تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هذه المرة : من ( الحجاز ) .. جاء التحذير من ( الكوثري ) ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي هذه المرة : من ( الحجاز ) .. جاء التحذير من ( الكوثري ) ..

    بسم الله الرحمن الرحيم


    لماذا التحذير المستمر من الكوثري ؟
    ج / لأنه رأس " الجهمية - القبورية " في هذا العصر ، فمن بعده من أتباعه عالة عليه ، ولأنه يراد - لمزاحمة أهل السنة وإشغالهم - بعث مذهبه الفاسد من جهات متعددة - كما رأينا في مؤتمره القريب في تركيا - ( تشابهت قلوبهم ) في الكيد لدعاة الكتاب والسنة ، ودولهم ؛ وللأسف أنهم استطاعوا الاستحواذ على عقول شرذمة من أهل هذه البلاد " السعودية " ، ليكونوا صدىً لهم ، مستبدلين الأدنى بالأعلى ، راضين أن يكونوا ممن قال تعالى عنهم : ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتـَّــبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴾ .

    هداهم الله ، أو كفانا شرهم بما شاء ...


    قال الشيخ سفر – سلمه الله – في كتابه " منهج الأشاعرة - الكبير- ص 176-183) :

    ( عندما يتفق المنتسب لليهودية مع المنتسب للإسلام في أصل التلقي من مشركي اليونان، والتدين بالدين الوثني العالمي : دين الفلسفة اليونانية، فإنه لا غرابة في وقوفهما - ومن شاركهما في هذا الدين من أي نحلة وجنس- صفاً واحداً ضد جبهة الإيمان والتوحيد!
    وإلا فكيف يعيش الرازي، وموسى بن ميمون في عصر واحد( 1)، والأول بأقصى المشرق، والآخر بأقصى المغرب، فيؤلف الأول "أساس أو تأسيس التقديس"، ويؤلف الآخر "دلالة الحائرين"، وتقرأ هذين الكتابين فتجدهما يخرجان من مشكاة واحدة ، بل من بؤرة واحدة لا أثر فيها لإسلام هذا، ولا يهودية ذاك من حيث المنهج والاستمداد.
    فالإسلام - الذي ينتسب إليه الرازي- أجلى من الشمس في رابعة النهار بلا غيم ولا قتر فيما يتعلق بإثبات الصفات.
    واليهودية التي ينتسب إليها موسى بن ميمون في توراتها المحرفة من الغلو المسرف في الإثبات ما يصل إلى تشبيه يترفع عنه كثير من الوثنين.
    ومع هذا يتفق الاثنان في نفي الصفات، وفي الهجوم على " المجسمة المشبهة الحشوية" ؛ أي أهل السنة والجماعة.
    فأما كتاب الرازي فقد تقدمت بعض النقول منه، ولا هجرة بعد الفتح، ولا كلام في التأسيس بعد "بيان التلبيس"(2 ).
    وأما كتاب "دلالة الحائرين" الذي استمد منه الأشاعرة، فإليك طرفاً من حكايته.
    ألف موسى بن ميمون اليهودي هذا الكتاب باللغة العربية نطقاً، أما كتابة حروفه فقد جعلها بالخط العبري؛ لأنه خشي أن يثير عليه المسلمين واليهود على السواء، فكانت لغته العبرية حائلة دون فهم اليهود له، وخطه العبري مانعاً من قراءة المسلمين له.
    وهذا بالطبع بعض آثار المكر اليهودي المتأصل، لكن ما علينا من هذا، فليته بقي كذلك وأراحنا الله منه.
    غير أن أحد أعيان الطبقة الثانية من تلاميذ الرازي ؛ وهو أبو عبدالله محمد بن أبي بكر التبريزي، لمس -على ما يبدو- حيرة أصحابه الأشاعرة، ورأى أن أعظم كتبهم "التأسيس" قائم حقاً على التلبيس(3 )، فما صدّق أن عثر على كتاب "دلالة الحائرين"، ليجعله دليلاً لحيرة أصحابه، وظهيراً للتأسيس على الحشوية!!.
    فأتى منه على الجزء، أو المقدمات المطابقة لموضوع التأسيس، فشرحها، وعرب خطها(4 ).
    ثم طمرت السنون الشرح والكتاب، ودار الزمان دورات ؛ حتى قام اليهود في القرن العشرين - ومنهم "إسرائيل ولفنستون" الذي كان مقيماً بمصر، ومدرساً في جامعتها- بإحياء تراث أجدادهم، واحتفلوا بذكرى موسى بن ميمون ومؤلفاته.

    وعاصرهم أكبر أشاعرة عصره : ( محمد زاهد الكوثري ) ، فرأى وجوب الانتصار للمذهب، والتشفي من أعدائه (الحشوية)، فنشر شرح شيخه الأشعري (التبريزي) للكتاب اليهودي، ولا ندري عما إذا كان هذا العمل باتفاق مع اليهود، أو إشارة منهم، إلا أن الكوثري قال: "لو كان القائمون بالاحتفاء بموسى ابن ميمون قبل سنين ظفروا بهذا الشرح القيم، لقاموا بنشره إذ ذاك بكل اغتباط"(5 ).
    يريد أن يقول: إن المسألة توافق، وليست عن اتفاق. والله أعلم.

    والمهم أن الكوثري أخرج الكتاب في سنة (1369هـ-1948م) وهي السنة التي قامت فيها دولة إسرائيل بفلسطين، ولسان حاله يقول: إذا لم تكن هذه الدولة على مذهب الحشوية، فلتكن ما تكون!.
    وحتى لا يحسب أحدٌ أننا نتجنّى عليه - فضلاً عن شيخه التبريزي صاحب الفضل الأول- ننقل من مقدمته ما أنطق الله به لسانه، فهو يقول ضمن كلامه عن ابن ملكا(6 ) اليهودي الذي أفسد الإسلام في نظره: "وقد أوتي ذكاءً وحسن بيان، مع مكر بالغ، وشغب ملبّس، يدس بهما في غضون كلامه ما ورثه من عقيدة التشبيه من نحلته الأصلية، فيروج تلبيسه على من لم يؤت بصيرة نافذة تجلو الحقائق، يتظاهر بالرد على الفلاسفة في بعض مباحث المنطق والرياضيات والإلهيات، فيكون بذلك سبباً لرواج شغبه عند بعض محدِّثي الحشوية في تجويز حلول الحوادث( 7) في الله سبحانه....
    مع أن حلول الحوادث في ذات الله محالٌ عند المتكلمين الفلاسفة في آن واحد(8 ). بل بحلول الحوادث في العالم استدلوا على حدوث العالم( 9) ! فكيف يستجاز ذلك في مبدع العالم جل جلاله؟.
    وإن انخدع بكلام ابن ملكا ابن تيمية في تلبيسه، وتسعينيته، وسبعينيته، ومنهاجه، ومعقوله(10 )..."
    ثم قال في مقام مقارنة كتاب ابن ملكا "المعتبر" بكتاب ابن ميمون "دلالة الحائرين": "فيستغرب من الشيخ الحراني –يعني شيخ الإسلام- إهماله لتلك البراهين المسرودة في "دلالة الحائرين" في تنـزيه الباري عن الجسمية، مع اطلاعه عليها، وأخذه بتلك المحاولة الساقطة في معقولة عند رده على السيف الآمدي قوله باستحالة تحديد الله بجهة؛ لاحتياج ذلك إلى مخصص كما هنا، على طبق ما صنع في أخذه عن ابن ملكا ما انفرد به عن النظار من تجويز حلول الحوادث في الله. تعالى الله عما يقول المجسمة والمشبهة علواً كبيراً"(11 ).

    فالكوثري يتهم شيخ الإسلام -صراحة- بأن تلك الأسفار التي لم يُكتب في بابها مثلها قط- لا في قديم الدهر ولا حديثه- ما هي إلا اقتباسات من فكر رجل يهودي مغمور يدعى ابن ملكا !
    فماذا يريد الكوثري بذلك؟ أهو كما قال المثل العربي "رمتني بدائها وانسلت"؟.
    الحقيقة أن الأمر أعظم من ذلك!

    فإن الكوثري من أعظم الناس تدليساً وتلبيساً، ومكراً ودهاءً، يعرف ذلك من تتبع شيئاً من كلامه ونقولاته، وإليك البيان:

    1-أن ابن ملكا اعتنق الإسلام كما نص المترجمون لحياته، ونقل الكوثري نفسه قول الظهير البيهقي عنه أنه "حسن إسلامه"، فلا مقارنة بينه وبين اليهودي الميت على كفره، بل الزنديق الذي ليس بمسلم ولا كتابي موسى بن ميمون، وغاية ما في الأمر أن الرجل لما أسلم اعتنق بعض الحق الذي عليه مذهب السلف، فشغب عليه الكوثري لاعتناقه مذهب الحشوية، لا لكونه يهودياً، وإلا فلماذا لم يشغب على صاحبه ابن ميمون؟ وهو الكافر الصريح؟

    2-لم يكتفِ الكوثري بالشغب على ابن ملكا واتهامه في دينه، بل اتهم شيخ الإسلام بالأخذ عنه والتلقي منه، فهو إنما طعن في الرجل توصلاً إلى الطعن في شيخ الإسلام، وافتعل لذلك مناسبة كون ابن ملكا يهودي الأصل، وأقحم ذلك كله في مقدمة كتاب ابن ميمون؛ لأنه كتابُ يهودي أصلاً، أشعري مضموناً ونصاً، فبهذا جعل القدر المشترك بين ابن ملكا الذي أسلم ووافق عقيدة السلف، وبين ابن ميمون الموافق للأشاعرة مع بقائه على يهوديته شيئاً واحداً، فانظر إلى هذا التلبيس والمكر والدهاء.

    3-أن الكوثري - على ما ظهر لي- يسره أن يقال عنه: "رمتني بدائها وانسلت"، وتبقى المسألة في هذا الحد، وذلك لكي يخفي ما هو أعظم من ذلك، وهي صلته بإسرائيل ولفنستون وجولدزيهر وغيرهما من يهود المستشرقين(12 )، وكذلك إخراجه لهذا الكتاب في أحرج موقف مر بين المسلمين واليهود ؛ وهو قيام دولة إسرائيل.

    4-على كلام الكوثري يكون المسلمون جميعاً مقلدين في دينهم لفلاسفة اليهود! فأتباع السلف عنده -وعلى رأسهم ابن تيمية- هم من مقلدة ابن ملكا، والأشاعرة هم من مقلدة ابن ميمون. فالأمة الإسلامية إذن مهتديها وضالها- سائرة على خطى يهود!!.

    وربما يثار سؤالٌ هنا، وهو: إذا كان اليهود بهذه المنـزلة عند الكوثري وأساتذته، فمن هو الخطير على الإسلام إذن؟
    والجواب: نأخذه من كلام الكوثري نفسه:
    إنهم أهل السنة والجماعة!! فهو يقول عن أهل الحديث في الهند: "وبعض طوائف الهنود أصبحوا أضر على الإسلام من اليهود"( 13) ) .

    ============

    مقال متعلق بابن ميمون اليهودي


    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...E3%ED%E3%E6%E4

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: هذه المرة : من ( الحجاز ) .. جاء التحذير من ( الكوثري ) ..

    بارك الله فيكم و أبقى الله لنا الشيخ سفر...لو أضيف الى التحذير من بوائق الشيخ الكوثري التحذير من بوائق الشيخ أحمد بن الصديق و تتبع طلاسمهما و فكها لكان حسنا فهما عماد الأحباش و حلولية المتصوفة و حتى الحداثيين و هما من دلا روافض العصر على أنواع الحجج السوفسطائية المركبة و مواضع الطعن في الأحاديث و ضرب بعضها ببعض حسب ما يقتضيه المقام و المصلحة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: هذه المرة : من ( الحجاز ) .. جاء التحذير من ( الكوثري ) ..

    بارك الله فيكم .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: هذه المرة : من ( الحجاز ) .. جاء التحذير من ( الكوثري ) ..

    بارك الله فيكم - شيخنا الكريم - على هذه التحف ...

    وقريباً - إن شاء الله - تحذيرٌ آخر من ( الكوثري ) ، لكن هذه المرة : من ( الجزائر ) ...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •