السؤال

ملخص السؤال:
شابٌّ يلعب لعبة كرة القدم بنظام الرهان عبر الإنترنت، لكنها مجانية بدون عِوض، ويسأل: هل فيها مخالفة شرعية؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في الثامنة عشرة من عمري، أنهيت الدراسة الثانوية العام الماضي، وأنتظر منحةً دراسية جامعية؛ لأنني نازح مِن بلدي إلى بلدٍ تكاليف الدراسة الجامعية به مرتفعة.


بسبب الفراغ الذي أنا فيه وجدتُ على الإنترنت لعبة اسمها: fantasy football، وهذه اللعبةُ تعتمد على نظام الرهان، ولكن الشيء المختلف عن المُراهنات أنها مجانية، ولا أدفع فيها أي مصاريف، وهنالك جوائز لمن يَحصل على أكبر عدد مِن النقاط.


أخاف أن يكون في هذه اللعبة شيء محرَّم، وأخشى أن أقع فيه لا قدَّر الله، مع العلم أن آلافَ الشباب مِن العرب والمسلمين يلعبونها، وهم مثلي لا يعلمون شيئًا عنها مِن جهة الشرع.


وجزاكم الله خيرًا


الجواب


الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فجزاك الله خيًرا أيها الابن الكريم على تحرِّيك الحلال، وخوفك مِن الوقوع فيما حرَّمه الله، وأسأل الله أن ييسِّر أمرك، وأن يرفع عن الأمة الإسلامية ما حلَّ بها.


الذي يظهر مِن كلامك أن المسابقة في اللعبة المذكورة تتمُّ بغير دفع عِوَض مِن المُشتركين، والأصلُ في المسابقة بغير عِوَض الجَواز.


أما المسابقات المحرَّمة فهي ما اشتملتْ على الرهان المحرَّم، وهو مِن القمار المتَّفق على تحريمه الذي يكون بدفْع مال، سواء كان نقدًا أو عينًا على سبيل المُخاطَرة رغبةً في الربح، فضابطُ الرهان المحرَّم ما كان به غانم أو غارم؛ كما في الموسوعة الفقهية الكويتية (29/407): اتفق الفقهاء على تحريم ميسر القمار.


وقال الشافعية: إن شُرط فيه مال مِن الجانبين؛ بحيث يكون المال لمن غلب مِن اللاعبين، فهو القمار المحرَّم، وصرَّحوا بأنه حينئذٍ كبيرة من الكبائر، وقال الرملي منهم: والمحرَّم العقد، وأخذ المال؛ لأنه غصْب مِن الجانبَين أو أحدهما. ا هـ.


إذا تقرَّر هذا أيها الابن الكريم فالرهان في اللعبة المشار إليها ليس مِن النوع المحرَّم؛ لأن أمرك ليس دائرًا بين الخسارة والربح الذي هو ضابط القمار، وتلك اللعبة ككثير مما نُشاهده من الألعاب التي تخلو من القمار، وهو الرهان بين اللاعبين، وكل ما تحتاج إليه أيها الابن الكريم هو معرفة الضوابط الشرعية للألعاب الترفيهيَّة؛ حتى لا تقعَ في محذور شرعيٍّ، ومِن أهمِّها: ألا تستغرق من وقتك الكثير، فضلًا عن أن تَستغرقه كله؛ حتى لا تدخل في قوله جل وعلا: ﴿ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ ﴾ [الأعراف: 51].
ويُمكنك أيها الابن الكريم أن تنظِّم وقتك بين الأمور المفيدة، فتجعل جزءًا للعب، وآخر للطاعة، وجزءًا للقراءة، وهكذا.


وفَّقك الله لكل خير، ويسَّر لك إتمام دراستك الجامعية


http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz4NDuLsEAK