السؤال

ملخص السؤال:
شابٌّ يَعمل في شركةٍ، ويشتري لوازمَ للشركة بأسعار أقل مِن السعرِ المعروف، ويسأل: هل لي أن آخذَ هذا المال لي أو لا؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعمَل في شركة مقاولات، والشركةُ ولَّتني مَسؤولية مشروع مِن مشروعاتها، وأنا أقوم بشراء مواد المشروع مِن الأسواق، وأحيانًا أشتري مواد المشروع بأسعار أقل مِن الأسعار المعروفة في السوق، وأقوم بأخْذِ فرق السعر لي.


أنا في حيرة مِن أمري، هل هذا المال فيه حرمة؟ مع العلم أني أعمل تقريبًا ضعف عدد ساعات عملي، وأقوم بمجهودٍ كبير جدًّا، ولا أتقاضى مقابله شيئًا.

فأفيدوني بارك الله فيكم


الجواب


الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فمَن رضي بالعمل في مكانٍ ما ويتقاضَى أجرًا عليه، فلا يجوز له أن يأخُذَ غير مرتبه إلا بعلمِ الشركة، فإنْ أخَذ شيئًا بغير علمِهم فلا يحلُّ له، ويعتبر ذلك خيانة للأمانة.


ولو تأملتَ أيها الأخ الكريم ما في السُّنَّة المشرَّفة لأدركتَ هذا المعنى بوضوحٍ؛ ففي الصحيحين عن أبي حُميدٍ الساعدي، قال: استَعمل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رجلًا على صدقاتِ بني سليم، يُدعى ابن اللُّتْبِيَّة، فلما جاء حاسبه، قال: هذا مالُكم وهذا هدية! فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((فهلَّا جلستَ في بيت أبيك وأمك، حتى تأتيك هديتُك إن كنتَ صادقًا))، ثم خطبنا، فحَمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أما بعدُ، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولَّاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالُكم وهذا هدية أُهْدِيَتْ لي، أفلا جَلَسَ في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديتُه، والله لا يأخُذ أحدٌ منكم شيئًا بغير حقِّه إلا لقي الله يحمِله يوم القيامة، فلأعرفنَّ أحدًا منكم لقي الله يحمِل بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تَيعَر))، ثم رفَع يده حتى رُئي بياض إبطه، يقول: ((اللهُمَّ هل بلغتُ؟))، بَصُرَ عيني، وسَمِعَ أذني".


وقد نَصَّ أهلُ العلم على المنعِ مِن ذلك؛ فقال شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة: "وما أخَذَهُ العمَّال وغيرُهم مِن مال المسلمين بغير حقٍّ، فلوليِّ الأمر العادل استخراجُه منهم؛ كالهدايا التي يأخُذونها بسبب العمل؛ قال أبو سعيد الخُدْري رضي الله عنه: "هدايا العمَّال غُلول"، وروى إبراهيم الحربي - في كتاب الهدايا - عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((هدايا الأُمراء غُلول))، ثم ذكر حديث الصحيحين".


فيُمكنك أن تُراجِعَ رؤساءك في العمل، وتُبَيِّن لهم مقدار المجهود الذي تبذلُه، وأنك تقوم بأكثر من عملٍ، وتستحق مقابلًا عليه، ولتحذرْ رعاك الله مِن أخذِ شيءٍ بدون عِلم الشركة.


رزقنا الله وإياك الرزقَ الحلال الطيب


http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz4NL7BnAGP