في مسألةٍ لو عرضت على عمر رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر، طلب من صاحبه أن يكفله فيها عند (البنك) فلمّا اعتذر له وبيّن له ما فيها من حرام، شمّر لها ذراعه، وطفق يسأل عنها الحصيف والسخيف، حتّى وافق قول أحدهم هواه أتى صاحبه وله ضجيجٌ وعجيج، فبيّن له صاحبه بطلان ما جاء به، فقال له: (استفتِ قلبكَ)¹ وقلبي قد اطمئنّ لهذه المسألة.
قلتُ: عن أيّ قلبٍ يتحدّث؟!!!
عن قلبٍ ضرب الشيطان فيه فُسْطاط ضلالته، عن قلبٍ إذا خال فال، وإن توسّم وهم.
هذا الحديث الذي بتره هذا المستفتي لقلبه أو لم يعرف تتمّته أصلًا فيه يقول عليه الصلاة والسلام: (والإثمُ ما حاك في النفسِ وتردَّدَ في الصدر، وإن أفْتاك الناسُ وأَفْتَوْك).
هنا يوجّه النبيّ عليه الصلاة والسلام المستفتي إلى ترك ما تردّد في صدره وحاك في نفسه ولم يتيقن من سلامته، ولم يوجّهه إلى أن يستفتي قلبه فيه؛ لأنّ الغالب في هذا أن يكون إثمًا لا حلالا.
إن جلّ من يفعل هذا هم الذين يتتبّعون الرخص، ممّن لا يتقن قراءة الفاتحة ولا يحفظ من الحديث إلّا ما رواه والده عن جده.
نسأل الله السلامة.
أخوكم ماهر مصطفى أبو حمزة
ـــــــــــــــ ــــــ
1.جزء من حديث صحّحه عدد من المحَدِّثين كالنووي والألباني وأحمد شاكر وغيرهم.