5305 - ( إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة : لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم ، بيد كل واحد صحفتان ، واحدة من ذهب ، والآخرى من فضة ، في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله ، يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها ، يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها ، ثم يكون ذلك كريح المسك الأذفر ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يمتخطون ، إخواناً على سرر متقابلين ) .
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 480) حدثنا محمد بن موسى الإصطخري : حدثنا الحسن بن كثير : حدثنا يحيى بن سعيد : حدثنا نصر بن يحيى : حدثنا أبي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ محمد بن موسى الإصطخري روى له الطبراني في "الصغير" أيضاً ، ومن المحتمل أنه الذي في "اللسان" :
"محمد بن موسى بن إبراهيم الإصطخري . شيخ مجهول ، روى عن شعيب ابن عمران العسكري خبراً موضوعاً ، كتبته في ترجمة الراوي عنه محمد بن أحمد ابن محمد بن إدريس البكراوي" . والبكراوي - هذا - لم أجده عنده في "اللسان" . والله أعلم ! والحسن بن كثير لم أعرفه ! وفي "اللسان" ثلاثة كلهم يسمى الحسن بن كثير ، وليس فيهم موثق ، مع احتمال أن يكون ثالثهم هو المقصود هنا - وهو الحسن ابن كثير بن يحيى بن أبي كثير - ، وهو ضعيف .
ثم تأكدت أنه هو في تخريج حديث آخر له يأتي برقم (6900) .
ونصر بن يحيى لم أجده فيما عندي من المصادر .
وأبوه يحيى يحتمل أنه يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني ؛ فقد ذكروا له رواية عن أنس ؛ ولم يذكر الحافظ المزي ابنه نصراً هذا في جملة الرواة عنه.
ثم رأيته منسوباً في الحديث المشار إليه هكذا : (نصر بن يحيى بن أبي كثير) ؛ فليس بالأنصاري ، وإنما اليمامي ؛ كما في حديث آخر ، ولم أعرفه .
فلا أدري وجه قول المنذري (4/ 250) :
"رواه ابن أبي الدنيا ، والطبراني - واللفظ له - ، ورواته ثقات" ؟!
وتبعه الهيثمي - كعادته - ، فقال (10/ 401) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله ثقات !" !
ولعل الحافظ وثق بتوثيقهما هذا ؛ فقال في "الفتح" (6/ 324) :
"أخرجه الطبراني بإسناد قوي" !
وقد أخرجه المروزي في "زوائد الزهد" (1530) من طريق صالح المري عن يزيد الرقاشي عن أنس به دون قوله : "إخواناً ..." .
ولعل ابن أبي الدنيا أخرجه من هذه الطريق ؛ فإن ابن القيم عزاه إليه في "حادي الأرواح" (2/ 36) ، وهي ضعيفة أيضاً ؛ فإن كلاً من الرقاشي والمري ضعيف .
ثم رأيته في "صفة الجنة" لابن أبي الدنيا (69/ 206) ؛ لكن دون قوله :
"بيد كل واحد صحفتان ..." إلخ ، ومن الطريق الذي ظننته ، وقد سقط من الإسناد أوله ، مع تحريف في اسم والد (صالح المري) .
ومن طريقه وبتمامه : أخرجه الحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك" (536/ 1530) .
وقد صح الطرف الأول منه موقوفاً ؛ يرويه سعيد بن أبي عروبة - في قول الله سبحانه وتعالى : (يطاف عليهم بصحاف من ذهب) - قال قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال :
ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف غلام ، [كل] غلام على عمل ليس عليه صاحبه .
أخرجه الحسين المروزي في "زوائد الزهد" أيضاً (1580) ، والبيهقي في "البعث" (207/ 412) ، وابن جرير الطبري في "التفسير" (29/ 136) ؛ وإسناده صحيح .
وأبو أيوب : هو الأزدي .
(تنبيه) : عزاه المعلق على "البعث" لابن المبارك بالرقم المذكور ***! وهو خطأ ،يقع فيه الناقل بسبب العجلة ، أو الجهل بالفرق بين الأصل - "زهد ابن المبارك" - والزيادة عليه ، وهما زيادتان :
إحداهما : لحسين المروزي ، وهذا يقع فيه الخطأ أكثر ؛ لأنه في تضاعيف أحاديث أصله ، ولا يتنبه له إلا بالنظر في السند.
والآخر : لنعيم بن حماد ، وهو متميز عن الأصل ؛ لأنه ملحق بآخره .
ولعله من الخطأ أيضاً عزو العلامة الزبيدي في "شرح الإحياء" (10/ 541) إياه للحاكم في "المستدرك" وصححه ؛ فإني لم أره فيه . والله أعلم .

الكتاب : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
المؤلف : محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني