بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد :
" ينــــظر إلى القــــــمة ولم يحتــــقر نفـــــسه "
استوقفتني هذه الكلمة كثيرا.
دارت في العقل وفي القلب واستقرت في الخاطر ، لتفتح باب الذكريات.
لماذا تحقر نفسك وقد كرمك الله تعالى :
{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }
لماذا تحقر نفسك والله تعالى يقول لجميع عباده بلا استثناء:
{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
وربك الجبار ملك الملوك :
{عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وهو أجود من أعطى ،وأكرم من سُئل.
وما هو ظنك بربك و قد قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي )
أبعد هذا ستحتقر نفسك يا عبد الله مهما كنت وعلى أي وضع كنت وفي أي حال كنت .
بالله عليكم أليس المؤمن عزيز.
في وقت ما كنت أشاهد إحدى القنوات الإسلامية ، وإذا بي أتابع القصة التي أخذ يرويها بحماس عن شاب مسلم عمره لا يتجاوز 14 سنة ، هذا الشاب يعيش مشلولا لا يستطيع حتى الكلام في إحدى الدول الأوروبية كما فهمت ، وعنده آله بها أشعة يضعها على رأسه ويشير بها إلى مربعات بها أحرف ليعرف محدثه ماذا يريد .
شاء الله تعالى أن يلتقي معه الشيخ ، فعرف أنه قد أسلم على يد هذا الشاب عدد من أبناء تلك
الدولة ، فسأل الشيخ عن كيفية ذلك وحال الشاب كما رأى .
فقيل له: ان الدولة ترسل له كل يوم عاملين لمساعدته ، فإذا أتى العامل طلب منه أن يتصل
بصديقه ، فيتصل العامل ، فيقول له الشاب:
اسأل صديقي عن الإسلام ، فيسأل ، ويعيد ما قاله صديقه ، وبعد أن تنتهي المكالمة ، يقول للعامل:
افتح الدرج وخذ كتيبا عن الإسلام هدية لك.
فهو يريد أن يحفظ القرآن ، ويذهب للمملكة العربية السعودية ليدرس في جامعاتها ليتعلم الإسلام.
فقال الشيخ معلقا على علو همته:
" ينظر للقمة ولم يحتقر نفسه "
وأقول:
الله سبحانه وتعالى قادر على أن يشفيه في أية لحظة ، ويحقق أمنيته بإذن الله تعالى ، والله تعالى على
كل شيء قدير ، والحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد.