الدارُ ناطقة ٌ وليستْ تنطقُ = بدثورها أنَّ الجديدَ سيخلقُ
دمنٌ تجمعتِ النوى في ربعها = وتَفَرَّقَتْ فيها السَّحابُ الفُرَّقُ
فترقرقتْ عيني مآقيها إلى = أَنْ خِلْتُ مُهْجَتي التي تَتَرقْرَقُ
يا سهمُ كيفَ يفيقُ من سكرِ الهوى = حَرَّانُ يُصْبَحُ بالفِرَاقِ ويُغْبَقُ؟!
ما زالَ مشتملَ الفؤادِ على أسى ً = والبَيْنُ مُشْتَمِلٌ على مَنْ يَعْشَقُ
حكمتْ لأنفسها الليالي أنَّها = أَبداً تُفَرقُنا ولاتَتَفَرَّقُ
عمرِي لقَدْ نَصَحَ الزَّمانُ وإِنَّه = لمنَ العجائبِ ناصحٌ لا يشفقُ !
إنْ تلغِ موعظة َ الحوادثِ بعدما = وضحتْ فكمْ منْ جوهرٍ لا ينفقُ !
إِنَّ العَزَاءَ وإِنْ فَتى ً حُرِمَ الغِنَى = رزقٌ جزيلٌ للذي لا يُرزقُ !
هممُ الفتى في الأرضِ أغصانُ الغنى = غُرِسَتْ وليسَتْ كلَّ عامٍ تُورِقُ
يا عُتْبَة َ ابنِ أَبي عُصَيْمٍ دَعْوَة ً = شَنْعَاءَ تَصْدِمُ مِسْمَعَيْكَ فتَصْعَقُ
أخرست إذْ عاينتني حتى إذا = ما غبت عنْ بصري ظللتَ تشدَّقُ ؟!
وكذا اللئيم يقولُ إنْ نأتِ النوى = بِعَدوهِ ويَحُولُ ساعَة َ يُصْدَق
عَيْرٌ رَأَى أَسدَ العَرينِ فَهَالَه = حتَّى إِذَا وَلَّى تَوَلَّى يَنْهَقُ!
أَوْ مِثْلَ رَاعي السُّوءِ أَتلفَ ضأْنَه = ليلاً وأصبحَ فوقَ نشزٍ ينعقُ !