ذكر ابن بدران رحمه الله خطة جزئية في دراسة الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، حيث قال في " المدخل إلى مذهب الإمام أحمد " ص 433 :
" وذلك أن موفق الدين - يعني : ابن قدامة رحمه الله - راعى في مؤلفاته أربع طبقات :
- فصنف " العمدة " للمبتدئين .
- ثم ألف " المقنع " لمن ارتقى عن درجتهم ولم يصل إلى درجة المتوسطين ، فلذلك جعله عريا عن الدليل والتعليل ، غير أنه يذكر الروايات عن الإمام ، ليجعل لقارئه مجالا إلى كد ذهنه ليتمرن على التصحيح .
- ثم صنف للمتوسطين " الكافي "، وذكر فيه كثيرا من الأدلة ، لتسمو نفس قارئه إلى درجة الاجتهاد في المذهب حينما يرى الأدلة ، وترتفع نفسه إلى مناقشتها، ولم يجعلها قضية مسلمة.
- ثم ألف " المغني " لمن ارتقى درجة عن المتوسطين ، وهناك يطلع قارئه على الروايات وعلى خلاف الأئمة ، وعلى كثير من أدلتهم ، وعلى ما لهم وما عليهم من الأخذ والرد .
فمن كان فقيه النفس حينئذ مرن نفسه على السمو إلى الاجتهاد المطلق ، إن كان أهلا لذلك وتوفرت فيه شروطه ، وإلا بقي على أخذه بالتقليد .
- فهذه هي مقاصد ذلك الإمام في مؤلفاته الأربع ، وذلك ظاهر من مسالكه لمن تدبرها ، بل هي مقاصد أئمتنا الكبار ، كأبي يعلى ، وابن عقيل ، وابن حامد ، وغيرهم قدس الله أرواحهم " .اهــ