قصيدتي - اهواك ياوطني - وقد تكرمت ابنتي العزيزة الاديبة التونسية ( خيرة مباركي ) فردت على القصيدة بكلمات اعتز بها وبتعليقها عليها لذا انشرها مجددا مشفوعة بالرد )
( اهــواك يـا وطــنـي )
شعر د فالح الكيلاني
******
ما ذا أرى فيكَ يا حُبّاً يُزلزلني
وأنتَ تغرسُ شوقِ الوجدِ نشوانا
.
ماذا أ ُجيبُكَ يا شوقاً يُنازعُني
اذا استفاقَ أليكِ القلبُ هَيمانا
.
وكمْ أداوي جِراح َ الدهر ِ أنزفُهاُ
انْ صارتْ النفسُ تُزجي القلبَ حَرّانا
.
تَراقصَ الحُبَ في صَوتٍ يُرددُهُ
في زحمَةٍ صَدَحتْ للنفس ِ أ لحانا
.
وتَسامَتِ النفسُ والأ يامُ زاخِرةٌ
عِطراً سَتنثُرُها بالفـَجرِ رَيحانا
.
ألحانُ شوقِ لَتُسقي الروحَ وَحدَتُها
عندَ الرَجا وَسِعتْ للقلبِ سَعيا نا
.
صَبرا ًضَمدّتُ جِراحَ النفسِ في شَجَنٍ
ان سارَت الروحُ تُزجي الشوقَ أيمانا
.
اذ عادَ للروحِ أيحاءٌ يُلاحِقُها
او في مجافاتِها للحقِّ حَيرانا
.
لكنّهُ الحبُّ . بَعضُ الصّدِ يُطفؤه
بعضٌ من الشوق ِ عاد الجمرُ نيرانا
.
ساحتْ بفكـــــــريَ أحلامٌ فما وَجَفتْ
أطيافُـُها فـــــي شِغـــافِ القلبِ تزْدانا
.
تَفتّحَ الوَردُ فانسابَتْ شَمائلُهُ
عِندَ الضُحى وَبنورِ الحقِّ قد بانا
.
ثمَّ ا ستقيتُ جَمالَ الروحِ ِ أحسبُهُ
نورَ الهدى ألَقــــاً يُزجيــهِ ايّانــتا
.
أهواكَ يا وَطني بالنّـور تَغمُرُني
حينَ انحسرتُ فأنتَ الضوءُ سيمانا
,
أفديكَ صِدقا بكلِّ النفسِ يا وَطني
اذْ كلُّ مَنْ فيكَ مِن انسانِ اخوانا
.
أحْببتَهم فَرَحاً في اللهِ أو حَزَناً
في الدربِ ان غَرَسوا الاشواكَ ألوانا
.
والخـَلقُ في العيـــشِ ألوانٌ ملوّنةٌ
في نظـْــرَةٍ مِــن سَناءِ اللهِ تحْيانا
.
آثرتُ الا الحُبَّ في الارضِ أغْرسُهُ
فاستَهوَت النفسُ كلَ الخَيرِ تَرعانا
.
آ ثرت حُبّاُ و للانسانِ أمنَحُهُ
يَمْحو الكَراهَةَ عَن قلبٍ سيلقانا
.
ما أطيبَ الودِّ والانداءُ تُورقُهُ
تُسدي بَهاءاً بِنورِ الحَقِّ قد بانا
.
عاشتْ رُخاءاً مَغاني الحُبًّ تُنتِجُه
أزهارُها كَثُرتْ في العَرضٍ تَسمانا
.
لا . لستُ أدعوكَ شيئا في تَفاعِلهِ
لا المالُ نهوى وَلا بالجّاهِ مَسعانا
.
لسْنا نـُبالي بأ نّ العيشَ نلمَسُــهُ
و القلبُ شوقا ً بكلِ ِ الخيرِ يَحْيانا
.
انْ عشتُ عُمري مَـعَ الأ حْلامِ أذكُرُها
أو صُـرتُ في مَنهَلِ الأ شجانِ حَزنا نا
.
في القلبِ ودٌّ - لِكلِ الناسِ أحْمِلَه ُ
وأُشْهدُ اللهَ ما في القلبِ - أيما نا
.
هذا العــراقُ بكل ِ الـودِّ نُحرسُه
فوقَ الجّبال ِ و َتحتَ النّخل ِ سَـيّانا
.
أنّي أحبـُّ ــكِ يا بَغدادُ في وَلَـَعٍ
فأ نهَلُ الدمـْــعَ مِن عَينيّ نُهرانا
.
ماذا أقولُ؟! وفــــــي أنـــــــوارٍ طلعَتِها
ذابَ الفؤادُ وَقد زِد ناهُ أشْـــــــــــج انا
.
هذي المَتا عبُ وَحدي مَنْ يُقارعُها
نحوَ السَّماءِ ونحو الارضِ ِ سَعْيانا
.
حتّى استقامتْ بكلِّ القلبِ ساكِنَةً
وَحْدي تَنوءُ بيَ الاقدارُ أحْيانا
.
شعر
د . فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــــــــــ ـد روز
***********************
كتابة رد...
Choose File
Khira Mbarki
Khira Mbarki قصيدة جميلة جدا بنغمتها الحماسية التي ترفرف فيها اللغة في الأقاصي .. تغرس شوق الوجد لحنا يهيم مع المتكلم بين النبض والنبض .. بين المعنى والمغنى .. وبين التعبير والتصوير .. هو صوته يردده ويصدح به لتتسامى النفس بعشق معشوق متميز .. عشق الوطن يحييه ونور هداه يرقيه .. وحنينه إليه يبكيه .. هو ذا العشق موقعه بين الألم واللذة .. بين الحلم والرؤيا .. وبين الموجود والمنشود .. صلوات وتبتل .. يهيم معها في اللانهاية كعشاق الحق .. يتيه مع الأحلام ويتسامى في السفوح .. لعلنا بهذا التيه ندرك حركتين متناقضتين في أعماق الشاعر .. حركة انفعال تتحول من الخارج إلى الداخل .. من الموضوع إلى الذات ترتبط بدورها بثنائية مترابطة ومتكاملة هي حركة الزمن بين الماضي والحاضر في علاقتهما بالمكان فإذا الزمن انقضاء والمكان انفصال ..وجراح القلب يدميها الانتظار ..أما الحركة الثانية فهي حركة عكسية من الداخل إلى الخارج تتزامن والدفقة الشعورية التي يلفظها نزيفا وشجن .. وخير دال على ذلك جملة الأعمال اللغوية التي دعمت الانفعال وعمقت الشعور المأسوي بالغربة .. تنضاف إليها تخير الأصوات وخاصة القافية التي جاءت موحدة اختار لها حرف النون الذي اتصل بفتحة طويلة تمكن الصوت من مزيد من مزيد من الانفتاح والانطلاق .. وهو حرف خيشومي يحدث غنّة وأنينا ..وإذا الغنّة أنّة ..والأنّة فجيعة وحنين .. إنه إيقاع متمهل بطيء كالموت فيه من الاعياء ما يقرب التلاشي .. ومن التمهل ما يضارع الموت .. صوت مخنوق كقلقلة المحتضر ..ولكنه سرعان ما يلبس ثوبه القشيب ويستعد للعيد .. للانفراج .. للأمل والفجر البعيد .. هو الإيمان يشرق من أعماقه ويورق من أديمه الربيع ..

**************************