السؤال
ما الفرق بين المرض النفسي والمس الشيطاني؟ وهل دواء Athimyl جيد للوسواس القهري؟ وما هو خير دواء للوسواس القهري؟ وما طريقة استعماله؟



الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فالمرض النفسي هو حالة يصاب بها الإنسان، وقد تظهر في شكل قلق أو توتر أو اكتئاب أو مخاوف أو وساوس، وهو يختلف عن المرض العقلي الذي يفتقد فيه الإنسان بصيرته وتضطرب أفكاره وتصرفاته.

والمرض النفسي ناتج عن عوامل وراثية أو تغيرات في الشخصية أو نسبة لضغوط حياتية، أما المس الشيطاني فلا يعلم كيفيته إلا الله تعالى، وعليك بالرجوع لآية الربا، وسوف يفيدك أحد المشايخ الأفاضل بتفصيل عن المس الشيطاني، والذي أود أن أؤكده لك أنه لا علاقة له بالمرض النفسي، وأرجو أن لا يخلط بين الاثنين، فالمرض النفسي هو مرض طبي، وما يهمنا في المس الشيطاني هو أن يتحصن الإنسان منه بما ورد في السنة المطهرة وهذا يكفي.

بالنسبة لعقار( Athimyl ) هو عقار مضاد للاكتئاب ولا يفيد في علاج الوسواس القهري.

أفضل دواء لعلاج الوسواس القهري هو العقار الذي يسمى باسم (فافرين) وجرعته تبدأ ب100 ملغم يومياً يفضل تناولها ليلا، وبعد أسبوعين ترفع إلى 100 ملغم صباحاً ومساء، وإذا لم يحدث تحسن بعد 3 أشهر من بداية العلاج ترفع الجرعة إلى 100 ملغم صباحاً وإلى 200 ملغمليلاً وهي الجرعة القصوى.

ومدة العلاج يجب أن لا تقل عن ستة أشهر، توجد أيضاً أدوية أخرى مثل: بروزاك، لسترال، زيركسات، سبرالكس، وفافرين، كثيراً ما تفيد جميعها في علاج الوساوس القهرية.
وبالله التوفيق.

انتهت إجابة المستشار النفسي الدكتور / محمد عبد العليم ــ ويليها إجابة المستشار الشرعي الشيخ / أحمد مجيد الهنداوي. ______________________________ ___

فأما عن سؤالك عن الفرق بين المرض النفسي وبين المس بالجن؛ فإنه سؤال جيد وحسن لأنه لا علاقة بين الأمرين، فالمرض النفسي شيء والمس بالجن شيء آخر، ولكي تقف على معنى كيفية التفريق بينهما لابد أن تعرف حقيقتهما.

فأما المرض النفسي فهو اضطراب داخلي وذو أثر سيئ على الإنسان، بحيث يُخرج الإنسان عن حد الاعتدال في سلوكه النفسي أو الظاهري، فهذا التعريف يشمل لك جميع الأمراض النفسية، فخذ مثالاً على ذلك ( القلق )؛ فإن القلق يقع للإنسان بحسب طبيعته، فما من إنسان إلا وقع له شيء من القلق، ولكن قد يصل إلى أن يكون متكرراً وزائداً عن الحد الطبيعي فيصبح مرضاً قائماً بنفسه نظراً لتكرره ونظراً لخروجه عن الحد المعتدل ويعود ذلك بالأثر السيئ على الإنسان بحيث يخرج عن حد الاعتدال في سلوكه الظاهري أو سلوكه النفسي الداخلي.

ومن أمثلة ذلك ما أوردته أنت بنفسك وهو الوسواس القهري، فإن الوسوسة قد تعرض للإنسان بحكم ما يلقيه الشيطان في النفس أو تلقيه النفس الأمارة بالسوء فكلاهما يوسوس، ولكن إن استرسل معه الإنسان وتكرر معه خرج به ذلك عن حد الاعتدال في سلوكه وأوجب له اضطراباً يخرجه عن التصرف السليم في سلوكه الظاهري أو الباطني، فبهذا قد عرفت معنى المرض النفسي ولا ريب أن هنالك فرقاً بينه وبين الأمراض العقلية والتي تسمى بالاصطلاح بالذِّهانات؛ وإن كانت هي أيضاً من مواضيع علم النفس الخاضعة للدراسات النفسية.

وأما المس الجني فهو شيء آخر، وقبل ذلك لابد أن يُعلم أن هذا ثابت في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم – كما بيَّنا هذا في أكثر من جواب، فالشيء إذا ما ثبت في الكتاب والسنة لزم التصديق به، فقد أخبر الله جل وعلا عنه وأخبر كذلك رسوله صلى الله عليه وسلم بل عالج النبي صلى الله عليه وسلم بعض الممسوسين فشفاهم الله جل وعلا.

وحقيقة المس هو أن يتسلط الجني على الإنسي بحيث يؤثر على نفسه ويؤثر على تصرفاته، وإذا أذن الله جل وعلا كان بالإمكان أن يضره في بدنه وأن يضره كذلك في نفسه وشعوره، وهذا قد نصَّ عليه - صلوات الله وسلامه عليه – في الحديث المخرج في الصحيح، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (
إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه - أي فليضع يده على فمه – فإن الشيطان يدخل ).
فصرح النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان قد يدخل ببدن الإنسان، ولذلك أمرنا - صلوات الله وسلامه عليه – أن نضع أيدينا على أفواهنا عند التثاؤب، وهذا يبين لك حقيقة إمكان أن يحصل المس من الجني للإنسي، ومع هذا فلابد من تنبيه عظيم في هذا المقام وهو: أن تكون حذراً من الوسوسة في هذا الأمر، فإن الله جل وعلا قد جعل لنا ملائكة تحفظنا؛ قال الله تعالى: ((
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ))[الرعد:11]^ أي له ملائكة تعقب بعضها بعضاً تحفظ الإنسان من أمامه ومن ورائه بحفظ الله عز وجل، ويحفظونه من أمر الله – أي بأمر الله – فالله جل وعلا لم يترك عباده بدون حفظ، بل حفظهم ووكل من يحفظهم، وإذا أراد الله جل وعلا في بعض الحالات أن يقع هذا المس فإنه لا يتم إلا بإذنه ومتى ما تحصن الإنسان بالأذكار المشروعة التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ بطاعة الرحمن فإنه يكون في منأى وبعد عن وقوع هذا الأمر له، فلا ينبغي أن يقع لك وسوسة في هذا الأمر ولا أن تظن بنفسك أنك ممسوس أو نحو ذلك بدون دليل ظاهر يثبت ذلك وبدون ظهور الأعراض التي تدل على ذلك، فإن كثيراً من الناس قد يبالغ في هذا المعنى فيجعل كثيراً من الأمراض النفسية من المس أو بعض الأمراض العضوية فيلحقها كذلك بالمس، وليس هذا أمراً محموداً؛ بل الصواب أن يعامل المس وغيره بما يعامل به سائر الأمراض، فمتى ظهرت أعراضه ودلت عليه فهو ثابت حينئذ، ومتى ما انتفى فهو منفي ولا يمكن الجزم به مع انتفاء أعراضه الظاهرة، فلتعرف ذلك ولتتوكل على الله جل وعلا، وأيضاً فعليك بالخطوات السلوكية التي تعينك على أن تحقق أفضل النتائج - بإذن الله عز وجل – فشمر عن ساعديك، والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين.
وبالله التوفيق.



http://consult.islamweb.net/consult/...ails&id=274852