بحمد الله نبدأ في المقال *** وذكر الله في كل الفعال

فذكر الله يجلو كل هم *** عن القلب السليم على التوال

فللقلب السليم إذا تزكى *** علامات هنالك للكمال


علامات لصحة كل قلب *** سليم عن مداخلة الضلال


علامات ذكر بكل نثر *** عن الإعلام واضحة لتال

ولكنى نظمت لها نظاما *** به أرجوا التنافس في الفضال


مع الإقرار بالتقصير فيها *** وذكر للعقيدة في المقال


علامة صحة القلب ذكره *** لذي العرش المقدس ذي الجلال


وخدمة ربنا في كل حال *** بلا عجز هنالك أو ملال

ولا يأنس بغير الله طرا *** سوى من قد يدل إلى المعال

ويذكر ربه سرا وجهرا *** ويدمن ذكره في كل حال


ومنها وهو ثانيها إذا ما *** يفوت الورد يوما لاشتغال

فيألم للفوات أشد مما *** يفوت على الحريص من الفضال


ومنها شحه بالوقت يمضى *** ضياعا كالشحيح يبذل مال ببذل


وأيضاً من علامته اهتمام *** بهم واحد غير انتحال

فيصرف همه لله صرفاً *** ويترك ما سواه من المقال


وأيضاً من علامته إذا ما *** دنى وقت الصلاة لذي الجلال

وأحرم داخلاً فيها بقلب *** منيب خاضع في كل حال

تناءى همه والغم عنه *** بدنيا تضمحل إلى زوال


ووافى راحة وسرور قلب *** وقرة عينه ونعيم بال


ويشق الخروج عليه منها *** فيرغب جاهداً في الإبتهال

وأيضاً من علامته اهتمام *** بتصحيح المقالة والفعال

وأعمال ونيات وقصد *** على الإخلاص يحرص بالكمال

أشد تحرصاً وأشدهم *** من الأعمال ثمت لا يبال


بتفريط المقصر ثم فيها *** وإفراط وتشديد لغال

وتصحيح النصيحة غير غش *** يمازج صفوها يوماً بحال

ويحرص في اتباع النص جهداً *** مع الإحسان في كل الفعال


ولا يصغي لغير النص طراً *** ولا يعبأ بآراء الرجال

فست مشاهد للقلب منها *** علامات عن الداء العضال

ويشهد منة الرحمن يوماً *** بما أسدى عليه من الفضال

ويشهد منه تقصيراً وعجزاً *** بحق الله في كل الخلال


فقلب ليس يشهدها سقيم *** ومنكوس لفعل الخير قال

فإن رمت النجاة غدا وترجو *** نعيماً لا يصير إلى زوال


نعيماً لا يبيد وليس يفنى *** بدار الخلد في غرف عوال


فلا تشرك بربك قط شيئاً *** فإن الله جل عن المثال

إله واحد أحد عظيم *** عليم عادل حكم الفعال

رحيم بالعباد إذا أنابوا *** وتابوا من متابعة الضلال

شديد الانتقام بمن عصاه *** ويصليه الجحيم ولا يبال


فبادر بالذي يرضى لتحظى *** بخير في الحياة وفي المآل

ولازم ذكره في كل وقت *** ولا تركن إلى قيل وقال


وأهل العلم جالسهم وسائل *** ولا يذهب زمانك في اغتفال


وأحسن وانبسط وارفق ونافس *** لأهل الخير في رتب المعال

فحسنا لبشر مندوب إليه *** ويكسو أهله ثوب الجمال

وأحبب في الإله وعاد فيه *** وابغض جاهداً فيه ووال

وأهل الشرك باينهم وفارق *** ولا تركن إلى أهل الضلال

وتشهد قاطعاً من غير شك *** بأن الله جل عن المثال


علا بالذات فوق العرش حقاً *** بلا كيف ولا تأويل غال


علو القدر والقهر اللذان *** هم لله من صفة الكمال

بهذا جاءنا في كل نص *** عن المعصوم من صحب وآل

ينزل ربنا في كل ليل *** إلى أدنى السماوات العوال

لثلث الليل ينزل حين يبقى *** بلا كيف على مر الليال

ينادى خلقه: هل من منيب *** وهل من تائب في كل حال؟


وهل من سائل يدعو بقلب *** فيعطى سؤله عند السؤال؟

وهل مستغفر مما جناه *** من الأعمال أو سوء المقال؟

وتشهد أنما القرآن حقاً *** كلام الله من غير اعتلال


ولا تمويه مبتدع جهول *** بخلق القول عن أهل الضلال

وآيات الصفات تمر مراً *** كما جاءت على وجه الكمال


ورؤيا المؤمنين لـه - تعالى - *** عياناً في القيامة ذي الجلال

يرى
كالبدر أو كالشمس صحوا *** بلا غيم ولا وهم خيال

وميزان الحساب كذاك حقاً *** مع الحوض المطهر كالزلال

معراج الرسول إليه حق *** بنص وارد للشك جال


كذاك الجسر يبسط للبرايا *** على متن السعير بلا محال


فناج سالم من كل شر *** وهاو هالك للنار صال

وتؤمن بالقضا خيراً وشراً *** وبالمقدور في كل الفعال

وأن النار حق قد أعدت *** لأعداء الرسول ذوي الضلال

بحكمة ربنا عدلاً وعلماً *** بأحوال الخلائق في المآل

وأن الجنة الفردوس حق *** أعدت للهداة أولى المعال

بفضل منه إحساناً وجوداً *** وتكريماً لهم بعد الوصال

وكل في المقابر سوف يلقى *** بلا شك هنالك للسؤال


نكيراً منكراً حقاً بهذا *** أتانا النقل عن صحب وآل

وأعمالاً تقارنه فإما *** بخير قارنت أو سوء حال

فيا فرداً بلا ثان أجرني *** وثبتني بعزك ذا الجلال

وعاملني بعفوك و اغن قلبي *** بفضلك عن حرامك بالحلال

ونق القلب من درن الخطايا *** ورشني من فواضلك الجزال

ولاطف باللطائف والعنايا *** ضعيفاً في جنابك ذا اتكال

وجملني بعافية وعفو *** فإن تمنن بعفوك لا أبال

وصلى الله ما غنت بأيك *** على الأغصان من طلح وظال

تنادي دائماً تدعو هديلاً *** حمامات على فنن عوال

على المعصوم أفضل كل خلق *** وأزكى الخلق مع صحب وآل