تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أدب السجون | عبدالله الهدلق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    111

    افتراضي أدب السجون | عبدالله الهدلق

    أدب السجون | عبدالله الهدلق

    يقول علي عزت بيقوفيتش : في السجن هناك ضيقٌ في المكان ، وفائضٌ في الزمان .. ويقول دوستويفسكي : أشدّ ما يؤلم في السجن هو أنه لا خصوصية لك .. هذان المعنيان ؛ مع الألم النفسي والجسدي اللذَين يواجههما السجين هو مدارُ حديث أدب السجون في الغالب ..
    كانت بداية تعرّفي إلى هذا الأدب في المكتبة العربية مع سلسلة مصطفى أمين المشهورة : سنة أولى سجن ، وما بعدها ... ولعلّ من أقدم ماألف في أدب السجون في العصر الحاضر هو " معتقل هاكستب " لمحمد علي الطاهر ، وكثيراً ما تجاوزه دارسو هذا الاتجاه الأدبي ربما لعدم شهرة الكتاب .. والتوافر على قراءة أدب السجون ليس ترفاً ، ولا ضرباً من " الساديّة " = التلذّذ بإيذاء الآخرين ، ولا من " الماسوشية " = التلذّذ بإيذاء النفس ؛ وإنما هو توافر على درس النفس الإنسانية في أجلى مظاهر ضعفها ، وكيف تعتور الإنسانَ الشدائدُ فتحيل ضعفه في كثير من الأحيان إلى قوّة يدهش صاحبها نفسه من امتلاكها وكيف يتردّى الإنسان في هوّة نفسه فيسقط من كان يُظنّ به التجلّد..
    تجربة القراءة في أدب السجون تجعل القارئ يقدر نعمة الحريّة التي أنعم الله بها عليه ، وتعوّده على الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة التي لم يكن يراها شيئاً يستحقّ الالتفات ، وتقفه على عظيم قدرة الله في خلقه ، فكثير ممن عاش هذه التجارب المروّعة القاسية نجا - بخلاف كل مقاييس البشر - من مصير شبه محتوم ، وربما عاش أطول مما عاش جلّاده ، عاش ليروي ومن غريبٍ أن الأدب العربي قد تأخر عن الآداب الأجنبية في الأدب الروائي ، لكنه يضارع كثيراً منه بل ربما تفوّق عليه في أدب السجون !
    لأن أدب السجون لم تكتبه الموهبة العربية فقط ، وإنما صاغته معها عبقريّة مجرمة أخرى .. ولك أن تستشعر هذا حين تعلم أن سجن تدمر الكريه الذكر
    قد كتب عنه أكثر من عشر مذكرات كل واحدة هي أشد ألماً من الأخرى ، وأن سجيناً تقلّب في السجون أربع عشرة سنة ثم عاش السنة الخامسة عشرة في سجن تدمر كتب يقول : كانت السنة التي عشتها في سجن تدمر تعدل كل تلك السنوات الأربع عشرة على قسوة ووحشية تلك السنوات !
    لا أريد أن أطيل عليكم ففي المحبرة كثير من مداد الألم هذا لكني لا أريد أن أطيل..توافرت مدة من الزمن جادّاً في تتبع هذا النوع من الأدب، ولعلي طالعت - في غير ادّعاء - أشهر ما كتب فيه باللغة العربية وما ترجم إليها ، وأعني ما كتب خالصاً لهذه التجربة ، وأما السيرة الذاتية التي تعرض لتجربة السجن فيما تعرضه من تجارب أخرى فلا أعنيها هنا ، وإن كان فيها فائدة وقيمة ، وحديثي هنا عما كان باللغة العربية : كمجرّد ذكريات لرفعت السعيد ، والنوافذ المفتوحة لشريف حتاتة - زوج نوال السعداوي ولها أيضاً مذكّرات عن سجنها - وغير ذلك .. ولعل أفضل ما قرأته في أدب السجون هو هذه المذكرات الأربع على اختلافٍ في تجارب كتابها وثقافتهم وأسلوبهم وقوّة تمثّلهم، وكنت كتبت أني سأذكر خمساً فاستبعدت واحدة لأنها مترجمة ..
    1.القوقعة، يوميات متلصص ، مصطفى خليفة

    2. من الصخيرات إلى تازمامارت - تذكرة ذهاب وإياب إلى الجحيم ، محمد الرايس

    3. السجينة ، مليكة أوفقير وميشيل فيتوسي
    4. البوابة السوداء : أحمد رائف
    نعم ، بعض ما ذكرته مترجم ، وقصدت ما كان أجنبيّاً فلم تقع أحداثه داخل البلاد العربية ، فقولي " مترجمة " غير دقيق ، والصحيح " أجنبية "

    كناشة الرميـح على التليجرام
    حيثُ المتعة والفائـدة ..
    [url]https://telegram.me/romeh06/url]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي

    مقالة رائعة جداً
    وكثرة سجوننا ومساجيننا اخرجت لنا ذلك الكم من كتب ادب السجون العربية...
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    لا حول ولا قوة إلا بالله .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •