تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 28

الموضوع: المنتقى من تفسير ابن كثير والسعدي رحمهما الله تعالى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    Lightbulb المنتقى من تفسير ابن كثير والسعدي رحمهما الله تعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..

    أما بعد :

    هذا منتقى لكتاب حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير رحمه الله ولكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي رحمه الله.
    أسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا ويتجاوز عن سيئاتنا، ويتوفانا مع الأبرار، إنه جواد كريم.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.


    - التفسير:
    لغة: الشرح والبيان.
    اصطلاحا: شرح كلام الله ليفهم مراده تعالى منه فيطاع أمره ونهيه، ويؤخذ بهدايته وارشاده. ويعتبر بقصصه، ويتعظ بمواعظه.
    [ أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري]





    - فلله الحمد والشكر والثناء، الذى جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونوراً، وتبصرة وتذكرة، وبركة وهدى وبشرى للمسلمين.
    فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والإهتداء بها.
    وكان حقيقاً بالعبد أن يبذل جهده، ويستفرغ وسعه في تعلمه وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك.
    وقد كثرت تفاسير الأئمة رحمهم الله لكتاب الله، فمن مُطَوِّل خارج في أكثر بحوثه عن المقصود، ومن مُقَصِّر يقتصر على حل بعض الألفاظ اللغوية بقطع النظر عن المراد.
    وكان الذى ينبغى في ذلك، أن يجعل المعنى هو المقصود، واللفظ وسيلة إليه، فينظر في سياق الكلام، وما سيق لأجله، ويقابل بينه وبين نظيره في موضع آخر، ويعرف أنه سيق لهداية الخلق كلهم، عالمهم وجاهلهم، حضريهم وبدويهم.
    فالنظر لسياق الآيات مع العلم بأحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته مع أصحابه وأعدائه وقت نزوله، من أعظم ما يعين على معرفته وفهم المراد منه، خصوصاً إذا انضم إلى ذلك معرفة علوم العربية على اختلاف أنواعها.
    فمن وفق لذلك لم يبق عليه إلا الإقبال على تدبره وتفهمه، وكثرة التفكير في ألفاظه ومعانيه ولوازمها، وما تتضمنه، وما تدل عليه منطوقاً ومفهوما.
    فإذا بذل وسعه في ذلك، فالرب أكرم من عبده، فلابد أن يفتح عليه من علومه أموراً لا تدخل تحت كسبه.[تفسير السعدي رحمه الله]





    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي



    سورة الفاتحة


    {بسم الله الرحمن الرحيم(1) الحمدلله رب العالمين(2) الرحمن الرحيم(3) مالك يوم الدين(4) إياك نعبد وإياك نستعين(5) اهدنا الصراط المستقيم(6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.




    - يقال لها : الفاتحة ، أي فاتحة الكتاب خطا ، وبها تفتح القراءة في الصلاة ، ويقال لها أيضا : أم الكتاب عند الجمهور، وكره أنس.
    وقد ثبت في الصحيح عند الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحمدلله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم) ويقال لها : (الحمد) ، ويقال لها : (الصلاة) ، لقوله عليه السلام عن ربه : (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فإذا قال العبد: الحمدلله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي) الحديث . فسميت الفاتحة صلاة ؛ لأنها شرط فيها.
    ويقال لها : (الشفاء) ؛ لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعا: (فاتحة الكتاب شفاء من كل سم).
    ويقال لها : (الرقية) ؛ لحديث أبي سعيد في الصحيح حين رقى بها الرجل السليم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما يدريك أنها رقية).

    وهي مكية ، قاله ابن عباس وقتادة وأبو العالية ، وقيل مدنية ، قاله أبو هريرة ومجاهد وعطاء بن يسار والزهري.
    ويقال : نزلت مرتين : مرة بمكة ، ومرة بالمدينة ، والأول أشبه لقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} والله أعلم.

    وهي سبع آيات بلا خلاف ، وإنما اختلفوا في البسملة : هل هي آية مستقلة من أولها كما هو عند جمهور قراء الكوفة وقول الجماعة من الصحابة والتابعين وخلق من الخلف ، أو بعض آية أو لا تعد من أولها بالكلية ، كما هو قول أهل المدينة من القراء والفقهاء، على ثلاثة أقوال ، سيأتي تقريره في موضعه إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة .

    قالوا : وكلماتها خمس وعشرون كلمة ، وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفا .
    قال البخاري في أول كتاب التفسير : وسميت أم الكتاب، لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، ويبدأ بقراءتها في الصلاة وقيل : إنما سميت بذلك لرجوع معاني القرآن كله إلى ما تضمنته .

    قال ابن جرير : والعرب تسمي كل جامع أمر أو مقدم لأمر إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمام جامع : أما ، فتقول للجلدة التي تجمع الدماغ ، أم الرأس ، ويسمون لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها أما.
    قال : وسميت مكة : أم القرى لتقدمها أمام جميعها، وجمعها ما سواها ، وقيل : لأن الأرض دحيت منها .

    ويقال لها أيضا : الفاتحة ؛ لأنها تفتتح بها القراءة ، وافتتحت الصحابة بها كتابة المصحف الإمام ، وصح تسميتها بالسبع المثاني ، قالوا : لأنها تثنى في الصلاة ، فتقرأ في كل ركعة ، وإن كان للمثاني معنى آخر غير هذا ، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله .

    قال الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أم القرآن: (هي أم القرأن، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم).
    [تفسير ابن كثير رحمه الله]




    -
    (1) أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى؛ لأن لفظ (اسم) مفرد مضاف، فيعم جميع الأسماء الحسنى.
    }الله} هو المألوه المعبود، المستحق لإفراده بالعبادة، لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال.
    {الرحمن الرحيم}: اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم لهم نصيب منها.

    واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها، الإيمان بأسماء الله وصفاته، وأحكام الصفات.

    فيؤمنون مثلا بأنه رحمن رحيم، ذو الرحمة التي اتصف بها، المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها، أثر من آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء.
    يقال في العليم: إنه عليم ذو علم، يعلم به كل شيء، قدير، ذو قدرة يقدر على كل شيء.

    (2) {الحمدلله} هو : الثناء على الله بصفات الكمال ، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل، بجميع الوجوه.
    {رب العالمين} الرب: هو المربي جميع العالمين، وهم من سوى الله بخلقه لهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم النعم العظيمة، التي لو فقدوها، لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة، فمنه تعالى.

    وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة .

    فالعامة: هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
    والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله، ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر. ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب، فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.

    فدل قوله
    {رب العالمين} على انفراده بالخلق والتدبير، والنعم، وكمال غناه، وتمام فقر العالمين إليه ، بكل وجه واعتبار.

    (4) {مالك يوم الدين} المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات.
    وأضاف الملك ليوم الدين، وهو يوم القيامة، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم، خيرها وشرها ، لأن في ذلك اليوم، يظهر للخلق تمام الظهور، كمال ملكه وعدله وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق. حتى إنه يستوي في ذلك اليوم، الملوك والرعايا والعبيد والأحرار، كلهم مذعنون لعظمته، خاضعون لعزته، منتظرون لمجازاته، راجون ثوابه، خائفون من عقابه، فلذلك خصه بالذكر، وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.

    (5)وقوله {إياك نعبد وإياك نستعين} أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما عداه. فكأنه يقول: نعبدك، ولا نعبد غيرك، ونستعين بك، ولا نستعين بغيرك.

    وتقديم العبادة على الاستعانة، من باب تقديم العام على الخاص، واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.

    و (العبادة) اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.
    و (الاستعانة) هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك.

    والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية، والنجاة من جميع الشرور، فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما. وإنما تكون العبادة عبادة، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله، فبهذين الأمرين تكون عبادة.
    وذكر (الاستعانة) بعد (العبادة) مع دخولها فيها، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى. فإنه إن لم يعنه الله، لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي.

    ثم قال تعالى:

    (6) {اهدنا الصراط المستقيم} أي: دلنا وأرشدنا، ووفقنا للصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله، وإلى جنته، وهو معرفة الحق والعمل به، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط.
    فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان ، والهداية في الصراط، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك. وهذا الصراط المستقيم هو:

    (7) {صراط الذين أنعمت عليهم}: من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
    {غير} صراط {المغضوب عليهم} الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم.
    وغير صراط
    {الضالين} الذين تركوا الحق على جهل وضلال، كالنصارى ونحوهم.

    فهذه السورة على إيجازها، قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن، فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله:
    {رب العالمين} ، وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ: {الله} ومن قوله: {إياك نعبد وإياك نستعين} ، وتوحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى، التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه، وقد دل على ذلك لفظ {الحمد} كما تقدم.

    وتضمنت إثبات النبوة في قوله:
    {اهدنا الصراط المستقيم} لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.

    وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله:
    {مالك يوم الدين} وأن الجزاء يكون بالعدل، لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.

    وتضمنت إثبات القدر، وأن العبد فاعل حقيقة، خلافا للقدرية والجبرية.
    بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله:
    {اهدنا الصراط المستقيم} لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك.

    وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى، عبادة واستعانة في قوله:
    {إياك نعبد وإياك نستعين} فالحمد لله رب العالمين.
    [تفسير السعدي رحمه الله]




    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    أحسنت أحسن الله إليك أختي الغالية أم علي ، شرح وافي وميسر فجزاك الله عنا خير الجزاء .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    {بسم الله الرحمن الرحيم . الم(1) }




    [حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير]:
    (1) قد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور ، فمنهم من قال : هي مما استأثر الله بعلمه ، فردوا علمها إلى الله ، ولم يفسروها. وقيل: هي أسماء السور.

    وعن مجاهد ، أنه قال : فواتح السور كلها " ق " و " ص " و " حم " و " طسم " و " الر " وغير ذلك هجاء موضوع . وقال بعض أهل العربية: هي حروف من حروف المعجم ، استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها، التي هي تتمة الثمانية والعشرين حرفا ، كما يقول القائل : ابني يكتب في : ا ب ت ث ، أي : في حروف المعجم الثمانية والعشرين فيستغنى بذكر بعضها عن مجموعها . حكاه ابن جرير .

    قلت : مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفا ، وهي : ا ل م ص ر ك ي ع ط س ح ق ن ، يجمعها قولك : نص حكيم قاطع له سر . وهي نصف الحروف عددا ، والمذكور منها أشرف من المتروك.

    وقال بعضهم: لا شك أن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثا ولا سدى؛ ومن قال من الجهلة : إنه في القرآن ما هو تعبد لا معنى له بالكلية ، فقد أخطأ خطأ كبيرا ، فتعين أن لها معنى في نفس الأمر ،
    فإن صح لنا فيها عن المعصوم شيء قلنا به ، وإلا وقفنا حيث وقفنا ، وقلنا: {آمنا به كل من عند ربنا} ولم يجمع العلماء فيها على شيء معين، وإنما اختلفوا ، فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه اتباعه ، وإلا فالوقف حتى يتبين . هذا مقام .

    وقال آخرون : بل إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكره فيها بيانا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها .
    وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين، وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا، وقرره الزمخشري في كشافه ونصره أتم نصر، وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس بن تيمية، وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي وحكاه لي عن ابن تيمية.

    (قلت): ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته ، وهذا معلوم بالاستقراء ، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة ، ولهذا يقول تعالى: {الم ذلك الكتاب لا ريب فيه} {الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه} {المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه} {الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم } {الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين} {حم تنزيل من الرحمن الرحيم} {حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم} وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر ، والله أعلم.

    وأما من زعم أنها دالة على معرفة المدد ، وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم ، فقد ادعى ما ليس له ، وطار في غير مطاره .


    [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان]:
    (1) وأما الحروف المقطعة في أوائل السور‏,‏ فالأسلم فيها‏,‏ السكوت عن التعرض لمعناها ‏من غير مستند شرعي‏ ,‏ مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثًا بل لحكمة لا نعلمها‏.‏



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    نفع الله بك أخيتي .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    { ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) }


    [حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير] :

    روي عن ابن عباس
    {ذلك الكتاب} أي هذا الكتاب . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير والسدي ومقاتل بن حيان ، وزيد بن أسلم ،وابن جريج، أن {ذلك} بمعنى هذا، والكتاب القرآن، والريب : الشك، قال:

    ومعنى الكلام هنا أن هذا الكتاب وهو القرآن لا شك فيه أنه نزل من عند الله ، كما قال تعالى في السجدة {الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين} وقال بعضهم: هذا خبر ومعناه النهي، أي : لا ترتابوا فيه.

    {هدى}
    صفة للقرآن، وخصت الهداية للمتقين كما قال{قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد} {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع بالقرآن ؛ لأنه هو في نفسه هدى، ولكن لا يناله إلا الأبرار ، كما قال تعالى {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}، {هدى للمتقين} يعني : نورا {للمتقين} الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى ، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به .
    وقال قتادة للمتقين هم الذين نعتهم الله بقوله {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة} الآية والتي بعدها.

    ويطلق الهدى ويراد به ما يقر في القلب من الإيمان، وهذا لا يقدر على خلقه في قلوب العباد إلا الله عز وجل قال تعالى {إنك لا تهدي من أحببت} وقال {ليس عليك هداهم] وقال {من يضلل الله فلا هادي له} وقال {من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا} إلى غير ذلك من الآيات، ويطلق وبراد به بيان الحق وتوضيحه والدلالة عليه والإرشاد، قال الله تعالى {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} وقال {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} وقال تعالى {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} وقال {وهديناه النجدين} على تفسير من قال المراد بهما الخير والشر، وهو الأرجح والله أعلم.

    وأصل التقوى : التوقي مما يكره لأن أصلها وقوى من الوقاية .




    [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان] :

    {هدى للمتقين}
    لأنه في نفسه هدى لجميع الخلق‏.‏ فالأشقياء لم يرفعوا به رأسا‏.‏ ولم يقبلوا هدى الله‏,‏ فقامت عليهم به الحجة‏,‏ ولم ينتفعوا به لشقائهم.
    وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر‏,‏ لحصول الهداية‏,‏ وهو التقوى التي حقيقتها‏:‏ اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه‏,‏ بامتثال أوامره‏,‏ واجتناب النواهي‏,‏ فاهتدوا به‏,‏ وانتفعوا غاية الانتفاع‏.‏ قال تعالى‏: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية‏,‏ والآيات الكونية‏.‏
    ولأن الهداية نوعان‏:‏ هداية البيان‏,‏ وهداية التوفيق‏.‏ فالمتقون حصلت لهم الهدايتان‏,‏ وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق‏.‏ وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها‏,‏ ليست هداية حقيقية تامة.
    ثم وصف المتقين بالعقائد والأعمال الباطنة‏,‏ والأعمال الظاهرة‏,‏ لتضمن التقوى.


    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7

    افتراضي

    تقع هذه الآية في صدر المصحف فهي من أوائل ما تقع عليه عينك من الآيات إذا فتحت كتاب الله، فكأنها ديباجة للمصحف، وتوقيع صاحب الكتاب في طرته، وقاعدة ينطلق منها قارئ هذا الكتاب جعلها في أوله، وتصدير مهم لا بد أن يطلع عليه من أراد قراءته وضعه في مقدمته .
    إن هذه الآية تنبيه لكل من يقرأ هذا الكتاب أنه لن يجد أي خطأ، فلا يتكلف عناء البحث، ولا يتجشم مشقة التفتيش، ولا يحمّل نفسه مؤونة التنقيب، فلن يقف على خلل أيًّا كان مهما حاول ذلك جاهدًا فلا يتعب نفسه، فقد نفى الله عن كتابه كل ريب .
    قال القرطبي رحمه الله في تفسيره 1 /159:
    " قوله تعالى:
    " لا ريب فيه "
    نفي عام، ولذلك نصب الريب به" .

    وقال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير (1/ 108-109) :
    " ومعنى هذا النفي العام ، أن الكتاب ليس بمظنة للريب ؛ لوضوح دلالته وضوحًا يقوم مقام البرهان المقتضي لكونه لا ينبغي الارتياب فيه بوجه من الوجوه "
    .


    وقال الرازي رحمه في مفاتيح الغيب : 2/ 266 :

    " قوله :
    " لا ريب فيه "
    نفي لماهية الريب ونفي الماهية يقتضي نفي كل فرد من أفراد الماهية ، لأنه لو ثبت فرد من أفراد الماهية لثبتت الماهية ، وذلك يناقض نفي الماهية " .

    وقال الأمين الشنقيطي رحمه الله في دفع إيهام الاضطراب ( ص : 14) :

    " قوله تعالى:
    " لا ريب فيه "
    هذه نكرة في سياق النفي ركبت مع لا فبنيت على الفتح. والنكرة إذا كانت كذلك فهي نص في العموم كما تقرر في علم الأصول, و " لا " هذه التي هي نص في العموم هي المعروفة عند النحويين بـ (لا) التي لنفي الجنس .
    أما (لا) العاملة عمل ليس فهي ظاهرة في العموم لا نص فيه, وعليه فالآية نص في نفي كل فرد من أفراد الريب عن هذا القرآن العظيم "
    .

    وقال السعدي رحمه الله في
    تيسر الكريم الرحمن ( ص : 29) :
    " أخبر أنه لا ريب فيه ولا شك بوجه من الوجوه، وذلك لاشتماله على الحق العظيم في أخباره، وأوامره، ونواهيه، وأنزله مباركا، فيه الخير الكثير، والعلم الغزير، والأسرار البديعة، والمطالب الرفيعة، فكل بركة وسعادة تنال في الدنيا والآخرة، فسببها الاهتداء به واتباعه " .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    بارك الله فيك أم رفيدة ونفع بك
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي




    {الذين يؤمنون بالغيب}



    [حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير]:

    عن ابن عباس رضي الله عنهما: يؤمنون يصدقون .
    قال ابن جرير: والأولى أن يكونوا موصوفين بالإيمان بالغيب قولا وعملا واعتقادا، وقد تدخل الخشية لله في معنى الإيمان، الذي هو تصديق القول بالعمل، والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله ، وتصديق الإقرار بالفعل .

    (قلت): أما الإيمان في اللغة فيطلق على التصديق المحض ، وقد يستعمل في القرآن ، والمراد به ذلك ، كما قال تعالى:{يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين} وكما قال إخوة يوسف لأبيهم:{وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين}، وكذلك إذا استعمل مقرونا مع الأعمال؛ كقوله تعالى:{إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}، فأما إذا استعمل مطلقا فالإيمان الشرعي المطلوب لا يكون إلا اعتقادا وقولا وعملا.

    هكذا ذهب إليه أكثر الأئمة، بل قد حكاه الشافعي وأحمد بن حنبل وأبو عبيدة وغير واحد إجماعا : أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص .
    وقد ورد فيه آثار كثيرة وأحاديث أوردنا الكلام فيها في أول شرح البخاري ، ولله الحمد والمنة .

    ومنهم من فسره بالخشية ، كقوله تعالى:{إن الذين يخشون ربهم بالغيب}، وقوله:{من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب}، والخشية خلاصة الإيمان والعلم ، كما قال تعالى:{إنما يخشى الله من عباده العلماء}.

    وأما الغيب المراد ههنا فقد اختلفت عبارات السلف فيه، وكلها صحيحة ترجع إلى أن الجميع مراد .
    فعن أبي العالية قوله تعالى:{يؤمنون بالغيب} قال : يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وجنته وناره ولقائه ، ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث، فهذا غيب كله .

    و روى سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنا عند عبدالله بن مسعود جلوسا، فذكرنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما سبقوا به ، فقال عبد الله: إن أمر محمد صلى الله عليه وسلم كان بينا لمن رآه، والذي لا إله غيره ما آمن أحد قط إيمانا أفضل من إيمان بغيب ، ثم قرأ :{الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب} إلى قوله:{المفلحون}
    وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، وابن مردويه، والحاكم.

    و روى أحمد بسند صحيح عن ابن محيريز ، قال : قلت لأبي جمعة : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم ، أحدثك حديثا جيدا : تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فقال: يا رسول الله، هل أحد خير منا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك. قال: (نعم، قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني).



    [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان]:

    {الذين يؤمنون بالغيب}
    حقيقة الإيمان: هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل، المتضمن لانقياد الجوارح،
    وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر. إنما الشأن في الإيمان بالغيب، الذي لم نره ولم نشاهده، وإنما نؤمن به، لخبر الله وخبر رسوله.صلى الله عليه وسلم.

    فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر، لأنه تصديق مجرد لله ورسله.
    فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به، أو أخبر به رسوله، سواء شاهده، أو لم يشاهده، وسواء فهمه وعقله، أو لم يهتد إليه عقله وفهمه.
    بخلاف الزنادقة والمكذبين بالأمور الغيبية، لأن عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه؛ ففسدت عقولهم، ومرجت أحلامهم. وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدى الله.


    ويدخل في الإيمان بالغيب، الإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة، وأحوال الآخرة، وحقائق أوصاف الله وكيفيتها، وما أخبرت به الرسل من ذلك فيؤمنون بصفات الله ووجودها، ويتيقنونها، وإن لم يفهموا كيفيتها
    .



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #10

    افتراضي

    واصلي وصلك الله بهداه ، وجزيتي عنا خيرا أختي أم علي .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    { ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }




    [حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير]:
    قال ابن عباس :أي يقيمون الصلاة بفروضها. وقال :إقامة الصلاة إتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والإقبال عليها وفيها.

    وقال مقاتل بن حيان: إقامتها المحافظة على مواقيتها ، وإسباغ الطهور بها، وتمام ركوعها وسجودها ، وتلاوة القرآن فيها ، والتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا إقامتها .

    وعن ابن عباس :
    {ومما رزقناهم ينفقون} قال: زكاة أموالهم .
    وقال طائفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    {ومما رزقناهم ينفقون} قال : هي نفقة الرجل على أهله ، وهذا قبل أن تنزل الزكاة.

    واختار ابن جرير أن الآية عامة في الزكاة والنفقات ؛ فإنه قال : وأولى التأويلات وأحقها بصفة القوم أن يكونوا لجميع اللازم لهم في أموالهم مؤدين، زكاة كان ذلك أو نفقة من لزمته نفقته من أهل، أو عيال، وغيرهم، ممن يجب عليهم نفقته بالقرابة والملك وغير ذلك؛ لأن الله تعالى عم وصفهم ومدحهم بذلك، وكل من الإنفاق والزكاة ممدوح به محمود عليه.

    (قلت): كثيرا ما يقرن الله تعالى بين الصلاة والإنفاق من الأموال؛ فإن الصلاة حق الله وعبادته، وهي مشتملة على توحيده والثناء عليه، وتمجيده ، والابتهال إليه، ودعائه، والتوكل عليه، والإنفاق هو الإحسان إلى المخلوقين بالنفع المتعدي إليهم، وأولى الناس بذلك القرابات، والأهلون، والمماليك، ثم الأجانب فكل من النفقات الواجبة والزكاة المفروضة داخل في قوله تعالى:
    {ومما رزقناهم ينفقون} ولهذا ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) والأحاديث في هذا كثيرة وأصل الصلاة في كلام العرب الدعاء.
    ثم استعملت الصلاة في الشرع في ذات الركوع والسجود والأفعال المخصوصة في الأوقات المخصوصة ، بشروطها المعروفة ، وصفاتها ، وأنواعها المشهورة.

    وأما الزكاة فسيأتي الكلام عليها في موضعه ، إن شاء الله.




    [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان]:
    ثم قال:
    {ويقيمون الصلاة} لم يقل: يفعلون الصلاة، أو يأتون بالصلاة، لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة.
    فإقامة الصلاة، إقامتها ظاهرا، بإتمام أركانها، وواجباتها، وشروطها. وإقامتها باطنا، بإقامة روحها، وهو حضور القلب فيها، وتدبر ما يقوله ويفعله منها، فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها :{إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} وهي التي يترتب عليها الثواب. فلا ثواب للإنسان من صلاته، إلا ما عقل منها، ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافلها.

    ثم قال:
    {ومما رزقناهم ينفقون} يدخل فيه النفقات الواجبة كالزكاة، والنفقة على الزوجات والأقارب والمماليك ونحو ذلك.
    والنفقات المستحبة بجميع طرق الخير. ولم يذكر المنفق عليهم، لكثرة أسبابه وتنوع أهله، ولأن النفقة من حيث هي، قربة إلى الله، وأتى ب " من " الدالة على التبعيض، لينبههم أنه لم يرد منهم إلا جزءا يسيرا من أموالهم، غير ضار لهم ولا مثقل، بل ينتفعون هم بإنفاقه، وينتفع به إخوانهم.

    وفي قوله:
    {رزقناهم} إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم، ليست حاصلة بقوتكم وملككم، وإنما هي رزق الله الذي خولكم، وأنعم به عليكم، فكما أنعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده، فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم ، وواسوا إخوانكم المعدمين.

    وكثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن؛ لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود، والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده، فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه، فلا إخلاص ولا إحسان.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    { ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }

    ومن الفوائد في تفسير هذه الآية الكريمة :

    أن الصلاة في اللغة لها معاني ، هذه المعاني لها ارتباط بهذه الصلاة الشرعية .
    من بين معانيها
    : " الدعاء "
    ولذلك قال عز وجل :{ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } ، يعني " ادع لهم "

    كما قال الأعشى:
    لَهَـا حَـارِسٌ لا يَـبْرَحُ الدَّهْـرَ بَيْتَهَا وَإِنْ ذُبِحَـتْ صَـلَّى عَلَيْهَـا وَزَمْزَمَـا
    يعني بذلك : دعا لها ... ومعلوم أن الصلاة في معظمها دعاء .

    ومن بين معانيها :" لزوم الشيء "
    كما قال عز وجل عن أهل النار لملازمتهم لصلي وحرق النار :
    { تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً
    }
    يعني يعانون حرّها مع الاستمرار .
    إذاً هذه الصلاة واجب علينا أن نلتزم بها وأن نستمر عليها وألا نفرط في شيء منها .


    " ومن معاني الصلاة في اللغة
    : "صَلَيْتُ العودَ بالنار إذا قومته ولينته "
    وهذا موجود في الصلاة ، من يصلي
    تقوِّمه وتلين باطنه .
    { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ } .


    قال تعالى :{ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ }
    هذا هو حق الله عز وجل .
    { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
    هذا هو حق المخلوق .
    وعنوان سعادة الإنسان أن يقوم بحق الله عز وجل ، وأن يوصل النفع إلى خلقه .
    وعنوان الشقاوة أن يفقد الإنسان هذين الأمرين أو أن يفقد أحدهما .

    { وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ }
    لم يقل :" يفعلون الصلاة " أو " يأتون بالصلاة "
    وإنما قال :{ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ }
    يعني ليست صورة من الأفعال مجردة ، ركوع وسجود وقيام وقراءة وذكر – وإنما يقيمونها .
    وتقام الصلاة بأمرين :
    أمر ظاهري ، وأمر باطني "
    الأمر الظاهري : بالإتيان بأركانها وبواجباتها وبشروطها .
    الأمر الباطني : الخشوع والخشية في القلب.

    { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }

    ما تعريف النفقة ؟
    يقال :
    " نفقت الدابة "
    يعني خرجت روحها
    ويقال : أنفقت بضاعتي
    " يعني أخرجتها .إذا كان كذلك فالنفقة هي " إخراج المال .

    { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
    يعني بعض ، لأن الله عز وجل لو طلب مال العبد كله ، مع أنه ملك لله عز وجل ، لأخرجت قلوبهم الحقد والضغينة "
    { وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ، إِن يَسْأَلْكُمُوهَ ا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ }
    لأن المال محبوب لدى النفس ، ومع ذلك هو جل وعلا ما طلب منا إلا اليسير .

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد .


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي



    {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}



    [حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير]:
    قال ابن عباس: أي يصدقون بما جئت به من الله، وما جاء به من قبلك من المرسلين، لا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاؤوهم به من ربهم
    {وبالآخرة هم يوقنون} أي بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان .
    وإنما سميت الآخرة لأنها بعد الدنيا.
    وهذه الآيات الأربع عامات في كل مؤمن اتصف بها من عربي وعجمي، وكتابي من إنسي وجني، وليس تصح واحدة من هذه الصفات بدون الأخرى، بل كل واحدة مستلزمة للأخرى وشرط معها، فلا يصح الإيمان بالغيب وإقام الصلاة والزكاة إلا مع الإيمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من قبله من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، والإيقان بالآخرة كما أن هذا لا يصح إلا بذاك ، وقد أمر الله تعالى المؤمنين بذلك كما قال:{ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل} الآية.
    وأخبر تعالى عن المؤمنين كلهم بذلك فقال تعالى:{ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله}
    وقال تعالى:{ والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم} وغير ذلك من الآيات الدالة على أمر جميع المؤمنين بالإيمان بالله ورسله وكتبه.
    لكن لمؤمني أهل الكتاب خصوصية، وذلك أنهم مؤمنون بما بأيديهم مفصلا فإذا دخلوا في الإسلام، وآمنوا به مفصلا كان لهم على ذلك الأجر مرتين، وأما غيرهم فإنما يحصل له الإيمان بما تقدم مجملا، ولكن قد يكون إيمان كثير من العرب بالإسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم أتم وأكمل وأعم وأشمل من إيمان من دخل منهم في الإسلام، فهم وإن حصل لهم أجران من تلك الحيثية، فغيرهم يحصل له من التصديق ما ينيف ثوابه على الأجرين اللذين حصلا لهم، والله أعلم .


    [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان]:
    ثم قال:
    {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} وهو القرآن والسنة.
    قال تعالى:{وَأَنْزَل َ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول, ولا يفرقون بين بعض ما أنزل إليه, فيؤمنون ببعضه, ولا يؤمنون ببعضه, إما بجحده أو تأويله, على غير مراد الله ورسوله, كما يفعل ذلك من يفعله من المبتدعة, الذين يؤولون النصوص الدالة على خلاف قولهم بما حاصله عدم التصديق بمعناها, وإن صدقوا بلفظها, فلم يؤمنوا بها إيمانا حقيقيا.

    وقوله:
    {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} يشمل الإيمان بجميع الكتب السابقة.
    ويتضمن الإيمان بالكتب, الإيمان بالرسل وبما اشتملت عليه, خصوصا التوراة والإنجيل والزبور.
    وهذه خاصية المؤمنين, يؤمنون بالكتب السماوية كلها, وبجميع الرسل فلا يفرقون بين أحد منهم.

    ثم قال:
    {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}
    و الآخرة: اسم لما يكون بعد الموت، وخصه بالذكر بعد العموم؛ لأن الإيمان باليوم الآخر, أحد أركان الإيمان.
    ولأنه أعظم باعث الرغبة والرهبة والعمل؟
    و اليقين هو: العلم التام, الذي ليس فيه أدنى شك, والموجب للعمل
    .



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    نفع الله بكِ أختي الغالية .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    { أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون (5)}



    [حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير]:

    يقول الله تعالى :
    (أولئك) أي المتصفون بما تقدم من الإيمان بالغيب، وإقام الصلاة، والإنفاق من الذي رزقهم الله، والإيمان بما أنزل الله إلى الرسول ومن قبله من الرسل، والإيقان بالدار الآخرة، وهو مستلزم الاستعداد لها من الأعمال الصالحة وترك المحرمات .

    (على هدى) أي على نور وبيان وبصيرة من الله تعالى.
    (أولئك هم المفلحون) أي في الدنيا والآخرة ،الذين أدركوا ما طلبوا ، ونجوا من شر ما منه هربوا .


    [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان]:
    (5)
    (أولئك) أي: الموصوفون بتلك الصفات الحميدة (على هدى من ربهم) أي: على هدى عظيم، لأن التنكير للتعظيم، وأي هداية أعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمنة للعقيدة الصحيحة والأعمال المستقيمة، وهل الهداية في الحقيقية إلا هدايتهم، وما سواها مما خالفها، فهي ضلالة.

    وأتى بـ " على " في هذا الموضع، الدالة على الاستعلاء، وفي الضلالة يأتي بـ " في " كما في قوله: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)؛ لأن صاحب الهدى مستعل بالهدى، مرتفع به، وصاحب الضلال منغمس فيه محتقر.

    ثم قال:
    (وأولئك هم المفلحون) والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب، حصر الفلاح فيهم; لأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم، وما عدا تلك السبيل، فهي سبل الشقاء والهلاك والخسار التي تفضي بسالكها إلى الهلاك.

    فلهذا لما ذكر صفات المؤمنين حقا، ذكر صفات الكفار المظهرين لكفرهم، المعاندين للرسول.



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    نفع الله بك أم علي .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    ولله الحمد والمنه فهذا مختصر محاضرة الاستاذه أناهيد السميري حفظها الله، أمس يوم الخميس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت،
    استفدت من درسها بارك الله فيها وهو: وقفات مع القرآن الكريم:


    -لابد من تعظيم القرآن لأنه كلام الله تعالى.

    - تستغنى بالقرآن عن غيره فكل ماتحتاجه موجود بالقرآن.

    - معاملتنا مع القرآن بيقين بمعنى كل مافي القرآن من أحداث وأخبار وأسماء وصفات لله تعالى وأمور غيبيه وأحكام نأخذها بيقين بعد تصديقها، أي لا مجال للشك فيه حتى يزداد إيماننا.

    - أن نحسن التعامل مع القرآن بمعنى قرأته وفهمه وحفظه يؤدي إلى زيادة الإيمان.

    - التعامل مع القرآن يحتاج إلى عبادات قلبية تلازمه.

    - قاريء القرآن لابد أن يحذر من النفاق.

    - المحافظة على الإخلاص لانه القلب يتفلت، علينا طول المراقبة، مراقبة القلب طلبا لرضى الله.


    - مراقبة القلب طلبا لرضا الله تعالى يكون بأربعة أمور:

    ١- إرادة المدح ( من تريد أن يمدحك حركة القلب تكون لمن؟. )
    ٢- مراقبة القلب في الاعتماد ( رزقني ربي بقوة الحفظ بعدها اعتمد على نفسي؟. ) الاعتماد على الله سبحانه المقصد حركة القلب عند القوة أو الحفظ أين يتجه؟.
    ٣- مراقبة القلب في الصدق (أي القوة ) قوة إرادة قلبك رضى الله تعالى.
    ٤- الاستعانة الدائمة برب العالمين.

    - الاخلاص وهو حب الثناء بعد انجاز العمل من حفظ مثلا للقرآن فالانسان يحب ثناء الناس وهذا أمر يشترك فيه جميع الناس، لكن الله تعالى يختبرنا في طلب المدح وهو أن يكون منه وحده تعالى دون غيره.


    - علينا بعبادة الاستهداء وطلب الحق لا نترك كتاب الله، هذا الكتاب فيه محكم ومتشابه:
    هنا يحدث زيغ لقلوب لكثير من الخلق، لانه الله اختبر الخلق في المتشابهات.




    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    - الاخلاص وهو حب الثناء بعد انجاز العمل من حفظ مثلا للقرآن فالانسان يحب ثناء الناس وهذا أمر يشترك فيه جميع الناس، لكن الله تعالى يختبرنا في طلب المدح وهو أن يكون منه وحده تعالى دون غيره.


    نسأل الله الإخلاص .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي




    {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون(6)}


    [حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير]:
    يقول تعالى:
    { إن الذين كفروا } أي : غطوا الحق وستروه ، وقد كتب الله تعالى عليهم ذلك ، سواء عليهم إنذارك وعدمه ، فإنهم لا يؤمنون بما جئتهم به ، كما قال تعالى : {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لايؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم}
    وقال في حق المعاندين من أهل الكتاب: {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك} الآية، أي : إن من كتب الله عليه الشقاوة فلا مسعد له، ومن أضله فلا هادي له ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، وبلغهم الرسالة ، فمن استجاب لك فله الحظ الأوفر ، ومن تولى فلا تحزن عليهم ولا يهمنك ذلك {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب} ، {إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل}.



    [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان]:
    (6) يخبر تعالى
    { إن الذين كفروا } ، أي: اتصفوا بالكفر، وانصبغوا به، وصار وصفا لهم لازما، لا يردعهم عنه رادع، ولا ينجع فيهم وعظ، أنهم مستمرون على كفرهم، فسواء عليهم {أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}، وحقيقة الكفر : هو الجحود لما جاء به الرسول، أو جحد بعضه، فهؤلاء الكفار لا تفيدهم الدعوة إلا إقامة الحجة، وكأن في هذا قطعا لطمع الرسول صلى الله عليه وسلم في إيمانهم، وأنك لا تأس عليهم، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات.



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) }

    (تفسير ابن كثير )
    قال السّدي: { خَتَمَ اللَّهُ } أي: طبع الله، وقال قتادة في هذه الآية: استحوذ عليهم الشيطان إذ أطاعوه؛ فختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، فهم لا يبصرون هدى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون.
    وقال ابن جُرَيْج : قال مجاهد: { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ } قال: نبئت أن الذنوب على القلب تحف به (2) من كل نواحيه حتى تلتقي عليه، فالتقاؤها عليه الطبع، والطبع الختم،
    قال ابن جريج : الختم على القلب والسمع.
    قال ابن جُرَيْج : وحدثني عبد الله بن كَثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: الرّانُ أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الأقفال، والأقفال أشد من ذلك كله .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •