تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: تفصيل الرد على شبهة تجويز ابن تيمية لتهنئة النصارى بعيدهم:

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي تفصيل الرد على شبهة تجويز ابن تيمية لتهنئة النصارى بعيدهم:

    تفصيل الرد على شبهة تجويز ابن تيمية لتهنئة النصارى بعيدهم:
    ما انتشر من تجويز ابن تيمية لتهنئة النصارى بعيدهم باطل وغير صحيح فكلامه في التحريم ظاهر في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم، ومجموع الفتاوى، وقد نقل تلميذه ابن القيم الاتفاق على تحريم تهنئتهم في كتابه أحكام أهل الذمة، وهو من ألصق تلاميذه به؛ فلو علم منه الجواز لنقل ذلك عنه ولو على سبيل الرد والاعتراض، ولا يعقل جهل ابن القيم رأيه شيخه أو تجاهله، وكم من مسألة فهم كلام شيخ الإسلام ابن تيميَّة خطأً، فإنَّ شيخَ الإسلام قد يستطرد فلا يفهم كلامه إلا من قرأه بتمامه وتمعَّن فيه، وقد يأخذ كلاما له محتملاً في موضع ويغفل أو يتغافل عن كلامه الصريح في موضع آخر.

    قلت:
    (أبو البراء): فقد فصَّل ابن تيمية التحريم في مجموع الفتاوى: (2/ 487 - 489): (وسئل - رحمه الله تعالى - عمن يفعل من المسلمين: مثل طعام النصارى في النيروز. ويفعل سائر المواسم مثل الغطاس، والميلاد، وخميس العدس، وسبت النور. ومن يبيعهم شيئا يستعينون به على أعيادهم أيجوز للمسلمين أن يفعلوا شيئا من ذلك؟ أم لا؟
    فأجاب: الحمد لله
    لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء، مما يختص بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة، وغير ذلك. ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء، ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك. ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة.
    وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم.
    وأما إذا أصابه المسلمون قصدًا، فقد كره ذلك طوائف من السلف والخلف.
    وأما تخصيصه بما تقدم ذكره فلا نزاع فيه بين العلماء. بل قد ذهب طائفة من العلماء إلى كفر من يفعل هذه الأمور، لما فيها من تعظيم شعائر الكفر، وقال طائفة منهم: من ذبح نطيحة يوم عيدهم فكأنما ذبح خنزيرًا.
    وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: (من تأسى ببلاد الأعاجم، وصنع نيروزهم، ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت، وهو كذلك، حشر معهم يوم القيامة).
    وفي سنن أبي داود: عن ثابت بن الضحاك قال: (نذر رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينحر إبلا ببوانة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل كان فيها من وثنٌ يعبد من دون الله من أوثان الجاهلية؟ قال: لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قال: لا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم).
    فلم يأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا الرجل أن يوفي بنذره مع أن الأصل في الوفاء أن يكون واجبا. حتى أخبره أنه لم يكن بها عيد من أعياد الكفار.
    وقال:
    (لا وفاء لنذر في معصية الله).
    فإذا كان الذبح بمكان كان فيه عيدهم معصية. فكيف بمشاركتهم في نفس العيد؟ بل قد شرط عليهم أمير المومنين عمر بن الخطاب والصحابة وسائر أئمة المسلمين أن لا يظهروا أعيادهم في دار المسلمين، وإنما يعملونها سرا في مساكنهم. فكيف إذا أظهرها المسلمون أنفسهم؟
    حتى قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: (لا تتعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم).
    وإذا كان الداخل لفرجة أو غيرها منهيا عن ذلك؛ لأن السخط ينزل عليهم. فكيف بمن يفعل ما يسخط الله به عليهم، مما هي من شعائر دينهم؟ وقد قال غير واحد من السلف في قوله تعالى:
    {والذين لا يشهدون الزور} [الفرقان: 72] . قالوا أعياد الكفار، فإذا كان هذا في شهودها من غير فعل، فكيف بالأفعال التي هي من خصائصها.
    وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسند، والسنن: أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم» وفي لفظ: «ليس منا من تشبه بغيرنا» . وهو حديث جيد. فإذا كان هذا في التشبه بهم، وإن كان من العادات، فكيف التشبه بهم فيما هو أبلغ من ذلك؟ ،
    وقد كره جمهور الأئمة - إما كراهة تحريم، أو كراهة تنزيه - أكل ما ذبحوه لأعيادهم وقرابينهم إدخالا له فيما أهل به لغير الله، وما ذبح على النصب، وكذلك نهوا عن معاونتهم على أعيادهم بإهداء أو مبايعة، وقالوا: إنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم، لا لحما، ولا دما، ولا ثوبا، ولا يعارون دابة، ولا يعاونون على شيء من دينهم؛ لأن ذلك من تعظيم شركهم، وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك. لأن الله تعالى يقول: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2] .
    ثم إن المسلم لا يحل له أن يعينهم على شرب الخمور بعصرها، أو نحو ذلك. فكيف على ما هو من شعائر الكفر؟ وإذا كان لا يحل له أن يعينهم هو فكيف إذا كان هو الفاعل لذلك؟، والله أعلم). انتهى

    قلت: (أبو البراء): فكلامه ظاهر في حرمة مشاركتهم أو تخصيص يوم عيدهم بشيء أو الأكل من ذبائحهم التي ذبحت لهذا الغرض وحرمة معانوتهم في شيء يساعدهم على الاحتفال بهذا العيد الكفري.
    وعلَّ من قال بالجواز لُبِّس عليه كلام ابن تيمية في كتابِـه: (إقتضاء الصِّراط المُستقيم لمُخالفة أصحاب الجحِيـم): ( 1 / 471 ـ 472 )، بعد أن ذكر صِيام عَاشُوراء ومُوافَقة النَّبيّ ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لليَهُود في أوّل الأمْرِ ثُم مُخالفتهم:
    (ومما يوضح ذلك: أن كل ما جاء من التّشبه بهم ،إنما كان في صدر الهجرة ، ثم نسخ ؛ ذلك لأن اليهود إذ ذاك ،كانوا لا يميزون عن المُسلمين لا في شعور ،ولا في لباس ،لا بعلامة ولا غيرها.
    ثم إنه ثبت بعد ذلك في الكتاب والسُّنَّة والإجماع، الذي كمل ظهوره في زمن عُمر بن الخطاب ـ رضي اللَّـه عنه ـ ما شرعه اللَّـه من مخالفة الكافرين ومفارقتهم في الشعار والهدى.
    وسبب ذلك: أن المخالفة لهم لا تكون إلا بعد ظهور الدين وعلوه كالجهاد ،وإلزامهم بالجزية والصّغار ،فلما كان المسلمون في أول الأمر ضعفاء؛ لم يشرع المخالفة لهم ،فلما كمل الدين وظهر وعلا ؛ شرع بذلك.
    ومثل ذلك اليوم: لو أن المُسلم بدار حرب، أو دار كفر غير حرب؛ لم يكن مأمورا بالمخالفة لهم في الهدي الظّاهر، لما عليه في ذلك من الضرر، بل قد يستحب للرجل، أو يجب عليه، أن يشاركهم أحيانا في هديهم الظاهر، إذا كان في ذلك مصلحة دينية: من دعوتهم إلى الدين، والاطلاع على باطن أمرهم لإخبار المسلمين بذلك ،أو دفع ضررهم عن المُسلمين، ونحو ذلك من المقاصد الصالحة.
    فأما في دار الإسلام والهجرة، التي أعز اللَّـه فيها دينه، وجعل على الكافرين بها الصّغار والجزية ففيها شرعت المخالفة.
    وإذا ظهرت الموافقة والمخالفة لهم باختلاف الزّمان ؛ ظهرت حقيقة الأحاديث في هذا). انتهى.

    قلت:
    (أبو البراء): وكلامه هذا لا يدل على ما ذهبوا إليه من قريبٍ أو بعيدٍ، فكلامه على جواز التشبه بهم في الهدي الظاهر من الملبس أو المأكل وذلك في حالة الضرورة والضعف كمن كان في دار حربٍ أو يعيش وسطهم ويكون لضرورة دينية: من دعوتهم إلى الدين، والاطلاع على باطن أمرهم؛ لإخبار المسلمين بذلك، أو دفع ضررهم عن المُسلمين.

    وقد يلبس عليهم أيضًا تجويز ابن تيمية تهنئهم بمناسبتهم الدنيوية للمصلحة الشرعية،
    قال ابن مفلح الحنبلي – رحمه الله -: (وتحرم العيادة، والتهنئة، والتعزية لهم ...، وعنه – أي: عن الإمام أحمد -: يجوز، وعنه: لمصلحة راجحة، كرجاء إسلام، اختاره شيخنا – أي: ابن تيمية - ومعناه اختيار الآجري، وأنه قول العلماء: يُعاد ، ويعرض عليه الإسلام، نقل أبو داود : إن كان يريد يدعوه إلى الإسلام: فنعم). الفروع و تصحيح الفروع " (10 / 334).

    وبهذا يتضح خطأ من نسب جواز التهنئة للنصارى في أعيادهم الكفرية لابن تيمية، والله أعلم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    قد ألف شيخ الإسلام كتابه الشهير : "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم "، وبهذا - وغيره - من كلامه الصريح في التحريم ، يقطع كل لسان دلس أو كذب على الإمام رحمه الله .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وينظر هنا :
    http://majles.alukah.net/t10399/

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    قد ألف شيخ الإسلام كتابه الشهير : "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم "، وبهذا - وغيره - من كلامه الصريح في التحريم ، يقطع كل لسان دلس أو كذب على الإمام رحمه الله .
    أحسن الله إليك شيخنا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5

    افتراضي

    أعاذ الله شيخ الإسلام من هذه المخازي فقد حذّر العلماء الصادقون من مخازي أهل الكفر في مثل هذه الأيام فقالوا:

    1- (
    من أهدى بيضة إلى المجوس يوم النيروز كفر لأنه أعانه على كفره وإغوائه)

    2- (
    ومن اشترى يوم النيروز شيئا لم يكن يشتريه قبل ذلك إن أراد به تعظيم النيروز كفر لأنه عظم عيد الكفرة، وإن اتفق الشراء ولم يعلم أن هذا اليوم يوم النيروز لا يكفر)

    3- (
    ولو قال: أنا أحفظ الكنيسة والمسجد، وأحب القس والعالم يكفر.
    وكذا إن لم يقل بلسانه ولكن يفعل هذا
    )

    4- (ومن خرج معهم في عيدهم
    كفر لأن فيه إعلان الكفر، ومن فعل ذلك فكأنه أعانهم عليه.
    وكذا المواقفة معهم في كل شيء يفعلوه في ذلك اليوم يوجب الكفر)

    5-
    (ومن اشترى يوم النيروز ما لا يشتريه غيره من المسلمين كفر)

    يراجع كتاب من يكفر ولا يشعر (ص59- 60) والحاوي القدسي في الفروع الحنفية (2/ 429) وشرح القاري لألفاظ الكفر (ص206 -207)
    .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة
    أعاذ الله شيخ الإسلام من هذه المخازي فقد حذّر العلماء الصادقون من مخازي أهل الكفر في مثل هذه الأيام فقالوا:
    أحسن الله إليك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7

    افتراضي

    وإياك بارك الله فيك

  8. #8

    افتراضي

    وسئل شيخ الإسلام رحمه الله:
    (عن قوم مجاوري النصارى فهل يجوز للمسلم إذا مرض النصراني أن يعوده؟
    وإذا مات أن يتبع جنازته؟
    وهل من فعل ذلك من المسلمين وزر أم لا؟

    فأجاب: الحمد لله رب العالمين، لا يتبع جنازته، وأما عيادته فلا بأس بها؛ فإنه قد يكون في ذلك مصلحة لتأليفه على الإسلام، فإذا مات كافرا، فقد وجبت له النار؛ ولهذا لا يصلّى عليه. والله أعلم)
    مجموع الفتاوى (24/ 265)

    ولعل هذا النص هو المشار إليه في قول ابن مفلح المجمل (اختاره شيخنا)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة


    ولعل هذا النص هو المشار إليه في قول ابن مفلح المجمل (اختاره شيخنا)
    نعم، الظاهر هذا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    نعوذ بالله من الفتن
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: تفصيل الرد على شبهة تجويز ابن تيمية لتهنئة النصارى بعيدهم:

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •