من سلك طريقا حسية أو معنوية([1])في طلب العلم سهل الله له طريقا إلى الجنة

· قَوْله : ( طَرِيقًا )
نَكَّرَهَا وَنَكَّرَ " عِلْمًا " لِتَنَاوُلِ أَنْوَاع الطُّرُق الْمُوَصِّلَة إِلَى تَحْصِيل الْعُلُوم الدِّينِيَّة ، وَلِيَنْدَرِج فِيهِ الْقَلِيل وَالْكَثِير . ([2])

· وسلوكُ الطَّريقِ لالتماس العلم يدخُلُ فيه سلوكُ الطَّريق الحقيقيِّ ، وهو المشيُ بالأقدام إلى مجالسِ العلماء ، ويدخلُ فيه سلوكُ الطُّرُق المعنويَّة المؤدِّية إلى حُصولِ العلمِ ، مثل حفظه ، ودارسته ، ومذاكرته ، ومطالعته ، وكتابته ، والتفهُّم له ، ونحو ذلك مِنَ الطُّرق المعنوية التي يُتوصَّل بها إلى العلم . ([3])

· قَوْله : ( سَهَّلَ اللَّه لَهُ طَرِيقًا )
أَيْ : فِي الْآخِرَة ، أَوْ فِي الدُّنْيَا بِأَنْ يُوَفِّقهُ لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَة الْمُوَصِّلَة إِلَى الْجَنَّة . وَفِيهِ بِشَارَة بِتَسْهِيلِ الْعِلْم عَلَى طَالِبه لِأَنَّ طَلَبه مِنْ الطُّرُق الْمُوَصِّلَة إِلَى الْجَنَّة . ([4])

·
قال ابن رجب رحمه الله : قد يُراد بذلك أنَّ الله يسهِّلُ له العلمَ الذي طلبَه ، وسلك طريقه ، وييسِّرُه عليه ، فإنَّ العلمَ طريق موصلٌ إلى الجنَّة ،([5])وقد يُيَسِّرُ الله لطالبِ العلم علوماً أُخَرَ ينتفع بها ، وتكونُ موصلة إلى الجنَّة([6])فالجنة هي أعلى مقاصد الإنسان في الآخرة، من دخل الجنة فقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وكيف يحصل عليها؟ هذا إذا سلك طريقا يتعلم فيه علما شرعيا، وليس المراد بالطريق أن يسافر سفرا بعيدا يقطعه في أيام أو في أشهر ، بل يعم ذلك كل من توجه إلى مكان يتعلم فيه ولو بضع دقائق بينه وبين مسكنه ، فإنه والحال هذه يعتبر قد حصل على علم وسلك طريقًا .. إذا توجهتَ من بيتك إلى حلقات علمية أو ندوات أو محاضرات أو حلقات تحفيظ قرآن وقصدك أن تتزود من هذا العلم، من القرآن أو من السنة أو من المسائل والأحكام الدينية فأنت قد سلكت طريقا تلتمس فيه علما، وقد اشتمل هذا الحديث الذي هذا أوله على فضل طالب العلم ([7])

-

· الفوائد
- طريق العلم من أشرف الطرق الموصلة للجنة

- طلب العلم من أسهل الطرق المؤدية للجنة
- المثابرة والاستمرار على طلب العلم ثواب لا ينقطع :

قال ابن عثيمين رحمه الله :يتعين على طالب العلم أن يبذل الجهد في إدراك العلم والصبر عليه وأن يحتفظ به بعد تحصيله، فإن العلم لا ينال براحة الجسم، فيسلك المتعلم جميع الطرق الموصلة إلى العلم وهو مثاب على ذلك([8])



([1])فيض القدير6/ 199

([2])فتح الباري 1/108

([3])جامع العلوم والحكم

([4])الفتح 1 /127

([5])جامع العلوم والحكم

([6])جامع العلوم والحكم

([7])العلم فضله وآدابه عبد الله جبرين

([8])العلم لابن عثيمين