تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أيهما أحب إلى الله : بكاء التائبين ، أم بكاء العابدين ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    599

    افتراضي أيهما أحب إلى الله : بكاء التائبين ، أم بكاء العابدين ؟

    السؤال

    أيما أحب إلى الله : بكاء المذنبين التائبين الذين يجدون فى بكائهم ألما ومرارة أم بكاء المطيعين الخاشعين الذين يجدون فى بكائهم لذة وحلاوة ؟


    الجواب

    الحمد لله
    بكاء المذنبين التائبين أحب إلى الله في مقام التوبة والإنابة ، وبكاء المطيعين الخاشعين أحب إلى الله في مقام الإخبات والخشوع ، فلكل بكاء مقامه ، وليس بكاء هو أفضل من بكاء ، فالكل فاضل محبوب ، وكل بحسب منزلته ومقامه .
    فالمفاضلة إنما تكون بين الأمرين يجمعهما جامع مشترك ، فيقال - مثلا - : أيهما أفضل : حفظ القرآن أم تلاوته ؟ صلاة الليل أم الجلوس للتسبيح والذكر ؟


    فمقام التوبة والندم من أجلّ المقامات ، روى البخاري (6308) ، ومسلم (2744) عن ابن مسعود قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِن ِ، مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلِكَةٍ ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ) .


    ومقام العبادة والإخبات من أجل المقامات أيضا ، وهو طريق أولياء الله العابدين . روى البخاري (6502) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ : كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ) .
    وكل من التائب ، والعابد الخاشع ، يستشعر الخوف من الله ، ويؤمل في الرجاء في وجهه الكريم ، فهو لا يزال يبكي من خشية الله ، ويبكي من استشعار عظمته وجلاله وحسن الظن به ، فهما مقامان مستصحَبان ، لا يتخالفان ، ولا يتغايران .
    وحياة القلب كحياة البدن ، فكما أن الإنسان إذا استشعر العطش قدم الشراب على الطعام ، وإذا استشعر الجوع قدم الطعام على الشراب ، فكذلك إذا استشعر القلب الخوف قدم البكاء من خشية الله ، وإذا استشعر لذة العبادة كان بكاء استشعار القرب ولذة الطاعة . ولا يتخالفان ، كما لا يتخالف الطعام والشراب ، ولكل لكل منهما وقته الذي يكون فيه هو المقدم .


    فمتى تذكر العابد ذنوبه كان بكاء الخوف أفضل وأحب إلى الله ، ومتى تذكر حسن الظن بالله ، واستشعر لذة العبادة ، كان بكاء الرجاء أفضل وأحب إلى الله ، فالعبد المؤمن بين الخوف والرجاء .
    قل ابن باز رحمه الله :
    " يجب على المؤمن أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء حتى يلقى ربه " .
    انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (4/ 33) .
    وانظر جواب السؤال رقم : (46911) .


    والحاصل : أن حاجة العبد ، متى كان صادقا مقبلا على ربه : إلى المقامين جميعا ، وسيره إلى ربه لا يستقيم إلا بهما جميعا .
    ثم : إن فضائل الأعمال في نفسها ، والمفاضلة فيما بينها : لا تدرك بنظر ، ولا قياس ؛ إنما مردها إلى الخبر الصادق .


    والله تعالى أعلم .
    https://islamqa.info/ar/247229

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اللهم اجعلنا من التائبين الخاشعين
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •