ومِن أَجْوَد ما قيل في الرِّثاء: قولُ الشّريف الرّضيّ:
رَاحِلٌ أَنْتَ.. واللَّيَالي نُزُولُ ---- وَمُضِرٌّ بِكَ الْبَقَاءُ الطّوِيلُ
لا شُجَاعٌ يَبْقَى فَيَعْتَنِق البِيـ ---- ضَ، ولا آمِلٌ، وَلا مَأمُولُ
غايةُ النَّاسِ في الزَّمانِ: فناءٌ ---- وكَذَا غَايَةُ الْغُصونِ: الذُّبُولُ
إِنَّمَا الْمَرْءُ لِلْمَنِيَّة مَخْبُوءٌ ---- ولِلطَّعْنِ تَسْتَجِمُّ الْـخُيُولُ
مِنْ مَقِيلٍ بَيْنَ الضُّلُوعِ.. إلى طُو --- لِ عَنَاءٍ.. وَفي التُّرَابِ مَقِيلُ
فَهْوَ كَالغَيْمِ: ألَّفَتْهُ جَنوبٌ ---- يَوْمَ دَجْنٍ، ومَزَّقَتْهُ قَبُولُ
عَادَةٌ لِلزَّمانِ: في كُلِّ يَوْمٍ ---- يَتَنَاءَى خِلٌّ، وتُبْكَى طُلُولُ
فَاللَّيَالي عَوْنٌ عَلَيْكَ مَعَ البَيْـ ---- ـنِ كَمَا ساعَدَ الذَّوابِلَ طُولُ
رُبَّما وَافَقَ الفَتى مِنْ زَمَانٍ ---- فَرَحٌ، غَيرُهُ بِهِ مَتْبُولُ
هِيَ دُنْيا: إنْ واصلَتْ ذَا، جَفَتْ هـ ---- ـذَا ملاَلاً.. كأَنَّها عُطْبُولُ
كُلُّ بَاكٍ يُبْكَى عليه، وإِنْ طا ---- لَ بَقاءٌ.. والثَّاكِلُ: الْمَثْكُولُ
وَالأمَانيُّ: حَسْرَة ٌ وَعَنَاءٌ ---- لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّها تَعْلِيلُ