تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 136

الموضوع: هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين )

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Sep 2016
    المشاركات
    36

    افتراضي

    نحن لا نقول بأن الله لا يقدر على أن يخلق في الأزل بل نقول إن الله لم يرد أن يخلق في الأزل لأن رسوله أخبرنا بذلك ولأن السلف نقلوا لنا ذلك ولم ينقل لنا عن أحد من السلف غير ذلك .
    ثم إنك تتجاهل كلام السلف وتنقل كلام الخلف ومعلوم أن قول السلف أسلم وأحكم لأنهم أعلم منا وخير منا ، وقد قال الإمام أحمد : "لا تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام " والسلف لم يردوا علي قول الجهمية بأن للحوادث أولا ولكن ردوا عليهم في قولهم أن الله كان معطلا ، بل احتجوا عليهم بأن للحوادث أولا وقد رأيت أنهم قالوا : فعال سيفعل وخالق سيخلق ورزاق سيرزق .
    وأريدك أن تجيب على هذين السؤالين :
    1 - هل أخطأ السلف عندما قالوا بأن الله كان ولا شيء معه واحتجوا بهذا علي الجهمية .
    2 - إذا كان القول بعدم تسلسل الحوادث في الأزل تعطيلا للخالق ، فإن العرش ليس بقديم اتفاقا لأنه حتى عندكم لا حوادث قديمة بعينها بل جنس الحوادث هو القديم ، فهل كان الله معطلا عن الاستواء على العرش في الأزل ، وكذلك هل كان معطلا عن النزول إلي السماء الدنيا في الأزل وبعد القيامة وتبديل السماوات والأرض هل سيكون معطلا عن هذه الصفة في الأبد ، وكذلك بعث الخلق هل كان معطلا عنه في الأزل وهل سيكون بعد بعثهم معطلا عنه في الأبد وكذلك المجيء يوم القيامة هل كان معطلا عنه في الأزل وهل سيكون بعده معطلا عنه في الأبد .

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    بهذا افهم انك لازلت لحد الان لم تفهم نقطة الخلاف .
    لماذا ؟
    جواز و امكان حوادث لا أول لها عقلا هو قولنا نحن ليس ذاك بقولك
    الا زلت لم تعلم انك تقول بالوجوب و الا تخلف الكمال بعدم ظهور آثار الصفات على قولك
    ففرق بين امكان وجواز تسلسل الخلق في الأزل لأن ذلك يرجع لمشيئة الحكيم العليم
    و بين القول بالوجوب في الازل . فالواجب يلزم وقوعه و لا بد
    فتعليل التسلسل بظهور الكمال و إلا لزم من عدم ذلك النقص
    معناه الحكم بالبطلان على من يقول بالجواز و الامكان
    لان معنى الجواز و الامكان - ان ذلك ليس بممتنع ممكن يقع و ممكن لا يقع . الامر راجع للمشيئة
    و انت تقول ان ذلك لا يرجع للمشيئة [كل شيئ واقع بمشيئة الله والا لما وقع كتبه محمد عبد اللطيف]. بل لا بد ان يقع او لزم النقص و التعطيل
    ثم تقول بالجواز و الامكان !

    حاول ان تفهم هذا جيدا . ثم ننتقل لباقي الكلام
    ان شئت ذلك ؟
    وَالْحَادِثُ إِذَا حَدَثَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ مُحْدَثًا فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مُمْكِنًا، وَالْإِمْكَانُ لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَحْدُودٌ، وَمَا مِنْ وَقْتٍ يُقَدَّرُ إِلَّا وَالْإِمْكَانُ ثَابِتٌ فِيهِ لَيْسَ لِهَذَا الْإِمْكَانِ وَقْتٌ مُعَيَّنٌ، بَلْ مَا مِنْ وَقْتٍ يُفْرَضُ إِلَّا وَالْإِمْكَانُ ثَابِتٌ قَبْلَهُ، فَيَلْزَمُ دَوَامُ الْإِمْكَانِ، وَإِلَّا لَزِمَ انْقِلَابُ الْجِنْسِ مِنَ الِامْتِنَاعِ إِلَى الْإِمْكَانِ مِنْ غَيْرِ حُدُوثِ شَيْءٍ لَيْسَ لِهَذَا الْإِمْكَانِ وَقْتٌ مُعَيَّنٌ، بَلْ مَا مِنْ وَقْتٍ يُفْرَضُ إِلَّا وَالْإِمْكَانُ ثَابِتٌ قَبْلَهُ، فَيَلْزَمُ دَوَامُ الْإِمْكَانِ---- اخى الكريم الطيبونى- انت تقول ان الفعل ممكن ولكن كان هذا الممكن معطلا دهورا طويلة قبل خلق هذا العالم وانت تدعى ان الذى منع الله من هذا الممكن محض المشيئة كان معطلا عن الفعل على الاطلاق -لانكم تقولون ان مبدأالمخلوقات هذا العالم المشهود وتقولون ان الله قبل خلق هذا العالم كان الخلق ممكنا له ولم يفعل دهورا وازمنه ممتدة فى الماضى كان الله معطلا عن هذا الممكن لمحض المشيئة-وأسألك سوألا ما دمت تقول بالامكان مع تعلق الامكان بالمشيئة---- أسألك كيف يكون الامكان متعاقب ومتسلسل ومتجدد ودائم وما من وقت والامكان ثابت فيه - فالامكان فى افعال الله يشمل الازمنة- تمر الدهور والازمنة والدهور والله معطل عن الفعل لمحض المشيئة عندكم-- هل هذا هو الكمال فى الفعل ---الفعل من صفات الحى تمر الدهور والحى معطل عن الفعل لمحض المشيئة-- المتصف بصفات الكمال المطلق يمتنع عن الفعل دهورا طويلة لمحض المشيئة---كيف تفسر اخى الكريم دوام الامكان وتعاقبه وثبوته فى الفعل -يتعاقب الامكان دهورا طويلة ولا يفعل هل هذا الا عين التحكم والتعطيل لافعال الله منكم ياطيبونى- فكل من الكلام والفعل قديم النوع ولكن آحاده لم تزل تحدث في ذاته سبحانه بلا بداية ولا انقطاع ، وهذا مستلزم للتسلسل في الآثار ، وهو ليس بممتنع ، بل دل الشرع والعقل على ثبوته أن الرب سبحانه لم يزل متكلما إذا شاء بمعنى أن جنس كلامه قديم وتعاقب الكلمات وخروجها إلى الوجود شيئا بعد شيء هو أمر ثابت لها لذواتها مثل تعاقب الأزمنة فكما أن أجزاء الزمان لا توجد مجتمعة ، بل توجد على سبيل التعاقب آنا بعد آن ، فكذلك الحروف التي هي أجزاء الكلمات لا يمكن النطق بها مجتمعة بحيث يكون النطق بالحرف الثاني مع الأول في آن واحد ، بل لابد من وجودها على سبيل التعاقب والتسلسل وكذلك الفعل تمتماكيف يكون الممكن متعاقا ومتسلسل----كيف يجتمع عندك ياطيبونى التسلسل وتعاقب الامكان فى الافعال مع عدم الفعل على الاطلاق-- اجابتكم واجابة الماتريدية والاشاعرة انها محض الميشئة عطلت الرب الذى كمل فى صفاته وافعاله دهورا طويلة الى حين ابتدأ خلق هذا العالم المشهود--لقد منعتم الله سبحانه وتعالى ان يكون فعال لما يريد بحجة -ان ارادة الله ومشيئته لم تسمح هذه الدهور الطويلة من الفعل -كيف يكون الفعال معطلا عن الفعل بحجة عدم الارادة------- ونقول لك يا طيبونى ان الله جل وعلا موصوف بالارادة وارادته سبحانه وتعالى متجددة ومتعاقبة ومرادات الله متعاقبة ومتجددة - اهل السنة والجماعة يا طيبونى يقولون بتسلسل الارادات والمشيئة--- اهل السنة يا طيبونى يقولون بجدد مرادات الله فى الماضى والمستقبل بعد هذا العالم المشهود سيفعل الله ما يريد وقبل هذا العالم المشهود تعاقبت الارادات وخلق الرب جل وعلا عوالم لا نعلمها لانه دائم الفعل وانه الفعال لما يريد-- فكما نثبت ارادات متعاقبة لله فى المستقبل فكذلك نثبت لله ارادات متعاقبة حدثت فى الماضى- فاذا كانت الارادات متعاقبة ومتجددة فان الفعل الناتج عن الارادة والمشيئة متجدد ايضا وهذا لا محيد لك عنه يا طيبونى فان شئت ان تؤمن به فلتؤمن وما تشاؤن الا ان يشاء الله-{ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } فإذا كون شيئا ، كان عقب تكوين الرب له ، لا يكون مع تكوينه ، ولا متراخيا عنه وقد يقال : يكون مع تكوينه ؛ بمعنى أنه يتعقبه لا يتراخى عنه ، وهو سبحانه ما شاء كان ووجب بمشيئته وقدرته ، وما لم يشأ لم يكن لعدم مشيئته له ، وعلى هذا فكل ما سوى الله تعالى لا يكون إلا حادثا مسبوقا بالعدم ؛ فإنه يجب أن يكون عقب تكوينه له ؛ فهو مسبوق بغيره سبقا زمانيا ، وما كان كذلك لا يكون إلا محدثا ، والمؤثر التام يستلزم وجود أثره عقب كمال التأثير التام " .- إنما أمره إذا أراد شيئا- تفيد تجدد الارادة--- هذا جوابى لك يا طيبونى على تعليق الامكان بمحض المشيئة والارادة ايكفيك هذا يا طيبونى ام ازيدك

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة


    انت تقول ان الفعل ممكن ولكن كان هذا الممكن معطلا دهورا طويلة قبل خلق هذا العالم وانت تدعى ان الذى منع الله من هذا الممكن محض المشيئة كان معطلا عن الفعل على الاطلاق



    !!!!!!!!!!!!!

    انا لله و انا اليه راجعون

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم الغريب مشاهدة المشاركة
    ثم إنك تتجاهل كلام السلف وتنقل كلام الخلف ومعلوم أن قول السلف أسلم وأحكم لأنهم أعلم منا وخير منا ، وقد قال الإمام أحمد : "لا تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام " والسلف لم يردوا علي قول الجهمية بأن للحوادث أولا ولكن ردوا عليهم في قولهم أن الله كان معطلا ، بل احتجوا عليهم بأن للحوادث أولا وقد رأيت أنهم قالوا : فعال سيفعل وخالق سيخلق ورزاق سيرزق .
    وأريدك أن تجيب على هذين السؤالين :
    1 - هل أخطأ السلف عندما قالوا بأن الله كان ولا شيء معه واحتجوا بهذا علي الجهمية .
    2 - إذا كان القول بعدم تسلسل الحوادث في الأزل تعطيلا للخالق ، فإن العرش ليس بقديم اتفاقا لأنه حتى عندكم لا حوادث قديمة بعينها بل جنس الحوادث هو القديم ، فهل كان الله معطلا عن الاستواء على العرش في الأزل ، وكذلك هل كان معطلا عن النزول إلي السماء الدنيا في الأزل وبعد القيامة وتبديل السماوات والأرض هل سيكون معطلا عن هذه الصفة في الأبد ، وكذلك بعث الخلق هل كان معطلا عنه في الأزل وهل سيكون بعد بعثهم معطلا عنه في الأبد وكذلك المجيء يوم القيامة هل كان معطلا عنه في الأزل وهل سيكون بعده معطلا عنه في الأبد .

    ثم إنك تتجاهل كلام السلف وتنقل كلام الخلف ومعلوم أن قول السلف أسلم وأحكم لأنهم أعلم منا وخير منا
    ------- انا نقلت لك كلام حبر الامة بن عباس سابقا--أخرج البخاري في صحيحه عن المنهال عن سعيد بن جبير قال قال رجل لابن عباس
    : إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي ؟- وذكر منها - قال { وكان الله غفورا رحيما } / النساء 96 / . { عزيزا حكيما } / النساء 56 /
    { سميعا بصيرا } / النساء 58 / فكأنه كان ثم مضى فقال ابن عباس : سمى نفسه بذلك وذلك قوله أي لم يزل كذلك فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد فلا يختلف عليك القرآن فإن كلا من عند الله .رواه البخاري ----------- وانا لا اتكلم الا بكلام السلف ويبدو ان شيخ الاسلام وبن القيم وابى الغز الحنفى وغيرهم ومن ائمة علماء نجد ليسوا عندك من السلف
    هل أخطأ السلف عندما قالوا بأن الله كان ولا شيء معه واحتجوا بهذا علي الجهمية .
    الاجابة وكان عرشه على الماء وقد سبق الرد ولكنك لاتقرا-وَلِهَذَا كَانَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ إِنَّمَا يَرْوِيهِ بِلَفْظِ الْقَبْلِ، كَالْحُمَيْدِيّ ِ وَالْبَغَوِيِّ وَابْنِ الْأَثِيرِ. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِي هَذَا اللَّفْظِ تَعَرُّضٌ لِابْتِدَاءِ الْحَوَادِثِ، وَلَا لِأَوَّلِ مَخْلُوقٍ. وَأَيْضًا فَإِنَّهُ يُقَالُ: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ أَوْ مَعَهُ أَوْ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ". فَأَخْبَرَ عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ بِالْوَاوِ، وَ"خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" رُوِيَ بِالْوَاوِ وَبِثُمَّ، فَظَهَرَ أَنَّ مَقْصُودَهُ إِخْبَارُهُ إِيَّاهُمْ بِبَدْءِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَهِيَ الْمَخْلُوقَاتُ الَّتِي خُلِقَتْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، لَا ابْتِدَاءِ خَلْقِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى خَلْقِهِمَا، وَذَكَرَ مَا قَبْلَهُمَا بِمَا يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ وَوُجُودِهِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِابْتِدَاءِ خَلْقِهِ لَهُ, وَأَيْضًا فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ الْحَدِيثُ قَدْ وَرَدَ بِهَذَا وَهَذَا، فَلَا يُجْزَمُ بِأَحَدِهِمَا إِلَّا بِدَلِيلٍ، فَإِذَا رَجَحَ أَحَدُهُمَا فَمَنْ جَزَمَ بِأَنَّ الرَّسُولَ أَرَادَ الْمَعْنَى الْآخَرَ فَهُوَ مُخْطِئٌ قَطْعًا، وَلَمْ يَأْتِ فِي الْكِتَابِ وَلَا فِي السُّنَّةِ مَا يَدُلُّ عَلَى الْمَعْنَى الْآخَرِ، فَلَا يَجُوزُ إِثْبَاتُهُ بِمَا يُظَنُّ أَنَّهُ مَعْنَى الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَرِدْ كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ مُجَرَّدًا
    إذا كان القول بعدم تسلسل الحوادث في الأزل تعطيلا للخالق ، فإن العرش ليس بقديم اتفاقا لأنه حتى عندكم لا حوادث قديمة بعينها بل جنس الحوادث هو القديم ، فهل كان الله معطلا عن الاستواء على العرش في الأزل ، وكذلك هل كان معطلا عن النزول إلي السماء الدنيا في الأزل وبعد القيامة وتبديل السماوات والأرض هل سيكون معطلا عن هذه الصفة في الأبد ، وكذلك بعث الخلق هل كان معطلا عنه في الأزل وهل سيكون بعد بعثهم معطلا عنه في الأبد وكذلك المجيء يوم القيامة هل كان معطلا عنه في الأزل وهل سيكون بعده معطلا عنه في الأبد
    سبق الرد واعيده لانك على ما يبدو لم تقرأ ما سبق ----الفعل المستقبل يكون فى المستقبل والفعل الحاضر يكون فى الحاضر والفعل الماضى كان وتتحقق فى الماض وكما قلنا العطاء فى المستقبل يكون فى المستقبل --الفعل منه ما كان ومنه ما سيكون-- هذا الاشكال الذى عرضته هو حجة سلفك الاشاعرة والماتريدية--انظر الى كلام امامك وسلفك يقول أَوْرَدَ أَبُو الْمَعَالِي فِي إِرْشَادِهِ وَغَيْرُهُ مِنَ النُّظَّارِ عَلَى التَّسَلْسُلِ فِي الماضي، فقالوا: إنك لَوْ قُلْتَ: لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا إِلَّا أُعْطِيكَ بَعْدَهُ دِرْهَمًا، كَانَ هَذَا مُمْكِنًا، وَلَوْ قُلْتَ: لَا أُعْطِيكَ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا، كَانَ هَذَا مُمْتَنِعًا.
    وَهَذَا التَّمْثِيلُ وَالْمُوَازَنَة ُ غَيْرُ صَحِيحَةٍ، بَلِ الْمُوَازَنَةُ الصَّحِيحَةُ أَنْ تَقُولَ: مَا أَعْطَيْتُكَ دِرْهَمًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَ قَبْلَهُ دِرْهَمًا، فَتَجْعَلَ مَاضِيًا قَبْلَ مَاضٍ، كَمَا جَعَلْتَ هُنَاكَ مُسْتَقْبَلًا بَعْدَ مُسْتَقْبَلٍ, وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: لَا أُعْطِيكَ حَتَّى أُعْطِيَكَ قَبْلَهُ، فَهُوَ نَفْيٌ لِلْمُسْتَقْبَل ِ حَتَّى يَحْصُلَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ وَيَكُونُ قَبْلَهُ, فَقَدْ نَفَى المستقبل حتى يوجد المستقبل، وهذا ممتنع, أما نفي الْمَاضِيَ حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهُ مَاضٍ، فَإِنَّ هَذَا ممكن, والعطاء المستقبل ابتداؤه من المستقبل-----ولكل قوم واث

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم الغريب
    لذا ضعف ابن تيمية رواية "ولا شيء معه" و "ولا شيء غيره" لأنهما تردان القول بتسلسل الحوادث في الأزل
    اخواني الكرام ,شيخ الاسلام لم يضعف هاته الرواية وانما رجح رواية (ولم يكن شيء قبله )
    والرواية الأخرى (ولم يكن شيء غيره) --وليس (ولا شيء غيره) -- أما رواية (ولم يكن شيء معه) التي اشار اليها شيخ الاسلام فليس لها وجود في كتب الحديث وشيخ الاسلام كما هو معروف عنه يكتب من ذاكرته ولا يحتاج الى ان يرجع الى الأصول فوهم في هاته العبارة
    والسبب الذي رجح لأجله رواية القبلية هو اتحاد المجلس وعدم تعدد القصة التي حصلت لوفد الأشعريين الذين سألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن أول هذا الأمر , فأجابهم , وعمران هو من قص هاته الحكاية ولم يكملها لأنه خرج ليدرك ناقته
    والاسناد من الأعمش الى عمران واحد و القصة واحدة فلزم من هذا ان يكون النبي عليه الصلاة والسلام قال لفظا واحدا واللفظ الثاني روي بالمعنى
    وشيخ الاسلام لم يضعفه , وانما طلب معرفة اللفظ الذي قاله النبي عليه السلام وتمييزه عن اللفظ الذي قاله احد الرواة بالمعنى
    لكن لم رجح لفظ (ولم يكن شيء قبله ) على لفظ (ولم يكن شيء غيره) ؟
    وهذه ترجع الى امامة هذا الرجل , وقوة استحضاره ودقة استنباطه , وهو ذكر خمسة عشر وجها
    والذي يهمنا هنا هو النص الصحيح الذي أيد به هاته الرواية على الأخرى وهو الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه
    (((( أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء))
    فهذا تفسير لاسم الله (الأول) , فالاولية تقتضي أن ليس شيء قبله, والموطن موطن ثناء لأنه دعاء فينبغي وصف الاله بما يستحقه من المحامد ,
    والاسم المقابل له هو (الآخر) أي ليس بعده شيء , أي يمكن أن يكون معه شيء في آخريته , وهاته صفة كمال , وليس هذا الاشتراك فيه نقص للخالق لأنهم لم يكتسبوا هاته الصفة الا من عنده فبقاؤهم مخلدين انما هو بمشيئته وقدرته
    وكذلك الأولية , فليس كون شيء من المخلوقات معه في الأزل بنقص في ربوبيته بل فيه كمال لقدرته ودوام فاعليته التي ليس لها حدود ولا قيود
    والحي هو الفعال , وهكذا فسرها السلف و من ليس بفعال فليس بحي
    وهذا كلام شيخ الاسلام يقرر فيه مذهب السلف الحق , وكذا أحد أتباعه وهو شارح الطحاوية الحنفي
    (والقول بدوام كونه متكلماً
    ودوام كونه فاعلاً بمشيئته
    منقول عن السلف
    وأئمة المسلمين
    من أهل البيت
    وغيرهم

    كابن المبارك وأحمد بن حنبل والبخاري وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم،
    وهو منقول عن جعفر الصادق بن محمد في الأفعال المتعدية فضلاً عن اللازمة وهو دوام إحسانه.))انتهى

    فالقول بدوام الفعل منقول عن السلف ,

    وقال ابن أبي العز وهو يكاد ينقل كلامه وكلام تلميذه ابن القيم حرفيا
    ( وَهَكَذَا أَفْعَالُهُ الَّتِي هِيَ مِنْ لَوَازِمِ حَيَاتِهِ، فَإِنَّ كُلَّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ: الْفِعْلُ،
    وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ:
    الْحَيُّ الْفَعَّالُ،
    وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: كُلُّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَبُّنَا - تَعَالَى - قَطُّ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ مُعَطَّلًا عَنْ كَمَالِهِ، مِنَ الْكَلَامِ وَالْإِرَادَةِ وَالْفِعْلِ.)) انتهى

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    أي يمكن أن يكون معه شيء في آخريته , وهاته صفة كمال , وليس هذا الاشتراك فيه نقص للخالق لأنهم لم يكتسبوا هاته الصفة الا من عنده
    وكذلك الأولية , فليس كون شيء من المخلوقات معه في الأزل بنقص في ربوبيته بل فيها كمال لقدرته ودوام فاعليته التي ليس لها حدود ولا قيود
    كلمة معه هذه لم ترد لا فى كلام شيخ الاسلام ولا غيره-- ولكن الذى ورد قبل وبعد--قبل كل شيئ وبعد كل شيئ------- اما قولنا بتسلسل جنس الحوادث فهذا لا يدل على مقارنة المفعول لفاعله او انه لم يزل ولا يزال معه وسبق ان قال ابى العز الحنفى -الْمَعْلُومِ بِالْفِطْرَةِ أَنَّ كَوْنَ الْمَفْعُولِ مُقَارِنًا لِفَاعِلِهِ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ مَعَهُ مُمْتَنِعٌ [مُحَالٌ]، وَلَمَّا كَانَ تَسَلْسُلُ الْحَوَادِثِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ هُوَ الْآخِرَ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، فَكَذَا تَسَلْسُلُ الْحَوَادِثِ فِي الْمَاضِي لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْأَوَّلَ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ, فَإِنَّ الرَّبَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَتَكَلَّمُ إِذَا يَشَاءُ, قَالَ تَعَالَى: {قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [سورة آلِ عِمْرَانَ: 40] , وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [سورة الْبَقَرَةِ: 253]. وَقَالَ تَعَالَى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}---التَّسَلْسُلُ الْوَاجِبُ: مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ وَالشَّرْعُ، مِنْ دَوَامِ أَفْعَالِ الرَّبِّ تَعَالَى فِي الْأَبَدِ، وَأَنَّهُ كُلَّمَا انْقَضَى لِأَهْلِ الْجَنَّةِ نَعِيمٌ أَحْدَثَ لَهُمْ نَعِيمًا آخَرَ لَا نَفَادَ لَهُ، وَكَذَلِكَ التَّسَلْسُلُ فِي أَفْعَالِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ طَرَفِ الْأَزَلِ، وَأَنَّ كُلَّ فِعْلٍ مَسْبُوقٌ بِفِعْلٍ آخَرَ، فَهَذَا وَاجِبٌ فِي كَلَامِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إِذَا شَاءَ، وَلَمْ تَحْدُثْ لَهُ صِفَةُ الْكَلَامِ فِي وَقْتٍ، وَهَكَذَا أَفْعَالُهُ الَّتِي هِيَ مِنْ لَوَازِمِ حَيَاتِهِ، فَإِنَّ كُلَّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ: الفعل، وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ: الْحَيُّ الْفَعَّالُ، وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: كُلُّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَبُّنَا تَعَالَى قَطُّ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ مُعَطَّلًا عَنْ كَمَالِهِ، مِنَ الْكَلَامِ وَالْإِرَادَةِ وَالْفِعْلِ.
    وَأَمَّا التَّسَلْسُلُ الْمُمْكِنُ: فَالتَّسَلْسُلُ فِي مَفْعُولَاتِهِ مِنْ هَذَا الطَّرَفِ، كَمَا تَتَسَلْسَلُ فِي طَرَفِ الْأَبَدِ، فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يَزَلْ حَيًّا قَادِرًا مُرِيدًا مُتَكَلِّمًا، وَذَلِكَ مِنْ لَوَازِمِ ذاته, فالفعل ممكن له بموجب هَذِهِ الصِّفَاتِ لَهُ، وَأَنْ يَفْعَلَ أَكْمَلُ مِنْ أَنْ لَا يَفْعَلَ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ هَذَا أَنَّهُ لَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ مَعَهُ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ مُتَقَدِّمٌ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ تَقَدُّمًا لَا أَوَّلَ لَهُ، فَلِكُلِّ مَخْلُوقٍ أَوَّلُ، وَالْخَالِقُ سُبْحَانَهُ لَا أَوَّلَ لَهُ، فَهُوَ وَحْدَهُ الْخَالِقُ، وَكُلُّ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لم يكن. قَالُوا: وَكُلُّ قَوْلٍ سِوَى هَذَا فَصَرِيحُ الْعَقْلِ يَرُدُّهُ وَيَقْضِي بِبُطْلَانِهِ-------------------انظر فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ مُتَقَدِّمٌ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ تَقَدُّمًا لَا أَوَّلَ لَهُ، فَلِكُلِّ مَخْلُوقٍ أَوَّلُ، وَالْخَالِقُ سُبْحَانَهُ لَا أَوَّلَ لَهُ، فَهُوَ وَحْدَهُ الْخَالِقُ، وَكُلُّ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لم يكن -اخبرمنا الله جل وعلا انه الاول ومعنى الاول يعنى كان الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته قبل كل شيئ ثم فعل فاذا سألت متى فعل قلنا فعل فى جميع الازمنه الممكنة والامكان ليس له وقت جميع الازمنه الممتدة فى الماضى لم يزل الله يفعل فيها ما يريد كذلك الازمنه المستقبلية سيفعل الله فيها ما يريد--- والله سبحانه خالق جميع الازمنة والدهور ومعلوم بالعقل والفطرة ان الخالق قبل المخلوق فالله سبحانه وتعالى متقدم على جميع المخلوقات فهو الاول قبل كل شيئ-- واذا سأل سائل اذا كان الله قبل كل شيئ فمتى فعل نقول لم يخبرنا الله متى فعل ولكن اخبرنا انه الفعال لما يريد-- وارادات الله متعاقبة وكذلك افعاله-- فدل ذلك على ان الله لم يزل يفعل ما يريد على الدوام فنحن نؤمن بدوام فعله تعالى وانه سبحانه وتعالى متقدما تقدم اوليا على جميع مفعولاته- ومعلم بالعقل والفطرة ان الفاعل متقدم على المفعول لان الفاعل هو الذى فعل المفعول---- وكل ما سوى هذا يرده صحيح المنقول وصريح المعقول

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    كلمة معه هذه لم ترد لا فى كلام شيخ الاسلام ولا غيره-- ولكن الذى ورد
    قبل
    و
    بعد
    --قبل كل شيئ وبعد كل شيئ------- اما قولنا بتسلسل جنس الحوادث فهذا لا يدل على مقارنة المفعول لفاعله او انه لم يزل ولا يزال معه
    وافرض أنها لم ترد في قوله أفمعنى ذلك أنها غير صحيحة عندك ؟
    وكل كلام شيخ الاسلام جاء ليثبت أن نفي المعية غير صحيح , ولو ثبت أنه لم يكن شيء معه في الأزل لانهدم هذا المذهب الذي دعا اليه شيخ الاسلام
    وقد اتفقت الخلائق ان الله تعالى ستبقى معه المخلوقات الى الأبد بلا حد
    ومنهم أهل الجنة واهل النار , فوجودهم باق الى لا نهاية
    فاثبات هاته المعية المستقبلية متفق عليه ولا تستلزم نقصا في صفة الآخرية (أنت الآخر فليس بعدك شيء)
    ولم يقل (وليس معك شيء)
    فاستدللت بما اتفقوا عليه على ما اختلف فيه
    فوجود جنس المخلوقات معه في الأزل لا ينفي صفة الأولية التي معناها (ليس قبلك شيء)
    لأنه لو كان هناك شيء قبله لكان هو الأول , ويكون هو الذي أوجد غيره , فمادام لا يوجد شيء قبله اقتضى أن الله هو الأول
    وهذا أوضح من أن يوضح

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    وافرض أنها لم ترد في قوله أفمعنى ذلك أنها غير صحيحة عندك ؟
    وكل كلام شيخ الاسلام جاء ليثبت أن نفي المعية غير صحيح , ولو ثبت أنه لم يكن شيء معه في الأزل لانهدم هذا المذهب الذي دعا اليه شيخ الاسلام
    وقد اتفقت الخلائق ان الله تعالى ستبقى معه المخلوقات الى الأبد بلا حد
    ومنهم أهل الجنة واهل النار , فوجودهم باق الى لا نهاية
    فاثبات هاته المعية المستقبلية متفق عليه ولا تستلزم نقصا في صفة الآخرية (أنت الآخر فليس بعدك شيء)
    ولم يقل (وليس معك شيء)
    فاستدللت بما اتفقوا عليه على ما اختلف فيه
    فوجود جنس المخلوقات معه في الأزل لا ينفي صفة الأولية التي معناها (ليس قبلك شيء)
    لأنه لو كان هناك شيء قبله لكان هو الأول , ويكون هو الذي أوجد غيره , فمادام لا يوجد شيء قبله اقتضى أن الله هو الأول
    وهذا أوضح من أن يوضح
    الكلام عن ليس معه وغيره---فى جواب النبى صلى الله عليه كان عن بدء خلق هذا العالم المشهود -لا عن المقارنه له فى الازل وقَوْلَ أهل اليمن "جِئْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِوَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى حَاضِرٍ مَشْهُودٍ مَوْجُودٍ، وَالْأَمْرُ هُنَا بِمَعْنَى الْمَأْمُورِ، أَيِ الَّذِي كَوَّنَهُ اللَّهُ بِأَمْرِهِ, وَقَدْ أَجَابَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَدْءِ هَذَا الْعَالَمِ الْمَوْجُودِ، لَا عَنْ جِنْسِ الْمَخْلُوقَاتِ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ، وَقَدْ أَخْبَرَهُمْ عَنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ حَالَ كَوْنِ عَرْشِهِ عَلَى الْمَاءِ، وَلَمْ يُخْبِرْهُمْ عَنْ خَلْقِ الْعَرْشِ، وَهُوَ مَخْلُوقٌ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ, وَأَيْضًا فَإِنَّهُ قَالَ: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ"، وَقَدْ رُوِيَ مَعَهُ، وَرُوِيَ غَيْرُهُ، وَالْمَجْلِسُ كَانَ وَاحِدًا، فَعُلِمَ أَنَّهُ قَالَ أَحَدَ الألفاظ والآخران رؤيا بِالْمَعْنَى، وَلَفْظُ "الْقَبْلِ" ثَبَتَ عَنْهُ فِي غَيْرِ هذا الحديث, ففي حديث مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ" فالاولية المطلقة قبل كل شيئ ثابتة لله اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ" -------------------- لان التسلسل فى الماضى والمستقبل معناه الازمنه والدهور الطويلة المتعاقبة الى مالا نهاية فى الماضى والمستقبل----وهذه الدهور والازمنه الماضية والمستقبلية هى مجرى تصاريف الله فى خلقه فهذا الماضى الممتد بلا نهاية والمستقبل الممتد بلا نهاية هو ازمنة ودهور ممتدة من الطريفين وهى مخلوقة لله فالله سبحانه كان قبل الزمان والمكان والمقصود بالمكان العالم المخلوق--والدهر هو الزمان؛ اليوم، والليلة, أسابيع، الأشهر، السنون، العقود، هذا هو الدهر، وهذه الأزمنة مفعولَة؛مخلوقة وإنما الذي يفعل هو الله جل وعلا في هذه الأزمنة، ولهذا صار سبّ هذه السنين سبًّا لمن تصرف فيها وهو الله جل جلاله قال النبى صلى الله عليه وسلم قال الّلهُ تعالى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ. يَسُبّ الدّهْرَ. وَأَنَا الدّهْرُ. أُقَلّبُ اللّيْلَ وَالنّهَارَ».وفي رواية: «لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ. فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ (وَأَنَا الدّهْرُ) هذا فيه نفي نسبة الأشياء إلى الدهر، وأن الأشياء تنسب إلى الله جل وعلا، فيرجع مسبة الدهر إلى مسبة الله جل وعلا؛ لأن الدهر لا ملك له والله هو الفاعل. قال (أُقَلّبُ اللّيْلَ وَالنّهَارَ) والليل والنهار هما الدهر، فالله جل وعلا هو الذي يقلبهما، فليس لهما من الأمر شيء--------------------فالله سبحانه وتعالى قبل الزمان وبعد الزمان قبل كل شيئ وبعد كل شيئ قبل كل الدهور الممتدة فى الماضى وبعد الانهاية من الزمان هو الاول الذى ليس قبله شيئ والاخر الذى ليس بعده شيئ -قبل كل شيئ وبعد كل شيئ-- ولم يعلمنا الله سبحانه وتعالى عن كيفية كونه قبل كل شيئ ولا عن كيفية كونه بعد كل شيئ-- ، فَمَنْ رَامَ عِلْمَ مَا حُظِرَ عَنْهُ عِلْمُهُ، وَلَمْ يَقْنَعْ بِالتَّسْلِيمِ فَهْمُهُ، حَجَبَهُ مَرَامُهُ عَنْ خَالِصِ التَّوْحِيدِ، وَصَافِي الْمَعْرِفَةِ، وَصَحِيحِ الْإِيمَانِ، فَيَتَذَبْذَبُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ، وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيبِ، وَالْإِقْرَارِ وَالْإِنْكَارِ، مُوَسْوَسًا تَائِهًا، زَائِغًا شَاكًّا، لَا مُؤْمِنًا مُصَدِّقًا، وَلَا جَاحِدًا مُكَذِّبًا.

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    !!!!!!!!!!!!!

    انا لله و انا اليه راجعون
    تعجب وتعجب وإن تعجبت أكثر من ذلك بل الى مالا تحتمله الصفحات سابسِّط لك المسألة تبسيطا إن شاء الله أخى الكريم الطيبونى حتى يتبين لك وجه الحق- ولكن أعرنى سمعك وأحضر قلبك لان فهم القلب هو البصيرة التى تفهم بها الاشياء فان البصيرة بالنسبة الى القلب كالبصر للعين--- اقول ان المشيئة متعلقة بالممكن الذى يصح وجوده او ما هو واقع او ما يقع فى وقت دون وقت اما الذى لا يقع على الاطلاق الى حين ابتداء الفعل هذا لا يدخل فى تعريف الممكن---- وليست المشيئة متعلقة بالممتنع لان الممتنع هو الذى لا يقع على الاطلاق الى حين ابتداء الفعل هذا هو تعريف الممتنع----والمشيئة ليست متعلقة بالممتنع وانما متعلقة بالممكن الموجود وايجاد الممكنات او ما يصح وقوعه- يقول بن القيم رحمه الله فى مدارج السالكين -فإن قيل متعلق المشيئة لا بد أن يكون أمرا وجوديا فكيف يكون العدم متعلق المشيئة
    قيل متعلق المشيئة أمران إيجاد وإعدام وكلاهما ممكن يقول بن القيم فى مدارج السالكين فقول القائل لا بد أن يكون متعلق المشيئة أمرا وجوديا دعوى باطلة نعم العدم المحض لا تتعلق به المشيئة وأما الإعدام فهو أخص من العدم-وقال في طريق الهجرتين: العدم المحض لا يكون له فاعل، لأن تأثير الفاعل إنما هو في أمر وجودي، فإن العدم ليس بشيء أصلاً، وما ليس بشيء لا يقال إنه مفعول لفاعل، فلا يقال إنه من الله، إنما يحتاج إلى الفاعل الأمور الوجودية--- وانت اخى الكريم تكلمت فى موضوع بخصوص ذلك ان المشيئه متعلقة بالموجود والممكن وليست متعلقة بالعدم فقلت-
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    ومن الاخطاء الشائعة في اطلاق هذا اللفظ
    قول البعض في المعدوم او الامر الذي لم يرد الله حصوله و وقوعه
    شاء الله ان لا يكون كذا
    او اراد الله ان لا يقع كذا
    لان مشيئة الله عز وجل و ارادته الكونية تتعلق بالموجودات لا بالمعدومات
    فعدم الشيء و عدم حصوله هو لعدم المشيئة و الارادة
    فليس له ارادة و مشيئة تتعلق به
    ففي قول البعض ( شاء الله ان لا يكون كذا )
    اثبات لمشيئة تتعلق بالعدم
    و المشيئة لا تتعلق الا بالموجود حال وجوده
    -- والقول بان الله لم يكن يفعل على الاطلاق ثم ابتدأ الفعل هذا هو تعريف الممتنع فَجَعْلَك تعلق المشيئة فى انقلاب الممتنع الى الممكن سببا خطأ - وانما المشيئة سبب فى وجود الممكن- والممكن هو الموجود او ما يصح وجوده- فالممكن اذا هو ما يقع فى بعض الاحيان والا لم يكن ممكنا الذى لا يقع على الاطلاق الى حين ابتداء الفعل ذلك هو الممتنع- اما الممكن فهو دائم الامكان فى كل وقت وحين ويحدث بتعاقب مشيئة الله وحكمته من الفعل فانه لم يخلق السموات والارض الا بالحق-- وانا اضرب لك مثل حتى يتضح تعلق المشيئة بالممكن-- الله سبحانه وتعالى موصوف بصفة الكلام ويتكلم متى شاء - مسح على ظهر ادم واخرج كل نسمة هو خالقها وكلمهم واخذ عليهم الميثاق وكذلك كلم ادم عليه السلام وقال له اسكن انت وزوجك الجنة-- وكلم الملائكة-- وقال لهم اسجدوا لادم-- وكلم ابليس وقال له ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدى- وتكلم الله سبحانه وتعالى بالقران ولم يتكلم به جملة واحدة ولكن حسب اسباب النزول وكلم موسى عليه السلام -وكلم النبى صلى الله عليه وسلم فى المعراج-- هذا هو معنى ان الله يتكلم بمشيئته واختياره نثبت الكلام ونثبت احاد الكلام ونثبت تكليمه لعبادة ثم نعلقه بالمشيئة لان المشيئه متعلقة بالموجود- نقول ان الله يتكلم متى شاء اذا شاء ان يكلم من عباده الان احدا كلمه -واذا شاء ان يكلم احدا بعد ذلك كلمه -وهذا راجه الى مشيئته واختياره -والمشيئة والاختيار راجعة الى الحكمة لا يشاء ولا يختار عبثا وانما لحكمة والحكمة هى وضع الشيئ فى موضعه على الغاية المطلوبه منه-- فالمشيئة متعلقه بالممكن والممكن هو الذى يصح وقوعه --اما الذى لم يقع على الاطلاق فهذا تعريف الممتنع-- فاذا جعلتم سبب انقلاب الممتنع الى الممكن المشيئة تبين خطئكم لان المشيئة متعلقة بالموجود او قل هى سبب وجود الممكن----فتعلق المشيئة بالصفات الاختيارية تعلق احداث وايجاد فى وقت معين فاذا شاء الله ان يخلق فلان خلقه واذا شاء ان يخلق بعده خلقا اخر خلقه فالمشيئة متعلقه بالموجود والممكن-تسلسلا- وكما وضحنا سابقا بالكلام- الكلام والتكليم ثابت ولم يزل الله موصوفا بالصفة ولم تزل احاد الكلام تحدث شيئا بعد شيئ ويكلم الله سبحانه من اراد من عباده شيئ بعد شيئ-- فى اى وقت اراد-وهذا راجع لمشيئته واختياره----وكذلك الارادة التى هى بمعنى المشيئة فان الله سبحانه وتعالى يريد بارادات متعاقبة ومتجددة تحدث شيئا بعد شيئ هذا كله راجع الى الحكمة فى تخصيص الاشياء بحكمته وارادته-- فاذا اراد الله شيئا توجهت الارادة الى العلم فخصصت الارادة ما يريد الله خلقه فاذا جاء وقت خَلقِة خَلَقَه-- فارادات الله متعاقبة ومتجدده سواء ارادة العزم على الفعل او ارادة التنفيذ المصاحبة للفعل-- فالاولى كما قال شيخ الاسلام ارادة عزم على ان يخلق فلان فى وقت محدد فاذا جاء ذلك الوقت خلقه بمشيئته وهذه الارادة التنفيذية هى المشيئة التى يقع بها الفعل و هذه تكون مع الفعل------- فارادات الله سبحانه وتعالى متجدده ومتعاقبة وكذلك مشيئته سبحانه وتعالى متعاقبة تحدث شيئا فشيئا الارادة والمشيئة قديمة النوع حادثة الاحاد تحدث شيئا فشيئا------ فما من وقت من الاوقات وما من زمن مقدر الا والامكان ثابت قبله وما زالت الاشياء تحدث بمشيئة الله وارادته شيئا فشيئا وهذا كله راجع الى الحكمة وهى وضع الشيئ فى موضعه على الغاية المطلوبه منه --وَأَمَّا كَوْنُ الْمُمْتَنِعِ مُمْكِنًا فَهُوَ مُمْتَنِعٌ فِي نَفْسِهِ- لا يمكن ان ينقلب الممتنع الى ممكن بمحض المشيئة- لان المشيئة لا تتعلق بالممتنع انما تتعلق بالممكن الذى يصح وقوعه-- فاذا كان الممكن ما يصح وقوعه وجميع المخلوقات والمفعولات من الممكن ومشيئة الله متعاقبة تحدث شيئا فشيئا دل ذلك على تعاقب المفعولات الممكنة لان ما من وقت الا والامكان ثابت فيه-- فقول أئمة الحديث انه يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الماضي والمستقبل، و هي [مِنَ] الْمَسَائِلِ الْكِبَارِ, وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمَاضِي دُونَ الْمُسْتَقْبَلِ .
    وَلَا شَكَّ أَنَّ جُمْهُورَ الْعَالَمِ مِنْ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ يَقُولُونَ: إِنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ، وَهَذَا قَوْلُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ.
    وَمِنَ الْمَعْلُومِ بِالْفِطْرَةِ أَنَّ كَوْنَ الْمَفْعُولِ مُقَارِنًا لِفَاعِلِهِ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ مَعَهُ مُمْتَنِعٌ [مُحَالٌ]، وَلَمَّا كَانَ تَسَلْسُلُ الْحَوَادِثِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ هُوَ الْآخِرَ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، فَكَذَا تَسَلْسُلُ الْحَوَادِثِ فِي الْمَاضِي لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الْأَوَّلَ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ, فَإِنَّ الرَّبَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَتَكَلَّمُ إِذَا يَشَاءُ, قَالَ تَعَالَى: {قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [سورة آلِ عِمْرَانَ: 40] , وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [سورة الْبَقَرَةِ: 253]. وَقَالَ تَعَالَى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} وبهذا يزول الاشكال عن كلام شيخ الاسلام الذى نقله شارح الطحاوية ابى العز الحنفى رحمه الله بقوله -وَالْحَادِثُ إِذَا حَدَثَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ مُحْدَثًا فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مُمْكِنًا، وَالْإِمْكَانُ لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَحْدُودٌ، وَمَا مِنْ وَقْتٍ يُقَدَّرُ إِلَّا وَالْإِمْكَانُ ثَابِتٌ فِيهِ، وَلَيْسَ لِإِمْكَانِ الْفِعْلِ وَجَوَازِهِ وَصِحَّتِهِ مَبْدَأٌ يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَيَجِبُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلِ الْفِعْلُ مُمْكِنًا جَائِزًا صَحِيحًا، فَيَلْزَمُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلِ الرَّبُّ قَادِرًا عَلَيْهِ، فَيَلْزَمُ جَوَازُ حَوَادِثَ لَا نِهَايَةَ لِأَوَّلِهَا

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    أخي محمد حاول أن تفصل كلامك عن كلام شيخ الاسلام , وحبدا ثانيا لو نجنبت كثرة التكرار التي تجلب الملل وتدخل السآمة على ما تكتبه
    لكلام عن ليس معه وغيره---فى جواب النبى صلى الله عليه كان عن بدء خلق هذا العالم المشهود -
    لا عن المقارنه له فى الازل
    و
    قَوْلَ أهل اليمن "جِئْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ
    وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى حَاضِرٍ مَشْهُودٍ مَوْجُودٍ،
    وَالْأَمْرُ هُنَا بِمَعْنَى الْمَأْمُورِ، أَيِ الَّذِي كَوَّنَهُ اللَّهُ بِأَمْرِهِ,
    وَقَدْ أَجَابَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
    بَدْءِ هَذَا الْعَالَمِ الْمَوْجُودِ
    ،
    لَا عَنْ جِنْسِ الْمَخْلُوقَاتِ
    ،
    لِأَنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ، وَقَدْ أَخْبَرَهُمْ عَنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ حَالَ كَوْنِ عَرْشِهِ عَلَى الْمَاءِ،
    وَلَمْ يُخْبِرْهُمْ عَنْ خَلْقِ الْعَرْشِ
    ،
    وَهُوَ مَخْلُوقٌ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
    ,
    وَأَيْضًا فَإِنَّهُ قَالَ
    : "
    كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ"، وَقَدْ رُوِيَ مَعَهُ، وَرُوِيَ غَيْرُهُ، وَالْمَجْلِسُ كَانَ وَاحِدًا، فَعُلِمَ أَنَّهُ قَالَ أَحَدَ الألفاظ والآخران رؤيا بِالْمَعْنَى،
    وَلَفْظُ
    "الْقَبْلِ
    " ثَبَتَ عَنْهُ فِي غَيْرِ هذا الحديث
    لا أدري كيف دهب ذهنك الى أني أقول بالمقارنة , فهذا لا يقوله الا كافر
    والكلام هذا الذي تكتبه هو لشيخ الاسلام واني أحفظه منذ سنوات , وقد بينت أكثر من مرة أن فيه خطأ وهو
    وَأَيْضًا فَإِنَّهُ قَالَ
    : "
    كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ"،
    وَقَدْ رُوِيَ مَعَهُ
    ،
    وَرُوِيَ غَيْرُهُ، وَالْمَجْلِسُ كَانَ وَاحِدًا
    قوله (وقد روي معه) ليس بصحيح فلا يوجد هذا اللفظ في كتب الحديث , فالموجود المروي هو (غيره) وكذا (كان الله قبل كل شيء)
    فلا تكرر هذا الخطأ ,

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    والروايات الثلاثة رواها الأعمش واختلف عليه
    فالروايتان (قبله وغيره) رواهما البخاري وكذا الفريابي في القدر والطحاوي في مشكل اللآثار والدارمي في الرد على الجهمية وابن حبان والطبراني في الكبير والبيهقي في الاعتقاد
    والرواية الثالثة رواها الامام أحمد في مسنده والطحاوي في مشكله والأصبهاني في عظمته والبيهقي في الأسماء والصفات كلهم عن أبي معاوية عن الأعمش
    عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ,
    «كَانَ اللَّهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي اللَّوْحِ ذِكْرَ كُلِّ شَيْءٍ»

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    شوف اخي الكريم ( محمد عبد اللطيف )

    اذا اردت ان تناقش الموضوع و نقاط الخلاف بيننا فأعرض ذلك نقطة نقطة
    و احصر الكلام في المسألة المعينة واحدة بواحدة و لا تلقي الكلام جملة واحدة

    انت تزعم أن عدم الخلق في الزمن المعين ممتنع لأن كمال الصفات لا بد له من وجود خلق يظهر فيه ذلك . و الا لزم ان يكون الله معطل عن الكمال .

    1 ) هل فهمي لكلامك صحيح
    2) هل الخلق متعلق عندك بالمشيئة ام لا ؟
    3) و هل آحاد الخلق في الزمن المعين متعلق بالمشيئة ام لا ؟
    4) هل المتعلق بالخلق هنا و جود الكمال ام ظهور الكمال ؟
    5 ) كيف توفق بين هذا و بين كون الرب عز وجل غني عن العالمين ؟
    6) سلف شيخ الإسلام في قوله بتسلسل الخلق ( لا الفعل ) في الأزل و جوبا . بصريح العبارة
    7 ) يلزمك الرد على من ذكرنا من الأئمة في قولهم ( كان الله و لا شيء . و لا شيء غيره . و لا شيء معه )
    8 ) يلزمك إبطال قول الإمام الدارمي و غيره في قولهم ( خالقا سيخلق . رازقا سيرزق ) فرد عليهم بصريح العبارة . و بين ان هذا الكلام باطل من القول . و سلفكم في هذا الجهمية وأهل الكلام . و يا حبذا لو توجه كلامك للإمام الدارمي .
    9 ) يلزمك بيان و جه سكوت السلف في ردهم على الجهمية عن هذا التعطيل ( تسلسل الخلق في الازل ) فهو أشنع عندكم من كثير من المسائل التي ردوا فيها عليهم .

    لماذا أغفل السلف في ردودهم ( هذا التعطيل ) ؟ و قد كانوا اعلم وانصح للأمة ممن جاء بعدهم

    و لا يزال الكثير من الالزامات التي انت ملزم بالإجابة عنها ؟ تاتيك ان شاء الله

    و اعلم ان جل الكلام الذي تنقله قد قرأته و درسته ربما قبلك بسنين .
    و أن بعض من نقلت عنه و احتججت بقوله هو مخالف لشيخ الإسلام ( كخليل الهراس ) فدونك كتابه في شيخ الإسلام .

    و البعض الاخر يقول بالجواز و الامكان . الذي يفتقر في احدى طريفيه الى المرجح الشرعي في إثبات الوقوع او عدم ذلك .

    و بعد هذا اخي الكريم ؟

    إذا رأيت منك الجواب العلمي الناقض لهذه الأسئلة و الالزامات فحق علي أن أسلم للحق تسليما
    اما اذا كانت الأخرى من تكثير الكلام في امور ليست جوابا لهذه النقاط
    او في ان تتقول علينا ما لم نقل . ثم تسعى للرد على ذلك

    فليس ذلك مما يزينك في أعيننا

    و لسنا بحمقى و لا مغفلين كي نقبل كل كلام و نتنازل على ما هو أهم في إثبات أو نقض المقال

    و قد تعلمنا من السنة التي ننتسب اليها

    ان الحق احب الينا من زيد و عمرو

    و الحق بحجة المرء لا باسمه و شخصه

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    المزيد من كلام أئمة السلف في تقرير هذه العقيدة

    خلق افعال العباد للبخاري

    ( قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: " أَمَّا قَوْلُهُ: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} ، فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ، فَأَخْبَرَ أَنَّ أَوَّلَ خَلْقٍ خَلَقَهُ بِقَوْلِهِ، وَأَوَّلَ خَلْقٍ هُوَ مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي يُقَالُ: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [الفرقان: 2] ، فَأَخْبَرَ أَنَّ كَلَامَهُ قَبْلَ الْخَلْقِ )



  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    مذهب السلف الحق الذي لا مرية فيه ولم يخالف فيه الا الأشاعرة والماتريدية هو اثبات دوام فاعلية الله تعالى في الأزل كما هي ثابتة في المستقبل
    وقد اقر بهذا المذهب الرافضة ونسبوه الى ائمة الحديث وأعلام السنة , فكيف ياتي اليوم من يزعم أن مذهب السلف هو مذهب الأشاعرة
    وكثير ممن لم يسبر مقالة السلف يتوهم أن هذا مذهب لشيخ الاسلام اخترعه وشذ به عن الأنام و


  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Sep 2016
    المشاركات
    36

    افتراضي

    فماذا تفعل بنصوص السلف التى فيها التصريح بأن الله كان ولا شيء معه ، ومن صرح بتسلسل المخلوقات قبل اين تيمية فهذه عقيدة عظيمة كيف تهمل في القرآن والسنة وكلام السلف ، وماذا تفعل بحديث عمر عن رسول الله الذي فيه أن رسول الله حدثهم ببدء الخلق إلى دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، وماذا ستفعل بكلام السلف في تفسير "لم يزل يفعل ولم يزل يخلق" بأنه لم يزل خالقا سيخلق وفاعلا سيفعل ، وهل تقول بأن الله كان معطلا عن الاستواء والنزول إلى السماء الدنيا .
    أين دعواك أن السلف قالوا بما تقول .

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم الغريب مشاهدة المشاركة
    فماذا تفعل بنصوص السلف التى فيها التصريح بأن الله كان ولا شيء معه ، .
    المرجع الى كلام امام السلف عليه الصلاة والسلام , فهل سمعته قال (كان الله ولا شيء معه ) ؟
    ان كان عندك في ذلك رواية ولو ضعيفة فعجل باخراجها ولا تكتمها
    ومن صرح بتسلسل المخلوقات قبل اين تيمية فهذه عقيدة عظيمة كيف تهمل في القرآن والسنة وكلام السلف
    صحح اللفظ (تسلسل الحوادث) وليس المخلوقات , و من نبأك أنها مهملة ؟
    هل أنت ومن مالأك أعلم من شيخ الاسلام بمقالات السلف في العقيدة ؟
    و حسبك أن الأئمة قد فسروا معنى الحي بأنه الفعال , الا يكفيك هذا ؟
    وماذا تفعل بحديث عمر عن رسول الله الذي فيه أن رسول الله حدثهم ببدء الخلق إلى دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ،
    هل حدثهم عن خلق العرش ؟
    الأشعريون سألوه عن أول هذا الأمر , ومع ذلك لم ينبئهم بخلق العرش , وانما قال لهم كان الله ولم يكن شيء قبله أو غيره
    وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض
    فهل أنبأك أحد من الخلق أن الله تعالى لم يخلق قبل العرش شيء ؟
    الماء كان موجودا مع العرش فأيهما خلق أول ؟؟
    أين دعواك أن السلف قالوا بما تقول
    لا حول ولا قوة الا بالله
    افرض أني أجهل مخلوق على الأرض
    وعندي شيخ الاسلام هو أعلم أهل الأرض بمقالات السلف وهو أخبرنا ن هذا هو مذهب السلف , أفتناطحه بنفي مبني على عدم العلم ؟؟
    أعيد لك كتابة كلامه , وسارجئ كتابة كلام الرافضي الذي شهد أن هذا هو مذهب السلف رغم أنف من أنف
    قال ((والقول بدوام كونه متكلماً
    ودوام كونه فاعلاً بمشيئته
    منقول عن السلف
    وأئمة المسلمين
    من أهل البيت
    وغيرهم

    كابن المبارك وأحمد بن حنبل والبخاري وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم،
    وهو منقول عن جعفر الصادق بن محمد في الأفعال المتعدية فضلاً عن اللازمة وهو دوام إحسانه.))انتهى
    وقال شارح الطحاوية السلفي الحنفي
    (( وَهَكَذَا أَفْعَالُهُ الَّتِي هِيَ مِنْ لَوَازِمِ حَيَاتِهِ، فَإِنَّ كُلَّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ: الْفِعْلُ،
    وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ:
    الْحَيُّ الْفَعَّالُ،
    وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: كُلُّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَبُّنَا - تَعَالَى - قَطُّ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ مُعَطَّلًا عَنْ كَمَالِهِ، مِنَ الْكَلَامِ وَالْإِرَادَةِ وَالْفِعْلِ.)) انتهى


  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    كتاب التوحيد لابن منده رحمه الله

    ( الْخَالِقُ هُوَ الْمُقَدِّرُ الْفَاعِلُ الصَّانِعُ، وَهُوَ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ، فَهَذِهِ صِفَةُ قُدْرَتِهِ. وَالْخَلْقُ مِنْهُ عَلَى ضُرُوبٍ: مِنْهُ خَلَقَ بِيَدِهِ، وَيَخْلُقُ إِذَا شَاءَ فَقَالَ: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} وَمِنْهُ مَا خَلَقَ بِمَشِيئَتِهِ وَكَلَامِهِ وَيَخْلُقُ إِذَا شَاءَ، وَلَمْ يَزَلْ مَوْصُوفًا بِالْخَالِقِ الْبَارِئِ الْمُصَوِّرِ قَبْلَ الْخَلْقِ، بِمَعْنَى أَنَّهُ يَخْلُقُ وَيُصَوِّرُ )



  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Sep 2016
    المشاركات
    36

    افتراضي

    لا حول ولا قوة إلا بالله .
    عن عمر - رضي الله عنه - قال " قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقاما ، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم ، وأهل النار منازلهم ، حفظ ذلك من حفظه ، ونسيه من نسيه "
    تأمل كيف صرح بأن للخلق بداية وهذا الحديث مروي في البخاري .
    كيف تدعي أن السلف لم يقولوا بعدم تسلسل الحوادث فما هذه النقول المنقولة عن السلف التي يصرحون فيها بأن الله كان ولا شيء معه وهو ما تحاول نفيه وتقاتل علي ذلك .
    أما رأيت تصريح الإمام أحمد والدارمي والآجري والطبري والكناني . أما قرأت الاعتقاد القادري الذي فيه كتب عليه الفقهاء خطوطهم وقالوا فيه بأن الله كان ولا شيء معه .
    أما تعلقك بدوام اتصاف الله بالفعل والكلام وأن هذا منقول عن السلف ، فقد أخطأت في تفسيرك لهما فظننت أن الحوادث متسلسلة في الماضي وقد فسر السلف قولهم بأنه متصف بهذه الصفات في الأزل ويفعلها إذا شاء .
    ألم تر أن الإمام أحمد الذي قال ذلك هو نفسه يقول بأن الله كان ولا شيء معه .
    ألم تر أن الدارمي الذي قال ذلك هو نفسه يقول بأن الله كان ولا شيء معه .
    ألم تر أن عبد العزيز الكناني قال ذلك وقال أيضا بأن الله كان وليس معه شيء ولما يخلق شيء .
    ألم تر أن الدارمي الذي قال : "كُلُّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَبُّنَا - تَعَالَى - قَطُّ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ مُعَطَّلًا عَنْ كَمَالِهِ، مِنَ الْكَلَامِ وَالْإِرَادَةِ وَالْفِعْلِ" هو نفسه الذي قال : " لأن لحدوث الخلق حدا ووقتا، وليس لأزلية الله حد ولا وقت، لم يزل ولا يزال وكذلك أسماؤه لم تزل ولا تزال "
    حتي ابن القيم يقر بهذا ويقول إن الله كان ولا شيء معه ويستدل علي الجهمية بنفس استدلال الإمام أحمد وكذلك يقول بأن الله لم يكن معطلا عن الخلق أو الفعل .
    قال في نونيته :
    والله كان وليس شيء غيره ... وبرى البرية وهي ذو حدثان
    فسل المعطل هل يراها خارجا ... عن ذاته أم فيه حلت ذان
    لا بد من إحداهما أو أنها ... هي عينه ما ثم موجودان
    ما ثم مخلوق وخالقه وما ... شيء مغاير هذه الأعيان
    وهو كذلك الذي قال :
    و قضى بأن الله كان معطلا .... و الفعل ممتنع بلا إمكان
    ثم استحال وصار مقدورا له .... من غير أمر قام بالديان
    بل حاله سبحانه في ذاته .... قبل الحدوث و بعده سيان
    لا بد من إحدى ثلاث مالها ... من رابع خلوا من الروغان

    وحتي في رده على من قال إن الله كان معطلا عن الفعل قال : "بل حاله سبحانه في ذاته قبل الحدوث و بعده سيان " ألا تري أنه قال إنه كان كاملا غير معطل قبل حدوث المخلوقات وبعدها فأثبت للمخلوقات بداية وأثبت لله الكمال قبلها وبعدها .
    وهو كذلك الذي قال : " هو الأول الذي ليس قبله شيء . فمتى طالع العبد عين هذا السبق شهد معنى الأزل وعرف حقيقته ، فبدا له حينئذ علم التوحيد ، فاستقبله كما يستقبل أعلام البلد ، وأعلام الجيش . ورفع له فشمر إليه . وهو شهود انفراد الحق بأزليته وحده . وأنه كان ولم يكن شيء غيره ألبتة . وكل ما سواه فكائن بعد عدمه بتكوينه "
    فهل تقول كما قالوا بأن الله كان ولا شيء معه أم تقول بأن هذا محال لأن الخلق لم يزل يتسلسل في الأزل .
    ثم كيف تشنع علي بأني أخالف ابن تيمية وأقول إنه أخطأ في النقل عن السلف في هذه المسألة وهذا كلامهم أمامك وهم يصرحون بأن للخلق بداية وأن الله كان وليس معه شيء واحتجوا علي الجهمية بذلك ويصرحون بأن للخلق بداية . إن القول بأن فلانا أخطأ في النقل عن فلان ليس طعنا وسبا ولكنه قول للحق . كيف تترك أقوالهم لأن ابن تيمية حكى عنهم أنهم قالوا كذا وكذا .
    وما زلتم لم تجيبوا علي سؤالي إجابة واضحة
    هل كان الله معطلا في الأزل عن الاستواء علي العرش أم لا ، فصفة الاستواء كمال والعرش ليس بقديم والله موجود قبل العرش زمنا لا نهاية له فهل تقول إن الله كان معطلا عن الاستواء طول هذه المدة لأنه لم يفعله ومثل ذلك النزول إلى السماء الدنيا .

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    و قال

    ( وَمِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الْأَوَّلُ وَالْآخَرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ فَهِيَ مَعْرِفَةُ ذَاتِهِ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ: مَعْنَى الْأَوَّلِ هُوَ الْأَوَّلُ بِالْأَوَّلِية، وَهُوَ خَالِقُ أَوَّلِ الْأَشْيَاءِ وَسَمَّاهُ أَوَّلَ الْأَشْيَاءِ، وَمَعْنَى الْآخِرِ هُوَ الْآخِرُ الَّذِي لَا يَزَالُ آخِرًا دَائِمًا بَاقِيًا الْوَارِثُ لِكُلِّ شَيْءٍ بِدَيْمُومِيَّت ِهِ وَبَقَائِهِ )

    التوحيد لابن منده



  20. #60

    افتراضي

    الإخوة المتفاعلون مع هذه المسألة : لو تراجعون في هذه المسألة :
    1- كلام شيخ الاسلام في منهاج السنة النبوية وكلامه عن أنواع التسلسل حيث ذكر أنه إما أن يكون في العلل والمعلولات -يعني في الفاعلين والمفعولات، وإما أن يكون في اسم الآثار والحادثات ، وفصل في ذلك وبين حكم كل نوع.
    وقد نسب تجويز التسلسل في الماضي والمستقبل لأكثر أهل الحديث بل والفلاسفة- وقد فرق بين قولهما الشيخ صالح- ، وهذا حتى لا يتوهم أحد أن المسألة متفق عليها.
    وقال في موضع آخر:" وأما تسلسل الحوادث في الماضي، ففيه أيضا قولان لأهل الإسلام: لأهل الحديث والكلام وغيرهم".
    وكذلك شرحه لحديث عمران في مجموع الفتاوى ، " كان الله ولم يكن قبله شيء".
    2- و الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ، ورده على شيخ الاسلام ابن تيمية ، حيث قال في تعليقه على حديث «إن أول شيء خلق الله تعالى القلم» فقال: "وفيه ردٌّ أيضاً على من يقول بحوادث لا أول لها، وأنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق قبله، وهكذا إلى ما لا بداية له، بحيث لا يمكن أن يقال: هذا أول مخلوق، فالحديث يبطل هذا القول، ويعين أن القلم هو أول مخلوق، فليس قبله قطعاً أي مخلوق؛ ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله في الكلام في رده على الفلاسفة محاولاً إثبات حوادث لا أول لها، وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول، ولا تقبله أكثر القلوب، حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها، مع أنه يقول ويصرح بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم، ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له، كما يقول هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول، بل مرفوض بهذا الحديث، وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج، لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه، ولكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال: ما منا من أحد إلا رَدَّ ورُدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر - صلى الله عليه وسلم - ".
    وقال في موضع آخر:" قلت: ذكر الشارح هنا أن العلماء اختلفوا: هل القلم أول المخلوقات أو العرش؟ على قولين لا ثالث لهما، وأنا وإن كان الراجح عندي الأول، كما كنت صرحت به في تعليقي عليه ... فإني أقول الآن: سواء كان الراجح هذا أم ذاك، فالاختلاف المذكور يدل بمفهومه على أن العلماء اتفقوا على أن هناك أول مخلوق، والقائلون بحوادث لا أول لها، مخالفون لهذا الاتفاق، لأنهم يصرحون بأن ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق، وهكذا إلى ما لا أول له، كما صرح بذلك ابن تيمية في بعض كتبه، فإن قالوا: العرش أول مخلوق، كما هو ظاهر كلام الشارح، نقضوا قولهم بحوادث لا أول لها، وإن لم يقولوا بذلك خالفوا الاتفاق، فتأمل هذا فإنه مهم، والله الموفق".
    3- الشيخ الجبرين في شرح الطحاوية ، حيث قال– بعد إيراده الخلاف في المسألة-:" والواجب على المسلم أن يكون معتقداً لما أخبر الله به من كونه هو الحي القيوم الذي لم يزل ولا يزال، ومن كونه هو المتصف بالخلق وبالتصرف وبالتدبير لشئون العباد، ويعتقد أيضاً أنه هو المتفرد بإيجادهم وحده ولم يكن هناك من أوجدهم غيره، وكونه يعتقد أن قبلهم خلقاً غيرهم، وقبل الخلق خلقاً، وقبل الأولين أولين، فهذا من الأمور الغيبية التي لم يطلعنا الله عليها.
    ونقول: الله أعلم بمن كان قبل ذلك وبأفعاله قبل ذلك، إلا أننا نعتقد أنه موصوف بهذه الصفات وإن لم تظهر آثارها، كما ذكر في المتن أنه ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بعد وجود من يرزقهم استفاد اسم الرازق، بل اسمه الخالق قبل أن يبدأ الخلق، واسمه الرازق قبل أن يوجد الخلق الذين يرزقهم؛ لأنه خالق بالقوة قبل أن يخلق وإن لم يكن خالقاً بالفعل.
    ونتوقف عن تسلسل الحوادث في الماضي، ونقول الأمر غيب، ولم يخبرنا الله تعالى بشيء من ذلك، وليس لنا التدخل في هذه الأمور؛ لأنها من الأمور التي لا يضر جهلها ولا يفيد علمها، وقد توقع في شيء من الحيرة ومن الاضطراب، والمسلم عليه أن يقتصر على ما فيه فائدة له في العقيدة، وأن يعتقد ما ينفعه وما يكون دافعاً له إلى معرفة ربه بأسمائه وبصفاته، وإلى التقرب إلى الله تعالى بموجب تلك الأسماء".
    4- الشيخ صالح آل الشيخ كذلك في شرح الطحاوية ، حيث ذكر :" أنّ الناس اختلفوا في اتصاف الله - عز وجل - بصفاته هل هو مُتَّصِفٌ بها بعد ظهور آثارها، وأسماء الرب - عز وجل - سُمِّيَ بها بعد ظهور آثارها أم قبل ذلك على مذاهب".
    وذكر أيضا :" أن التسلسل على اعتبارات:
    الجهة الأولى المُعْتَبَرَة في بحث التسلسل: التسلسل في صفات الرب - عز وجل.
    الجهة الثانية المُعْتَبَرَة في بحث التسلسل: التسلسل في المخلوقات.
    الجهة الثالثة المُعْتَبَرَة في بحث التسلسل؛ تسلسل الأثر والمؤثر والسبب والمُسَبَّبْ والعلة والمعلول.
    وقد ذكر مذاهب العلماء في كل جهة من الجهات الثلاث.
    5- وإنما وقع الخلاف في لوازم الأقوال أنها تقدح في أحد هذين الأصلين:
    أ - أن الله تعالى لم يزل مريداً، خالقاً، فاعلاً، فلم يأت عليه زمن كان معطلاً فيه عن صفة الخلق؛ وهذا الأصل ضل فيه المتكلمون.
    ب - أن أعيان الحوادث مخلوقة كائنة بعد أن لم تكن؛ وهذا الأصل ضل فيه الفلاسفة.
    كما ذكر الباحث خالد بن منصور المطلق.
    فانطلاقا من هذا الخلاف الموجود بين علماء أهل السنة أنفسهم ، وكلهم ضد عقيدة الجهمية والأشاعرة والماتريدية.
    إذا علمنا هذا : فالذي نلتمسه من الإخوة المناقشون الكلام على المسألة وفق تقسيمات الشيخ صالح آل الشيخ ، واعتبار هذا الخلاف الموجود بين أهل السنة ، الموجب للين والترفق ، حتى يكون النقاش مثمرا، وقد ذكر الشيخ البراك في شرحه للطحاوية أن الأمر في هذا واسع.
    وهذه المسألة من المسائل الكبار كما ذكر الشيخ صالح ، وله عبارة جميلة قال فيها:" وهذه من المسائل الكبار التي نكتفي في تقريرها بما أوردنا لكَ في هذا المقام المختَصَرْ.
    المهم أن يتقرر في ذهنكَ أنَّ مذهب أهل الحديث والأثر في هذه المسألة لأجل كمال الربّ - عز وجل -، وأنَّ غَيْرَ قولهم فيه تنقّص للرب - عز وجل - بكونه مُعَطَّلاً عن صفاته أو بكونه سبحانه وتعالى مُعَطَّلَاً أن يفعل وأن تظهر آثار أسمائه وصفاته قبل خَلْق هذا العالم المعلوم أو المنظور".
    وهذه المسألة إنما اضطر أهل السنة للكلام فيها خوض أهل الباطل والكلام فيها بغير حق ، وإلا ما أحسن نصيحة الشيخ الجبرين – رحمه الله-.
    وفقكم الله جميعا.


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •