تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: سؤال عن مدى صحة حديثين.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي سؤال عن مدى صحة حديثين.

    الأول حديث : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمراض والأوجاع كالصداع وغيره ، فقال رجل : وما الصداع ، ما أعرفه ؟ فقال " إليك عني من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا وهذا " قال العراقي في تخريج الإحياء : رواه أبو داود من حديث عامر البرام أخي الخضر بنحوه ، وفي إسناده من لم يسم .
    الثاني حديث : عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فذكر له من وصفها حتى هم أن يتزوجها ، فقيل : فإنها ما مرضت قط ، فقال " لا حاجة لي فيها "
    قال العراقي في تخريج الإحياء أخرجه أحمد من حديث أنس بنحوه بإسناد جيد .
    أرجو من إخواننا الافادة عن مدى صحة هذين الحديثين ،
    مع العلم بان الحديث الأول رواه أبو داود في سننه بلفظ مغاير فلم يقل من أراد أن ينظر الى رجل من اهل النار الخ ولكن فيه ان النبي قال اليك عني فلست منا .
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين !!!

    قال عن ابي هريرة قال
    ''مر برسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي أعجبه صحته وجلده قال : فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : متى أحسست أم ملدم ؟ قال : وأي شيء أم ملدم ؟ قال : الحمى قال : وأي شيء الحمى ؟ قال : سخنة تكون بين الجلد والعظام قال : ما لي بذلك عهد قال : فمتى أحسست بالصداع ؟ قال : وأي شيء الصداع ؟ قال : ضربان يكون في الصدغين والرأس قال : ما لي بذلك عهد قال : فلما قفا أو ولى الأعرابي قال : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه '' أخرجه الإمام احمد في مسندِه والبيهقي في شعَب الإيمان
    و ضعفه- المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 16/322
    و صححه الألباني في صحيح الموارد
    و الوادعي في الصحيح المسند
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين !!!

    بارك الله فيك وجزاك خيراً
    وهو حديث ثالث يحمل ذات المعنى بيد أنه على ما فهمت مختلف في ثبوته فالشيخ شاكر ضعفه والشيخ الألباني والوادعي صححاه فهل من ترجيح ؟!
    وماذا عن الحديثين المذكورين - نفع الله بكم .
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين !!!

    حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني رجل من أهل الشام يقال له أبو منظور عن عمه قال حدثني عمي عن عامر الرام أخي الخضر قال أبو داود قال النفيلي هو الخضر ولكن كذا قال : (قال إني لببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية فقلت ما هذا قالوا هذا لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو تحت شجرة قد بسط له كساء وهو جالس عليه وقد اجتمع إليه أصحابه فجلست إليهم فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسقام فقال إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم أعفاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم يدر لم أرسلوه فقال رجل ممن حوله يا رسول الله وما الأسقام والله ما مرضت قط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم عنا فلست منا
    رواه بهذااللفظ ابو داود والبيهقي وسنده ضعيف
    مداره عندهما على رجل مجهول من أهل الشام يقال له أبو منظور
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين !!!

    جزاك الله خيراً
    وفي انتظار المزيد ..
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    Exclamation رد: سؤال عن مدى صحة حديثين !!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله رب العالمين وبه أعتصم ، وصلى الله و سلم على نبينا محمد
    وبعد،
    الحديث أخرجه أحمد في المسند (2/332/8376 ط مؤسسة قرطبة القاهرة)، (14/123/8395) مؤسسة الرسالة، والبخاري في الأدب المفرد (1/174) ط دار البشائر الإسلامية بيروت، والنسائي في الكبرى (4/354)، وابن حبان في صحيحه بترتيب ابن بلبان مؤسسة الرسالة بيروت (7/178/2916)، والحاكم في المستدرك (1/498/1283)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/177).
    كلهم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
    وقال الحاكم في المستدرك (1/498/1283) هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه ، وسكت عنه الذهبي.
    كذا قال غفر الله له وليس كذلك فإن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي روى له البخاري مقرونا بغيره ومسلم في المتابعات واحتج به الأربعة، فليس الإسناد على شرط مسلم.
    ومحمد بن عمرو متكلم فيه
    قال المزي في تهذيب الكمال (26/215):
    " قال على (يعني ابن المديني): قلت
    ليحيى : محمد بن عمرو كيف هو ؟ قال : تريد العفو أو تشدد ؟ قلت : لا بل أشدد ، قال : ليس هو ممن تريد ، و كان يقول : حدثنا أشياخنا أبو سلمة ، و يحيى بن
    عبد الرحمن بن حاطب . قال : يحيى : و سألت مالكا عن محمد بن عمرو فقال : فيه نحوا مما قلت لك ...
    ... قال إبراهيم بن يعقوب السعدى الجوزجانى : ليس بقوى الحديث و يشتهى حديثه .
    و قال أبو حاتم : صالح الحديث ، يكتب حديثه ، و هو شيخ .
    و قال النسائى : ليس به بأس .
    و قال فى موضع آخر : ثقة .
    و قال أبو أحمد بن عدى : له حديث صالح ، و قد حدث عنه جماعة من الثقات كل واحد منهم ينفرد عنه بنسخة ، و يغرب بعضهم على بعض ، و يروى عنه مالك غير حديث فى
    " الموطأ " ، و أرجو أنه لا بأس به .
    و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " ، و قال : كان يخطىء ." اهـ
    قال الحافظ في تهذيب التهذيب( 9 / 376 ):
    " و قال أحمد بن ( مريم ) ، عن ابن معين : ثقة .
    و قال عبد الله بن أحمد ، عن ابن معين : سهيل و العلاء و ابن عقيل حديثهم ليس
    بحجة ، و محمد بن عمرو فوقهم .
    و قال يعقوب بن شيبة : هو وسط ، و إلى الضعف ما هو .
    و قال الحاكم : قال ابن المبارك : لم يكن به بأس .
    و قال ابن سعد : كان كثير الحديث ، يستضعف .
    و قال ابن معين : ابن عجلان أوثق من محمد بن عمرو ، و محمد بن عمرو أحب إلى من
    محمد بن إسحاق . حكاه العقيلى . اهـ ."
    وللحديث طريق آخر أخرجه أحمد (2/366/8780 ط مؤسسة قرطبة القاهرة)، (14/397/8794)ط مؤسسة الرسالة، و أبو يعلى في المسند (11/432).
    كلاهما من طريق أبي معشر عن سعيد عن أبي هريرة.
    وأبو معشر هذا هو نجيح بن عبد الرحمان السندي
    قال المزي في تهذيب الكمال (29/324):
    قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبى عن أبى معشر نجيح ، فقال : كان صدوقا لكنه لا يقيم الإسناد ، ليس بذاك .
    و قال عبد الله أيضا : سألت يحيى بن معين عنه ، فقال : ليس بقوى فى الحديث ...
    ... و قال أحمد بن سعد بن أبى مريم عن يحيى بن معين : ضعيف ، يكتب من حديثه
    الرقاق ، و كان رجلا أميا يتقى أن يروى من حديثه المسند .
    و قال أحمد بن أبى يحيى : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو معشر السندى ليس بشىء ، كان أميا .
    ... قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : أبو معشر السندى ليس بشىء ، أبو معشر ريح . قال : و سمعته مرة أخرى يقول : ليس حديثه بشىء .
    و قال البخارى : منكر الحديث .
    و قال أبو داود ، و النسائى : ضعيف .
    و قال الترمذى : قد تكلم بعض أهل العلم فى أبى معشر من قبل حفظه . قال محمد : لا أروى عنه شيئا .
    و قال صالح بن محمد الحافظ : لا يسوى حديثه شيئا .
    و قال أبو زرعة : صدوق فى الحديث ، و ليس بالقوى .
    و قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة : و سألت على ابن المدينى عن أبى معشر
    المدينى ، فقال : كان شيخا ضعيفا ضعيفا ، و كان يحدث عن محمد بن قيس ، و يحدث عن محمد ابن كعب بأحاديث صالحة ، و كان يحدث عن المقبرى ، و عن نافع بأحاديث منكرة .
    و قال عمرو بن على : و أبو معشر ضعيف ، ما روى عن محمد بن قيس و محمد بن كعب و مشايخه فهو صالح ، و ما روى عن المقبرى ، و هشام بن عروة ، و نافع ، و ابن المنكدر رديئة لا تكتب."اهـ
    قلت: وهذا من روايته عن سعيد المقبري.
    وأخرج الطبراني هذا الحديث في معجم الأوسط(6/95):
    من طريق مسلم بن إبراهيم عن الحسن بن أبي جعفر عن ثابت عن أنس
    قال الطبراني:
    لم يرو هذين الحديثين عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر تفرد به مسلم بن إبراهيم.
    والحسن بن أبي جعفر هذا تالف
    قال المزي في تهذيب الكمال (6/73) :
    الحسن بن أبى جعفر الجفرى ، أبو سعيد الأزدى
    قال : عمرو بن على : صدوق ، منكر الحديث ، كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه ،
    و كان عبد الرحمن يحدث عنه .
    و قال إسحاق بن منصور : ضعفه أحمد .
    و قال البخارى : منكر الحديث .
    و قال الترمذى : ضعفه يحيى بن سعيد و غيره .
    و قال النسائى : ضعيف .
    و قال فى موضع آخر : متروك الحديث ." اهـ.
    فالراجح أن الحديث حسن من طريق محمد بن عمرو و الله تعالى أعلم.
    قال الأرنؤوط في تعليقه على المسند إسناده حسن( 2/332/8376 )
    وقال الشيخ أحمد شاكر في التعليق على المسند (16/168 ) إسناده صحيح
    وقال الشيخ ناصر في التعليق على الأدب المفرد (1/174) ط دار البشائر الإسلامية بيروت. حسن صحيح.
    وأما تضعيف أحمد شاكر الذي ذكره أخونا في الأعلى حفظه الله تعالى فالمقصود به طريق أبي معشر و الله أعلم.
    ملحوظة: أنا لم أجتهد في البحث فأرجو من أحد الإخوان أن يجبر تقصيري يغفر الله لنا و لهم.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين !!!

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  8. #8

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين.

    لماذا يحسن الحديث من طريق محمد بن عمرو وهو روايته متكلم فيها بالأخص عن أبي سلمة؟

    لماذا حينما يكون الراوي متكلم فيه نحسن حديثه دائماً ولا نعل الأحاديث منكرة المتون ونفهم أن بسببها نزلت مرتبة حديث هذا الرجل !

    لا أرى هذا الحديث يصح ولا ينبغي له.
    أينعم المعنى ليس بغريب ولكن الغريب أن يصرح النبي عن رجل بأنه من أهل النار لمجرد سببٍ كهذا.

    حتى الكفار تصيبهم الحمى، المتن نفسه غريب كيف إنسان لم تصبه حمى قط !

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين.

    القول الفصل في حديث ام ملدم ؟

  10. #10

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    القول الفصل في حديث ام ملدم ؟

    قلتُ: في الإسناد محمد بن عمرو الليثي تفرد به عن أبي سلمة فلعله يتقوى معناه بما له من شواهد ستأتي ذكرها، فقد قال عنه يحيى بن معين:
    قال ابنُ أبي خيثمة: "سئل ابن معين، عن محمد بن عَمرو، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه. قيل له: وما علة ذلك؟ قال:
    "كان يحدث بالشيء مرةً، عن أبي سلمة من روايته، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة". اهـ، وقال الدارقطني: "ضعيف".
    وقال ابن حبان: "يخطئ"، وقال علي ابن المديني: " كان ثقة، وكان يحيى بن سعيد يضعفه بعض الضعف"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث يكتب حديثه وهو شيخ". اهـ.
    ولم أجد كبار الرواة المتقدمين يروون عنه هذا الحديث كسفيان بن عيينة وغيره.
    وأما متابعة أبي معشر عن المقبري فمنكر، قال علي ابن المديني: "كان شيخا ضعيفا ضعيفا، يحدث عن محمد بن كعب بأحاديث صالحة، ويحدث عن المقبري وعن نافع بأحاديث منكرة". اهـ.
    وأما ما ذكروه من متابعة زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة فعلقوه ولم أجد من وصله كأنهم أنكروه.
    إنما خرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة [8089] من طريق أبي عروبة الحراني، فقال:
    ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّة ِ، قَالَتْ:
    أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَحْيَيَّ تَرْعَدَانِ مِنَ الْحُمَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا لَكِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ؟ "،
    قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُمُّ مِلْدَمٍ وَفَعَلَ اللَّهُ بِهَا، قَالَ: " لا تَسُبِّيهَا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَحُطُّ بِهَا عَنِ الْعَبْدِ الذُّنُوبَ، كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ ". اهـ.
    قلتُ: وهذا منكر، محمد بن يزيد بن سنان وأبوه ضعيفان.
    وروي نحو حديث محمد بن عمرو لكن في سياق ءاخر فيما خرجه البخاري في صحيحه [6493] من حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ:
    نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يُقَاتِلُ المُشْرِكِينَ، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ المُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنْهُمْ، فَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا»،
    فَتَبِعَهُ رَجُلٌ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جُرِحَ، فَاسْتَعْجَلَ المَوْتَ، فَقَالَ بِذُبَابَةِ سَيْفِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ،
    فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ، فِيمَا يَرَى النَّاسُ، عَمَلَ أَهْلِ الجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ، عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا ». اهـ.
    ولحديث محمد بن عمرو شاهد معضل فيما ورد في الجامع [20314] لمعمر رواه عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، به معضلا.
    وشاهد ءاخر منكر، فيما خرجه الطبراني في المعجم الأوسط [5905]، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَزَّازُ، قال: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قال: ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، قال: ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، به.
    وشاهد ءاخر مرسل فيما خرجه الحارث في مسنده [248]، فقال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ:
    دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ جَسِيمٌ أَوْ جَسْمَانٌ عَظِيمٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَتَى عَهْدُكَ بِالْحُمَّى؟» قَالَ: لَا أَعْرِفُهَا قَالَ: «فَالصُّدَاعُ؟» قَالَ: لَا أَدْرِي مَا هُوَ،
    قَالَ: «فَأُصِبْتَ بِمَالِكَ؟» قَالَ: لَا , قَالَ: «فَرُزِيتَ بِوَلَدِكَ؟» قَالَ: لَا , فَقَالُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْعِفْرِيتَ النِّفْرِيتَ الَّذِي لَا يُرْزَأُ فِي وَلَدِهِ وَلَا يُصَابُ فِي مَالِهِ». اهـ.
    وخرجه البيهقي في الشعب [9910] من طريق الكديمي وهو متهم، نَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، به.
    وخرجه من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ زُهَيْرٍ الْحُلْوَانِيُّ ، نَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ وهو ضعيف، نَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ، به.
    ووصل فيما خرجه الرامهرمزي في أمثال الحديث [1 : 160] من طريق هِلالِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ، قال: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، به، بذكر أبي سعيد الخدري.
    قَالَ هِلالٌ: فَلَقِيتُ الأَصْمَعِيَّ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الدَّخْشَمَانِ فَقَالَ: "الرَّجُلُ السَّمِينُ الْغَلِيظُ، الَّذِي لا يَنْبَعِثُ". اهـ.
    قلتُ: في الإسناد هلال بن يحيى قال عنه ابن حبان: "يخطىء كثيرا على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لم يحدث بشيء كثير". اهـ.
    وخرج أحمد في مسنده [12170]، فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ أَبُو وَهْبٍ، حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
    أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنَةٌ لِي كَذَا وَكَذَا ذَكَرَتْ مِنْ حُسْنِهَا وَجَمَالِهَا، فَآثَرْتُكَ بِهَا، فَقَالَ: قَدْ قَبِلْتُهَا،
    فَلَمْ تَزَلْ تَمْدَحُهَا حَتَّى ذَكَرَتْ أَنَّهَا لَمْ تَصْدَعْ وَلَمْ تَشْتَكِ شَيْئًا قَطُّ، قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ابْنَتِكِ ". اهـ.
    وهذا منقطع، فيه سنان بن ربيعة قال عنه يحيى بن معين: "ليس بالقوي ، سمع منه السهمي [يعني عبد الله بن بكر] بعد ما خرف". اهـ.
    وقد سواه ابن أبي شيبة في مصنفه كما في المطالب [1620]، فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، به.
    والصواب الانقطاع وتوبع فيما خرجه البيهقي في الشعب [9543] من طريق الأَزْرَقِ، قال: نَا السَّهْمِيُّ، نَا سِنَانٌ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، به.
    وخرج أبو نعيم في معرف الصحابة [7515] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
    خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَتَزَوَّجْ جَمْرَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُزَنِيِّ، فَقَالَ أَبُوهَا: إِنَّ بِهَا سُوءًا، وَلَمْ يَكُنْ بِهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهَا أَبُوهَا وَقَدْ بَرَصَتْ،
    وَهِيَ أُمُّ شَبِيبِ بْنِ الْبَرْصَاءِ الشَّاعِرِ، وَخَطَبَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَوَجَدَ أَبَاهَا أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةَ، أَرْضَعَتْهُمَا أُمُّهُ ثَوْبَيْهُ،
    وَعَرَضَ عَلَيْهِ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ أَحَدُ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ ابْنَتَهُ وَوَصَفَ جَمَالَهَا، ثُمَّ قَالَ: وَمَعَ مَا وَصَفْتُ لَكَ أَنَّهَا لَمْ تَصْدَعْ قَطُّ، قَالَ: " لا حَاجَةَ لِي بِهَا ". اهـ.
    قلتُ: مع كونه مرسلا ففي الإسناد زهير بن العلاء العبدي "شيخ لا يشتغل به، أحاديثه موضوعة"، كذا قال أبو حاتم.
    وخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى [8 : 321]، فقال: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ:
    جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي ابْنَةً مِنْ جَمَالِهَا وَعَقْلِهَا مَا إِنِّي لأَحْسُدُ النَّاسَ عَلَيْهَا غَيْرَكَ، فَهَمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَوَّجَهَا،
    ثُمَّ قَالَ: وَأُخْرَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا وَاللَّهِ مَا أَصَابَهَا عِنْدِي مَرَضٌ قَطُّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لا حَاجَةَ لَنَا فِي ابْنَتِكَ تَجِيئَنَا تَحْمِلُ خَطَايَاهَا، لا خَيْرَ فِي مَالٍ لا يُرْزَأُ مِنْهُ، وَجَسَدٍ لا يُنَالُ مِنْهُ ". اهـ.
    وهذا إسناد وهو مرسل فيه الكلبي متهم ببالكذب والوصافي ضعيف.
    وخرج الموصلي في الزهد [66]، فقال: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
    " أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ هُمُ الضُّعَفَاءُ الْمَظْلُومُونَ . أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ شَدِيدٍ جَعْظَرِيٍّ، الَّذِينَ لا يَأْلَمُونَ رُءُوسَهُمْ ". اهـ.
    وهذا منكر، فيه الغنوي ضعيف.
    وورد في الجامع [20313] لمعمر رواه: عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ [أبي] الرَّبَابِ الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ:
    دَخَلْنَا عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ نَعُودُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَا لأَمِيرِكُمْ؟ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَئِذٍ أَمِيرٌ، قَالَ: قُلْنَا: هُوَ شَاكٍ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا اشْتَكَيْتُ قَطُّ، أَوْ قَالَ: وَاللَّهِ مَا صُدِعْتُ قَطُّ، قَالَ:
    فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " أَخْرِجُوهُ عَنِّي لِيَمُتْ بِخَطَايَاهُ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكُلِّ وَصَبٍ وَصِبْتُهُ، حُمْرَ النَّعَمِ إِنَّ وَصَبَ الْمُؤْمِنِ يُكَفِّرُ خَطَايَاهُ ". اهـ.
    له شاهد صحيح فيما خرجه البيهقي في الشعب [9543]، من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قال: نَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ:
    ذَكَرْتُ الأَوْجَاعَ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ: مَا اشْتَكَيْتُ شَيْئًا قَطُّ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَخْرِجُوهُ عَنِّي، إِنَّ ذُنُوبَكَ لُحْمَةٌ عَلَيْكَ كَمَا هِيَ، مَا حُطَّ عَنْكَ مِنْهَا شَيْءٌ ". اهـ.
    وخرج ابن أبي شيبة في مصنفه [10915]، فقال: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ:
    كَانَ عندَهُ أَعْرَابِيٌّ فَذَكَرُوا الْوَجَعَ فَقَالَ عَمَّارٌ: " مَا اشْتَكَيْتَ قَطُّ ؟ " فَقَالَ: لَا،
    فَقَالَ عَمَّارٌ: " مَا أَنْتَ مِنَّا أَوْ لَسْتَ مِنَّا مَا مِنْ عَبْدٍ يُبْتَلَى إلَّا حُطَّ عنهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا، وَإِنَّ الْكَافِرَ يُبْتَلَى فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْبَعِيرِ، عُقِلَ فَلَمْ يَدْرِ لِمَا عُقِلَ، فَأُطْلِقَ فَلَمْ يَدْرِ لِمَا أُطْلِقَ ". اهـ.
    قلتُ: في الإسناد إقلاب والصواب ما خرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات [15]، فقال:
    حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عَمِيلَةَ، قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ: أَسَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ يَسَافٍ، أَوْ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْهُ، قَالَ: فذكره.
    وخرج أبو عروبة في المنتقى من الطبقات [1 : 32]، ببإسناد صحيح، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:
    طَلَّقَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ امْرَأَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، لِمَ طَلَّقْتَهَا؟ قَالَ: " مَا طَلَّقْتُهَا لأَمْرٍ رَابَنِي مِنْهَا وَلا سَاءَنِي، وَلَكِنْ لَمْ يُصِبْهَا عِنْدِي بَلاءٌ ". اهـ.
    قال أبو حاتم ابن حبان بعدما خرج حديث محمد بن عمرو في صحيحه [2916]:
    "قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا " لَفْظَةُ إِخْبَارٍ عَنْ شَيْءٍ مُرَادُهَا الزَّجْرُ عَنِ الرُّكُونِ إِلَى ذَلِكَ الشَّيْءِ، وَقِلَّةِ الصَّبْرِ عَلَى ضِدِّهِ،
    وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلا جَعَلَ الْعِلَلَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَالْغُمُومِ وَالأَحْزَانِ سَبَبَ تَكْفِيرِ الْخَطَايَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ، فَأَرَادَ صلى الله عليه وسلم إِعْلامَ أُمَّتِهِ:
    أَنَّ الْمَرْءَ لا يَكَادُ يَتَعَرَّى عَنْ مُقَارَفَةِ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فِي أَيَّامِهِ وَلَيَالِيهِ وَإِيجَابِ النَّارِ لَهُ بِذَلِكَ، إِنْ لَمْ يُتَفَضَّلَ عَلَيْهِ بِالْعَفْوِ، فَكَأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ مُرْتَهَنٌ بِمَا كَسَبَتْ يَدَاهُ،
    وَالْعِلَلُ تُكَفَّرُ بَعْضُهَا عَنْهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، لا أَنَّ مَنْ عُوفِيَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا يَكُونُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ".اهـ.
    كأنه يشير إلى الحديث الذي خرجه مسلم في صحيحه [2751] من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُو نَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ". اهـ.
    والله أعلم.
    .

  11. #11

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين.

    قلتُ: في الإسناد محمد بن عمرو الليثي تفرد به عن أبي سلمة
    قال ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (3143): سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِيْن يقول: لم يزل الناس يتقون حديث مُحَمَّد بن عَمْرو قيل له: وما علة ذلك؟ قَالَ: كان مُحَمَّد بن عَمْرو يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء رأيه، ثم يحدِّث به مرة أخرى عن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وقال الإمام أحمد في "العلل" (449): ((ربما رفع بعض الحديث وربما قصر به، وهو يُحتمل)).
    وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق له أوهام.
    وقد وردت نصوصا في كتب العلل أعلّوا فيها إسناد محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، وحملوا الخطأ عليه ، قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2813) :سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ خَالِدٍ الوَهْبِي ، عَنِ محمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمة، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ ؛ أَنَّهُ قَالَ: لا عُمْرَى؛ فَمَنْ أعُْمِرَ شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ؟
    قَالَ أَبي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِير ، عنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ وَهُوَ أشبهُ، وهَذَا مِنْ محمَّد بن عمرو" .
    وقال الدارقطني في "العلل" (1764): يرويه مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا، ورواه صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا أيضًا، والصحيح عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن جابر.

    فلا يحتمل منه هذا التفرد عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وقد نصّ النقاد على خطئه، وقيّدوه فيما رواه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

    وقال ابن الملقن في "التوضيح" (325/27): ((وروى زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل مصحح إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أصابتك أم ملدم قط؟ "قال: لا. يا رسول الله، فلما ولى قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا")).
    وهذا إسناد رجاله ثقات.

    وأخرج أبو داود (3089) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6728) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (57/24) ، وأخرج البغوي في "شرح السنة" (1440) عن حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ ، كلاهما (أبو داود ، وابن زنجويه) عن عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ أَبُو مَنْظُورٍ، عَنْ عَمِّهِ، حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ عَامِرٍ الرَّام أَخِي الْخَضِرِ، قَالَ: إِنِّي لَبِبِلَادِنَا إِذْ رُفِعَتْ لَنَا رَايَاتٌ وَأَلْوِيَةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا لِوَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْنَا وَهُوَ جَالِسٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ قَدْ بُسِطَ لَهُ كِسَاءٌ، وَهُوَ جَالِسٌ عَلَيْهِ، وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَسْقَامَ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَصَابَهُ السُّقْمُ، ثُمَّ أَعْفَاهُ اللهُ مِنْهُ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، وَمَوْعِظَةً لَهُ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ إِذَا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ كَانَ كَالْبَعِيرِ عَقَلَهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَرْسَلُوهُ، فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوهُ، وَلِمَ أَرْسَلُوهُ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَوْلَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْأَسْقَامُ؟ وَاللهِ مَا مَرِضْتُ قَطُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ عَنَّا، فَلَسْتَ مِنَّا "

    وذكره ابن الأثير في "أسد الغابة" (118/3) ، وابن حجر في "الإصابة" (419/3) من طريق أبي داود ، ولكنهما قالا: عن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عن أَبِي منظور، عن عمه عامر الرام، أخي الخضر به. بإسقاط "حَدَّثَنِي عَمِّي".


    وأخرج ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (196) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5188) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (236/2) عن مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَنْظُورٍ الشَّامِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عَامِرٍ، أَخِي الْخَضِر.
    ومحمد بن حميد الرازي ، منكر الحديث.


    وأخرج ابن قانع في "معجم الصحابة" (236/2) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (446/6) معلقاً ، من طريق إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ، نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، نا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي مَنْظُورٍ، عَنْ عَمِّهِ به.
    فأدخل الحسن بن عمارة بين ابن إسحاق ، وأبي منظور ، والحسن بن عمارة متروك الحديث.


    وأخرج ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (20) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير -السفر الثاني" (1371) عن سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو مَنْظُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ عَامِرٍ الرَّامِ، أَخِي الْخَضِرِ به.
    وقال ابن حجر في "الإصابة" (492/3): ((فهذا يدل على وهم أبي أويس، أو يكون ابن إسحاق سمعه من الحسن عن أبي منظور)).
    قلت: ومدار الإسناد على أبي منظور وعمه ، وكلاهما مجهولان.

    وخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى [8 : 321]، فقال: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ:
    جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي ابْنَةً مِنْ جَمَالِهَا وَعَقْلِهَا مَا إِنِّي لأَحْسُدُ النَّاسَ عَلَيْهَا غَيْرَكَ، فَهَمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَوَّجَهَا،
    ثُمَّ قَالَ: وَأُخْرَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا وَاللَّهِ مَا أَصَابَهَا عِنْدِي مَرَضٌ قَطُّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لا حَاجَةَ لَنَا فِي ابْنَتِكَ تَجِيئَنَا تَحْمِلُ خَطَايَاهَا، لا خَيْرَ فِي مَالٍ لا يُرْزَأُ مِنْهُ، وَجَسَدٍ لا يُنَالُ مِنْهُ ". اهـ.
    وهذا إسناد وهو مرسل فيه الكلبي متهم ببالكذب والوصافي ضعيف.
    وقال ابن أبي الدنيا في "الصبر" (181) ، وفي "الكفارات" (254): حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَبِرَتْ سِنِّي، وَسَقِمَ جَسَدِي، وَذَهَبَ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا خَيْرَ فِي جَسَدٍ لَا يُبْتَلَى وَلَا خَيْرَ فِي مَالٍ لَا يُرْزَأُ مِنْهُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ وَإِذَا ابْتَلَاهُ صَبَّرَهُ»
    وقال الألباني في "الضعيفة" (2135): ((وهذا إسناد ضعيف، زافر بن سليمان، وهو القهستاني؛ صدوق كثير الأوهام كما في " التقريب "، ومثله العجلي، قال الحافظ: " صدوق يخطىء كثيرا " )).

    وقال ابن رجب: ((فجعل الفرق بين أهل الجنة وأهل النار إصابة البلاء والمصائب، كما جعل ذلك فرقًا بين المؤمنين والمنافقين والفجار في هذه الأحاديث المذكورة ها هنا.))
    وقال: ((وقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - من لا تصيبه الحمى والصداع من أهل النار، فجعل ذلك من علامات أهل النار، وعكسه من علامات المؤمنين)).
    انظر "مجموع الرسائل" (214/1) (380/2).

    وقال ابن العربي في "المسالك" (531/3): ((وَرُوِيَ في حديث أنّه قال لمن لم يصب الله منه: "قم عنّا، فَلَستَ مِنَّا" إشارة إلى أنَّه ناقص المرتبة عند ربِّه، وعلامة ذلك صحَّة بدنه على الدّوام، وهذا يخرج مخرج الغالب، أَوْ علم من حال ذلك في نقصانه ما أخبر بذلك عنه)).

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين.

    جزاكم الله خيراً.

  13. #13

    افتراضي رد: سؤال عن مدى صحة حديثين.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    قال ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (3143): سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِيْن يقول: لم يزل الناس يتقون حديث مُحَمَّد بن عَمْرو قيل له: وما علة ذلك؟ قَالَ: كان مُحَمَّد بن عَمْرو يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء رأيه، ثم يحدِّث به مرة أخرى عن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وقال الإمام أحمد في "العلل" (449): ((ربما رفع بعض الحديث وربما قصر به، وهو يُحتمل)).
    وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق له أوهام.
    وقد وردت نصوصا في كتب العلل أعلّوا فيها إسناد محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، وحملوا الخطأ عليه ، قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2813) :سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ خَالِدٍ الوَهْبِي ، عَنِ محمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمة، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ ؛ أَنَّهُ قَالَ: لا عُمْرَى؛ فَمَنْ أعُْمِرَ شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ؟
    قَالَ أَبي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِير ، عنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ وَهُوَ أشبهُ، وهَذَا مِنْ محمَّد بن عمرو" .
    وقال الدارقطني في "العلل" (1764): يرويه مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا، ورواه صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا أيضًا، والصحيح عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن جابر.
    قلت: مذكور في الترجمة أنه يختلف عليه بعض الأحاديث لكنه لم يضطرب الرواة عنه في هذا الحديث ولم يثبت أنه من مرسل أبي سلمة.
    ناهيك بأن رواية محمد بن عمرو عنه مخرجة في الصحيحين في المتابعات، وقد أوردت له شاهدا صحيحا موقوفا على الصحابي أبي الدرداء رضي الله عنه بنفس سياق الحديث.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    وقال ابن الملقن في "التوضيح" (325/27): ((وروى زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل مصحح إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أصابتك أم ملدم قط؟ "قال: لا. يا رسول الله، فلما ولى قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا")).
    وهذا إسناد رجاله ثقات.
    هذا منكر، لا يصح، فأين المصنفون أصحاب الكتب من هذا؟ وأظن أن ابن الملقن لم يجد من وصله بل نقله من ابن بطال.
    ولم يصله البيهقي لعلمه ينكارته إذ راويه على أغلب الظن هو يزيد بن سنان وهو ضعيف.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    .
    وأما ما ذكروه من متابعة زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة فعلقوه ولم أجد من وصله كأنهم أنكروه.
    إنما خرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة [8089] من طريق أبي عروبة الحراني، فقال:
    ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّة ِ، قَالَتْ:
    أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَحْيَيَّ تَرْعَدَانِ مِنَ الْحُمَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا لَكِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ؟ "،
    قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُمُّ مِلْدَمٍ وَفَعَلَ اللَّهُ بِهَا، قَالَ: " لا تَسُبِّيهَا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَحُطُّ بِهَا عَنِ الْعَبْدِ الذُّنُوبَ، كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ ". اهـ.
    قلتُ: وهذا منكر، محمد بن يزيد بن سنان وأبوه ضعيفان.
    وأضيف إلى أن حديث عمرو بن مرة الصحيح فيه وقفه وذلك فيما خرجه البيهقي في الشعب [9543]، من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قال: نَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ:
    ذَكَرْتُ الأَوْجَاعَ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ: مَا اشْتَكَيْتُ شَيْئًا قَطُّ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَخْرِجُوهُ عَنِّي، إِنَّ ذُنُوبَكَ لُحْمَةٌ عَلَيْكَ كَمَا هِيَ، مَا حُطَّ عَنْكَ مِنْهَا شَيْءٌ ". اهـ.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاك الله خيرا.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •