للمناقشة والإثراء !
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره :
...{ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا } ، وذلك أن موسى، عليه السلام، كان في لسانه لثغة، بسبب ما كان تناول تلك الجمرة، حين خُيّر بينها وبين التمرة أو الدرّة، فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه، فحصل فيه شدة في التعبير؛ ولهذا قال: { وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي. وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي. هَارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } [ طه : 27 -32 ] أي: يؤنسني فيما أمرتني به من هذا المقام العظيم، وهو القيام بأعباء النبوة والرسالة إلى هذا الملك المتكبر الجبار العنيد. ولهذا قال: { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا [يُصَدِّقُنِي] } (1) ، أي: وزيرًا ومعينًا ومقويًّا لأمري، يصدقني فيما أقوله وأخبر به عن الله عز وجل؛ لأن خبر اثنين أنجع في النفوس من خبر واحد؛ ولهذا قال: { إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ } ..اهــ
وبنحو ما ذكره ابن كثير ، قاله كثير من المفسرين رحمهم الله .
والله يقول عن موسى : ( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي )
هل هذا ينافي كمال حال البلاغ بالنسبة لموسى وهل هذا يقدح في تمام وكمال الخلق بالنسبة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؟
مع قطع النظر عن صحة ما ذكره ابن كثير وغيره فيما يتعلق بسبب اللثغة والعقدة ؟
وبمعنى آخر: هل ما كان في موسى من عقدة في لسانه عائق في تبليغ الدعوة فطلب هارونَ معاونا له وشفع لنبوته ؟
لأن بعض أهل الأهواء - أو الكفرة - أو حتى بعض عوام المسلمين ممن يجهلون كثيرا من أمور هذا الدين - يقدحون - أو يتشككون - في بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو في تبليغ دعوتهم بمثل هذه الشبهات أو الترهات !
مع العلم بأن موسى عليه السلام - كما ذكر القرآن الكريم كان هو المتحدث في أغلب - أو كل - المواقف .