قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى -(اعلم رحمك الله تعالى أن أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والدليل قوله تعالى:{ولقد بعثنا في كُلأمةٍ رسولا أن اعبُدوا الله واجتنبوا الطاغُوت} (النحل: 36) الدرر السنية -فالله فرض على عباده الكفر بالطاغوت و جعله ركن التوحيد الأول و قدمه على الإيمان بالله
فيجب على كل مسلم الكفر بالطاغوتو ذلك لا يصح إلا بمعرفة حقيقة الطاغوت فالعلم قبل القول و العمل و هذا الواجب هو أول الواجبات واهم المهماتيترتب عليه الفلاح و النجاح في الدنيا و الآخرة لأن الله جعل التمسك بالعروة الوثقى لمن جمع بين أمرين الأول الكفر بالطاغوت و الآخر الإيمان باللهالكفر بالطاغوت واجبا على كل مسلم بل هو الركن الأول من أركان التوحيد فلا يصح الإسلام إلا بالكفر بالطاغوت لذلك قدمه الله على الإيمان بالله في كتابه لأن بعض الناس يؤمنون بالله لكن لا يكفرون بالطاغوت على الصفة التي ذكرها أهل العلم فيأتيهم الخلل من هذا الجانبقال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله :(بدأ الله عز وجل بالكفر بالطاغوت قبل الإيمان بالله ؛ لأن من كمال الشيءإزالة الموانع قبل وجود الثوابت ولهذا يقال التخلية قبل التحلية.) شرح الأصول الثلاثة
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: (بل لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء أي الطواغيت المعبودون من دون الله وتكفيرهم، كما قال تعالى: {فمن يكفُر بالطاغُوت ويُؤمِن بالله فقَد استمسك بالعُروة الوثقى} (البقرة: 256) الدرر السنية 10/53
وقال رحمه الله:(فإذا قيل لك: ايش أول ما فرض الله عليك؟ فقل كفر بالطاغوت، وإيمان بالله؛ والدليل على ذلك قوله: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)، فإذا قيل لك: ايش العروة الوثقى؟ فقل: لا إله إلا الله. ومعنى لا إله: نفي، وإلا الله: إثبات. فإذا قيل لك ايش أنت ناف؟ وايش أنت مثبت؟ فقل: ناف جميع ما يعبد من دون الله، ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له) الدرر السنية (1/152-153).و للأسف فاليوم تجد من ينتسب إلى الإسلام و لا يعرف عن أصل دعوة الرسل عليهم السلام شيئا بل بعضهم يظن أن الطاغوت هو الشيطان فقط أما غيره فلا تشمله حقيقة الطاغوت و هذا كما لا يخفى من الضلال المبينو لله در العلامة ابن القيم إذ يقول واصفا الغربة التي عليها أهل الإسلام اليوم: (بل الإسلام الحق الذي كان عليه رسول الله وأصحابه هو اليوم أشد غربة منه في أول ظهوره وإن كانت أعلامه ورسومه الظاهرة مشهورة معروفة، فالإسلام الحقيقي غريب جداً، وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس.)مدارج السالكين (3/195-200).-------