تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قمع الدجاجلة الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي قمع الدجاجلة الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة

    فصل من كتاب :
    قمع الدجاجلة الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة

    ( رد على حسن بن فرحان المالكي ، في كتابه " قراءة في كتب العقائد " )
    تأليف
    عبد العزيز بن فيصل الراجحي
    تقديم
    معالي الشيخ العلامة الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
    عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء

    فصل
    في رميه الحنابلة بأن فيهم ضعفاء ووضاعين أحق بالتجريح من غيرهم
    وإبطال زعمه والرد عليه


    قال المالكي ص (132-133) :
    (مع المضعفين لهؤلاء من الحنابلة من حيث الجملة أضعف في الرواية من خصومهم .
    بل إن بعـض أئمتهم كـانوا يضـعون الأحاديـث ، ويغـيرون في الأسـانيد والمتون لخدمة المذهب ، كما كان يفعل ابن بطة الحنبلي ، وهو من كبار علماء الحنابلة في العقيدة ، قال ابن حجر : " وقفت لابن بطة على أمر استعظمته ، واقشعر جلدي " . ثم ذكر أثرا موضوعا عن ابن مسعود وهو أثر تكليم الله لموسى ، وعليه جبة صوف ، وعمامة ([1]) صوف .
    ثم ذكر ما يدل على أن ابن بطة غير في أسماء رجال القصة ، حتى يكون إسنادها صحيحا .
    وكـان كثير من الحنابلة يكذبون على أحمد بن حنبل ، ويسيئون لمنهجه وسمعته ، ولذلك قال أحد العلماء : إمامان جليلان ، ابتليا بأصحاب سوء ، جعفر الصادق ، وأحمد بن حنبل ) اهـ كلام المالكي .

    والجواب من وجوه أربعة :
    أحدها : أن الحديث الـذي عابـه المالكي على الإمام ابن بطة رحمـه الله (ت 387 هـ) ، واتهمـه بوضعه ، وتغـيير إسناده ليظهر صحته حديث قـد رواه مع ابن بطة جماعة من الحفاظ والعلماء غيره .
    فقـد رواه ابـن بطـة : عـن إسماعـيل بـن محمـد الصـفار ، عـن الحسـن بـن عرفة ، عن خلـف بن خلـيفة ، عـن حمـيد الأعرج ، عـن عبد الله بـن الحـارث ، عن عبد الله بن مسعود t قال : قال النبي r{كلـم الله تعالى موسى يوم كلمـه ، وعليه جبة صوف ، وكساء صوف }([2]) الحـديث .
    وقد رواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 252) عن جماعة من شيوخه عن إسماعيل بن محمد الصفار - وهو شيخ ابن بطة - به .
    وهـذا الحديـث كذلـك ، في "جزء الحسن بن عرفة العـبدي" (ت 257هـ) المشهور ص (63) بسنده الذي ذكره ابن بطة دون تغيير ولا تبديل .
    وهو جـزء مـتواتر عن الحسـن بـن عرفة ، قـبل أن يخلـق ابن بطة .
    كـما رواه الترمذي (1734) في " سننه " عن علي بن حجر عن خلف بن خليفة به .
    وهذا الحديث : حديث معل بحـميد بن علي الأعرج ، قال ابن حبان فـيه : " منكر الحديث جدا ، يروي عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود ، بنسخة كأنها موضوعة ، لا يحتج بخبره إذا انفرد " .
    ومـع هـذا : فقـد رواه الحـاكم في " مستدركه على الصحيحين " (2/ 379) من طريق خلف بن خليفة به ، وظن حميد بن علي الأعرج راويه الضعيف : حميد بن قيس الأعرج الثقة ، فصححه وقال : (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه) .
    فإن كـان أحد مستحقا للإنكـار والتهمة بتغيير رجال إسناده ، فالحـاكم - وحاشاه- فقد جمع إلى روايته لـه : وهما في اسـم أحـد رجاله ، ثم تصحيحه له .
    وما فـهمه المالكي من التشبيه فيه : غير صحيح ، فإن الضمير في قوله : " وعلـيه جبة صوف " إلخ ، عائد على ( موسى ) عليه السلام ، ليس على (الله) جل وعلا .
    ومـن ذكـر هـذا الحديـث ، في كتـب الاعـتقاد ، والأسمـاء والصـفات- كما فـعل الإمامان أبـو عبد الله ابن بطـة ، وأبـو بكـر البيهقي - لم يـرد منه إثبات لبس الجـبة والصوف لله جل وعلا ، وتنزه عن ذلك .
    وإنما مراده إثبات صفة الكلام لله ، كما هي ظاهرة في الحديـث ، وهـذه صـفة قـد ثبتـت بالقـرآن ، والسـنة المـتواترة ، والإجماع .
    الوجه الثاني : أن ابن بطـة (ت 387 هـ) رحمه الله إمام كبـير بـريء مما اختلقه المالكي في حـقه ، قـال مؤرخ الإسلام أبو عبد الله الذهبي في " سير أعلام النبلاء " في ترجمته (16/ 529) : ( ابن بطة : الإمام ، القـدوة ، العـابد ، الفقـيه ، المـحدث ، شـيخ العـراق ، أبـو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكـبري الحنبلي ) .
    قـال الحـافظ الكـبير رشيد الدين العطار (ت 662 هـ) في كتابه " نزهة الناظر ، في ذكر من حدث عن أبي القاسم البغوي من الحـفاظ والأكـابر " (ص 92) في ابن بطـة بعد أن ذكره من الحـفـاظ والأكـابر الآخذين عن البغوي : (فقيه ، جليل ، زاهد ، مصنف ، حدث بـ " معجم البغوي " عنه ، لكن تكلـم فيه الخطيب وغيره) ا هـ .
    ومع إمامة ابن بطة في الدين كان في حفظه شيء ، قال الذهبي في " السير " (16/ 530) : ( لابن بطة مع فضله أوهام وغلط) .
    ونقـل الذهبي عن الخطيب قولـه : (حدثني أبو حـامد الدلوي قال : " لما رجـع ابن بطة من الرحلة ، لازم بيته أربعين سنة لم ير في سوق ، ولا رؤي مفطرا إلا في عيد ، وكان أمارا بالمعروف ، لم يبلغه خبر منكر إلا غيره " ) ا هـ .
    الوجـه الثالـث : أن المـالكي عمـى مصـدر نقلـه عـن الحـافظ ابن حجر – عمدا - لئلا يوقـف على حقيقة كلام الحافظ ابن حجر .
    وكـلام الحـافظ موجود في كـتابه " لسان الميزان " (4/ 131 - 132) في ترجمته لابن بطـة ، إلا أن المالكي حرفه وبتره ، وكـان مما قال الحافظ ابن حجر في ابن بطـة هناك ، وتعمد المالكي حذفـه : (إمام ، لكـنه ذو أوهام) .
    ثـم قال : (ومع قلة إتقان ابن بطة في الرواية ، كان إماما في السنة ، إماما في الفقه ، صاحب أحوال ، وإجابة دعوة رضي الله عنه) ا هـ .
    ثـم نقـل الحـافظ عـن أبـي الفـتح القـواس قولـه : (ذكـرت لأبي سعيد الإسماعيلي ، ابن بطة ، وعلمه ، وزهده . فخرج إليه ، فـلما عاد قال لي : " هو فوق الوصف " ) ا هـ .
    الوجه الرابع : أنا لا نسلم أن أحدا من علماء الحنابلة وأئمتهم ، كان يكذب على الإمام أحمد رحمهم الله جميعا .
    وقـد رمـى المالكي ، ابـن بطـة بالكذب ، وبيـنا كـذبـه هو ، وأن ابن بطة برئ من ذلك .
    ونحـن نطالبه هنا ، بمثال واحد صادق غير مكـذوب ، لعالم حنبلي كـذب على الإمام أحمد ، وما كذبات ذلك الكاذب ؟ !! وأني للمالكي بذلك ؟ !!
    _____________
    (1) هكذا عند المالكي ، وهو عند الحافظ ابن حجر بلفظ : " كساء " بدل " عمامة " .

    (2) الترمذي اللباس (1734)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •