قال الله تعالى( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)تأذن اعلم بصورة مؤكّدة وقضى وأنذر فالإنذار كقوله تعالى { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ } .وفيه معنى الإعلام والقضاء المبرم الذى لا مفر منه وقد ياتى بمعنى القسم وهو معنى وارد ومفهوم من الأية
وبعد فهذه أية جامعة لكل نعمة ونقمة وبشارة ونذارة ورجاء وخوف وزيادة ونقص وإغناء وإفقار وإعزاز وإذلال وملك ونزع فمن شكر فله ما أحب ومن كفر فله مايكره
ومانحن فيه اليوم والمسلمون من بئس وشقاء وكره وعداء وتخريب للبلاد وإذلال للعباد بتسلط الأعداء وعموم الغلاء ليس الا ناتج الجحد لنعم المولى والكفر بما به أولى لأنه سبحانه ولى النعم ومزيل النقم وهو من بيده ملكوت السموات والأرض ولا مفر إلا اليه قال الله (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50) )فالذي بنى السماء وفرش ومهد الأرض قادر أن يعذب وينعم ويقبض ويبسط وهو سبحانه قدر فيها اقواتها قبل خلق الناس والكائنات قال تعالى : ( وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ) ولكنه سبحانه ينزله بقدر معلوم (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ )
ان الله تعالى حين أنعم على داود عليه السلام وأله بما انعم قال لهم الله (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور )
ولقد ورد في القران14 مرة لعلكم ولعلكم تشكرون . ولعل من الله بمعنى كى يشكروا وعند الناس كلمة تفيد الترجى والطمع والاشفاق والشك
ولكن الله حكم ان الشاكرين له قليل فى اربع ايات قال (قليلا ماتشكرون) فادخلوا فى القليل يرحمكم الله