جاء في الصفحة 1163 من كتاب "القبس في شرح موطّأ الإمام مالك" لأبي بكر بن العربي، بتحقيق الدكتور "محمد عبد الله ولد كريم" (نشرة دار الغرب الإسلامي، عام 1992):
* "وكان الناسُ قد اختلفوا قديـمًا أيّـما أفضل الصَّمت أم الكلام حتى كادوا يقولون لو كان الكلام من فضة لكان الصَّمتُ من ذهب ، فتكلـمنا عن ذلك مع شيخنا أبي بكر الفهري رحمه الله تعالى بالـمسجد الأقصى طهّره الله تعالى وذكرنا ما وقعَ من الكلام فيه فقال: هذا كله خطأ ، الكلام أفضل علي كل حالٍ ، لأنّ الكلامَ من صفاتِ الله تعالى عزَّ وجلَّ ، وما كان لله من صفاته للعَبد منهـا أُنـموذج فإنهـا أشرف من صفةٍ يتعالى الله تعالى عنها عزَّ وجل ، وما ذلك في الغباوة إلَّا بـمنزلة من يقول الجهل أشرف من العلـم، بيد أنهُ لشرف اللسان حف بالآفات ولقلةِ احتراز الناس في المنطق هربوا إلى الصَّمت، وذلك بـمنزلة من يفرّ من العلـمِ إلى الـجهلِ لتعب الطلب."
والـمتأني في كلام أبي بكر الفهري يدرك حتمًا أنّ عبارة "الغباوة" لا تناسب السياق، وتنبو عن القصد، وتُخلُّ بالمعنى إخلالا ظاهرًا؛ بل هي تـحريفٌ شنيعٌ للفظٍ آخر نَدّ عن ذهن المحقّق.
وصواب العبارة:
"وما ذلك في العِبَارَةِ إلَّا بـمنزلة من يقول: الـجهلُ أشْرَفُ من العِلـم."
والله أعلم.
وفي النص تحريف آخر، وهو قوله: "حتى كادوا يقولون لو كان الكلام من فضة لكان الصَّمتُ من ذهب".
ولعلّ صوابه: "حتّى كانوا يقولون".
والله أعلم.
وفي الكتاب نفسه (ص 1192):
"قال لنا شيخنا سمعت الأستاذ الإمام ابن فورك يقول: كنت في أيام الإرادةِ يصحبنا فتىً من أهلها فمرضَ..."
فعلّق المحقق على قوله: "أيام الإرادة" قائلا (هـ. 6):
"اتفقت النسخ على هذه العبارة ولعلها اسم مكان".
وهو تعليق عجيب!