يضرب المثل في الطمع (بأشعب):
قيل له: ما بلغ من طمعك؟ فقال للقائل له: لم تقل هذا إلا وفي نفسك خير تصنعه بى.
وقيل: إنه لم يمت شريف قطّ من أهل المدينة إلا استعدى أشعب على وصيّه أو وارثه وقال له: احلف أنه لم يوص لى بشىء قبل موته.
ووقف على رجل يعمل طبقا من الخيزران، فقال له: وسّعه قليلًا، قال الخيزرانىّ: كأنك تريد أن تشتريه؟ قال: لا، ولكن ربما يشتريه بعض الأشراف فيهدى إلىّ فيه شيئًا.
وسأله سالم بن عبد الله بن عمر رضى الله عنه عن طمعه، قال: قلت لصبيان مرة: اذهبوا، هذا سالم قد فتح بيت صدقة عمر حتى يطعمكم تمرًا، فلما أحضروا ظننت أنه كما قلت لهم، فعدوت فى إثرهم.
وقيل له: ماذا بلغ من طمعك؟ قال: أرى دخان جارى فأثرد عليه.
وقيل له أيضًا: ما بلغ من طمعك؟ قال: ما رأيت عروسًا بالمدينة تزفّ إلا كنست بيتى ورششته طمعًا أن تزفّ إلىّ.
وقيل له: هل رأيت أطمع منك؟ قال: نعم، كلب أمّ حومل، تبعنى فرسخين، وأنا أمضغ كندرا، ولقد حسدته على ذلك. [نهاية الأرب في فنون الأدب: (3/ 378)، للنويري].