تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مقارناتٌ مهلكةٌ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2016
    المشاركات
    570

    Post مقارناتٌ مهلكةٌ

    في الأولى: {ليوسف وأخوه أحبّ إلى أبينا منّا ونحن عصبة}.
    والنتيجة: {وتصدّق علينا}.
    وفي الثانية: {أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين}.
    والنتيجة: {اخرج منها مذءومًا مدحورا}.
    وفي زماننا هذا وخاصّة عند النساء إلا من رحم الله: فلانٌ أو فلانة فعل(ت) كذا وأنا لم أفعل إلى الآن، اشترى(ت) كذا وأنا لم أفعل ... الخ.
    سيطول غمّه، ويدوم فقره، وسيورث نفسه الحسرة والندامة من تعلّق بمثل هذه المقارنات.
    نعم هذه نتيجة النظر لمن فضلّه الله عليك في المال والعيال والجمال ...، تجعل المرأة تزدري زوجها الفقير، ويزدري الرجل زوجته قليلة الجمال، يزداد الحسد وتنتشر العداوة والبغضاء بين الناس، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: {انظروا إلى مَن أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقَكم، فهو أجدرُ أن لا تزدروا نعمةَ الله عليكم}.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    قال العلامة السعدي رحمه الله في " بهجة قلوب الأبرار " : ص: 54 - 56 :
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏انظروا إلى من هو أسفل منكم‏.‏ ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تَزْدروا نعمة الله عليكم‏)‏ متفق عليه‏.‏

    يا لها من وصية نافعة، وكلمة شافية وافية‏.‏ فهذا يدل على الحث على شكر الله بالاعتراف بنعمه، والتحدث بها، والاستعانة بها على طاعة المنعم، وفعل جميع الأسباب المعينة على الشكر‏.‏ فإن الشكر لله هو رأس العبادة، وأصل الخير، وأوْجَبُه على العباد؛ فإنه ما بالعباد من نعمة ظاهرة ولا باطنة، خاصة أو عامة إلا من الله‏.‏ وهو الذي يأتي بالخير والحسنات، ويدفع السوء والسيئات‏.‏ فيستحق أن يبذل له العباد من الشكر ما تصل إليه قواهم، وعلى العبد أن يسعى بكل وسيلة توصله وتعينه على الشكر‏.‏

    وقد أرشد صلى الله عليه وسلم إلى هذا الدواء العجيب، والسبب القوي لشكر نعم الله‏.‏ وهو أن يلحظ العبد في كل وقت من هو دونه في العقل والنسب والمال وأصناف النعم‏.‏ فمتى استدام هذا النظر اضطره إلى كثرة شكر ربه والثناء عليه‏.‏ فإنه لا يزال يرى خلقاً كثيراً دونه بدرجات في هذه الأوصاف، ويتمنى كثير منهم أن يصل إلى قريب مما أوتيه من عافية ومال ورزق، وخَلْق وخُلُق، فيحمد الله على ذلك حمداً كثيراً، ويقول‏:‏ الحمد لله الذي أنعم عليَّ وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً‏.‏

    ينظر إلى خلق كثير ممن سلبوا عقولهم، فيحمد ربه على كمال العقل، ويشاهد عالماً كثيراً ليس لهم قوت مدخر، ولا مساكن يأوون إليها، وهو مطمئن في مسكنه، موسع عليه رزقه‏.‏

    ويرى خلقاً كثيراً قد ابتُلُوا بأنواع الأمراض، وأصناف الأسقام وهو مُعافى من ذلك، مُسَرْبل بالعافية‏.‏ ويشاهد خلقاً كثيراً قد ابتُلوا ببلاء أفظع من ذلك، بانحراف الدين، والوقوع في قاذورات المعاصي‏.‏ والله قد حفظه منها أو من كثير منها‏.‏

    ويتأمل أناساً كثيرين قد استولى عليهم الهم، وملكهم الحزن والوساوس، وضيق الصدر، ثم ينظر إلى عافيته من هذا الداء، ومنة الله عليه براحة القلب، حتى ربما كان فقيراً يفوق بهذه النعمة – نعمة القناعة وراحة القلب – كثيراً من الأغنياء‏.‏

    ثم من ابتلي بشيء من هذه الأمور يجد عالماً كثيراً أعظم منه وأشد مصيبة، فيحمد الله على وجود العافية وعلى تخفيف البلاء، فإنه ما من مكروه إلا ويوجد مكروه أعظم منه‏.‏

    فمن وفق للاهتداء بهذا الهدي الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل شكره في قوة ونمو، ولم تزل نعم الله عليه تترى وتتوالى‏.‏ ومن عكس القضية فارتفع نظره وصار ينظر إلى من هو فوقه في العافية والمال والرزق وتوابع ذلك، فإنه لا بد أن يزدري نعمة الله، ويفقد شكره‏.‏ ومتى فقد الشكر ترحلت عنه النعم وتسابقت إليه النقم، وامتحن بالغم الملازم، والحزم الدائم، والتسخط لما هو فيه من الخير، وعدم الرضى بالله رباً ومدبراً‏.‏ وذلك ضرر في الدين والدنا وخسران مبين‏.‏

    واعلم أن من تفكر في كثرة نعم الله، وتفطن لآلاء الله الظاهرة والباطنة، وأنه لا وسيلة إليها إلا محض فضل الله وإحسانه، وأن جنساً من نعم الله لا يقدر العبد على إحصائه وتعداده، فضلاً عن جميع الأجناس، فضلاً عن شكرها‏.‏ فإنه يضطر إلى الاعتراف التام بالنعم، وكثرة الثناء على الله، ويستحي من ربه أن يستعين بشيء من نعمه على ما لا يحبه ويرضاه، وأوجب له الحياء من ربه الذي هو من أفضل شعب الإيمان فاستحيى من ربه أن يراه حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره‏.‏

    ولما كان على الشكر مدار الخير وعنوانه قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل‏:‏ ‏(‏إني أحبك، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة‏:‏ اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‏)‏ وكان يقول‏:‏ ‏(‏اللهم اجعلني لك شكَّاراً، لك ذَكَّاراً‏.‏ اللهم اجعلني أعظم شكرك، وأكثر ذكرك، وأتبع نصحك، وأحفظ وصيتك‏)‏‏.‏

    وقد اعترف أعظم الشاكرين بالعجز عن شكر نعم الله، فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك‏)‏ والله أعلم‏.‏اهـ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2016
    المشاركات
    570

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )
    بوركت أبا مالك وجزيت خيرا.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وجزاك مثله أخانا الكريم .

  6. #6

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والله يا اخي أبا مالك قد ايقظت فينا الانتباه على أننا نرفل بنعم الله وفضله ولا ينقصنا مما أنعم به الله على عباده . فالحمد لله حمد الشاكرين،ولك منا جزيل الشكر
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2016
    المشاركات
    570

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حسن ابو مازن مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والله يا اخي أبا مالك قد ايقظت فينا الانتباه على أننا نرفل بنعم الله وفضله ولا ينقصنا مما أنعم به الله على عباده . فالحمد لله حمد الشاكرين،ولك منا جزيل الشكر
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    جزاه الله خيرا، دائما يضيف النافع.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •