطبري في تفسيره: (ولا نصير)، ينصركم منه إن أراد بكم سوءًا. يقول: فبالله فثقوا، وإياه فارهبوا, وجاهدوا في سبيله من كفر به، فإنه قد اشترى منكم أنفسكم وأموالكم بأن لكم الجنة، تقاتلون في سبيله فتَقْتُلُون وتُقْتَلُون.

    قال الإيجي الشافعي في جامع البيان: (إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) فتبرءوا عن المشركين وتوجهوا إلى الله تعالى بالكلية.

    ..............................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  3. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

    قوله تعالى
    ﴿وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذينَ خُلِّفوا حَتّى إِذا ضاقَت عَلَيهِمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت وَضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُم وَظَنّوا أَن لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ ثُمَّ تابَ عَلَيهِم لِيَتوبوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ﴾ [التوبة: 118].

    *قوله {وَعَلَى}:* أي وتاب على.

    و"الواو" عطف على قوله (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِي نَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ).

    *قوله {الثَّلاثَةِ}:* هم: كعب بن مالك ومرارة بن ربيعة العامري وهلال بن أمية الواقفي وكلهم من الأنصار.
    قاله القرطبي في تفسيره.

    *قوله {الَّذينَ خُلِّفوا}:* عن غزوة تبوك.

    *قوله {حَتّى إِذا}:* حزنوا حزنًا عظيمًا، وندموا.

    *قوله {ضاقَت عَلَيهِمُ}:* على الثلاثة الذين تخلفوا عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    *قوله {الأَرضُ}:* على بسطها، وسعتها.

    *قوله {بِما رَحُبَت}:* بما اتسعت. يقال: أرض رحيبة: أي واسعة.

    والمعنى: ضاقت الأرض عليهم على رحبها؛ أي على سعتها؛ وذلك لما أصابهم من عظيم الغم والحزن، ولما أخذهم من الندم المفرط على عصيانهم.

    قال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ: {بما*رحبت} يعني ما رحبها وسعتها.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: الرحب: سعة المكان، ومنه: رحبة المسجد، ورحبت*الدار.

    قال*ابن قتيبة في غريب القرآن: {ضاقت عليهم الأرض*بما*رحبت} أي*بما اتسعت. يريد: ضاقت عليهم مع سعتها.

    قال غلام ثعلب في ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن: {بما*رحبت} أي: اتسعت، يقال منه: فعل يفعل فعلا.

    قال الطبري في تفسيره: (حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت)، يقول: بسعتها،*غمًّا* وندمًا على تخلفهم عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وضيق الأرض: استعارة، أي حتى كانت الأرض كالضَّيقة عليهم ، أي عندهم.

    *قوله {وَضاقَت عَلَيهِم أَنفُسُهُم}:**بما نالهم من* الوَجْد والكرْب بذلك.
    قاله الطبري في تفسيره.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: (وضاقت*عليهم*أنف هم) استعارة لأن الغم والهم ملأها.

    قال الماوردي في النكت والعيون: {إذا*ضاقت*عليهم*ا لأرض*بما*رحبت} لأن المسلمين امتنعوا من كلامهم. {وضاقت عليهم*أنفسهم}*بم *لقوه من الجفوة لهم.*

    قلت*(عبدالرحيم): فيه دليل بيّن أن الهجران في الله له عظيم الأثر في التوبة، وأن الإخوان في الله يكونون سببا في توبة العبد، ورجوعه عن الآثام إلى الطاعات، والعكس؛ فلينظر أحدنا من يصاحب.

    *قوله {وَظَنّوا}:* أيقنوا، وعلموا. والظن هنا: يقين. ولولا يقينهم ما حصلت لهم المنقبة.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: (وظنوا) في هذه الآية بمعنى أيقنوا وحصل علم لهم.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: {وظنوا} علموا.

    قال البغوي في تفسيره، والقرطبي في تفسيره: (وظنوا)*أي تيقنوا.

    زاد القرطبي: أن لا ملجأ يلجأون إليه في الصفح عنهم وقبول التوبة منهم إلا إليه.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: علموا وأيقنوا أن لا مفر من عذاب الله إلا إليه، يعني: إلا بالتوبة إليه.

    *قوله {أَن لا مَلجَأَ}:* لهم.

    *قوله {مِنَ اللَّهِ}:* يعصمهم من عذابه.
    و "مَلجَأَ": يعني مخبأ، ومفزعا، وملاذا، وحرزا.

    أي لا ملجأ لأحد منهم من عذاب الله إذا نزل به، ولا ملاذا يلوذ به سوى الله.

    ومنه قوله تعالى (ما*لكم*من*ملجإ*ي مئذ وما*لكم*من*نكير): قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: أي ليس*لكم*مخلص*من*ا لعذاب، ولا تقدرون أن تنكروا*ما*تقفون
    عليه*من*ذنوبكم ولا*ما*ينزل بكم*من*العذاب.

    انتهى.

    فمعنى قوله تعالى {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}: وعلموا أن لا ملجأ من سخط الله إلا إلى استغفاره.
    قاله النسفي في مدارك التنزيل.

    قال البغوي في تفسيره: ( أن لا ملجأ من الله )*لا مفزع من الله.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه} أي: استيقنوا أن لا ينجيهم من الله ومن عذابه غيره شيء.

    قال الطبري في تفسيره: (وظنوا أن لا ملجأ)،* يقول: وأيقنوا بقلوبهم أن لا شيء لهم يلجئون إليه مما نـزل بهم من أمر الله من البلاء، بتخلفهم خِلافَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينجيهم من كربه، ولا مما يحذرون من عذاب الله، إلا الله.

    *قوله {إِلّا}:* ملجأ.

    *قوله {إِلَيهِ}:* بالتوبة.

    *قوله {ثُمَّ تابَ عَلَيهِم}:* أي‏ أذن في توبتهم ووفقهم لها.
    قاله السعدي في تفسيره.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: {ثم تاب*عليهم} بعد خمسين يوما.

    *قوله {لِيَتوبوا}:**أي ليستقيموا على التوبة فإن توبتهم قد سبقت.
    قاله البغوي في تفسيره.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: أي ليدوموا على التوبة ، فالفعل مستعمل في معنى الدوام على التلبس بالمصدر لا على إحداث المصدر.

    *قوله {إِنَّ اللَّهَ هُوَ}:* وحده.

    *قوله {التَّوّابُ}:* لأنه لا طاقة للعبد على كثرة التجاوز، مع كثرة عصيانه ومخالفته، وكثرة المخالفين له، أما الله فنعم. (هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ).

    و"توّاب" صيغة مبالغة. أي كثير التوبة؛ بالعفو والتجاوز، وقبولهم إذا رجعوا إليه؛ من غير ملل منه - سبحانه -.
    وإذا كان ذلك كذلك: فعلى العبد ألا يمل التوبة؛ وإن كثر العصيان؛ فكلما أحدثت ذنبا فأتبعه بتوبة، على يقين وحسن ظن بالله أنه سيقبل منك؛ لأنه التواب.

    *قوله {الرَّحيم}:* بعباده عامة، وبهم خاصة؛ لفرط ندمهم، وعظيم اخلاصهم.

    قال الطبري في تفسيره: {الرَّحيم} بهم، أن يعاقبهم بعد التوبة، أو يخذل من أراد منهم التوبةَ والإنابةَ ولا يتوب عليه.

    قال السعدي في تفسيره: {‏الرَّحِيمِ‏} وصفه الرحمة العظيمة التي لا تزال تنزل على العباد في كل وقت وحين، في جميع اللحظات، ما تقوم به أمورهم الدينية والدنيوية‏.‏

    ..............................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  4. افتراضي

    *تفسير غريب القرآن - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

    قوله تعالى
    ﴿وَقالَ المَلَأُ مِن قَومِهِ الَّذينَ كَفَروا وَكَذَّبوا بِلِقاءِ الآخِرَةِ وَأَترَفناهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا ما هذا إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم يَأكُلُ مِمّا تَأكُلونَ مِنهُ وَيَشرَبُ مِمّا تَشرَبونَ﴾ [المؤمنون: 33].

    *قوله {المَلَأ}:* الرؤساء من الناس.
    قاله غلام ثعلب في ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن.

    *قوله {وَأَترَفناهُم}:* أي وسعنا عليهم حتى أُترِفوا.
    قاله ابن قتيبة في غريب القرآن، ومكي في تفسير المشكل من غريب القرآن.

    إلا أن مكي قال: "وسع".

    قال الكفوي في الكليات: {أَترَفناهُم}: نعمناهم.

    قال أبو بكر السجستاني في غريب القرآن: والمترف: المتقلب في لين العيش.

    ..............................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  5. افتراضي

    قوله تعالى
    ﴿وَيَجعَلونَ لِلَّهِ البَناتِ سُبحانَهُ وَلَهُم ما يَشتَهونَ۝وَإِذ ا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظيمٌ﴾ [النحل: 57-58].

    *قوله {وَ}:* ومن جملة افتراء المشركين على الله.

    *قوله {يَجعَلونَ لِلَّهِ البَناتِ}:* كانت خزاعة وكنانة تقول الملائكة بنات الله.
    قاله النسفي في مدارك التنزيل.

    *قوله {سُبحانَهُ}:* تنزه عن كل نقص، وعما زعموا.

    قال القرطبي في تفسيره: نزه نفسه وعظمها عما نسبوه إليه من اتخاذ الأولاد .

    قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: معناه تنزيه له من السوء.

    *قوله {وَ}:* يجعلون.

    *قوله {لَهُم}:* لأنفسهم.

    *قوله {ما يَشتَهونَ}:* من البنين.

    وكيف يصفون الله بالبنات وأنفسهم بالبنين؟!؛ إنها قسمة جائرة. قال تعالى (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثى . تِلكَ إِذًا قِسمَةٌ ضيزى).

    ونحوه (فَاستَفتِهِم أَلِرَبِّكَ البَناتُ وَلَهُمُ البَنونَ).

    قال السمعاني في تفسيره: وقوله: {ولهم*ما*يشتهون} أي: البنين، فإنهم كانوا يقولون له*البنات، ولنا البنون.
    *
    قال السمرقندي في بحر العلوم: (ولَهُم ما يَشتَهون) يعني: الأولاد الذكور، أي: يصفون لغيرهم*البنات، ولأنفسهم الذكور.

    قال البغوي في تفسيره (سبحانه ولهم ما يشتهون)*أي:* ويجعلون لأنفسهم البنين الذين يشتهونهم، فتكون*" ما "*في محل* النصب، ويجوز أن تكون على الابتداء فتكون*" ما "*في محل* الرفع.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وإنا قدم*{ سبحانه} على قوله :*{ولهم ما يشتهون}*ليكون نصّاً* في أن التّنزيه عن هذا الجعل لذاته وهو نسبة البنوّة لله، لا عن جعلهم له خصوص البنات دون الذكور الذي هو أشدّ فظاعة ، كما دلّ عليه قوله تعالى :*{ولهم ما يشتهون}، لأن ذلك* زيادة في التّفظيع.

    *قوله {وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثى}:* أخبر بولادة ابنة.
    قاله الواحدي في الوجيز.

    *قوله {ظَلَّ}:* يعني صار بلغة هذيل.
    حكاه عبدالله بن حسنون السامري في اللغات في القرآن.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: ويستعمل*{ ظَلّ }*بمعنى صار . وهو المراد هنا.

    *قوله {وَجهُهُ مُسوَدًّا}:* متغيرا من عظيم الغم الذي نزل به.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: أي صار وجهه متغيرا من الحزن والخجل.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: فابيضاض الوجوه عبارة عن المسرة، واسودادها عبارة عن المساءة.

    *قوله {وَهُوَ كَظيم}:* كَظيم: أي كاظم؛ فهو فعيل بمعنى فاعل. يعني ممسكا غيظه، وحزنه لا يخفيه.

    قال البغوي في تفسيره: وهو ممتلئ* حزنا وغيظا فهو يكظمه أي: يمسكه ولا يظهره.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: وكظيم بمعنى كاظم كعليم وعالم، والمعنى أنه يخفي وجده وهمه بالأنثى.

    قال مكي في الهداية إلى بلوغ النهاية: والكظيم*الذي يخفي غيظه ولا يشكو ما به،*وهو*فعيل*بمع ى فاعل، كعليم.*

    ..............................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  6. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

    قوله تعالى
    ﴿وَفَعَلتَ فَعلَتَكَ الَّتي فَعَلتَ وَأَنتَ مِنَ الكافِرينَ﴾ [الشعراء: 19].

    *قوله {وَفَعَلتَ}:* يعني وقال فرعون لموسى - عليه السلام - وفعلت.

    *قوله {فَعلَتَكَ}:* والفعلة بفتح الفاء المرة من الفعل.
    قاله القرطبي في تفسيره.

    قلت (عبدالرحيم): قوله تعالى - على لسان فرعون - {وَفَعَلتَ فَعلَتَك}: أبهم الفعلة - القتل - مع أنه عدوه، فكيف بأهل الإسلام إذا عاتبوا إخوانهم يصرحون، ويفضحون، ويذكرون دقائق الأمور؟!. وإن كان لقائل أن يقول: إنما أبهم فرعون للتهويل، والتفظيع، ولشهرتها؛ فتأمله.

    *قوله {الَّتي فَعَلتَ}:* لأن موسى - عليه السلام - قتل من آل فرعون نفسا. فذلك قوله (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ).

    قال الطبري في تفسيره: ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ )*يعني: قتله* النفس التي قتل من القبط.

    *قوله {وَأَنتَ}:* يا موسى.

    *قوله {مِنَ الكافِرينَ}:* الكافرين بالنعمة، أي الجاحدين لنعمتنا عليك؛ فقد ربيناك فينا وليدا. أو الكافرين بديننا الذي عبته؛ فشهد فرعون على نفسه وقومه أنهم من الكافرين؛ وهم كذلك.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: أي: تحريت كفران نعمتي.

    قال يحيى بن سلام في التصاريف: {وفعلت*فعلتك*الت فعلت وأنت من الكافرين} يعني الكافرين بنعمتي، إذ ربيتك صغيرا وأحسنت إليك.

    قال الزركشي في البرهان: {وفعلت*فعلتك*الت فعلت وأنت من الكافرين} أي بأنعمنا فأجاب: لم أفعل ذلك كفرا للنعمة كما زعمت بل فعلتها وأنا غير عارف بأن الوكزة تقضي بدليل قراءة بعضهم {وأنا من الجاهلين}.

    قال البغوي في تفسيره: وقال أكثر المفسرين : معنى قوله :" وأنت من الكافرين "*،* أي : من الجاحدين لنعمتي وحق تربيتي ، يقول ربيناك فينا فكافأتنا أن قتلت منا نفسا ، وكفرت بنعمتنا.

    قال السعدي في تفسيره: {وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} أي: وأنت إذ ذاك طريقك طريقنا, وسبيلك سبيلنا، في الكفر، فأقر على نفسه بالكفر, من حيث لا يدري.

    ..............................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  7. افتراضي

    قوله تعالى
    {فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} الحديد (15).

    *قوله {فَالْيَوْمَ}:* يعني يوم القيامة؛ لأنه يوم ذو شأن.

    *قوله {لَا يُؤْخَذُ}:* لا يقبل.
    قاله الإيجي الشافعي في جامع البيان.

    *قوله {مِنْكُمْ}:* أيها المنافقون.

    *قوله {فِدْيَةٌ}:* يعني: عوضا وبدلا؛ فيخلصكم من عذاب الله.

    وأصل الفدية: العوض، والبدل عن الشيء، وهو من الفداء.

    قال علي بن الزين الجرجاني كتاب التعريفات: الفدية والفداء: البدل الذي يتخلص به المكلف عن مكروه توجه إليه.

    انتهى

    فمعنى قوله تعالى {فدية}: عوض ليفتدى به من عذاب الله.
    قاله الخضيري في السراج في بيان غريب القرآن.

    قال الفراء في معاني القرآن: والفدية مشتقة من الفداء.

    قال البغوي في تفسيره:* (فدية) بدل وعوض بأن تفدوا أنفسكم من العذاب.

    قال القرطبي في تفسيره: أي : لا يقبل منكم بدل ولا عوض ولا نفس أخرى .

    قال التستري في تفسيره: قوله تعالى: يعني لا يؤخذ منكم فداء عن أنفسكم.

    *قوله {وَلَا}:* تؤخذ الفدية أيضا.

    *قوله {مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}:* يعني المشركين.
    قاله البغوي في تفسيره.

    قلت (عبدالرحيم): ولو قيل في قوله (مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا): أي بالله ورسوله. فيدخل فيه المشركون وأهل الكتاب،؛ لأن أهل النار - الذين هم أهلها - ثلاثة: المشركون، وأهل الكتاب، والمنافقون. وقد سبق - بحمد الله - أنه لا فرق بين الشرك والكفر.

    *قوله {مَأْوَاكُمُ النَّارُ}:* أي هي مصيركم وإليها منقلبكم .
    قاله الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير.

    قال الواحدي في الوجيز: {مأواكم النار} منزلكم النَّار.

    *قوله {هِيَ مَوْلَاكُمْ}:* يعني هي أولى بكم، تتولى أمركم؛ فقد وكلت بأهل المفر، ولا همة لها غيرهم.

    انتهى

    فمعنى قوله تعالى {هِيَ مَوْلَاكُمْ}: أي هي أولى بكم.
    قاله* أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن، والكفوي في الكليات، والبَندنيجي في التقفية في اللغة، والسمعاني في تفسيره، وغيرهم جمع.

    إلا أن أبا عبيدة قال: «هِيَ مَوْلاكُمْ» أولى بكم قال لبيد:
    مولى المخافة خلفها وأمامها.

    قال القرطبي في تفسيره: تبارك وتعالى يركب فيها الحياة والعقل فهي تتميز غيظا على الكفار، ولهذا خوطبت في قوله تعالى : يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد .

    *قوله {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}:* أي ساءت مرجعا ومصيرا .
    قاله القرطبي في تفسيره.

    قال الخضيري في السراح بيان غريب القرآن: {المصير}: المرجع.

    قال أبو السعود في تفسيره: {هي مولاكم} أي أولى بكم وحقيقته مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم كما يقال هو مئنة الكرم أي مكان لقول القائل إنه لكريم أو مكانكم عن قريب من الولي وهو القرب أو ناصركم على طريقة قوله ... تحية بينهم ضرب وجيع ... أو متوليكم تتولاكم كما توليتم موجباتها.

    ..............................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  8. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

    قوله تعالى
    ﴿وَقالَ الَّذينَ كَفَروا لَولا نُزِّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلناهُ تَرتيلًا﴾
    [الفرقان: 32].

    *قوله {وَقالَ الَّذينَ كَفَروا}:* بالقرآن.

    *قوله {لَولا}:* هلّا.

    *قوله {نُزِّلَ عَلَيهِ}:* على محمد - صلى الله عليه وسلم -.

    *قوله {القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً}:* دفعة واحدة، وليس مفرقا كما ينزل عليه.

    قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: معناه: هلا نزل عليه القرآن في وقت واحد.

    قال الطبري في تفسيره: يقول: هلا نـزل* على محمد صلى الله عليه وسلم القرآن*(جُمْلَةً وَاحِدَةً)*كما* أنـزلت التوراة على موسى جملة واحدة؟*

    *قوله {كَذلِك}َ:* أنزلناه مفرقا، وأنزلناه شيئا فشيئا.

    *قوله {لِنُثَبِّتَ}:* التثبيت:* جعل الشيء ثابتاً. والثبات: استقرار الشيء في مكانه غير متزلزل قال تعالى:*{كشجرة طيّبة أصلها ثابت }، ويستعار الثبات لليقين وللاطمئنان بحصول الخير لصاحبه قال تعالى:*{لكان خيراً لهم وأشدّ تثبيتاً}.
    قاله الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير.

    *قوله {بِه}ِ:* بالقرآن الذي أنزلناه عليك مفرقا.

    *قوله {فُؤادَكَ}:* قلبك، والقلب ما يُعقل به. ودليله (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ).

    قال القرطبي في تفسيره: نقوي به قلبك فتعيه وتحمله.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والفؤاد : هنا العقل . وتثبيته بذلك الإنزال جعله ثابتاً في ألفاظه ومعانيه لا يضطرب فيه .

    قال الطبري في تفسيره: قال الله:*( كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ )*تنـزيله عليك* الآية بعد الآية، والشيء بعد الشيء، لنثبت به فؤادك نـزلناه.

    قال البغوي في تفسيره: أي أنزلناه* متفرقا ليقوى به قلبك فتعيه وتحفظه ، فإن الكتب أنزلت على الأنبياء يكتبون ويقرءون ، وأنزل الله القرآن على نبي أمي لا يكتب ولا يقرأ ، ولأن من القرآن الناسخ والمنسوخ ، ومنه ما هو جواب لمن سأل عن أمور ، ففرقناه ليكون أوعى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأيسر على العامل به .

    *قوله {و}َ:* كذلك.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وقوله:*{ورتلناه ترتيلاً}*عطف على قوله*{كذلك}.

    *قوله {رَتَّلناهُ تَرتيلًا}:* يعني: وبيناه تبيينا.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم، وابن أبي زمنين في تفسيره.

    قال القرطبي في تفسيره: ورسلناه ترسيلا؛ يقول : شيئا بعد شيء.

    قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: أما قوله تعالى:*(ورتلناه*ت رتيلا)*فمعنى الترتيل في الكلام أن يأتي بعضه على أثر بعض على تؤدة وتمهل وأصل الترتيل في الأسنان وهو تفلجها يقال ثغر رتل وهو ضد المتراص.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: ويجوز أن يراد ب*{رتّلناه}*أمرنا بترتيله،*أي بقراءته مرتَّلاً ، أي بتمهُّل بأن لا يعجِّل في قراءته بأن تُبيّن جميع الحروف والحركات بمهل، وهو المذكور في سورة المزّمّل في قوله تعالى:*{ورتِّل القرآن ترتيلاً}.
    ..............................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  9. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*


    قوله تعالى
    ﴿إِن تَتوبا إِلَى اللَّهِ فَقَد صَغَت قُلوبُكُما وَإِن تَظاهَرا عَلَيهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَولاهُ وَجِبريلُ وَصالِحُ المُؤمِنينَ وَالمَلائِكَةُ بَعدَ ذلِكَ ظَهيرٌ﴾
    [التحريم: 4].

    *قوله {إِن تَتوبا}:* من أذية النبي - صلى الله عليه وسلم -.

    قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: والتوبة من التعاون على رسول*الله صلى*الله*عليه وسلم بالإيذاء.

    *قوله {إِلَى اللَّهِ}:* الذي اختارهن أزواجا لنبيه دون سائر نساء الدنيا.

    والخطاب لحفصة وعائشة - أمهات المؤمنين، ورضي الله عنهن -.

    وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -؛ وفيه: قال ابن عباس: فقلت له - عمر بن الخطاب -: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله تعالى (إن تتوبا إلى الله فقد*صغت*قلوبكما) قال: واعجبا لك يا ابن عباس هما عائشة وحفصة...».

    قال البغوي في تفسيره: {إِن تَتوبا إِلَى اللَّهِ}: أي من التعاون على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإيذاء . يخاطب عائشة وحفصة.

    *قوله {فَقَد صَغَت قُلوبُكُما}:* صَغَت: مالت. يعني مالت عن الحق، والصواب؛ ولا ينبغي لهن ذلك.

    وأصل الصغو: الميل.

    قال الأزدي في جمهرة اللغة: الصغو: الميل صغا يصغو صغوا، إذا مال. والشمس صغواء، إذا مالت في الغرب. وأصغى يصغي إصغاء، إذا أمال سمعه. وكل شيء أملته فقد أصغيته وفي الحديث: كان يصغي الإناء للهرة لتشرب. ويقال: أكرموا فلانا في صاغيته، أي في أهله ومن يعنى به.

    انتهى.

    فنعنى قوله تعالى {فَقَد صَغَت قُلوبُكُما}: قد عدلت ومالت.
    قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وأبو السجستاني في غريب القرآن، وغلام ثعلب في ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن.

    إلا أن غلام ثعلب قال: أي مالت.

    قال البغوي في تفسيره: أي* زاغت ومالت عن الحق واستوجبتما التوبة.

    قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: أي عدلت ومالت عن الحق، وهو*حق الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك*حقعظيم يوجد فيه استحقاق العتاب بأدنى تقصير.

    قال الطبري في تفسيره: فقد مالت قلوبكما إلى محبة ما كرهه رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من اجتنابه جاريته، وتحريمها على نفسه، أو تحريم ما كان له حلالا مما حرّمه على نفسه بسبب حفصة.

    قلت (عبدالرحيم): ومنه قوله تعالى (وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ): وَلِتَصْغَى: أي ولتميل.

    قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن: من صغوت إليه أي ملت إليه وهويته وأصغيت إليه لغة، قال ذو الرمة:
    تصغى إذا شدّها بالرّحل جانحة ... حتى إذا ما استوى في غرزها تثب.

    *قوله {وَإِن تَظاهَرا}:* يعني تعاونا. وأصل التظاهر، والمظاهرة: التعاون، والمساعدة.

    قال الحميري في شمس العلوم ودواء كلام العرب من المكلوم: التظاهر:*التعاون .

    *قال الرازي في مختار الصحاح:و (المظاهرة) المعاونة و (التظاهر)*التعاو واستظهر به استعان به.

    انتهى.

    فمعنى قوله تعالى {وَإِن تَظاهَرا}: يعني*تعاونا*عليه .
    قاله يحيى بن سلام في التصاريف، والفراء في معاني القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن،

    قال النسفي في مدارك التنزيل: وإن تعاونا عليه بما يسوءه من الإفراط في الغيرة وإفشاء سره.

    قلت (عبدالرحيم): ومنه قوله تعالى (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ): تَظَاهَرَا: تعاونا.

    قال الحسن الفارسب في الحجة للقراء السيعة: تعاونا على سحرهما.

    ومنه (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ): قال ابن قتيبة في غريب القرآن: {تَظَاهَرُونَ}: تعاونون.

    ومنه (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا): ظَهِيرًا: معينا.
    قاله غلام ثعلب في ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن.

    ومنه (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا): ظَهِيرًا: يعني معينا.
    قاله يحيى بن سلام في التصاريف.

    ومنه (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ): ظَهِيرًا: أي*معينا.
    قاله النحاس في معاني القرآن، وأبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن.

    زاد النحاس: للمجرمين.

    ومنه (وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ):

    *قوله {عَلَيه}ِ:* على النبي صلى الله عليه وسلم.

    قال مقاتل بن سليمان في تفسيره: على معصية النبي- صلى الله عليه وسلم- وأذاه.

    *قوله {فَإِنَّ اللَّهَ}:* بنفسه.

    *قوله {هُوَ مَولاهُ}:* أي هو يتولى نصرته.
    قاله الزجاج في معاني القرآن وإعرابه.

    قال البغوي في تفسيره: أي وليه وناصره.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: وليه وناصره وزيادة إيذان بأنه يتولى ذلك بذاته.

    *قوله {وَجِبْرِيلُ}:* أيضاً وليه، وناصره.

    والتنصيص على اسمه بيان لعلو منزلته، وقد جاء مثل هذا في التنزيل كثير؛ يذكر الملائكة ثم يخص روح القدس جبريل - عليه السلام - بالذكر؛ كما قال تعالى ( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ).

    وقوله (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ): الروح: جبريل؛ بالاتفاق - يحضرني هذا -.

    *قوله {وَصالِحُ المُؤمِنينَ}:* أبو* بكر وعمر رضي الله عنهما.
    قاله البغوي في تفسيره.

    قال الطبري في تفسيره: وقوله: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) يقول: فإن* الله هو وليه وناصره، وصالح المؤمنين، وخيار المؤمنين أيضًا مولاه وناصره.
    وقيل: عني بصالح المؤمنين في هذا الموضع: أَبو بكر، وعمر رضي الله عنهما.

    *قوله {وَالمَلائِكَةُ} :* على تكاثر عددهم.
    قاله النسفي في مدارك التنزيل.

    *قوله {بَعدَ ذلِكَ}:* الولاية.

    *قوله {ظَهيرٌ}:* يعني أعوانا للنبي.
    قاله يحيى بن سلام في التصاريف.

    قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: في معنى ظهراء، أي والملائكة أيضا نصار للنبي - صلى*الله*عليه وسلم -.


    قال الطبري في تفسيره: وقوله: (وَالْمَلائِكَة بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) يقول: والملائكة مع جبريل وصالح المؤمنين لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أعوان على من أذاه، وأراد مساءته. والظهير في هذا الموضع بلفظ واحد في معنى جمع. ولو أخرج بلفظ الجميع لقيل: والملائكة بعد ذلك ظهراء.

    انتهى.

    المعنى الإجمالي للآية؛ من كتاب (المختصر في التفسير):
    حقٌّ عليكما أن تتوبا؛ لأن قلوبكما قد مالت إلى*محبة ما كرهه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من اجتناب جاريته وتحريمها على نفسه، وإن تصرَّا على العود على تأليبكما عليه، فإن الله هو وليه وناصره، وكذا جبريل وخيار المؤمنين أولياؤه ونصراؤه. والملائكة بعد نصرة الله له أعوان له ونصراء على من يؤذيه.

    ..............................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  10. افتراضي

    إلى الذين يقدمون على عمل النهائي لأولادهم؛ من أجل الرسوم:

    قال الله تعالى
    (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) البقرة 268.

    هل اضطرك أحد الآن، ورماك في الشارع؟ لتعجل على الفور، وتخرج لهم نهائي؟ تالله ستندم (إلا ما شاء الله)، من رزقك من قبل، ومن أتى لك بولدك وامرأتك من قبل، وغيرك كثير لم يستطع؟ (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ).

    ثانيا: من الذي يتحكم في الكون، ما حصل اختبار من الله لك في يقينك فيه. كم من قرارات اتخذت وتراجعت عنها دول؟ قال الله ( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي) بيده ناصية كل أحد، يذله ويقهره.

    وقال (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)،

    وقال (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ): مقاليد: أي مفاتيح.

    والنصوص كثيرة جدا.

    ثالثا: لعل الله بقوته، ورحمته تذهب هذه القرارات؛ كما ذهبت غيرها، أتحسب أن الله يغفل ولا يستجيب لأسر لا يريدون التفرق، ويريدون العفة؟ كلا والله. سيجعل الله لهؤلاء فرجا ومخرجا.

    رابعا: هل المؤمن لمجرد خبر ولو كان صحيحا يبني مستقبله فرارا من شبح الفقر والغرم؟ لكن هناك طائفة من الناس يشبهون من قال الله فيهم ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ).

    فاثبت وأقم بيتك كما هو تبتغي عفة نفسك وامرأتك، واتق الله، واتق المحرمات، وأقم دين الله في نفسك وبيتك وبعدها كما قال تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  11. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

    قوله تعالى
    ﴿وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ نَظَرَ بَعضُهُم إِلى بَعضٍ هَل يَراكُم مِن أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفوا صَرَفَ اللَّهُ قُلوبَهُم بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَفقَهونَ﴾ [التوبة: 127].

    *قوله {وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ}:* فيها عيب المنافقين.
    قاله البغوي في تفسير، والإيجي الشافعي في جامع البيان.

    زاد البغوي: وتوبيخهم.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: والمعنى وإذا ما أنزلت سورة فيها فضيحة أسرارهم.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: قوله تعالى: وإذا مآ أنزلت سورة يعني: من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل سورة براءة، فيها عيب المنافقين.

    *قوله {نَظَرَ}:* المنافقون.

    *قوله {بَعضُهُم إِلى بَعضٍ}:* إلى البعض الآخر؛ يتغامزون.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: {وإذا ما أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ} تغامزوا بالعيون إنكاراً للوحي وسخرية به.

    قال البغوي في تفسيره: يريدون الهرب يقول بعضهم لبعض إشارة.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: قد قال تعالى في الآية السابقة : {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون} [ التوبة : 64]. ويدل أيضاً على أنهم كاتمون تعجُّبَهم من ظهور أحوالهم خشية الاعتراف بما نسب إليهم ولذلك اجتزوا بالتناظر دون الكلام . فالنظر هنا نظر دال على ما في ضمير الناظر من التعجب والاستفهام .

    *قوله {هَل يَراكُم مِن أَحَدٍ}:* لينفضوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كما أخبر الله عنهم في قوله (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا): قال الجلال المحلي في الجلالين: أي يخرجون من المسجد في الخطبة من غير استئذان خفية مستترين بشيء وقد للتحقيق

    قال السمرقندي في بحر العلوم: (هل يراكم من أحد) من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا رآهم أحد قاموا وصلوا، وإن لم يرهم أحد انصرفوا.

    قال الشوكاني في فتح القدير: لننصرف عن المقام الذي ينزل فيه الوحي، فإنه لا صبر لنا على استماعه، ولنتكلم بما نريد من الطعن والسخرية والضحك.

    قال الإيجي الشافعي في جامع البيان: (هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ) يعني من المسلمين إن قمتم من الخطبة والمسجد فإن لم يرهم أحد قاموا وإلا أقاموا.

    *قوله {ثُمَّ انصَرَفوا}:* بقلوبهم عن الايمان، وبأبدانهم عن مجلس رسول الله، وقد وصف الله حالهم بقوله ( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا): قال ابن قتيبة في غريب القران: {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} تخطبُ.

    قال الزجاج في معاني القرآن: (ثم انصرفوا) أي يفعلون ذلك وينصرفون، فجائز أن يكون ينصرفون عن المكان الذي استحقوا فيه، وجائز أن يكون ينصرفون عن العمل بشيء مما يستمعون.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: {ثُمَّ انصرفوا} عن حضرة النبي عليه السلام مخافة الفضيحة.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وهذا من جملة الفتن التي تحل بهم ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون .

    *قوله {صَرَفَ اللَّهُ قُلوبَهُم}:* خبر من الله بأنه صرفهم. أو هو دعاء عليهم؛ كما قال (قاتلهم الله أنى يؤفكون).

    وإنما صرفهم الله بسبب تعمد انصرافهم عن الإيمان بالله وآياته، فالله هو الذي صرفهم على الحقيقة؛ بسبب ما اكتسبوا، ونظيرتها قوله تعالى (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ).

    لذا ينبغي على العبد أن يقبل على ربه، ويسأله الثبات، وألا يصرف قلبه عن دينه، ففي صحيح مسلم (2654)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ».

    وفيه رد على الفرق الضالة (القدرية) الذين ينفُون قدر الله تعالى، ويقولون: إن الله تعالى لم يخلق أفعال العباد، ويجعلون العبد خالقَ فِعل نفسه، ويقولون: إن الله تعالى لا يعلم الشيء إلا بعد وقوعه. وهذا ضلال، والآية حجة عليهم؛ تبين أن الله يصرف من شاء عن الإيمان به عدلا، ويصطفي إليه من شاء فضلا.

    وهذه إشارة لتجنب الإطالة، وقد سبق بيانه في غير ما آية - بحمد الله -.

    وفيه: أن الجزاء من جنس العمل؛ فهؤلاء انصروا فصرفهم الله، ففي الصحيحين من حديث أبي واقد الليثي مروعا: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاَثَةِ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ». فعلى العبد أن يقبل على ربه ما دام فيه رمق؛ في السراء والضراء، وكل أحواله.

    قال الطبري في تفسيره: صرف الله عن الخير والتوفيق والإيمان بالله ورسوله قلوبَ هؤلاء المنافقين.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: {صَرَفَ الله قُلُوبَهُم} عن فهم القرآن.

    قال الزجاج في معاني القران وإعرابه: (صرف الله قلوبهم) أي أضلهم الله مجازاة على فعلهم.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: صرف الله قلوبهم عن الإيمان، وخذلهم عن الفهم بخروجهم وانصرافهم عن الإيمان.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: وقوله: (صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) يحتمل أن يكون دعاء عليهم، ويحتمل أن يكون خبرا أي استوجبوا ذلك.

    *قوله {بِأَنَّهُم}:* أي بسبب أنهم.
    قاله الإيجي الشافعي في جامعه.

    *قوله {قَومٌ لا يَفقَهون}:* لا يفهمون عن الله دينه. والفقه في اللغة: الفهم.

    قال الطبري في تفسيره: يقول: فعل الله بهم هذا الخذلان، وصرف قلوبهم عن الخيرات، من أجل أنهم قوم لا يفقهون عن الله مواعظه، استكبارًا، ونفاقا.

    قال السمرقندي في البحر: (بأنهم قوم لا يفقهون) أمر الله تعالى.

    قال مكي في الهداية الى بلوغ النهاية: {بأنهم قوم لا يفقهون}، أي: لا يفقهون عن الله،* عز وجل،* مواعظة، استنكارا ونفاقا.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: {قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} لا يتدبرون حتى يفقهوا.

    المعنى الإجمالي للآية؛ من كتاب (المختصر في التفسير):

    "وإذا أنزل الله سورة على رسوله صلّى الله عليه وسلّم فيها ذكر أحوال المنافقين نظر بعض المنافقين إلى بعض قائلين: هل يراكم أحد؟ فإن لم يرهم أحد انصرفوا عن المجلس، ألا صرف الله قلوبهم عن الهداية والخير، وخذلهم بأنهم قوم لا يفهمون.
    ..............................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  12. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*


    قوله تعالى
    ﴿لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ (128) فَإِن تَوَلَّوا فَقُل حَسبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ (129)﴾ [التوبة].


    *قوله {لَقَد جاءَكُم}:* يا أهل مكة.


    *قوله {رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم}:* لا من غيركم؛ تعرفون حسبه ونسبه، وصدقه وأمانته.


    قال البغوي في تفسيره: تعرفون نسبه وحسبه.


    قال الطبري في تفسيره: تعرفونه، لا من غيركم، فتتهموه على أنفسكم في النصيحة لكم.

    قال الزجاج في معاني القران وإعرابه: أي هو بشر مثلكم. أي فهو أوكد للحجة عليكم لأنكم تفهمون عمن هو مثلكم.


    *قوله {عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم}:* أي شديد عليه ما يهلككم، ويضركم، وما يوقعكم في الإثم، والفساد. والعنت: الهلاك، والإثم، والمشقة.


    ومنه قوله تعالى {ولو شاء الله لأعنتكم}: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن: أي لأهلككم.


    قال الحربي في المجموع المغيث: العنت: المشقة، والفساد، والهلاك، والإثم، والغلط، والخطأ.

    قال أبو حيان في تحفة الأريب: {العنت}: الهلاك وأصله المشقة. ومنه {أعنتكم}: أي أهلككم، وقيل: كلفكم ما يشتد عليكم.

    قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين: العنت: إدخال المشقة على إنسان. عنت فلان، أي: لقي مشقة. وتعنته تعنتا، أي: سألته عن شيء أردت به اللبس عليه والمشقة.

    قال الجوهري في الصحاح تاج اللغة: العنت: الإثم. وقد عنت الرجل. وقال تعالى: (عزيز عليه ما عنتم) .

    انتهى.

    فمعنى قوله تعالى {عزيز عليه ما عنتم}: أي شديد عليه ما أَعْنَتَكم وضركم.
    قاله ابن قتيبة في غريب القران.

    قال الزجاج في معانيه: أي عزيز عليه عنتكم، والعنت لقاء الشدة.

    قال السعدي في تفسيره: {‏عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ‏}‏ أي‏:‏ يشق عليه الأمر الذي يشق عليكم ويعنتكم‏.‏


    *قوله {حَريصٌ عَلَيكُم}:* أي : على إيمانكم وصلاحكم .
    قاله البغوي في تفسيره.


    قال السعدي في تفسيره: فيحب لكم الخير، ويسعى جهده في إيصاله إليكم، ويحرص على هدايتكم إلى الإيمان، ويكره لكم الشر، ويسعى جهده في تنفيركم عنه‏.‏


    *قوله {بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ}:* رَءوفٌ: أي رفيق.
    قاله الطبري في تفسيره.


    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والرؤوف : الشديد الرأفة . والرحيم : الشديد الرحمة ، لأنهما صيغتا مبالغة.


    قال البغوي في تفسيره: بالمؤمنين رءوف رحيم ) قيل : رءوف بالمطيعين رحيم بالمذنبين.

    قال السعدي في تفسيره: ‏{‏بِالْمُؤْمِ ِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ‏}‏ أي‏:‏ شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحم بهم من والديهم‏.‏
    ولهذا كان حقه مقدمًا على سائر حقوق الخلق، وواجب على الأمة الإيمان به، وتعظيمه، وتعزيره، وتوقيره


    *قوله ‏{‏فَإِنْ‏ تَوَلَّوا}:* أعرضوا.

    ونظير ذلك في التنزيل كثير؛ من ذلك قوله تعالى (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ): أي وأعرض عنهم.


    ومنه (عَبَسَ وَتَوَلَّى): أي وأعرض.


    ومنه (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ): أي أعرض عن الإيمان بجنده.


    قال زين الدين المناوي في التوقيف على مهمات التعاريف: التولي: الإعراض المتكلف بما يفهمه التفعل.

    انتهى.


    فمعنى قوله تعالى {فَإِن تَوَلَّوا} إن أعرضوا عن الإيمان وناصبوك الحرب.
    قاله البغوي في تفسيره.


    قال السمرقندي في بحر العلوم: فإن تولوا، يعني: إن أعرضوا عنك ولم يؤمنوا بك.


    قال السعدي في تفسيره: {‏فَإِنْ‏}‏ آمنوا، فذلك حظهم وتوفيقهم، وإن ‏{‏تَوَلَّوا‏} عن الإيمان والعمل، فامض على سبيلك، ولا تزل في دعوتك.


    *قوله {فَقُل حَسبِيَ اللَّهُ}:* كفاني الله وفوضت أمري إلى الله ووثقت به.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم.

    قال الطبري في تفسيره: يكفيني ربي.

    قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى (فإن تولوا فقل حسبي الله) أي إن أعرض الكفار يا محمد بعد هذه النعم التي من الله عليهم بها فقل حسبي الله أي كافي الله تعالى.


    *قوله {لا إِلهَ إِلّا هُو}:* لا يعبد بحق إلا هو.


    قال السمرقندي في البحر: يعني لا ناصر ولا رازق ولا معين إلا هو.


    *قوله {عَلَيهِ}:* وحده لا شريك له.


    *قوله {تَوَكَّلتُ}:* أي اعتمدت وإليه فوضت جميع أموري.
    قاله القرطبي في تفسيره.

    قال السمرقندي في البحر: يعني به أثق.

    *قوله {وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيم}:* خالق العرش العظيم؛ الذي هو أعظم المخلوقات على الإطلاق. والعرش غير الكرسي.


    قال القرطبي في تفسيره: وهو رب العرش العظيم خص العرش لأنه أعظم المخلوقات فيدخل فيه ما دونه إذا ما ذكره.


    قال الطبري في تفسيره: وإنما عنى بوصفه جل ثناؤه نفسه بأنه رب العرش العظيم، الخبرَ عن جميع ما دونه أنهم عبيده، وفي ملكه وسلطانه، لأن " العرش العظيم "، إنما يكون للملوك، فوصف نفسه بأنه " ذو العرش " دون سائر خلقه، وأنه الملك العظيم دون غيره، وأن من دونه في سلطانه وملكه، جارٍ عليه حكمه وقضاؤه.

    ..............................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  13. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

    قوله تعالى
    ﴿دَعواهُم فيها سُبحانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُم فيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ [يونس: 10].

    *قوله {دَعواهُم}:* يعني دعاءهم.
    قاله الطبري في تفسيره، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، والسمعاني في تفسيره، والقرطبي في تفسيره، وابن الجوزي في زاد المسير، والنسفي في مدارك التنزيل، والشوكاني فس فتح القدير، وإلايجي الشافعي في جامع البيان، وغيرهم.

    إلا أن مكي قال: حكى سيبويه: الدعوى بمعنى الدعاء. فالمعنى دعاؤهم في الجنة:*سبحانك*ال هم.

    وزاد الشوكاني: قوله:*دعواهم: ونداؤهم.

    زاد القرطبي: والدعوى مصدر دعا يدعو، كالشكوى مصدر شكا يشكو.

    وزاد الزجاج: يعني إن دعاء أهل الجنة تنزيه الله وتعظيمه.

    وزاد النسفي: لأن اللهم*نداء لله ومعناه*اللهم*إنا نسبحك أي يدعون الله بقولهم*
    سبحانك*اللهم*تلذ ذا بذكره لاعبادة.

    *قوله {فيها}:* في الجنة.

    *قوله {سُبحانَكَ اللَّهُمَّ}:* كلمة تنزيه؛ فتعم تنزيه الله من كل عيب، ونقص، ووصف لا يليق به - جل ذكره -.

    والمعنى: تنزهت اللهم عن كل عيب ونقص عامة، وعن خلف الوعد خاصة؛ فقد وعدتنا دخول الجنة، كما أنهم ينزهون ربهم عما وصفه به الكافرون في الدنيا؛ وذلك لما يروا من جلاله وكماله عند رؤيتهم ربهم في الجنة.

    قال الطبري في تفسيره: وأما قوله:*(سبحانك اللهم)*، فإن معناه: تنـزيها لك ، يا رب ، مما أضاف إليك أهل الشرك بك ، من الكذب عليك والفِرْية.

    قال البغوي في تفسيره: ( فيها سبحانك اللهم )*وهي كلمة تنزيه ، تنزه الله من كل سوء.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: وسبحان: مصدر بمعنى التسبيح، أي التنزيه.

    *قوله {وَ}:* أما.
    قاله السعدي في تفسيره.

    *قوله {تَحِيَّتُهُم}:* تحية بعضهم بعضًا.
    قاله الطبري في تفسيره.

    وقال البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: {وتحيتهم} أي لله وفيما بينهم.

    *قوله {فيها}:* في الجنة.

    *قوله {سَلامٌ}:* مما ابتلي به أهل النار، ومن كل حَزن.

    يريد: يسلم بعضهم على بعض بتحية الله المباركة؛ أي يدعو بعضهم لبعض بالسلامة من كل مكروه؛ أي سلمتم، وأمنتم من كل وشر، والنار أعظم الشرور التي سلموا منها؛

    فالجنة بذلك دار السلام؛ سالمة من كل أذى؛ لكمال نعيمها، كما في قوله (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ): قال السعدي في تفسيره: وسمى الله الجنة ‏"‏دار السلام‏"‏ لسلامتها من جميع الآفات والنقائص، وذلك لكمال نعيمها وتمامه وبقائه، وحسنه من كل وجه‏.‏

    وقوله (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ): قال البغوي في تفسيره: يعني الجنة.

    انتهى.

    فمعنى قوله تعالى {وَتَحِيَّتُهُم فيها سَلامٌ}: (فيها سلام): أي سَلِمْتَ وأمِنْتَ مما ابتُلي به أهل النار.
    قاله الطبري في تفسيره.

    قال البغوي في تفسيره: قوله تعالى :*(وتحيتهم فيها سلام) أي يحيي بعضهم بعضا بالسلام . وقيل: تحية الملائكة لهم بالسلام.

    وقال نجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن: (وتحيتهم*فيها*سل م) : ملكهم سالم من الزوال.

    قال السعدي في تفسيره: ‏{‏تَحِيَّتُهُ ْ‏}‏ فيما بينهم عند التلاقي والتزاور، فهو السلام، أي‏:‏ كلام سالم من اللغو والإثم.

    *قوله {وَآخِرُ دَعواهُم}:* وآخر دعائهم.
    قاله الطبري في تفسيره.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: {وآخر*دعواهم} وخاتمة دعائهم الذي هو التسبيح.

    *قوله {أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمين}:* أن صدقنا وعده، أورثنا الجنة، ونجانا من النار؛ فله الحمد كله؛ ولولا هدايته لنا وتوفيقه لحرمنا كل هذا، ونحوه قوله تعالى (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).

    وقوله ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).

    قال البغوي في تفسيره: ( وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين )*يريد يفتتحون كلامهم بالتسبيح ، ويختمونه بالتحميد.

    قال الشوكاني في فتح القدير: قوله: (وآخر*دعواهم*أن الحمد لله رب العالمين) أي: وخاتمة دعائهم الذي هو التسبيح أن يقولوا: الحمد لله رب العالمين.

    قال ابن كثير في تفسيره: وهذه الآية فيها شبه من قوله:*(تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما)، وقوله:*(لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما) وقوله:*(سلام قولا من رب رحيم) وقوله:*(والملائك يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).
    ..............................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  14. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

    قوله تعالى
    {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم ْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (11).

    *قوله {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَِّ اسْتِعْجَالَهُم ْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُم}:* أي أنهم يدعون على أنفسهم بالشر كما يدعون لها بالخير. فلو عجل لهم من الشر ما يستعجلونه بدعائهم مثل استعجالهم الخير لهلكوا.
    قاله السمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: أي لو عجل*الله للناس*الشر إذا دعوا به على أنفسهم عند الغضب وعلى أهليهم وأولادهم، واستعجلوا به كما يستعجلون بالخير فيسألونه الرزق والرحمة: {لقضي إليهم أجلهم} أي: لماتوا.

    قال السعدي في تفسيره: ويدخل في هذا، أن العبد إذا غضب على أولاده أو أهله أو ماله، ربما دعا عليهم دعوة لو قبلت منه لهلكوا، ولأضره ذلك غاية الضرر، ولكنه تعالى حليم حكيم‏.‏

    قال البسيلي في نكت وتنبيهات في تفسير القرآن: الآية تدل على مرجوحية الاستعجال مطلقا؛ كما في قوله: (إن هؤلاء يحبون العاجلة).

    قلت (عبدالرحيم): فيه مسألتان:

    الأولى: أن قوله تعالى {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَِّ اسْتِعْجَالَهُم ْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُم}: نظيرتها قوله تعالى (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا): قال ابن قتيبة في غريب القرآن: أي يدعو على نفسه وعلى خادمه وعلى ماله، بما لو استجيب له فيه، هلك. {وكان*الإنسان*عج لا} أي يعجل عند الغضب. والله لا يعجل بإجابته.

    انتهى

    الثانية: ما جاءت "العجلة" في القرآن إلا مذمومة؛ ولفرط عجلة الإنسان كأنه خلق منها؛ لقوله {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ }: قال الألوسي في روح المعاني؛ جعل*لفرط*استعجال ه وقلة صبره كأنه مخلوق*من*نفس العجل.

    فما جاء الاستعجال إلا مذموما؛ كما في قوله تعالى {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ}: قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن: {عجل*لنا*قطنا}: العذاب.

    وقوله {وَيَسْتَعْجِلُ نَكَ بِالْعَذَابَِ}: قال ابن كثير في تفسيره: يقول تعالى مخبرا عن جهل المشركين في استعجالهم عذاب الله أن يقع بهم، وبأس الله أن يحل عليهم.

    وقوله {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}: تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ: قال الجلال المحلي في الجلالين: أي بالعذاب.

    وقوله {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}: قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: فلما جاءهم عذاب الله الذي استعجلوه، فرأوه سحابا عارضا في ناحية من نواحي السماء.

    وقوله {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}: قال الألوسي في روح المعاني: أي من العذاب.

    وقوله {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولا تعجل يا محمد بالقرآن، فتقرئه أصحابك، أو تقرأه عليهم.
    قاله الطبري في تفسيره.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: العجلة: طلب الشيء وتحريه قبل أوانه، وهو من مقتضى الشهوة، فلذلك صارت مذمومة في عامة القرآن حتى قيل: «العجلة من الشيطان».

    *قوله {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}:* أي لماتوا، وهلكوا؛ ولكنه لا يفعل ذلك - تبارك وتعالى -؛ لسعة رحمته ولطفه.

    قال الطبري في تفسيره: (لقضي إليهم أجلهم)، يقول: لهلكوا، وعُجِّل لهم الموت، وهو الأجل.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}: أي لماتوا.

    قال السمعاني في تفسيره: {لقضى إليهم أجلهم} فهلكوا جميعا وماتوا.*

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والقضاء: التقدير. والأجل: المدة المعينة لبقاء قوم. والمعنى: لقضي إليهم حلول أجلهم.

    قلت (عبدالرحيم): قوله {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} أي لماتوا، وهلكوا. ومنه قولهم: " فلان قضى": أي مات.

    ومنه قوله تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ}: قال أبو بشر البندنيجي*في التقفية في اللغة: والنحب: الموت والنذر، يقال:*قضى*فلاننح ه*إذا*مات*وأوفى بنذره.*

    ومنه {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}: قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: ومعنى (لقضي*الأمر) أي لتم بإهلاكهم.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: (لقضي*بينهم)*يعني : لفرغ منهم بالهلاك.*

    ومنه {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}: قال السمعاني في تفسيره: أي لا*يقضي*عليهمالم وت*فيموتوا.

    ومنه {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ}: فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ: قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: أي*أمتناه.

    *قوله {فَنَذَرُ}:* فندع، ونترك.ونظير ذلك في التنزيل كثير؛ من ذلك قوله تعالى {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}: ذرني: أي اتركني.

    ومنه {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِي نَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}: أي واتركني.

    قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن: وكأنه قال:*اتركني واترك من خلقت وحيدا وكذلك*اتركني*وات رك المكذبين.

    ومنه {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}: ِّ لَا تَذَرْنِي: لا تتركني.

    ومنه {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ}: أي اتركهم*مستقرين في غمرتهم.*
    قاله السمين الحلبي في الدر المصون في علوم الكتاب المكنون.

    *قوله {الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ}:* لا يخافون. والرجاء هنا بمعنى الخوف. وقد سبق - بحمد الله - ذكر الأشباه والنظائر لهذا المعنى.

    *قوله {لِقَاءَنَا}:* يريد البعث.

    قال البغوي في تفسيره: ( فنذر الذين لا يرجون لقاءنا )*لا يخافون البعث والحساب.

    *قوله {فِي طُغْيَانِهِمْ}:* لحين حلول آجالهم المضروبة. والمعنى: فنذر هؤلاء لحين انتهاء آجالهم؛ في تمرّدهم وعتوّهم.
    قاله الطبري في تفسيره.

    *قوله {يَعْمَهُونَ}:* يعني: يترددون، ويتحيرون.

    قال الطبري في تفسيره، والسمعاني في تفسيره، والنسفي في مدارك التنزيل: يعني يترددون.

    وقال القرطبي في تفسيره: أي يتحيرون.

    المعنى الإجمالي للآية؛ من كتاب (المختصر في غريب):

    "ولو يُعَجِّل الله سبحانه استجابة دعاء الناس على أنفسهم وأولادهم وأموالهم بالشر عند الغضب، مثل ما يستجيب لهم في دعائهم بالخير - لهلكوا، ولكن الله يمهلهم، فيترك الذين لا ينتظرون لقاءه - لأنهم لا يخافون عقابًا ولا يرتجون ثوابًا - يتركهم مترددين حائرين مرتابين في يوم الحساب".
    ..............................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  15. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

    قوله تعالى
    ﴿وَإِذا مَسَّ الإِنسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنبِهِ أَو قاعِدًا أَو قائِمًا فَلَمّا كَشَفنا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَم يَدعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلمُسرِفينَ ما كانوا يَعمَلونَ﴾
    [يونس: 12].

    *قوله {وَ}:*عطف على سابقتها.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير :عطف على جملة*{ولو يعجل الله للناس الشر} [يونس : 11]*الآية.

    *قوله {إِذا مَسَّ الإِنسانَ}:* مَسَّ: أصابه.
    قاله النسي في مدارك التنزيل، وأبو السعود في تفسيره.

    قلت (عبدالرحيم): قوله تعالى {إِذا مَسَّ الإِنسانَ}: مس: معناه: أصاب. ومنه قوله تعالى (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ): يعني:*تصيبكم*الن ر.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم.

    ومنه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ): وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ: أي وما أصابنا تعب، وإعياء.
    قاله الواحدي في الوجيز.

    ومنه (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ): يعني أصابني الشيطان بتعب وألم.
    قاله الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير.

    ومنه (قَالَ أَبَشَّرْتُمُون ِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ): مسني الكبر أي: بعد ما أصابني الكبر والهرم.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم.

    ومنه (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً): تَمَسَّنَا: تصيبنا.
    قاله ابن الهائم في التبيان.

    ومنه (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ): مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ: أصابتهم البأساء.
    قاله مقاتل بن سليمان في تفسيره.

    ومنه (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ): إِنْ يَمْسَسْكُمْ: إن يصبكم.
    قاله الطبري في تفسيره.

    ومنه (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ): يَمْسَسْكَ: يصيبك.
    قاله الخضيري في السراج في بيان غريب القرآن.

    ومنه (هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ): وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ: يعني لا تصيبوها بعقر، يعني لا تقتلوها.
    قاله السمرقندي في البحر.

    ومنه (ُوَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ): وما أصابني الضر والفقر.
    قاله الواحدي في الوسيط.

    ومنه (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ):*مسنا" أي*أصابنا.
    قاله القرطبي في تفسيره.

    ومنه (لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ): لا*يمسهم،*لا*يصي هم، فيها نصب، أي: تعب [ومشقة].
    قاله البغوي في تفسيره.

    ومنه (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ): لَمَسَّكُمْ: لأصابكم.
    قاله الواحدي في الوسيط.

    *قوله {الضُّرُّ}:* الجهد والشدة.
    قاله البغوي في تفسيره، وابن الجوزي في زاد المسير.

    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: وإذا أصاب الإنسان الشدة والجهد.

    *قوله {دَعانا}:* ندانا، واستغاث بنا، بتضرع وإخلاص، وإلحاح، أن نكشف عنه. ونحوه قوله تعالى (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ).

    قال السمرقندي في بحر العلوم: {دَعانا} دعانا يقول أخلص في الدعاء إلينا.

    قال الطبري في تفسيره: (دعانا لجنبه) ، يقول: استغاث بنا في كشف ذلك عنه.

    قال القاسمي في محاسن التأويل: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا} أي لكشفه وإزالته.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والدعاء: هنا الطلب والسؤال بتضرع.

    *قوله {لِجَنبِه}:* يعني على جنبه.
    قاله سراج الدين النعماني في اللباب، والخطيب الشربيني في السراج المنير.

    قال البغوي في تفسيره: أي على جنبه مضطجعا.

    قال الفراء في معاني القرآن: فلجنبه، وعلى جنبه سواء.

    قال القاسمي في محاسن التأويل: واللام بمعنى (على) أي على جنبه.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: واللام في قوله : {لجنبه} بمعنى (على) كقوله تعالى : { يخرون لِلأذقان } وقوله : {وتلَّه للجبين}.

    *قوله {أَو قاعِدًا أو قائِمًا}:* أي ودعانا قائما وقاعدا؛ يريد على كل حاله يدعو وبه عند الضر؛ لأن ابن آدم لا يخلو حاله من اضجاع (استلقاؤه ووضع جنبه بالأرض)، أو قعود، أو قيام.

    قال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ: والمعنى: دعاء في سائر أحواله لأن الإنسان لا يخلو حاله عن إحدى هذه الهيئات.

    قال البغوي في تفسيره، والقرطبي في تفسيره: (أو قاعدا أو قائما) يريد في جميع حالاته ، لأن الإنسان لا يعدو إحدى هذه الحالات.

    قال الخطيب الشربيني في السراج المنير: {أو قاعدا أو قائما} وفائدة التردد تعميم الدعاء لجميع الأحوال أو لأصناف المضار.

    قال سراج الدين النعماني في اللباب في علوم الكتاب: وقيل: وإنما بدأ بالمضطجع؛ لأنه بالضر أشد في غالب الأمر، فهو يدعو أكثر، والاجتهاد فيه أشد، ثم القاعد ثم القائم.

    *قوله {فَلَمّا كَشَفنا}:* كشفنا: دفعنا.
    قاله البغوي في تفسيره، ومجير الدين العليمي في تفسيره.

    قال الطبري في تفسيره؛ (فلما كشفنا عنه ضره) ، يقول: فلما فرّجنا عنه الجهد الذي أصابه.

    قال النسفي مدارك التنزيل: أزلنا ما به.

    قلت (عبدالرحيم): قوله تعالى {فَلَمّا كَشَفنا}: أي فلما أزلنا، ورفعنا، ودفعنا، وصرفنا، وفرجنا؛ وكلها من معاني رفع الضر.

    ومنه قوله تعالى (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُم ْ إِلَى حِينٍ): رفعنا عنهم العذاب تقديرا لهم {ومتعناهم إلى حين} يقول: وأجلناهم إلى الموت، عرف الله الصدق منهم فرفع العذاب عنهم ولم يقبله من غيرهم.
    قاله الجرجاني في درج الدرر.

    ومنه قوله تعالى ومنه {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ}: يعني: رفعنا ما به من شدة.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم.

    ومنه {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}: وَيَكْشِفُ السُّوءَ: أي ومن يزيل السوء سواه.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والمعنى: من يزيل السوء.

    ومنه {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ}: كشفنا عنهم أي: صرفنا عنهم.
    قاله ابن الجوزي في زاد المسير.

    قال الطبري في تفسيره: فلما*رفعنا*عنهم العذاب الذي أنزلنا بهم.

    ومنه {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}: {فكشفنا}: أي أزلنا ورفعنا.
    قاله الهرري في حدائق الروح والريحان.

    قال السمين الحلبي في العمدة: أي رفعنا الحجاب الدنيوي عنك في الآخرة فصار بصرك حديدا ثابتا.

    *قوله {عَنهُ ضُرَّهُ}:* الذي أصابه، ونزل به.

    قال الطبري في تفسيره: (فلما كشفنا عنه ضره) ، يقول: فلما فرّجنا عنه الجهد الذي أصابه.

    *قوله {مَرَّ}:* معرضا عنا كما كان؛ وقد كان من قبل يدعونا بدعاء عريض؛ أي كثير.

    وهذا من كفران ابن آدم، كما في قوله تعالى {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}: فذو دعاء عريض: قال الجلال المحلي في الجلالين: كثير.

    قال يحيى بن سلام في التصاريف: {مَرَّ}: معرضا عنا.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: أي مر معرضا عن الله - عز وجل - الذي كشف عنه الضر.

    قال أبو السعود في تفسيره: {مر} أي مضى واستمر على طريقته التي كان ينتحيها قبل مساس الضر ونسي حالة الجهد والبلاء أو مر عن موقف الضراعة والابتهال ونأى بجانبه.

    *قوله {كَأَن}:* كأنه.
    قاله ابن أبي زمنين في تفسيره.

    قال سراج الدين النعماني في اللباب: تقديره: كأنه لم يدعنا، ثم أسقط الضمير تخفيفا، كقوله تعالى {كأن لم يلبثوا}.

    *قوله {لَم يَدعُنا إِلى}:* كشف.

    *قوله {ضُرٍّ مَسَّهُ}:* أصابه من قبل. ولو شئنا أنزلناه به مرة أخرى بعدما كشفنا عنه.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: إلى بلاء أصابه قبل ذلك فلم يشكره.

    قال البغوي في تفسيره، والقرطبي في تفسيره: أي استمر على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر ، ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء ، كأنه لم يدعنا إلى ضر مسه أي : لم يطلب منا كشف ضر مسه.

    وقال القرطبي - أيضا -: وهذه صفة كثير من المخلصين الموحدين ، إذا أصابته العافية مر على ما كان عليه من المعاصي؛ فالآية تعم الكافر وغيره .

    قال الطبري في تفسيره: يقول: استمرَّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر، ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء أو تناساه، وترك الشكر لربه الذي فرّج عنه ما كان قد نـزل به من البلاء حين استعاذ به...

    قال السعدي في تفسيره: أي‏:‏ استمر في غفلته معرضا عن ربه، كأنه ما جاءه ضره، فكشفه الله عنه، فأي ظلم أعظم من هذا الظلم‏؟‏‏"‏ يطلب من الله قضاء غرضه، فإذا أناله إياه لم ينظر إلى حق ربه، وكأنه ليس عليه لله حق‏.‏ وهذا تزيين من الشيطان، زين له ما كان مستهجنا مستقبحا في العقول والفطر‏.‏

    *قوله {كَذلِكَ زُيِّنَ لِلمُسرِفينَ}:* المجاوزين الحد في الكفر والمعصية.
    قاله البغوي في تفسيره.

    قال ابن الجوزي في زاد المسير: قوله تعالى: {كذلك زين للمسرفين} المعنى: كما زين لهذا الكافر الدعاء عند البلاء والإعراض عند الرخاء، كذلك زين للمسرفين، وهم المجاوزون الحد في الكفر والمعصية، عملهم.

    ..............................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  16. افتراضي

    888*معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424*

    قوله تعالى
    ﴿وَلَقَد أَهلَكنَا القُرونَ مِن قَبلِكُم لَمّا ظَلَموا وَجاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّناتِ وَما كانوا لِيُؤمِنوا كَذلِكَ نَجزِي القَومَ المُجرِمينَ﴾ [يونس: 13].

    *قوله {وَلَقَد}:* تحقيق.

    قال الصافي في الجدول في إعراب القرآن: (اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف تحقيق.

    *قوله {أَهلَكنَا}:* الإهلاك : الاستيصال والإفنا.
    قاله الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير.

    *قوله {القُرونَ}:* الأمم.
    قاله السيوطي في الجلالين.

    *قوله {مِن قَبلِكُم}:* يعني من قبل كفار مكة.

    قال الواحدي ف الوجيز: يخوِّف كفار مكَّة بمثل عذاب الأمم الخالية.

    *قوله {لَمّا}:* حينما.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير: اسم زمان بمعنى حين على التحقيق.

    *قوله {ظَلَموا}:* أشركوا.
    قاله ابن أبي زمنين في تفسيره، والبغوي في تفسيره، والنسفي في مدارك التنزيل.

    قال القرطبي في تفسيره: أي كفروا وأشركوا.

    قال الطبري في تفسيره: يقول: لما أشركوا وخالفوا أمر الله ونهيه.

    قال ابن الجوزي في زاد المسير: والظلم هاهنا بمعنى الشرك.

    قلت (عبدالرحيم): وتصديقه قوله تعالى*- على لسان لقمان - (يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)،

    وقوله (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ): وروى الشيخان، من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: لما نزلت (الَّذينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) شَقَّ ذَلِكَ عَلى الْمُسْلِمينَ؛ فَقالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّنا لاَ يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّما هُوَ الشِّرْكُ؛ أَلَمْ تَسْمَعُوا ما قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهوَ يَعِظهُ (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكُ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).

    وقوله - على لسان ذي القرنين - {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا}: من ظلم نفسه بالشرك والكفر، وإلا فلا يجرؤ أحد على الظلم في زمان ذي القرنين.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ظلم في هذه الآية بمعنى كفر.

    قال الطبري في تفسيره: (قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُه): يقول: أما من كفر فسوف نقتله.

    قال البيضاوي في تفسيره: أما من دعوته فظلم نفسه بالإصرار*على*كفر ه أو*استمر*على*ظلم *الذي*هو الشرك فنعذبه أنا ومن معي في الدنيا بالقتل، ثم يعذبه الله في الآخرة عذابا منكرا لم يعهد مثله.

    *قوله {وَ}:* حينما.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير: وجملة : {وجاءته} معطوفة على جملة {ظلموا}.

    *قوله {جاءَتهُم}:* أرسلت إليهم.

    *قوله {رُسُلُهُم}:* من عند الله.
    قاله الطبري في تفسيره.

    *قوله {بِالبَيِّنات}ِ:* أي ما كان ليهلكهم إلا بعدما قامت الحجة، وبانت المحجة.

    قال الطبري في تفسيره: وهي الآيات والحجج التي تُبين عن صدقِ من جاء بها.

    قال القرطبي في تفسيره: أي بالمعجزات الواضحات والبراهين النيرات .

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير: والبينات : جمع بينة ، وهي الحجة على الصدق.

    وقال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: بالآيات بالأمر والنهي.

    *قوله {وَما كانوا لِيُؤمِنوا}:* أخبر بعلمه فيهم.
    قاله ابن أبي زمنين في تفسيره.

    قال القرطبي في تفسيره: أي أهلكناهم لعلمنا أنهم لا يؤمنون.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: {وما كانوا ليؤمنوا}، يعني: لم يصدقوا الرسل ولم يرغبوا في الإيمان.

    قال الزجاج في معاني القران واعرابه: المعنى كالمعنى من قوله: (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل). أعلم الله - جل ثناؤه أنهم لا يؤمنون ولو أبقاهم أبدا.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: وقوله {وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا} إخبار عن قسوة قلوبهم وشدّة كفرهم.

    قال الطاهر وعبر عن انتفاء إيمانهم بصيغة لام الجحود مبالغة في انتفائه إشارة إلى اليأس من إيمانهم .

    قلت (عبدالرحيم): قوله تعالى {وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا}: أخبر أنهم لايؤمنون، كما أخبر عن أبي لهب أنه من أهل النار وقد كان يمشي بين ظهراني الخلق؛ ففي الآية رد على القدرية - مجوس هذه الأمة -؛ فالله يعلم ما كان وما لم يكن كيف يكون إذا أذن فيه الله؛ وقد سبق - بحمد الله - بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة عند تعرضنا لتفسير سورة التوبة؛ في قوله تعالى { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }.

    *قوله {كَذلِكَ}:* أي كما أهلكناهم بكفرهم.
    قاله مجير الدين العليمي في فتح الرحمن في تفسير القرآن.

    *قوله {نَجزِي}:* نعاقب.
    قاله البغوي في تفسيره، والسمرقندي في البحر، وابن الجوزي في زاد المسير.

    زاد البغوي، وابن الجوزي: ونهلك.

    قلت (عبدالرحيم): يأتي الجزاء في التنزيل على عدة معان:

    منها: العقاب؛ كما في الآية التي نحن بصددها، وكما في قوله (وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى): نَجْزِي: أي نهلك.

    ومنها: الثواب على الطاعة، والثواب على المعصية؛ كما في قوله (إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى): أي لتجزي كل نفس بميزان (فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ * وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).

    ومنها: البدل والعوض؛ كما فط قوله (فجزاء مثل ما قتل من النعم): قال ابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب: أي فعليه بدل ما قتل.

    *قوله {القَومَ المُجرِمينَ}:* الكافرين المكذبين؛* يريد: كذلك نجزي من أصر منكم على تكذيبه.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره، وابن الجوزي في زاد المسير: {كذلك نجزي القوم المجرمين} المشركين.

    إلا ان ابن الجوزي قال: القوم المجرمين: يعني المشركين من قومك.

    وقال السمرقندي: الكافرين.

    قال الطاهر بن عاشور: والتعريف في { القوم المجرمين } للاستغراق فلذلك عم القرون الماضية وعم المخاطبين ، وبذلك كان إنذاراً لقريش بأن ينالهم ما نال أولئك . والمُراد بالإجرام أقصاه ، وهو الشرك .

    ..............................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. 00966509006424

  17. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*

    قوله تعالى
    ﴿قُل لَو شاءَ اللَّهُ ما تَلَوتُهُ عَلَيكُم وَلا أَدراكُم بِهِ فَقَد لَبِثتُ فيكُم عُمُرًا مِن قَبلِهِ أَفَلا تَعقِلونَ﴾ [يونس: 16].

    *قوله {قُل}:* لهؤلاء الذين قالوا لك {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ}.

    *قوله {لَو شاءَ اللَّهُ}:* فيه صفة المشيئة - لله جل ذكره -. فهو - تعالى ذكره - ينزل من الوحي ما يشاء؛ كما قال (فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).

    قال النسفي في مدارك التنزيل: يعني أن تلاوته ليست إلا بمشيئة.

    *قوله {ما تَلَوتُهُ}:* قرأته. والتلاوة: القراءة. وقد سبق ذكر نظائرها.

    قال القرطبي في تفسيره: أي لو شاء الله ما أرسلني إليكم فتلوت عليكم القرآن.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: تقديره لو شاء الله أن لا أتلوه عليكم ما تلوتُه .

    *قوله {عَلَيكُم}:* أيها الطالبون مني أن أغير ما أوحي إلي من القرآن.

    قال البغوي في تفسيره: (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم) يعني : لو شاء الله ما أنزل القرآن علي .

    *قوله {وَلا أَدراكُم}:* ولا أعلمكم به.
    قاله الطبري في تفسيره، وابن أبي زمنين في تفسيره، والبغوي في تفسيره، والسمعاني في تفسيره.

    إلا أن البغوي قال:* (ولا أدراكم به) أي: ولا أعلمكم الله .

    وقال السمعاني في تفسيره: أي ولا أعلمكم الله به.

    قال الواحدي في الوسيط: والمعنى: لو شاء الله ألا ينزل القرآن ما أعلمكم به ولا أمرني بتلاوته عليكم.

    قال ابن عطية في التحرير والتنوير: و"أَدْراكُمْ" بمعنى أعلمكم يقال دريت بالأمر وأدريت غيري.

    *قوله {بِهِ}:* بالقرآن.

    *قوله {فَقَد لَبِثتُ}:* مكثت، وأقمت. واللبث: الإقامة.

    قال أبو حيان في البحر المحيط: والمعنى قد*أقمت*فيما بينكم دهرا مديدا مقدار أربعين سنة تحفظون تفاصيل أحوالي طرا وتحيطون بما لدي خبرا.

    قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين: اللبث:*المكث، ولبث لبثا.

    قال ابن منظور في لسان العرب: والمكث:*الإقامة* ع الانتظار والتلبث في المكان، والاسم*المكث*وال مكث، بضم الميم وكسرها.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: لَبِثَ*بالمكان:* قام*به*ملازما*له .*

    قلت (عبدالرحيم): ومنه قوله تعالى (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ):*فَمَكَ َ:*أي*أقام.
    قاله ابن جزي الغرناطي.

    ومنه (يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا): اى*أقمتم ومكثتم فى الدنيا أو فى القبر*إلا*عشرا*ع ر ليال أو عشر ساعات.
    قاله حقي الخلوتي في روح البيان.

    ومنه (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ): أي*كم*أقمتم*فيها أحياء عدد سنين.
    قاله الألوسي في روح المعاني.

    ومنه (إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا): امْكُثُوا:*أي*أق موا.
    قاله الماوردي في النكت والعيون.

    ومنه (أَوْقَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ): {كم*لبثت}*أقمت*بم ان أو على حال.
    قاله الجرجاني في درج الدرر.

    ومنه (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ): لم*يقيموا أو*لم*يستقروا.
    قاله الجمل في مخطوطته.

    ومنه (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ): أي ما*أقام*حتى*جاء*ب عجل*حنيذ.
    قاله الزجاج في معاني القرآن وإعرابه.

    ومنه ( فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ): فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ: أي*أقام*به*مسجون .

    ومنه (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّون َكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا): يعني لو فعلوا لعجلنا إهلاكهم فلم يقيموا بعدك في الأرض إلا قليلا؛ لأن بقاءه أمان لهم من الهلاك.

    قال الثعلبي في الكشف والبيان: ولو أخرجوه من أرض العرب لم يميلوا أن*يقيموا*فيها على كفرهم بل أهلكوا بالعذاب.

    ومنه (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا): (ولبثوا) أي*أقاموا.
    قاله صديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد القرآن.

    ومنه (فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى): فَلَبِثْتَ سِنِينَ:*أقمت*في أهل مدين عشرسنين.
    قاله الزحيلي في التفسير المنير.

    *قوله {فيكُم}:* يا أهل مكة.

    *قوله {عُمُرًا}:* حينا، ووقتا، وأجلا طويلا.

    قال البغوي في تفسيره: حينا.

    قال الطبري في تفسيره: يقول: فقد مكثت فيكم أربعين سنة.

    قال السعدي في تفسيره: طويلا .

    قال السمعاني في تفسيره: وقدر العمر الذي لبث فيهم من قبله: هو أربعون سنة باتفاق أهل العلم.

    *قوله {مِن قَبلِهِ}:* من قبل أن أتلو عليكم القرآن، ومن قبل أن يوحى إلي.

    قال القرطبي في تفسيره: من قبله أي من قبل القرآن ، تعرفونني بالصدق والأمانة ، لا أقرأ ولا أكتب ، ثم جئتكم بالمعجزات .

    قال البغوي في تفسيره:* (من قبله) من قبل نزول القرآن ولم آتكم بشيء.

    قال ابن أبي زمينين في تفسيره: من قبل القرآن لا أدعي هذه النبوة.

    *قوله {أَفَلا تَعقِلون}:* أن هذا القرآن ليس من عندي، ولم تخطه يميني؛ فأنتم تعلمون أني لا أقرأ ولا أكتب، وتعرفون حسبي ونسبي، وصدقي، ولم تأثروا علي كذب، ولم تتهمونني في خيانة؛ فكيف أدع الكذب عليكم، ثم أكذب على ربي؟!.

    وقد ذكّرَ الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بهذه الحقيقة، كما قال تعالى ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ)، ونحوه (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ).

    قال القرطبي في تفسيره: {أَفَلا تَعقِلون} أن هذا لا يكون إلا من عند الله لا من قبلي.

    قال السيوطي في الجلالين: {أفلا تعقلون} أنه ليس من قبلي.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: أفلا تعقلون أني لم أتقوله من تلقاء نفسي، ولكنه هو القرآن الذي أوحى الله من عنده، لأنه لو كان من تلقاء نفسي لسمعتم مني قبل هذا شيئا منه.

    قال الطبري في تفسيره: (أفلا تعقلون) ، أني لو كنت منتحلا ما ليس لي من القول، كنت قد انتحلته في أيّام شبابي وحَداثتي ، وقبل الوقت الذي تلوته عليكم؟ فقد كان لي اليوم ، لو لم يوح إليّ وأومر بتلاوته عليكم ، مندوحةٌ عن معاداتكم ، ومتّسَعٌ، في الحال التي كنت بها منكم قبل أن يوحى إلي وأومر بتلاوته عليكم.
    ..............................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. +966509006424

  18. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*

    قوله تعالى
    ﴿فَمَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَو كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفلِحُ المُجرِمونَ﴾ [يونس: 17].

    *قوله {فَمَن}:* أي لا أحد.
    قاله الجلال السيوطي في الجلالين.

    *قوله {أَظلَمُ}:* أكفر.
    قاله البغوي في تفسيره.

    قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: أي ظلم أشنع من الكذب*على*الله.

    *قوله {مِمَّنِ}:* من الذي.

    *قوله {افتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}:* افتَرى: اختلق.
    قاله أبو حيان الأندلسي في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب.

    قال القرطبي في تفسيره: أي لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب.

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: وقوله*(فمن*أظلم)* ستفهام وتقرير أي لا أحد*أظلم*ممن*افت ى*على*الله*كذبا.

    قال سراج الدين النعماني في اللباب: والمعنى: أن هذا القرآن لو لم يكن من عندالله، لما كان أحد في الدنيا*أظلم*على* فسه مني، حيث*افتريته*على* لله، ولما أقمت الدليل*على*أنه ليس الأمر كذلك، بل هو وحي من*الله*- تعالى -، وجب أن يقال: إنه ليس في الدنيا أحد أجهل، ولا*أظلم*على*نفس منكم.
    والمقصود: نفي الكذب*عن نفسه.

    *قوله {أَو كَذَّبَ بِآياتِهِ}:* بِآياتِهِ: بالقرآن.

    قال البغوي في تفسيره: (أو كذب بآياته) بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن.

    قال القرطبي في تفسيره: وكذلك لا أحد أظلم منكم إذا أنكرتم القرآن وافتريتم على الله الكذب، وقلتم ليس هذا كلامه.

    قال أبو السعود في تفسيره: {أو*كذب*بآياته} فكفر بها وهذا تظليم للمشركين بتكذيبهم للقرآن وحملهم*على*أنه من جهته صلى*الله*عليه وسلم.

    *قوله {إِنَّهُ}:* أي الشأن.
    قاله السيوطي في الجلالين.

    *قوله {لا يُفلِحُ}:* يُفلِحُ: معناه: يظفر، وينجح، ويفوز، وينجو، ويسعد. وكذلك: لا يبقى. ومنه: افلح بما شئت: أي ابق بما شئت. (1).

    قال الفارابي في معجم ديوان الأدب: والفلاح:النجاة.

    قال*الرازي في مختار الصحاح: (الفلاح) الفوز والبقاء والنجاة. وهو اسم. والمصدر (الإفلاح) . وقول الرجل لامرأته: (استفلحي) بأمرك أي فوزي به. وقول الشاعر:
    ولكن ليس للدنيا فلاح.

    وفي لسان العرب لابن منظور: وفي حديث الأذان: حي على*الفلاح؛ يعني هلم على بقاء الخير... قال ابن الأثير: وهو من أفلح، كالنجاح من أنجح، أي هلموا إلى سبب البقاء في الجنة والفوز بها، وهو الصلاة في الجماعة.

    قال أبو بكر السجستاني في غريب القرآن: الفلاح هو: البقاء والظفر أيضا.

    قال ابن ويفلح معناه يظفر ببغيته.

    قلت (عبدالرحيم): ومنه قوله تعالى (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى): قال القرطبي في تفسيره: أي لا يفوز ولا ينجو حيث أتى من الأرض.

    قال الطبري في تفسيره: ولا يظفر الساحر بسحره بما طلب أين كان.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: أي لا يَنجحُ الساحر حيث كان ، لأن صنعته تنكشف بالتأمل وثبات النفس في عدم التأثّر به.

    ومنه (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ): لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُون: لا يسعدون.
    قاله الجلال المحلي في الجلالين.

    ومنه (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى): وَقَدْ أَفْلَحَ: أي قد ظفر.
    قاله غلام ثعلب في ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن.

    وقال الجلال المحلي في الجلالين: أفلح: فاز. انتهى.

    ومنه (فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ): الْمُفْلِحِينَ: الناجين بوعد الله.
    قاله الجلال المحلي في الجلالين.

    *قوله {المُجرِمون}:* المشركون.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم، وغيره.

    قال مكي في الهداية إلى بلوغ النهاية: و " المجرمون ": الذين اجترموا من الكفر، أي: اكتسبوه.

    قلت (عبدالرحيم): معنى قوله تعالى (إنه لا يفلح المجرمون): يعني المشركين، والكافرين. لأن الشرك، والكفر أعظم الجُرم.

    ومنه قوله تعالى (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا): مُجْرِمًا: مشركا.
    قاله مقاتل بن سليمان في تفسيره، ويحيى بن سلام في تفسيره، وابن أبي زمنين في تفسيره.

    ومنه (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا): الْمُجْرِمِينَ: الكافرين.
    قاله البغوي في تفسيره.

    ومنه (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ): الْمُجْرِمِينَ: الكافرين.
    قاله النسفي في مدارك التنزيل.

    ومنه (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِين َ):*كلام موجه إلى*المشركين*وهم المقصود بالمجرمين.
    قاله الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير.

    ومنه (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ): ولا يكذب بجهنم إلا كافر.

    ومنه (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُ مْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ): مشركين.
    قاله ابن أبي زمنين في تفسيره.

    ومنه (قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ): مشركين.
    قاله البغوي في تفسيره، وسراج الدين النعماني في اللباب.

    ومنه (وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ): يعني: لا يسأل*الكافرون*عن ذنوبهم، لأن كل كافر يعرف بسيماه.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم.

    ومنه (كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ): الكافرين*الذين علمنا منهم اختيار الكفر والإصرار عليه يعني مثل هذا السلك*سلكناهفي*ق لوبهم.
    قاله النسفي في مدارك التنزيل.

    انتهى

    فمعنى قوله تعالى(إنه لا يفلح المجرمون) لا ينجو المشركون.

    قال السيوطي في الجلالين: {لا يفلح} يسعد.

    قال الطبري في تفسيره:(إنه لا يفلح المجرمون)، يقول: إنه لا ينجح الذين اجترموا الكفر في الدنيا يوم القيامة، إذا لقوا ربّهم، ولا ينالون الفلاح.
    ..............................

    (1): أنظر: غريب القرآن لابن قتيبة؛ قوله تعالى {وأولئك هم المفلحون} البقرة 5.

    .............................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. +966509006424

  19. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*

    قوله تعالى
    {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} يونس (18).

    *قوله {وَ}:* من جملة كفرهم.

    *قوله {يَعْبُدُونَ}:* أي ومع كون هؤلاء المشركين يفترون على الله الكذب، يعبدون غيره.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: ويجوز أن تكون جملة : {ويعبدون} الخ عطفاً على جملة : {فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً} [ يونس : 17 ] فإن عبادتهم ما لا يضرهم ولا ينفعهم من الافتراء .

    قال ابن عطية في المحرر الوجيز: الضمير في يَعْبُدُونَ عائد على الكفار من قريش الذين تقدّمت محاورتهم.

    *قوله {مِنْ دُونِ اللَّهِ}:* من غير الله.

    و"دُون" : بمعنى غير. ومنه قوله تعالى (لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ): أي لا يظهره الساعة غيره - جل ذكره -.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: و(من دون الله): أي غير الله.

    ومنه (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا): قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: ومعنى (من دون الله) غير الله. فمن للتوكيد، و(دون) اسم للمغاير، فهو مرادف لسوى.

    *قوله {مَا لَا يَضُرُّهُمْ}:* إن تركوا عبادتها.

    يعني إن تركوا عبادة هذه الأصنام لا تضرهم؛ فكيف يعبدونها؟!.

    قال البغوي في تفسيره: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم) إن عصوه وتركوا عبادته.

    *قوله {وَلَا يَنْفَعُهُمْ}:* إن عبدوها.

    يعني: وكيف يعبدونها وهي لا تملك لهم نفعا إن أقبلوا على عبادتها، ولا ضرا إن اعرضوا عنها؛ فالواجب إذا عبادة من يملك الضر والنفع؛ وهو الله - جل ذكره -. فلا أحد يملك الضر والنفع سواه؛ قال الله (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)

    وهذا كقوله تعالى ( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا).

    وقد عاب الله على بني إسرائيل لما عبدوا عجلا لا يملك لهم ضرا ولا نفعا؛ كما في قوله (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا).

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: المعنى: ما لا يضرهم إن لم يعبدوه، ولا ينفعهم إن عبدوه.

    قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم) يريد الأصنام.

    قال السعدي في تفسيره: ‏{‏مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ‏} أي‏:‏ لا تملك لهم مثقال ذرة من النفع ولا تدفع عنهم شيئا‏.‏

    *قوله {وَيَقُولُونَ}:* يعني المشركين.

    قال السعدي في تفسيره: {‏وَيَقُولُونَ }‏: قولا خاليا من البرهان.

    *قوله {هَؤُلَاءِ}:* أي الأصنام.
    قاله النسفي في مدارك التنزيل.

    *قوله {شُفَعَاؤُنَا}:* جمع: شفيع. والشافع الطالب: لغيره؛ فكيف يشفعون لهم، وهي عاجزة عن الشفاعة لنفسها؟!

    قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين، والحميري في شمس العلوم ودواء كلام العرب من المكلوم: الشافع: الطالب لغيره.

    إلا أن الحميري قال: الشفيع: طالب الشفاعة لغيره. قال الله تعالى (ولا شفيع يطاع).

    *قوله {عِنْدَ اللَّهِ}:* افتراء، وكذبا على الله؛ لأنها حجارة.

    قال السمعاني في تفسيره: وقوله: {ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} فإن قال قائل: كيف قالوا: هؤلاء شفعاؤنا عند الله وهم لا يؤمنون بالبعث؟
    الجواب: أنهم كانوا يقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله في مصالح معايشنا في الدنيا.

    *قوله {قُلْ}:* لهم.
    قاله الطبري في تفسيره.

    *قوله {أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ}:* أَتُنَبِّئُونَ: أتخبرون.

    والنبأ: معناه الخبر. ومنه قوله تعالى (قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ): قال الطبري في تفسيره: يقول: أخبر الملائكةَ.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والاستفهامُ في {أتنبئون} للإنكار والتوبيخ .

    انتهى

    فمعنى قوله تعالى (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله) أي أتخبرون الله؟.
    قاله السمعاني في تفسيره.

    *قوله {بِمَا لَا يَعْلَمُ}:* من الآلهة.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم.

    قال الإيجي الشافعي في جامع البيان: (بِمَا لَا يَعْلَمُ)، وهو أن له شريكًا وأن هؤلاء شفعاء عنده وما لا يعلمه العالم بكل شيء لم يكن له ثبوت بوجه.

    *قوله {فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ}:* المعنى: أن الله لا يعلم أن له شريك في السماوات والأرض؛ فأين هذا الشريك أخبروني عنه؟!. لأن من ليس موجودا في السماوات والأرض فهو عدم.

    قال القرطبي في تفسيره: أي أتخبرون الله أن له شريكا في ملكه أو شفيعا بغير إذنه ، والله لا يعلم لنفسه شريكا في السماوات ولا في الأرض؛ لأنه لا شريك له فلذلك لا يعلمه.

    *قوله {سُبْحَانَهُ}:* تنزه.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: تنزيها له.

    *قوله {وَتَعَالَى}:* وارتفع.

    ومنه قوله تعالى {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا}: قال ابن أبي زمنين في تفسيره: {وأنه تعالى} ارتفع.

    ومنه {خَلَقَ السماوات والأرض بالحق تعالى}: ارتفع.
    قاله سراج الدين النعماني في اللباب، ومجير الدين العليمي في تفسيره.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: ومعنى: تعالى ارتفع، وهو تفاعل من العلو. والتفاعل فيه للمبالغة في الاتصاف.

    انتهى

    فمعنى قوله {وَتَعَالَى}: يعني: ارتفع عما يشركون من الآلهة.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم.

    *قوله {عَمَّا يُشْرِكُونَ}:* مع الله غيره.

    قال القرطبي في تفسيره: ثم نزه نفسه وقدسها عن الشرك فقال: سبحانه وتعالى عما يشركون أي هو أعظم من أن يكون له شريك.

    ..............................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. +966509006424

  20. افتراضي

    *معاني وغريب القرآن، والحديث - للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*

    قوله تعالى
    {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِين َ} يونس (20).

    *قوله {وَيَقُولُونَ}:* يعني أهل مكة.
    قاله البغوي في تفسيره، والقرطبي في تفسيره، ومجير الدين العليمي في فتح الرحمن.

    إلا أن القرطبي قال: يريد أهل مكة.

    *قوله {لَوْلَا}:* هلا.
    قاله ابن الجوزي في زاد المسير، ومجير الدين العليمي في تفسيره، والشوكاني في تفسيره.

    *قوله {أُنْزِلَ عَلَيْهِ}:* يعنون النبي - صلى الله عليه وسلم -.

    *قوله {آيَةٌ}:* علامة على صدقه.

    قال ابن الجوزي في زاد المسير: مثل العصا واليد وآيات الأنبياء.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والآيةُ : علامة الصدق.

    *قوله {مِنْ رَبِّهِ}:* غير القرآن.

    قالوا ذلك تعنتا، لا طلبا للحق؛ وإلا فإن القرآن أعظم الآيات الدالة صدق من جاء بها - لو كانوا يعقلون -.

    ولقد حكى الله عنهم ما سألوه تعنتا، وعنادا (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَة ِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)) ( الاسراء).

    وإنما حملهم على ذلك الظلم والجحود (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ).

    قال القاسمي في محاسن التأويل: وكفى بالقرآن وحده آية باقية على وجه الدهر، بديعة غريبة في الآيات.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: {ويقولون لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رَّبّهِ} أي آية من الآيات التي اقترحوها.

    قال القرطبي في تفسيره: أي معجزة غير هذه المعجزة، فيجعل لنا الجبال ذهبا ويكون له بيت من زخرف، ويحيي لنا من مات من آبائنا.

    قال الشوكاني في فتح القدير: كأنهم لم يعتدوا بما قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات الباهرة، والمعجزات القاهرة التي لو لم يكن منها إلا القرآن لكفى به دليلا بينا، ومصدقا قاطعا.

    *قوله {فَقُلْ}:*يا محمد.
    قاله الطبري في تفسيره.

    *قوله {إِنَّمَا الْغَيْبُ}:* الغيب: ما غاب عن حواس الناس من الأشياء، والمراد به هنا ما يتكون من مخلوقات غير معتادة في العالم الدنيوي من المعجزات. وتفسير هذا قوله: { قل إنما الآيات عند الله } [ الأنعام : 109 ].
    قاله الطاهر بن عاشور في التحرير والنوير.

    *قوله {لِلَّهِ}:* وحده؛ لا إلى غيره.

    فلا يأتيكم بالآيات إلا من يملكها - سبحانه -، ولست أملك الإتيان بها؛ وكأنه يقول {إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين}.

    قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: واللام للملك، أي الأمور المغيبة لا يقدر عليها إلا الله.

    قال السمعاني في تفسيره: {فقل إنما الغيب لله} يعني: علم الغيب لله، إن شاء أتى بالآية التي تسألونها وإن شاء لم يأت.

    قال القاسمي في محاسن التأويل: يعني أن الصارف عن إنزال الآيات المقترحة أمر مغيب لا يعلمه إلا هو.

    *قوله {فَانْتَظِرُوا}:* تهديد.

    كقوله (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ): قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل، وابن عطية في المحرر الوجيز: :*(وارتقبوا):*تهدي د.

    *قوله {إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِين َ}:* فانتظروا أيها القوم ، قضاءَ الله بيننا ، بتعجيل عقوبته للمبطل منا ، وإظهاره المحقَّ عليه، إني معكم ممن ينتظر ذلك. ففعل ذلك جل ثناؤه فقضى بينهم وبينه بأن قتلهم يوم بدرٍ بالسيف.
    قاله الطبري في تفسيره.

    قال مجير الدين العليم في فتح الرحمن: {إني معكم من المنتظرين} لما يفعل الله بكم.

    قال القاسمي في محاسن التأويل: فانتظروا إني معكم من المنتظرين أي فما يقضيه الله تعالى في عاقبة تعنتكم، فإن العاقبة للمتقين.
    ..............................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي. +966509006424

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •