فتنةُ الحديث أشدُّ من فتنة المال وفتنة الولد:
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي: (1/ 94): (وروى أبو نعيم بإسناده عن ابن مهدي، قال: (فتنةُ الحديث أشدُّ من فتنة المال وفتنة الولد، لا تُشْبِهُ فتننَتُه فتنةً، كم مِنْ رجلٍ يُظنُّ به الخير قد حَمَلَهُ فتنةُ الحديثِ على الكذبِ).
قال ابن رجب: (يشير إلى أن من حَدَّثَ مِنْ الصالحين من غير إتقان وحفظ، فإنِّما حَمَلَهُ على ذلك حبُّ الحديثِ، والتشبُّه بالحفاظ، فوقعَ في الكَذِبِ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلَمُ، ولو تورَّعَ واتَّقى الله لكفَّ عن ذلك فسَلِمَ).
وقال الجُوزَجَانيُّ: (سمعتُ أبا قُدامةَ، يقولُ: سمعتُ يحيى بنَ سعيدٍ يقول: رُبَّ رجلٍ صالحٍ لو لم يُحدِّثْ كان خيرًا له، إنما هو أمانةٌ، تأديةُ الأمانةِ في الذَّهب والفضَّةِ أيسرُ منه في الحديث).