الموضوع: دور الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في نشر كتاب (وجاء دور المجوس)

يقول الشيخ محمد بن سرور زين العابدين رحمه الله في مقدمة كتابه (وجاء دور المجوس) :
أعود إلى الحديث عن الصعوبات التي واجهتني عند طباعة الكتاب,وتسويقه, كان من المستحيل البحث عن مطبعة لطباعة الكتاب في لبنان خلال عامي ١٩٨٠ م ١٩٨١ م, وليس أمامنا إلا مصر, فأخذنا نتنقل من مطبعة لأخر وكانوا يأخذون الكتاب منا ويقرؤون عنوانه, ثم يقلبون صفحاته, وقد يمكث عند أحدهم أسبوعاً أو شهراً ثم يرده إلينا مع الاعتذار, لأن الأجواء العامة ضد موضوع الكتاب, وأصحاب المطابع لا يريدون أعمالاً تعرضهم للمخاطر, وبقينا على هذه الحالة سنة كاملة إلى أن وجدنا صاحب مطبعة وكان قبطياً يقبل طباعته.

وبعد الانتهاء من طباعته فوجئنا بأمن الدولة يأتون للمطبعة صباح ذات يوم, ويصادرونه ولحضورهم قصة لم يحن وقت الحديث عنها بعد , وبعد مفاوضات مضنية وضع أمن الدولة شرطين للإفراج عن الكتاب:
الأول: موافقة الأزهر على نشره, والأزهر كجهة رسمية لا يقر نشر مثل هذا الكتاب.
الثاني: أن يجري شحنه, والتعهد بعدم توزيعه داخل مصر.
وكان الأخ المسؤول عن طباعة الكتاب ابن الأزهر, ويعرف مداخله ومخارجه, فتمكن بطريقة ما !! من جعل المستحيل ممكناً وحصل على تصريح من الأزهر بالموافقة على طباعة الكتاب, أما عن إخراجه من مصر, فلم نجد أي دولة عربية توافق على منحنا ترخيصاً بتوزيعه. . وجلسنا ننتظر ونحن نعتقد بأن الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً هيَّأ أسبابه. . وكانت هيئة كبار العلماء في الديار السعودية هي السبب, وأعضاء الهيئة من كبار العلماء في هذا العصر.
اجتمعت الهيئة لتدارس أمر الثورة الإيرانية, واتخاذ موقف منها لا سيما وأن بعض المعروفين في ميدان الدعوة, قالوا لرئيس الهيئة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : إن الإمام الخميني يختلف عن غيره من الشيعة الإمامية, فلا تستعجلوا في اتخاذ موقف قد يثبت لكم خطؤه وكلفت الهيئة الشيخ صالح بن غصون رحمه الله رئيس المحاكم الشرقية وعضو الهيئة بتقديم دراسة عن إمام هذه الثورة وعقيدته, وبعد أيام قليلة قدم عضو الهيئة الشيخ عبد الله بن قعود رحمه الله نسخة من كتاب (وجاء دور المجوس) للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وقال له:
هذه يا شيخ دراسة مفصلة عن هذه الثورة من مختلف الوجوه العقدية والتاريخية والسياسية, فكلفه ابن باز بتلخيص الكتاب بتقرير يقدمه لهيئة كبار العلماء في اجتماعها القريب, ففعل ابن قعود, وعبَّر العلماء أعضاء الهيئة عن ارتياحهم للكتاب واعتباره بمثابة الدراسة التي كلفوا بها ابن غصون رحمه الله , وقرر الشيخ ابن باز رحمه الله شراء ثلاثة آلاف نسخة منه, وتحت ستار ما تم شراؤه أدخلنا كمية مماثلة, ولم توزع هذه الكمية على المكتبات ودور النشر لأننا لم نحصل على ترخيص رسمي يسمح لنا بتسويقه, بل كانت إدارات الدعوة والإفتاء والشؤون الإسلامية توزعه على نطاق محدود, وكان الشيخ ابن باز يثني في مجالسه على الكتاب, وينصح بقراءته, ويدعو لمؤلفه.
وبقي أن يعرف القراء الكرام أنني لم أطرق باب أحد من هؤلاء العلماء الأفاضل طالباً منهم التوسط من أجل الحصول على ترخيص بتوزيع الكتاب في هذا البلد أو ذاك, ولا طرقت باب غيرهم, وليس من عادتي ذلك, ولم أكن في يوم من الأيام تاجر كتب, بل والموضوعات التي تحدثت عنها في هذا الكتاب وغيره من كتبي التي تشبهه لا يطرقها إلا من يحمل دمه على كفه, ويمضي لا يريد إلا الشهادة في سبيل الله, فالقوم تفوقوا على فرقة الحشاشين الباطنية في فن الاغتيالات, أسأل الله أن يرزقني إخلاص القصد.

منقول من مقدمة الكتاب الطبعة العاشرة ص 11-12.

وهذا رابط تحميل الكتاب العظيم رحمه الله مؤلفه وجزاه الله كل خير على جهاده وكشفه المبكر لحقيقة الروافض والثورة الخمينية

http://www.surour.net/news_images/n778_.pdf

بارك الله فيكم

رحمهما الله.