تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الدعوة فن...

  1. #1

    Post الدعوة فن...



    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين،أما بعد:
    فصحيح انّ كل مسلم مكلّف بالتبليغ عن الرسول صلى الله عليه و سلم بدليل قوله " بلّغوا عني ولو آيةً " فلا خلاف أنّ في هذا تكليف مع تشريف و تخفيف لكن ما وجب التنبيه عليه أنّ هذا الحديث لا يفتح الباب على مصرعيه أمام كل خابط عشواء يظنّ انه بكحل يجمّلها و ما علم انّه يصيّرها عوراء بل تقيده أحاديث أخرى ما يجعل أمر التبيلغ أحبابي في الله واسعا مطلقا من جهة المكلّفين للقيام به فليس حكرا على أحد و مقيّدا مضيّقا من جهة الطريقة فكيفيته منضبطة و صفته محدّدة لا سيّما و أنّ هذا المجال مجال الدعوة مجال حسّاس للغاية و هذه الحساسيّة في نظري منبعها الأساسي نفسيّة الطرف المدعو التي كثيرا ما تتأثّر بطرق العرض فلربما قصدت تبشيره لكنّك وقعت في تنفيره لا لشيء الاّ لأنّك لم تلتزم بالطريقة فاءنّ تكرّر ذلك منك تكون قد جنيت على نفسك آثاما وأخّرت ركب دعوتنا أعواما لذلك سأذكر لك هاهنا حديثا واحدا و بمختلف ألفاظ رواياته و اقتصر عليه في بيّان المسالة فقد وجدت فيه شرحا كافيا و توضيحا شافيا لطريقة التبليغ الصحيحة السليمة حديث يقول فيه امام الدعاة و المبلّغين صلى الله عليه و على آله و صحبه اجمعين : نضَّر اللهُ امرءًا سمع منا حديثًا فحفِظه حتى يُبلِّغَه غيرَه ، فإنه رُبَّ حاملِ فقهٍ ليس بفقيهٍ
    و في رواية: فبلَّغَه كما سمعَه فرُبَّ مبلَّغٍ أوعى من سامعٍ
    و في رواية: سمع مقالتي فوَعَاها فبلَّغَها ، فإنَّهُ رُبَّ حاملُ فقهٍ ليس بفقيهٍ ، ورُبَّ حاملُ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه
    و في رواية: سمع منَّا حديثًا فحفِظه حتى يبلِّغَه غيرَه فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه وربَّ حاملِ فقهٍ ليس بفقيهٍ.
    و في رواية: سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها وبلَّغها فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه
    و في رواية: سمعَ مقالتي فأداها كما سمعها ، فربَّ مبلَّغٍ أوعى لَهُ من سامِعٍ
    فنستنتج أنّه شتان بين المسألة و فقه المسألة كما أنّ مدار التبليغ على أربع:
    1- سماع صحيح
    2- وعي -اي فهم- صحيح
    3-حفظ صحيح
    4-أداء صحيح
    فالحفظ حفظان : حفظ في الصدور (غيبا) و حفظ في السطور (كتابة)
    و كذلك الأداء: أداءان أداء بالمعنى و هذا حكر على من وعاها -أي فهمها- و اداء آخر باللفظ فقط
    فما دمت لم تفهم فاحذر كل الحذر ان تمرر في أداءك فهمك انت القاصرالخاطئ فسماعك للمسألة و لو من أعلم أهل الأرض قاطبة لا يعصم فهمك الخطأ قد نتفهم حرصك على التطبيق و التبليغ و بدارك للعمل و هذه منقبة في حقّك لكن ينقصك الفهم الصحيح و التطبيق المطابق له و لو بنسبة... فلئن تقصر ضرر فهمك الخاطئ على نفسك خير من أن تروجه فيتعداك لغيرك وهذا المشكل الحقيقي الذي يهدد رواج دعوة الاسلام أمّا الفهم الخاطئ من غير تعمّد ترويجه عند التبيلغ حقيقة لم يسلم منه أعلم الصحابة رضوان الله عليهم و بالتالي فهدفك دوما أيّها المبلّغ عن رسول الله صلى الله عليه و سلّم :
    1-أن تفهم فهما صحيحا
    2-فتطبق تطبيقا صحيحا مطابقا لذلك الفهم الذي فهمت
    3-ثم تنطلق لتبلّغ تبيلغا صحيحا
    أعلم جيّدا أنّ تحقيق هذه المراتب الثلاث التي ذكرت آنفا ولا سيّما في واقعنا الحالي بكل تعقيداته و صعوباته و تحديّاته ليست بالأمر الهيّن والسهل ما يجعلنا نتأنّي كل التأنّي في تبليغ ديننا بالصحيح كما يحبّ ربنا و يرضى خير من...
    ملخّص القول أنّ الدعوة فن من فنون الشريعة له اصوله و قواعده و فرسانه فالله الله اخواني في طريقة عرضكم هذا الدين و الاّ فستكون بضاعتنا مزجاة ودعوتنا منهاة لتنحسر و نخسر أشواطا و اشواط ...



  2. #2

    Post دعاة لسنا قضاة



    " قد تدخل الدعوة و لو بآية لكن لن تدخل القضاء والإفتاء و لو بألف آية..."

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •