تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 27 من 27

الموضوع: هل تكفير المشركين من صفة الكفر بالطاغوت

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    مسألة مهمة - يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله-وأما قوله تعالى : ( إلا أن تتقوا منهم تقاة ) قال مجاهد : إلا مصانعة والتقاة ليست بأن أكذب وأقول بلساني ما ليس في قلبي ، فإن هذا نفاق ، ولكن أفعل ما أقدر عليه .

    كما في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان

    فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ، ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه ، مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه ، إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه ، وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله ، بل غايته [5] أن يكون كمؤمن [ آل ]فرعون - وامرأة فرعون - وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم ، ولا كان يكذب ، ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، بل كان يكتم إيمانه .

    وكتمان الدين شيء ، وإظهار الدين الباطل شيء آخر . فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره ، بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر . والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره .

    والرافضة حالهم من جنس حال المنافقين ، لا من جنس حال المكره الذي أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان ، فإن هذا الإكراه لا يكون عاما من جمهور بني آدم ، بل المسلم يكون أسيرا أو منفردا
    في بلاد الكفر ، ولا أحد يكرهه على كلمة الكفر ، ولا يقولها ، ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، وقد يحتاج إلى أن يلين لناس من الكفار ليظنوه منهم ، وهو مع هذا لا يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، بل يكتم ما في قلبه .

    وفرق بين الكذب وبين الكتمان . فكتمان ما في النفس يستعمله المؤمن حيث يعذره الله في الإظهار ، كمؤمن آل فرعون . وأما الذي يتكلم بالكفر ، فلا يعذره إلا إذا أكره . والمنافق الكذاب لا يعذر بحال ، ولكن في المعاريض مندوحة عن الكذب . ثم ذلك المؤمن الذي يكتم إيمانه يكون بين الكفار الذين لا يعلمون دينه ، وهو مع هذا مؤمن عندهم يحبونه ويكرمونه ; لأن الإيمان الذي في قلبه يوجب أن يعاملهم بالصدق والأمانة والنصح ، وإرادة الخير بهم ، وإن لم يكن موافقا لهم على دينهم ، كما كان يوسف الصديق يسير في أهل مصر وكانوا كفارا ، وكما كان مؤمن آل فرعون يكتم إيمانه ، ومع هذا كان يعظم موسى ويقول : ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ) [ سورة غافر : 2 ] .

    وأما الرافضي فلا يعاشر أحدا إلا استعمل معه النفاق ، فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد ، يحمله على الكذب والخيانة ، وغش الناس ، وإرادة السوء بهم ، فهو لا يألوهم خبالا ، ولا يترك شرا يقدر عليه إلا فعله بهم ، وهو ممقوت عند من لا يعرفه ، وإن لم يعرف أنه رافضي تظهر على وجهه سيما النفاق وفي لحن القول ، ولهذا تجده ينافق ضعفاء الناس ومن لا حاجة به إليه ، لما في قلبه من النفاق الذي يضعف قلبه .

    والمؤمن معه عزة الإيمان فإن العزة لله ولرسولهوللمؤمنين
    [منهاج السنة النبوية]

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة


    فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجارلم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ، ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه ، مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه ، إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه ، وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله ، بل غايته [5] أن يكون كمؤمن [ آل ]فرعون - وامرأة فرعون - وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم ، ولا كان يكذب ، ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، بل كان يكتم إيمانه .

    يقول شيخ الاسلام بن تيميه رحمه الله-فى الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح-ص-385-وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}. .
    وقد ذكر أكثر العلماء أن هذه الآية الأخرى في آل عمران نزلت في النجاشي ونحوه ممن آمن بالنبي لكنه لم تمكنه الهجرة إلى النبي ولا العمل بشرائع الإسلام. لكون أهل بلده نصارى لا يوافقونه على إظهار شرائع الإسلام وقد قيل أن النبي إنما صلى عليه لما مات لأجل هذا فإنه لم يكن هناك من يظهر الصلاة عليه في جماعة كثيرة ظاهرة كما يصلي المسلمون على جنائزهم.
    ولهذا جعل من أهل الكتاب مع كونه آمن بالنبي بمنزلة من يؤمن بالنبي في بلاد الحرب ولا يتمكن من الهجرة إلى دار الإسلام ولا يمكنه العمل بشرائع الإسلام الظاهرةبل يعمل ما يمكنه ويسقط عنه ما يعجز عنه كما قال تعالى. {فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}. فقد يكون الرجل في الظاهر من الكفار وهو في الباطن مؤمن كما كان مؤمن آل فرعون.
    قال تعالى. {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ -----------}
    فقد أخبر سبحانه أنه حاق بآل فرعون سوء العذاب وأخبر أنه كان من آل فرعون رجل مؤمن يكتم إيمانه وأنه خاطبهم بالخطاب الذي ذكره فهو من آل فرعون باعتبار النسب والجنس والظاهر وليس هو من آل فرعون الذين يدخلون أشد العذاب وكذلك امرأة فرعون ليست من آل فرعون هؤلاء قال الله قوله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. وامرأة الرجل من آله بدليل قوله: {إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}. وهكذا أهل الكتاب فيهم من هو في الظاهر منهم وهو في الباطن يؤمن بالله ورسوله محمد يعمل بما يقدر عليه ويسقط عنه ما يعجز عنه علما وعملا و{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} وهو عاجز عن الهجرة إلى دارالإسلام كعجز النجاشيوكما أن الذين يظهرون الإسلام فيهم من هم في الظاهر مسلمون وفيهم من هو منافق كافر في الباطن أما يهودي وإما نصراني وإما مشرك وإما معطل.
    كذلك في أهل الكتاب والمشركين من هو في الظاهر منهم ومن هو في الباطن من أهل الإيمان بمحمد يفعل ما يقدر على علمه وعمله ويسقط ما يعجز عنه في ذلك

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    يقول الشيخ سليمان بن سحمان فى كشف الاوهام- قد تقدم عن شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه أن أحد الأقسام الأربعة التي قد اشتملت عليها الوجود هو القسم الرابع وهم الذين عنى الله بقوله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهمهم من كان كافرا ظاهرا مؤمنا باطنا فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم ولا يتمكنون من إظهاره فهم في الظاهر لهم حكم الكفار وعلى زعم هذا الجاهل أنه إذا كانت مكة المشرفة قد قسمها الله ثلاثة أقسام فلا تكون مع هذا التقسيم بلاد كفر وحرب إذ ذاك وإلا فما وجه الاستدلال بهذا التقسيم حينئذ وإذا كان ذلك كذلك فحكم بلد دبي وأبي ظبي حكم مكة ولا شك أن فيها مسلمين ظالمين لأنفسهم ومستضعفين عاجزين وكل بلد من بلاد الكفر فيها نوع من هؤلاء يكون حكمها كذلك عند هذا المتنطع المتمعلم سبحان الله ما أعظم شأنه وأعز سلطانه كيف لعب الشيطان بعقول هؤلاء حتى قلبوا الحقائق عليهم نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ---------------------------------------
    وأما حكم العاصي الظالم القادر على الهجرة الذي لا يقدر على إظهار دينه فهو على ما ظهر من حاله فإن كان ظاهره مع أهل بلده فحكمه حكمهم في الظاهر وإن كان مسلما يخفي إسلامه لما روى البخاري في صحيحه من حديث موسى بن عقبة قال ابن شهاب حدثنا أنس بن مالك أن رجالا من الأنصار قالوا يا رسول الله ائذن لنا فنترك لابن أختنا عباس فداءه فقال لا والله لا تذرون منه درهما
    وقال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن الزهري عن جماعة سماهم قالوا بعث قريش في فدى أسراهم ففدى في كل قوم أسيرهم بما رضوا
    وقال العباس يا رسول الله قد كنت مسلما فقال رسول الله أعلم بإسلامك فإن يكون كما يقول فإن الله يجزيك به وأما ظاهرك فقد كان علينا
    فافتد نفسك وابنى أخيك وأخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وخليفك عتبة بن عمر وأخي بني الحارث بن فهر قال ما ذاك عندي يا رسول الله فقال فأين المال الذين دفنته أنت وأم الفضل فقلت لها إن أصبت في سفري هذا فهذا المال الذي دفنته لبني الفضل وعبد الله وقثم قال والله يا رسول الله إني لأعلم أنك رسول الله هذا لشيء ما علمه غيري وغير أم الفضل فأحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي فقال رسول الله لا ذاك شيء أعطانا الله تعالى منك ففدى نفسه وابني أخويه وحليفه
    الحديث
    فاستحل رسول الله فداءه والمال الذي كان معه لأن ظاهره كان مع الكفار بقعوده عندهم وخروجه معهم ومن كان مع الكفار فله حكمهم في الظاهر
    [كشف الاوهام-للشيخ سليمان بن سحمان]








  4. #24

    افتراضي

    يااخوان يا الفاضل ما نعرفه عن أصل الدين انه
    القدر المشترك المتفق عليه بين الأنبياء والرسل فى أمر التوحيد والذى من أجله ارسلت الرسل
    وأنه القدر الذى تدركه الفطره والعقل قبل مجيئ الرسل والكتب وهو الذى فطر عليه بنو آدم وأخذت عليه المواثيق فيه
    إذن ما هو هذا القدر باعتبار مسالتناهذه
    بداية التكفير حكم شرعى ويعرف بمتعلقاته وهى الحكام التى تتعلق بمن تلبس به فى الدنيا والآخرة ففى الدنيا لا تؤكل ذبيحته ولا يصلى عليه أن مات ولا يغسل ويقتل أن كان مرتدا ويعاهد أن كان ذميا وغير ذلك من الأحكام الدنيوية ويبغض ويعادى وغير ذلك والعذاب فى النار أن مات على كفره وغير ذلك من الأحكام هذه هى الأحكام المتعلقة بالتكفير لأن التكفير لغة التغطية كما هو معلوم فاضاف الشرع للمعنى اللغوي قيودا وأحكاما والفطرة والعقل لا يدركان قبل ورود النصوص شيئا من تلك الأحكام الشرعية لكلمة التكفير وبالتالى لا يدركون إلا بعض معانى التكفير كمسمى التضليل والتخطئة واصل البغض والعداوة وغيرها وهذا هو الذى أثبته الحنفاء الأول حيث ضلل عمرو بن عبسة قومه وكذا زيد بن عمرو بن نفيل واو ذر وغيرهم لكنهم لم يكونوا يدركوا معنى التكفير ولا أحكامه بل كثير ممن اسلم على يد النبى صلى الله عليه وسلم جهل بعض متعلقات التكفير كسؤال الصحابى أين أبى قال فى النار فهنا جهل حكم أبيه الاخروى وكذا بن جدعان لما سئل عن أعماله الصالحة أخبر بعدم انتفاعه بها وهذا حكم حبوط العمل المتعلق بالتكفير وهلم جرا
    فالمشكلة الكبيرة عدم النظر إلى معنى التكفير الشرعى وما تدركه الفطرة والعقل وهو اصل الدين وهو باعتبار هذه المسألة عبادة الله وحده ومسمى تضليل المخالف المشرك وهذا ما يقول به العاذرية فى الأغلب يضللون المخالف قبورى أو قصورى لكن يعذرونهم بما معهم من شعائر وشبهات فحتى يسمونهم عباد قبور كما سمى عمرو بن عبسة المشركين عباد اوثان
    أما تكفيره فهذا حكم شرعى عبارة عن أحكام جزئية لا تثبت إلا بنص وقد ثبتت الآن ببعثة النبى صلى الله عليه وسلم فصار واجبا كالصلاة والزكاة وغيره
    فمن ثم التكفير ليس من الأصل بل من لوازمه التى لا يكفر من خالفها إلا بعد البيان واقامة الحجة هذا هو الاصل
    ملحوظة هامة
    فهنا النقاش والخلاف لابد أن ينصب حول مفهوم الحجة الذى هو البيان من حيث كيفية إقامتها ومن يقيمها وظهور المسائل من خفائها اى المسائل التى عذر فيها العاذر من وقع فى الكفر وهذا الذى ما زلت فى طور البحث فيه ولا أريد أن أتكلم فيه الا بعلم فالصمت أفضل من القول على الله بغير علم
    فمن هنا يجب أن ننتقل من الكلام عن التكفير هل هو من الأصل ام لا الى الكلام عن إقامة الحجة فليس معنى إخراجه من الأصل أن عاذرية عباد القبور او القصور معذورين فقد يكونون كفارا أن كانت الحجة فى ذلك مجرد بلوغ القرآن فى هذه المسائل وعدم اشتراط كشف شبهاتهم فحينئذ يكفرون مباشرة وان كان الواجب كشف الشبهات وتفنيدها فلا يكفرون ابتداء وحينئذ ما هى درجات الشبه المعتبرة وكذلك هل يشترط أوصافا فى من يقيم الحجة هذا ما يحيرنى الآن ولا أدرى الحق فيه من غيره هدانا الله واياكم لأقوم سبيل وجزاك الله خيرا

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خالد السكندرى مشاهدة المشاركة
    أصل الدين انه
    القدر المشترك المتفق عليه بين الأنبياء والرسل فى أمر التوحيد والذى من أجله ارسلت الرسل
    وأنه القدر الذى تدركه الفطره والعقل قبل مجيئ الرسل والكتب وهو الذى فطر عليه بنو آدم وأخذت عليه المواثيق فيه
    إذن ما هو هذا القدر باعتبار مسالتناهذه
    بداية التكفير حكم شرعى ويعرف بمتعلقاته وهى الحكام التى تتعلق بمن تلبس به فى الدنيا والآخرة ففى الدنيا لا تؤكل ذبيحته ولا يصلى عليه أن مات ولا يغسل ويقتل أن كان مرتدا ويعاهد أن كان ذميا وغير ذلك من الأحكام الدنيوية ويبغض ويعادى وغير ذلك والعذاب فى النار أن مات على كفره وغير ذلك من الأحكام هذه هى الأحكام المتعلقة بالتكفير لأن التكفير لغة التغطية كما هو معلوم فاضاف الشرع للمعنى اللغوي قيودا وأحكاما والفطرة والعقل لا يدركان قبل ورود النصوص شيئا من تلك الأحكام الشرعية لكلمة التكفير وبالتالى لا يدركون إلا بعض معانى التكفير كمسمى التضليل والتخطئة واصل البغض والعداوة وغيرها وهذا هو الذى أثبته الحنفاء الأول حيث ضلل عمرو بن عبسة قومه وكذا زيد بن عمرو بن نفيل واو ذر وغيرهم لكنهم لم يكونوا يدركوا معنى التكفير ولا أحكامه بل كثير ممن اسلم على يد النبى صلى الله عليه وسلم جهل بعض متعلقات التكفير كسؤال الصحابى أين أبى قال فى النار فهنا جهل حكم أبيه الاخروى وكذا بن جدعان لما سئل عن أعماله الصالحة أخبر بعدم انتفاعه بها وهذا حكم حبوط العمل المتعلق بالتكفير وهلم جرا
    فالمشكلة الكبيرة عدم النظر إلى معنى التكفير الشرعى وما تدركه الفطرة والعقل وهو اصل الدين وهو باعتبار هذه المسألة عبادة الله وحده ومسمى تضليل المخالف المشرك وهذا ما يقول به العاذرية فى الأغلب يضللون المخالف قبورى أو قصورى لكن يعذرونهم بما معهم من شعائر وشبهات فحتى يسمونهم عباد قبور كما سمى عمرو بن عبسة المشركين عباد اوثان
    أما تكفيره فهذا حكم شرعى عبارة عن أحكام جزئية لا تثبت إلا بنص وقد ثبتت الآن ببعثة النبى صلى الله عليه وسلم فصار واجبا كالصلاة والزكاة وغيره
    فمن ثم التكفير ليس من الأصل بل من لوازمه التى لا يكفر من خالفها إلا بعد البيان واقامة الحجة هذا هو الاصل
    ملحوظة هامة
    فهنا النقاش والخلاف لابد أن ينصب حول مفهوم الحجة الذى هو البيان من حيث كيفية إقامتها ومن يقيمها وظهور المسائل من خفائها اى المسائل التى عذر فيها العاذر من وقع فى الكفر وهذا الذى ما زلت فى طور البحث فيه ولا أريد أن أتكلم فيه الا بعلم فالصمت أفضل من القول على الله بغير علم
    فمن هنا يجب أن ننتقل من الكلام عن التكفير هل هو من الأصل ام لا الى الكلام عن إقامة الحجة فليس معنى إخراجه من الأصل أن عاذرية عباد القبور او القصور معذورين فقد يكونون كفارا أن كانت الحجة فى ذلك مجرد بلوغ القرآن فى هذه المسائل وعدم اشتراط كشف شبهاتهم فحينئذ يكفرون مباشرة وان كان الواجب كشف الشبهات وتفنيدها فلا يكفرون ابتداء وحينئذ ما هى درجات الشبه المعتبرة وكذلك هل يشترط أوصافا فى من يقيم الحجة هذا ما يحيرنى الآن ولا أدرى الحق فيه من غيره هدانا الله واياكم لأقوم سبيل وجزاك الله خيرا
    إذن ما هو هذا القدر باعتبار مسالتناهذه
    هو نفس ما قررته انت اخى الكريم ابو خالد السكندرى فى قولك-القدر المشترك المتفق عليه بين الأنبياء والرسل فى أمر التوحيد والذى من أجله ارسلت الرسل
    وأنه القدر الذى تدركه الفطره والعقل قبل مجيئ الرسل والكتب وهو الذى فطر عليه بنو آدم وأخذت عليه المواثيق فيه--اما فى مسألتنا هذه فقدوضحه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن سابقا فى قوله- التصريح بأن العداوة المطلوبة ذكر آلهتهم بأنهم لا يُدعون ، ولا ينفعون ولا يضرون، وأن من لم يصرِّح بذلك (ويعاديهم، ويتبرَّأ منهم ويبغضهم) ، ويعتقده ويدين به، لا يستقيم له إسلام، وهذا هو الحق؛ بل هو مدلول كلمة الإخلاص، وهو حقيقة التوحيد، فلو وحَّد الله بعبادته ولم يشرك به، لكنه لم يأتِ بهذا ولم يعتقده، لم ينتفع بتوحيده وعدم شركه، وهذا حق لا شك فيه،والآيات تدل عليه، وتشهد له، وهذا المعنى دلَّت عليه كلمة الإخلاص تضمناً؛ وهو ظاهر بحمد الله------------------اما قولك اخى الكريم
    بداية التكفير حكم شرعى ويعرف بمتعلقاته----------الى آخره
    كلامك صحيح ولا غبار عليه وهو ما نعتقده وندين به----------------
    فهنا النقاش والخلاف لابد أن ينصب حول مفهوم الحجة الذى هو البيان من حيث كيفية إقامتها ومن يقيمهاوظهور المسائل من خفائها اى المسائل
    مفهوم الحجة هى الحجة الرسالية من الكتاب والسنة-يقول شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب-وهذا إذا كان في المقالات الخفية؛ فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة؛ لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي يعلم العامة والخاصة من المسلمين أنها من دين الإسلام؛ بل اليهود، والنصارى، والمشركون، يعلمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم بعث بها، وكفر من خالفها؛ مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سواه، من الملائكة والنبيين، والشمس والقمر، والكواكب، والأصنام وغير ذلك؛ فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ومثل أمره بالصلاة، وإيجابه لها، وتعظيم شأنها، ومثل معاداة اليهود والنصارى، والمشركين والصابئين والمجوس، ومثل تحريم الفواحش، والربا والميسر، ونحو ذلك; ثم تجد كثيراً من رؤوسهم وقعوا في هذه الأنواع؛ فكانوا مرتدين. انتهى كلامه رحمه الله--------------ويقول-فإن الذي لم تقم عليه الحجة؛


    هو الذي حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة.


    أو يكون ذلك في مسألة خفية، مثل الصرف والعطف.

    فلا يكفر حتى يعرف.

    وأما أصول الدين، التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه؛ فإن حجة الله هو القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة.

    ولكن أصل الإشكال؛ أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة، وبين فهم الحجة.

    ---------------
    أجاب الشيخ عبد الله والشيخ إبراهيم: ابنا الشيخ عبد اللطيف، والشيخ سليمان بن سحمان: وهذه المسألة من أوضح الواضحات عند طلبة العلم وأهل الأثر، وذكروا نحواً مما تقدم من كلام الشيخ عبد اللطيف، ثم قالوا: وكذلك القبوريون لا يشك في كفرهم من شم رائحة الإيمان؛ وقد ذكر شيخ الإسلام، وتلميذه ابن القيم، رحمهما الله، في غير موضع: أن نفي التكفير بالمكفرات قوليها وفعليها، فيما يخفى دليله ولم تقم الحجة على فاعله، وأن النفي يراد به نفي تكفير الفاعل وعقابه قبل قيام الحجة عليه، وأن نفي التكفير مخصوص بمسائل النّزاع بين الأمة.
    وأما دعاء الصالحين، والاستغاثة بهم، وقصدهم في الملمات والشدائد، فهذا لا ينازع مسلم في تحريمه، والحكم بأنه من الشرك الأكبر؛ فليس في تكفيرهم، قولان. ----وذكر الشيخ سليمان بن سحمان ما معناه - أن التفريق بين القول والقائل والفعل والفاعل في الشرك الأكبر بدعة، فالأصل في اللغة والشرع؛ "من فعل فعلاً سمى بهذا الفعل"، فمن شرب سميَ شارباً، فهل نقول لمن شرب "ماء"؛ فعله شرب ولكن هو لم يشرب؟! فالنحويين متفقون، سواء قيل بان الاسم مشتق من المصدر أو من الفعل فكل النحويين متفقون على ذلك، في أصل الاشتقاق، لأن المصدر والفعل كلاهما يتضمن الحدث الذي هو الفعل، فشارب مثلا يتضمن حدث الشرب، وهذا الحدث موجود في الفعل والمصدر، وفارق الفعل المصدر بأن الحدث قارنه زمن.
    فمن أشرك مع الله غيره سمي مشركا، ومن ابتدع في الدين سمي مبتدعا، ومن شرب الخمر سمي شاربا للخمر. -- كما نقل الشيخ عبد الله بن سعد -عن الشيخ أبا بطين وأئمة الدعوة –رحمهم الله تعالى

    فإن التفريق بين التكفير المطلق وتكفير المعين يبحث عندما يكون القول أو الفعل يحتمل الكفر و يحتمل غيره أويكون من الأمور التي تنازعت فيها الأمة أو ما يسمى المسائل الخفية--

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خالد السكندرى مشاهدة المشاركة
    ما هى درجات الشبه المعتبرة وكذلك هل يشترط أوصافا فى من يقيم الحجة هذا ما يحيرنى الآن ولا أدرى الحق فيه من غيره هدانا الله واياكم لأقوم سبيل وجزاك الله خيرا
    يجب اولا اخى الكريم ان تعلم ان قيام الحجة الرسالية شرط فى وجوب العقاب سواء العقاب الدنيوى بالاهلاك او بأيدى المؤمنين-او العقاب الاخروى بالعذاب بالنار يوم القيامة-هذا اصل مهم قبل الشروع فى الموضوع-
    ما هى درجات الشبه المعتبرة
    الاختلاف فى هذه المسألة قديم واصحابه على درجات--ففى زمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وزمن اولاده ظهرت هذه الشبهه-من عثمان بن منصور وداوود بن جرجيس وسليمان بن عبد الوهاب اخو الشيخ محمد بن عبد الوهاب - قبل توبته -وهذا تجده واضح جليا فى كتابه الصواعق الالهية فى الرد على الوهابية- وتجد هذه المسألة ايضا فى كتب عثمان بن منصور وداوود بن جرجيس-يجادلون بمسألة العذر بالجهل للنيل ممن حقق التوحيد والمتابعة ليخلصوا من ذلك إلى توسيع دائرة الإسلام ولو جيء بالمكفرات الظاهرة و دفاعا عن هؤلاء القبوريين وعدم تكفيرهم بشبه وحجج كثيرة من بينها هذه المسألةوالمهتم بكتب علماء الدعوة النجدية يجد مصداق هذا الكلام لذلك المجادل عن هولاء القبورين يبتعد كثيرا عن الاستدلال بكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكلام علماء الدعوة النجدية الا فى بعض المواضع المشتبهه من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكلام اولاده--واما فى هذه الازمنة المتأخرة دخلت هذه الشبهه على البعض لعدم الاعتناء بكتب علماء الدعوة النجدية ------------ يقول الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن بن حسن فقد بلغنا وسمعنا من فريق يدعى العلم والدين وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب إن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه وذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك سمع من بعض الإخوان أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي واستغاث به فقال له الرجل لا تطلق عليه الكفر حتى تعرفه وكان هذا وأجناسه لا يعبأون بمخالطة المشركين في الأسفار وفي ديارهم بل يطلبون العلم على من هو أكفر الناس من علماء المشركين وكانوا قد لفقوا لهم شبهات على دعواهم يأتي بعضها في أثناء الرسالة ـ إن شاء الله تعالى ـ وقد غروا بها بعض الرعاع من أتباعهم ومن لا معرفة عنده ومن لا يعرف حالهم ولا فرق عنده ولا فهم . متحيزون عن الإخوان بأجسامهم وعن المشايخ بقلوبهم ومداهنون لهم وقد استَوحشوا واستُوحِش منهم بما أظهروه من الشبه وبما ظهر عليهم من الكآبة بمخالطة الفسقة والمشركين وعند التحقيق لا يكفرون المشرك إلا بالعموم وفيما بينهم يتورعون عن ذلك ثم دبت بدعتهم ([1]) وشبهتهم حتى

    (1) لأنها لم تخرج هذه المقولة إلا في زمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وسيأتي ذكرها إن شاء الله وهي الآن أصل يعتمد عليه ويضلل المخالف ويُرمى بالألقاب الشنيعة والأمر كما قيل رمتني بدائها وانسلت كما ذكر الشيخ إسحاق فما أشبه الليلة بالبارحة فلكل قوم ٍ وارث ولكن في الزوايا خبايا وللرجال بقايا ووراء الأكمة ما وراءها ... .]------------------------------------- راجت على من هو من خواص الإخوان وذلك والله أعلم بسبب ترك كتب الأصول وعدم الاعتناء بها وعدم الخوف من الزيغ رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - قدس الله روحه - ورسائل بنيه فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً كما سيمر ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك ، فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية ، فإن هذا الجواب من بعض أجوبة العراقي([1]) التي يرد عليها الشيخ عبد اللطيف وذكر الذي حدثني عن هذا أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن مستدلهم فقال نكفر النوع ولا نعين الشخص( [2] )إلا بعد التعريف ومستندنا ما رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد - قدس الله روحه - على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكواز وعبد القادر من الجهال لعدم من ينبهه، فانظر ترى العجب ثم اسأل الله العافية وأن يعافيك ((من الحور بعد الكور )) ، وما أشبههم بالحكاية المشهورة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -أنه ذات يوم يقرر على أصل الدين ويبين ما فيه ورجل من جلسائه لا يسأل و لا يتعجب ولا يبحث حتى جاء بعض الكلمات التي فيها ما فيها فقال الرجل ما هذه كيف ذلك فقال الشيخ قاتلك الله ذهب حديثنا منذ اليوم لم تفهم ولم تسأل عنه فلما جاءت هذه السقطة عرفتها أنت مثل الذباب لا يقع إلا على القذر أو كما قال ونحن نقول الحمد لله وله الثناء نسأله المعونة والسداد ولا نقول إلا كما قال مشايخنا الشيخ محمد في إفادة المستفيد وحفيده في رده على العراقي وكذلك هو قول أئمة الدين قبلهم ومما هو معلوم بالإضطرار من دين الإسلام أن المرجع في مسائل أصول الدين إلى الكتاب والسنة وإجماع الأمة المعتبر وهو ما كان عليه الصحابة وليس المرجع إلى عالم بعينه في ذلك فمن تقرر عنده الأصل تقريراً لا يدفعه شبهة وأخذ بشراشير قلبه هان عليه ما قد يراه من الكلام المشتبه في بعض مصنفات أئمته إذ لا معصوم إلا النبي ومسألتنا هذه وهي عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه وأن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة هي أصل الأصول وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وقامت على الناس الحجة بالرسول وبالقرآن

    ([1]) هو داود بن جرجيس رد عليه الشيخ عبد اللطيف في كتابه منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس .

    ( 2)قال الشيخ محمد رحمه الله تعالى أثناء رده على من امتنع من تعيين من عبد غير الله بالكفر ( هل قال أحدٌ من هؤلاء من الصحابة إلى زمن منصور ـ البهوني ـ إن هؤلاء يكفر أنواعهم لا أعيانهم ) الدرر السنية : ( 10 / 69 ), وقال الشيخ عبدالله أبا بطين رحمه الله ( نقول في تكفير المعين ظاهر الآيات والأحاديث وكلام جمهور العلماء تدل على كفر من أشرك بالله فعبد معه غيره ، ولم تفرق الأدلة بين معين وغيره قال تعالى : ] إن الله لايغفر أن يشرك به [ وقال تعالى : ] فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم [ وهذا عام في كل واحد من المشركين ) الدرر السنية: ( 10/401 ، 402 )----------------------------------ويقول الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن بن حسن ايضا-
    وهذه الشبهة التي ذكرنا قد وقع مثلها أو دونها لأناس في زمن الشيخ محمد رحمه الله ولكن من وقعت له يراها شبهة ويطلب كشفها وأما من ذكرنا فإنهم يجعلونها أصلاً ويحكمون على عامة المشركين بالتعريف ويجهلون من خالفهم فلا يوفقون للصواب لأن لهم في ذلك هوى -------------------------------اما اذا كانت المسألة نظرا لتجاذب الادلة عندهم فيقول الشيخ ابن باز رحمه الله-
    وبذا يعلم أنه لا يجوز لطائفة الموحدين الذين يعتقدون كفر عباد القبور أن يكفروا إخوانهم الموحدين الذين توقفوا في كفرهم حتى تقام عليهم الحجة؛ لأن توقفهم عن تكفيرهم له شبهة وهي اعتقادهم أنه لا بد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين قبل تكفيرهم بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود والنصارى والشيوعيين وأشباههم، فهؤلاء لا شبهة في كفرهم ولا في كفر من لم يكفرهم، والله ولي التوفيق " انتهى المراد (فتوى رقم 11043)------ويقول
    المقصود هو أن الذين توقفوا في تكفير عباد القبور، لا يكفرون حتى تقام الحجة على أولئك الذين استمروا في عبادة الأموات والاستغاثة بالأموات؛ لأن هؤلاء الذين توقفوا في كفرهم لهم هذه الشبهة، فالمقصود أن الموحد المؤمن الذي توقف عن تكفير بعض عباد القبور لا يقال إنه كافر؛ لأنه لم يكفر الكافر، ولكن يتوقف في تكفيره حتى يبين له وتزول الشبهة أن هؤلاء الذين يعبدون القبور ويستغيثون بالأموات كفار؛ لأن الذين عبدوا القبور من أهل الجاهلية في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبله كانوا كفاراً إلا من كان من أهل الفترة الذين لم تبلغهم الحجة فهؤلاء أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى، أما الذين بلغتهم الحجة فهم كفار وإن كانوا في نفس الأمر لم يفهموا ولم يتبينوا أن ما هم عليه كفر، فإذا كان الموحد الذين عرف الدين وعرف الحق توقف عن تكفير بعض هؤلاء الذين يعبدون القبور فإنه لا يُكَفَّر حتى يبين له الحجة وتزول الشبهة التي من أجلها توقف، والمقصود هو أنه لا يكفر الموحد الذي توقف عن تكفير عباد الأوثان حتى تقوم عليه الحجة هو، وحتى يبين له أسباب كفرهم، وحتى تتضح له أسباب كفرهم هذا المقصود؛ لأنه قد يتوقف يحسب أنهم ليسوا بكفار، فإذا بين له ذلك واتضح له ذلك صار مثل من لم يكفر اليهود والنصارى، فمن قال إن اليهود النصارى ليسوا كفاراً وهو ممن يعرف الأدلة الشرعية ومن أهل العلم يبين له حتى يعرف أنهم كفار، وإذا شك في كفرهم كفر؛ لأن من شك في كفر الكافر الواضح كفره كفر، واليهود والنصارى من الكفار الذين قد علم كفرهم وضلالهم وعرفه الناس عاميهم وغير عاميهم، وهكذا الشيوعيون الذين يجحدون وجود الله، وينكرون وجود الله كفرهم أكثر وأبين من كفر اليهود والنصارى، والقاعدة الكلية في هذا أن الذي توقف في كفر بعض الناس لا يستهزأ بكفره حتى يوضح له الأمر وحتى تزال عنه الشبهة التي من أجلها توقف عن تكفير الكافرين والله المستعان. جزاكم الله خيراً



  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    يقول الشيخ سليمان بن سحمان----------وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: من الآية4] قال ابن جرير رحمه الله تعالى ما ملخصه:فكذلك أنتم أيها المؤمنون بالله فتبرؤوا من أعداء الله المشركين، ولا تتخذوا منهم أولياء حتى يؤمنوا بالله وحده، ويتبرؤوا من عبادة ما سواه، وأظَهِروا لهم العداوة والبغضاء.
    وقوله:
    {كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ}على كفركم بالله، وعبادتكم ما سواه، ولا صلح بيننا، ولا مودة حتى تؤمنوا بالله وحده.
    فصرح الإمام ابن جرير أن الله خاطب المؤمنين بأن يتبرؤوا من أعداء الله المشركين، وأن يظهروا لهم العداوة والبغضاء، وأن يبادوهم بذلك، وإظهار العداوة والبغضاء والبراءة منهم ومما يعبدون من دون الله هو الإنكار باللسان، بدليل قوله {إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ}لأن عداوة القلب وبغضه لا تسمى إظهاراً لأنها أعمال قلبية، فلا بد من إظهار ما في القلوب من العداوة والبغضاء والبراءة من الشرك وأهله بالقول والعمل.
    وقال البغوي رحمه الله على هذه الآية في آخر الكلام عليها: قال مقاتل:فلما أمر الله المؤمنين بعداوة الكفار، عادى المؤمنون أقرباءهم المشركين، فأظهروا لهم العداوة والبراءة، فلما علم الله شدة وجد المؤمنين بذلك أنزل الله عز وجل {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} [الممتحنة: من الآية7] انتهى.
    وقال شيخنا الشيخ عبد اللطيف رحمه الله في رده على ابن منصور:والهجرة إلى الحبشة، ومقام أبي بكر الصديق يتلوا القرآن، ويظهر دينه كل هذا يؤيد كلام الشيخ وينصره في وجوب التصريح بالعداوة، وأنه لا رخصة مع الاستطاعة، ولولا ذلك لم يحتاجوا إلى الهجرة،ولو تركوها في بلد النجاشي لم يحتاجوا إلى نصرته، وأن يقول: أنتم سيوم بأرضي، ولكان كل مسلم يخفي إيمانه ولا يبادر المشركين بشيء من العداوة، فلا يحتاج حينئذ إلى هجرة، بل تمشي الحال على أي حال كما هي طريقة من لا يعرف ما أوجب الله من عداوة المشركين، وإظهار دين المرسلين، ولولا التصريح بالعداوة من المهاجرين الأولين، ومباداة قومهم بإظهار الإسلام، وعيب ما هم عليهم من الشرك وتكذيب الرسول، وجحد ما جاء به من البينات والهدى، لما حصل من قومهم من الأذية والابتلاء والامتحان ما يوجب الهجرة،واختيار بلد النجاشي، وأمثالها من البلاد التي تؤمن فيها الفتنة والأذية.
    فالسبب المقتضي لهذا كله ما أوجبه الله من إظهار الإسلام ومباداة أهل الشرك بالعداوة والبراءة، بل هذا مقتضى كلمة الإخلاص،فإن نفي الآلهة عما سوى الله صريح في البراءة منه، والكفر بالطاغوت، وعيب عبادتهم، وعداوتهم ومقتهم، ولو سكت المسلم ولم ينكر كما يظنه هذا الرجل لألقت الحرب عصاها، ولم تدر بينهم رحاها كما هو الواقع ممن يدعي الإسلام وهو مصاحب معاشر عباد الصالحين والأوثان والأصنام،فسحقاً للقوم الظالمين،انتهى.[كشف الشبهتين]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •