تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 5 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 100 من 146

الموضوع: (مدارسة متجددة):"الدرة اليتيمة" تلخيص وبيان.

  1. #81

    افتراضي

    بارك الله فيكم و سدد خطاكم ونفع بكم

  2. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

    موضوع درس اليوم الاثنين،
    30 محرم 1438
    الموافق: 31 /10/2016


    بَاْبُ النَّكِرَةِ والْمَعرِفَةِ

    وفيه أربع مسائل:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: تعريف النكرة.
    المسألة الثالثة: تعريف المعرفة.
    المسألة الرابعة: بيان أنواع المعارف.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    بَاْبُ النَّكِرَةِ والْمَعرِفَةِ

    وكُــلُّ قـابِـلٍ لِتَعــريفٍ بِـ(ألْ)[66] نَكِــرَةٌ كَمِـثـلِ «مــالٍ»، وَ «خَــوَلْ»
    وغيْــرُهُا مَعـــرِفَـةٌ، وكُـلّـــها[67] تُحـــصَـرُ فِيْ سِــتَّةِ أنـــواعٍ لَــــها
    وهْيَ: الضَّميرُ كَـأنا، أَنتَ وَهُوْ[68] فَـعَـــلـَمٌ كَـ «جَـعــفَرٍ»، وبَعـــدَهُ
    (اسمُ إشارَةٍ) كَذا و(ذانِ) (ذِي)[69] وَالرَّابِعُ (الْمَوصولُ) مِنْ نَحوِ (الَّذي)
    فَما بِـ(ألْ) عُرِّفَ والسَّادِسُ مـا[70] أُضــيـفَ للـواحِــــدِ مِـمـَّا قُــــدِّمـا



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  3. افتراضي



    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    البناء العلمي لطالب العلم

    قال شيخنا فتحي الموصلي – وفقه الله-:

    " البناء العلمي لطالب العلم
    إذا لم يستند إلى التلقي من الشيوخ المتقنين في فنهم؛
    وإلى مصاحبة النظر في الكتب،
    وملازمة البحث العلمي للمسائل؛
    يبقى مجرد أماني قد تضمحل مع الوقت
    ؛

    - لأن الأخذ من الشيوخ وسيلة،
    - والدخول في الكتب بعد ذلك مرتبة وطريقة.
    - والاتصاف بالبحث العلمي باب يدخل منه طالب العلم إلى الربانية ...


    وشرط هذا البناء :

    التواضع عند الوسيلة ،
    وعلو الهمة في الطريقة ،
    والتجرد في الربانية ...

    وموانع هذا البناء :

    التعجل، والتخصص المبكر، والنقص في التأصيل ، وتتبع الغرائب ، والولوج في الخلاف ، وإلقاء العداوة بين الشيخ والكتاب ، والتحزب للذوات ، والاشتغال بالألقاب العلمية ، والزهد في المناصحة الدينية ، والإيغال في المتغيرات السياسية ، والميل إلى المعارضات الجدلية .

    ورفع الموانع:

    يكون بالدعاء ، وإصلاح النية ، وكثرة السجود ...

    وأيسر الطرق في المعالجة :

    طلب العلم؛ (ففتنة العلم لا تزول إلا بالعلم) !!.

    انتهى كلامه -سدده الله-.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  4. افتراضي



    قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ النَّكِرَةِ والْمَعرِفَةِ".

    الشرح:

    هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان أنواع الاسم
    من جهة تعين ما يدل عليه، أو عدمه.
    وهي نوعان: (النكرة)، (والمعرفة).


    ونوضحها في المسائل الآتية:

    المسألة الثانية: تعريف النكرة.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وكُــلُّ قـابِـلٍ لِتَعــريفٍ بِـ(ألْ)[66] نَكِــرَةٌ كَمِـثـلِ «مــالٍ»، وَ «خَــوَلْ»

    الشرح:

    تعريف النكرة:
    كل اسم وضع ليصلح اطلاقه على كل واحد من جنسه على سبيل البدل، ولا يختص بواحد.

    مثل: رجل، امرأة، كتاب، حصان.

    علامتها: أن تقبل دخول (أل) وتفيدها التعريف،
    كما قال الناظم –رحمه الله-: " وكُــلُّ قـابِـلٍ لِتَعــريفٍ بِـ(ألْ)".


    تنبيه: إذا دخلت (أل) على اسم ولم تفده التعيين؛
    فليس بنكرة، وذلك مثل: (أل) التي تفيد التحلية فهي تدخل على المعارف،
    مثل: (العباس، والحسن).


    تطبيق توضيحي:

    1- (رجل) وضع ليصلح اطلاقه على كل إنسان بالغ ذكر، ولا يختص بواحد دون غيره.
    وهو يقبل دخول (أل) عليه؛ فتقول: (الرجل). وتفيده التعريف، أي: تعيين المراد به؛ فيكون المقصود به رجلاً معيناً واحداً.


    2- (امرأة) وضع ليصلح اطلاقه على كل إنسان بالغ أنثى، ولا يختص بواحدة دون غيرها.
    وهو يقبل دخول (أل) عليها؛ فتقول: (المرأة).
    وتفيده التعريف، أي: تعيين المراد بها، فيكون المقصود بها امرأة معينة واحدة.


    مثالا الناظم –رحمه الله-: " كَمِـثـلِ «مــالٍ»، وَ «خَــوَلْ»".

    - (مال) نكرة؛ لأنه اسم وضع لكل مباح النفع بلا حاجة ويملك؛
    فإن دخلت عليه (أل) عينته، وصار معرفة.


    - (خول) نكرة؛ لأنه اسم وضع لكل متاع؛
    فإن دخلت عليه (أل) عينته، وصار معرفة.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  5. افتراضي


    المسألة الثالثة: تعريف المعرفة.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وغيْــرُهُا مَعـــرِفَـةٌ، وكُـلّـــها[67] تُحـــصَـرُ فِيْ سِــتَّةِ أنـــواعٍ لَــــها

    الشرح:

    المعرفة: كل اسم يدل على معين.

    مثل: (زيد، أنت، هذا، الذي، الرجل، ابن عمر).

    فكل واحد من هذه الأمثلة يدل على معين، لا يحتمل التعميم.

    أنواع المعارف ستة، كما قال الناظم –رحمه الله-: " وكُـلّـــها تُحـــصَـرُ فِيْ سِــتَّةِ أنـــواعٍ لَــــها"، وهي:

    1- الضمير.
    2- الاسم العلم.
    3- اسم الإشارة.
    4- الاسم الموصول.
    5- المعرف بـ(أل).
    6- ما أضيف إلى واحد مما قبله.




    ***

  6. افتراضي


    المسألة الرابعة: تفصيل أنواع المعارف.

    المعارف ستة أنواع، نأخذها على التفصيل الآتي:

    أولاً: (الضمائر).

    قال الناظم –رحمه الله-: " الضَّميرُ كَـأنا، أَنتَ وَهُوْ".

    تعريف الضمير: اسم دل على متكلم، أو مخاطب، أو غائب.

    فهي ألفاظ تستعمل للدلالة على معينين إضماراً دون ذكر أسمائهم على سبيل الاختصار.

    وهي نوعان:

    الأول: ضمائر متصلة.
    الثاني: ضمائر منفصلة.

    وتفصيل ذلك على النحو الآتي:

    الضمائر المتصلة: هي ما تتصل بالكلمة وتكون كالجزء منها.
    وهي:

    1- (تاء الفاعل)، مثل: ضربتُ، ضربتَ، ضربتِ.
    2- ( نا المتكلمين )، مثل: ضربْنا.
    3- (ألف الاثنين )، مثل: ضربا، ضربتما.
    4- ( واو الجماعة )، مثل: ضربوا.
    5- ( ياء المخاطَبة )، مثل: اضربي.
    6- (نون النسوة )، مثل: اضربْنَ.
    7- ( هاء الغائب للمفرد، أو التثنية، أو الجمع )، مثل: ضربه، ضربها، ضربهما، ضربهم، ضربهن.
    8- ( كاف الخطاب للمفرد، أو التثنية، أو الجمع )، مثل: ضربكَ، ضربكِ، ضربكما، ضربكم، ضربكن.


    الضمائر المنفصلة: ما تستقل بنفسها.

    وهي نوعان:

    النوع الأول: ضمائر رفع منفصلة.

    1- ما وضع للدلالة على المتكلم.

    - (أنا) للمتكلم وحده.
    - (نحن) للمتكلم المعظم نفسه، أو معه غيره.


    2- ما وضع للدلالة على المخاطب.

    - (أنتَ) بفتح التاء للمخاطب المذكر المفرد.
    - (أنتِ) بكسر التاء للمخاطبة المؤنثة المفردة.
    - (أنتما) للمخاطبين، أو المخاطبتين.
    - (أنتم) لجمع الذكور المخاطبين.
    - (أنتن) لجمع الإناث المخاطبات.


    3- ما وضع للدلالة على الغائب.

    - (هو) للغائب المذكر المفرد.
    - (هي) للغائبة المؤنثة المفردة.
    - (هما) للغائبين، أو الغائبتين.
    - (هم) لجمع الذكور الغائبين.
    - (هن) لجمع الإناث الغائبات.


    النوع الثاني: ضمائر نصب منفصلة.

    1- ما وضع للدلالة على المتكلم.

    - (إياي) للمتكلم وحده.
    - (إيانا) للمتكلم المعظم نفسه، أو معه غيره.


    2- ما وضع للدلالة على المخاطب.

    - (إياكَ) بفتح الكاف للمخاطب المذكر المفرد.
    - (إياكِ) بكسر الكاف للمخاطبة المؤنثة المفردة.
    - (إياكما) للمخاطبين، أو المخاطبتين.
    - (إياكم) لجمع الذكور المخاطبين.
    - (إياكن) لجمع الإناث المخاطبات.


    3- ما وضع للدلالة على الغائب.

    - (إياه) للغائب المذكر المفرد.
    - (إياها) للغائبة المؤنثة المفردة.
    - (إياهما) للغائبين، أو الغائبتين.
    - (إياهم) لجمع الذكور الغائبين.
    - (إياهن) لجمع الإناث الغائبات.


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ــــــــــــ

    ثانياً: (العلم).

    قال الناظم –رحمه الله-:" فَـعَـــلـَمٌ كَـ «جَـعــفَرٍ»".

    الشرح:

    تعريف العلم: ما دل على معين دون احتياج إلى قرينة.

    أمثلته: (محمد، مكة، عائشة).

    توضيح:

    الاسم العلم يعين مسماه بدون احتياجه إلى قرينة في التعيين؛
    فبمجرد أن تقول: (زيد) يعلم السامع أنه (اسم لذات مسماة به
    ولا تحتاج في تعيينه إلى شيء آخر.
    وهذا خلاف باقي المعارف التي يتوقف تعيين المراد بها على قرينة
    من تكلم، أو خطاب، أو إشارة ... ونحو ذلك.


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ

    ثالثاً: (اسم الإشارة).

    قال الناظم –رحمه الله-: " وبَعـــدَهُ: (اسمُ إشارَةٍ) كَذا و(ذانِ) (ذِي)".

    الشرح:

    تعريف اسم الإشارة: ما وضع ليدل على معين بواسطة إشارة حسية أو معنوية.

    وأسماء الإشارة ألفاظ معينة، أشهرها:

    1- (هذا) للمفرد المذكر.
    2- (هذه، هذي) للمفردة المؤنثة.
    3- (هذان)، أو (هذين) للمثنى المذكر.
    4- (هاتان)، أو (هاتين) للمثنى المؤنث.
    5- (هؤلاء) للجمع المذكر والمؤنث.


    تنبيه: أسماء الإشارة كلها مبنية.

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ

    رابعاً: (الاسم الموصول).

    قال الناظم –رحمه الله-: "وَالرَّابِعُ (الْمَوصولُ) مِنْ نَحوِ (الَّذي)".

    تعريف الاسم الموصول: ما وضع ليدل على معين بواسطة صلة وعائد.

    مثل: جاء الذي أكرمته.

    التوضيح: (الذي) اسم موصول، وهو دال على معين وهذه الدلالة تمت بواسطة

    - (الصلة): وهي جملة: (أكرمته).
    - (والعائد): الضمير المتصل بالجملة المطابق للاسم الموصول، وهو: (الهاء).


    والأسماء الموصولة ألفاظ معينة، أشهرها:

    1- (الذي) للمفرد المذكر.
    2- (التي) للمفردة المؤنثة.
    3- (اللذان)، أو (اللذين) للمثنى المذكر.
    4- (اللتان)، أو (اللتين) للمثنى المؤنث.
    5- (الذين) لجمع الذكور.
    6- (اللائي)، (واللاتي) لجمع الإناث.


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــ

    خامساً: المعرف بـ(أل).

    قال الناظم –رحمه الله-: "فَما بِـ(ألْ) عُرِّفَ".

    تعريفه: كل اسم دخلت عليه (أل) وأفادته التعريف.

    مثل: (الرجل، الكتاب، الغلام).

    وقد مر توضيح ذلك عند تعريف النكرة.


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ

    سادساً: (الاسم المضاف إلى أحد المعارف السابقة).

    قال الناظم –رحمه الله-: "والسَّادِسُ مـا أُضــيـفَ للـواحِــــدِ مِـمـَّا قُــــدِّمـا".

    تعريفه: كل اسم أضيف إلى معرفة فأفادته التعريف.

    أنواعه:

    1- المضاف إلى الضمير، مثل: جاء غلامك.
    2- المضاف إلى العلم، مثل: جاء غلام زيد.
    3- المضاف إلى اسم الإشارة، مثل: جاء غلام هذا.
    4- المضاف إلى الاسم الموصول، مثل: جاء غلام الذي أكرمته.
    5- المضاف إلى المعرَّف بـ(أل)، مثل: جاء غلام الرجل.



    تبيهات:

    - أعرف المعارف لفظ الجلالة (الله).
    - ثم الضمير، ثم العلم، ثم اسم الإشارة، ثم الاسم الموصول، ثم المعرف بـ(أل).
    - المضاف إلى معرفة في رتبة ما أضيف إليه إلا المضاف إلى الضمير؛ فإنه في رتبة العلم.


    تم بحمد الله وتوفيقه.



    ***

  7. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

    موضوع درس اليوم الاثنين،
    28 صفر 1438
    الموافق: 28 /11/2016


    بَاْبُ الْمَرفوعاتِ مِنَ الأسماءِ

    وفيه خمس مسائل:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: الفاعل.
    المسألة الثالثة: نائب الفاعل.
    المسألة الرابعة: المبتدأ.
    المسألة الخامسة: الخبر.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    بَاْبُ الْمَرفوعاتِ مِنَ الأسماءِ

    يُرفَعُ مِن كُلِّ الأساميْ: الفاعِلُ[71] ولـــو مُــؤَوَّلا كَـ(قــــامَ العـادِلُ)
    ونائِبٌ عنهُ كَـ(بِيـعَ الذَّهَــبُ)[72] و(قُضِيَ الأَمــرُ) وَ(يُعطَى الأَرَبُ)
    وَالمبتَــدا الصَّــريحُ والْمُـــؤَوَّل ُْ[73] والْخَبَرُ الْمُفيــدُ كَـ(ابْنِيْ مُقبِــلُ)



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  8. افتراضي



    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    طالب العلم والهوى

    اعلم -وفقك الله- أن من سمات طلب العلم النافع تحصيل مقصوده،
    وهو العمل به، ومن عوائق بلوغ المقصود التعلق بالهوى.


    فلا يجتمع في العبد طلب العلم النافع والهوى؛
    لذلك جاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    :
    "خصلتان لا يجتمعان في منافق : حسن سمت، ولا فقه في الدين"
    [الصحيحة: 287].

    والتخلص من الهوى يحصل:
    بتحقيق محبة الله –وحده- وتقديم حقه على حظ العبد؛
    فبذلك ينبل طالب العلم ويشرف.


    ومن يتوكل على الله فهو حسبه

    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  9. افتراضي



    قال الناظم –رحمه الله-:" بَاْبُ الْمَرفوعاتِ مِنَ الأسماءِ".

    الشرح:

    هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان
    (المرفوعات) وهي التي أوجب العامل في آخرها تغيراً مخصوصاً،
    علامته الضمة أو ما ناب عنها.
    (من) بيانية (الأسماء) لاخراج الفعل المضارع.


    تنبيه: هذا الباب خاص بالأسماء المرفوعه، وهي سبعة:

    1- الفاعل.
    2- نائب الفاعل.
    3- المبتدأ.
    4- الخبر.
    5- اسم كان وأخواتها، وما المشبهة بليس.
    6- خبر إن وأخواتها، ولا النافية للجنس.
    7- التابع للمرفوع
    ، وهو أربعة أنواع:

    - النعت.
    - البدل.
    - التوكيد.
    - العطف
    ، وهو قسمان:

    • عطف بيان.
    • عطف نسق.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  10. افتراضي




    المسألة الثانية: الفاعل.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    يُرفَعُ مِن كُلِّ الأساميْ: الفاعِلُ[71] ولـــو مُــؤَوَّلا كَـ(قــــامَ العـادِلُ)

    الشرح:

    هذا هو النوع الأول من مرفوعات الأسماء، يسمى: (الفاعل).

    الفاعل لغة
    : عبارة عمن أوجد الفعل.

    واصطلاحاً: الاسم الصريح أو المؤول المذكور قبله فعله الواقع منه أو القائم فيه.

    بيان محترزات التعريف:

    1- [الاسم] خرج بذلك الفعل، والحرف.
    2- [الصريح] أي: ما يلفظ به حقيقة، أو تقديراً.
    - حقيقة، مثل: جاءَ زيدٌ.
    التوضيح: (زيد): فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. وهو ملفوظ به حقيقة.
    - تقديراً، مثل: زيدٌ جاءَ.
    التوضيح: (جاء) فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: (هو). وهو في حكم الملفوظ به.
    3- [أو المؤول] أي: أنه يؤول بالاسم الصريح، مثل: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}[الحديد: 16].
    الشاهد: (أَن تَخْشَعَ) في تأويل مصدر فاعل لـ(يَأْنِ)، تقديره: خشوع.
    4- [المذكور قبله فعله] خرج المبتدأ الذي خبره جملة فعلية.
    مثل: زيد يقوم.
    فـ(زيد) مبتدأ، و(يقوم) فعل وفاعل، جملة في محل رفع خبر.
    التوضيح: (زيد) مبتدأ وليس فاعلاً؛ لأن الفعل جاء بعده.
    5- [الواقع منه] مثل: كتب زيدٌ.
    6- [أو القائم فيه] مثل: مات عمروٌ.
    تنبيه: قولنا: (الواقع منه أو القائم فيه) أخرج نائب الفاعل؛ لأنه واقع عليه الفعل.
    مثل: كُتِب الدرسُ.


    حكم الفاعل: الرفع بالضمة أو ما ناب عنها؛
    وقد نص عليه الناظم –رحمه الله- بقوله: "يُرفَعُ مِن كُلِّ الأساميْ: الفاعِلُ".

    إعراب مثال الناظم –رحمه الله-: قام العادل.

    1- [قام] فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره.
    2- [العادل] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  11. افتراضي

    المسألة الثالثة: نائب الفاعل.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    ونائِبٌ عنهُ كَـ(بِيـعَ الذَّهَــبُ)[72] و(قُضِيَ الأَمــرُ) وَ(يُعطَى الأَرَبُ)

    الشرح:

    أي: (و) كذلك يرفع من كل الأسامي: اسمٌ (نائِبٌ عن) فاعلـ(ـهُ).
    وهو النوع الثاني من الأسماء المرفوعة، ويسمى: (نائب الفاعل).


    تعريف نائب الفاعل: هو المفعول به الذي لم يذكر فاعله.

    محترزات التعريف:
    1- [المفعول به] خرج الفاعل، وسائر المرفوعات.
    2- [الذي لم يذكر فاعله] خرج المفعول به المذكور معه فاعله؛ لأنه منصوب.

    مثل: { خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}[الأنبياء: 37].
    الشاهد: (الْإِنْسَانُ) نائب فاعل؛ لأنه في الحقيقة مفعول به لم يذكر معه فاعله، وتقدير الكلام: خلقَ اللهُ الأنسانَ.

    حكمه: يأخذ حكم الفاعل (الرفع)؛ لأنه ينوب عنه.

    حكم فعله: يكون مغير الصيغة، ويقال له: فعل مبني لما لم يسم فاعله.

    تنبيه: من الخطأ القول بأنه: (مبني للمجهول)؛ لأن حذف الفاعل لا يلزم الجهل به فقد يكون معلوماً.

    أنواع تغيير صيغة فعل ما لم يسم فاعله

    1- الفعل الماضي: ضم أوله وكسر ما قبل آخره.
    مثل: كُتِبَ الدرسُ.
    - فإن كان ما قبل الأخير في الماضي (ألفاً)؛ تقلب ألفه ياءً، ويكسر ما قبلها،
    مثل: (باع، وقال) تصبح: بِيع، وقِيل.


    2- الفعل المضارع: ضم أوله وفتح ما قبل آخره.
    مثل: يُكْتَبُ الدرسُ.

    أمثلة الناظم –رحمه الله-: "كَـ(بِيعَ الذَّهَبُ)، و(قُضِيَ الأَمرُ) وَ(يُعطَى الأَرَبُ)".

    1- [كَبِيعَ] أي: (كـ) قولك: (بِيعَ) فعل ماضٍ مبني لما لم يسم فاعله، مبني على الفتح.
    - أصله (باع) قلبت الألف ياءً وكسر ما قبلها؛ فصارت (بِيع).
    2- [الذَّهَبُ] نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    3- [قُضِيَ] فعل ماضٍ مبني لما لم يسم فاعله، مبني على الفتح.
    - ضم أوله، وكسر ما قبل آخره؛ لأنه فعل ماضٍ.
    4- [الأَمرُ] نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    5- [يُعطَى] فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله، مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر.
    - ضم أوله، وفتح ما قبل آخره؛ لأنه فعل مضارع.
    6- [الأَرَبُ] نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    والأرب: الحاجة.




    ***

  12. افتراضي



    المسألة الرابعة: المبتدأ.

    قال الناظم –رحمه الله-: "وَالمبتَــدا الصَّــريحُ والْمُـــؤَوَّل ُْ".

    الشرح:

    أي: (و) كذلك يرفع من كل الأسامي: (المبتدا
    وهو نوعان: المبتدأ (الصَّــريحُ) وهو ما يلفظ به حقيقة،
    (و) المبتدأ (الْمُـــؤَوَّلُ) بالاسم الصريح.
    فهذا هو النوع الثالث من الأسماء المرفوعة، ويسمى: (المبتدأ).


    تعريف المبتدأ: الاسم الصريح أو المؤول المرفوع العاري عن العوامل اللفظية.

    بيان محترزات التعريف:

    1- [الاسم] أخرج الفعل والحرف.
    2- [الصريح] أي يلفظ به حقيقة.
    مثل: اللهُ رَبُّنَا.
    التوضيح: لفظ الجلالة (الله) مبتدأ؛ لأنه اسم صريح ملفوظ به حقيقة.
    3- [أو المؤول] أي أنه يؤول بالاسم الصريح، مثل: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}[البقرة: 184].
    الشاهد: (أَن تَصُومُوا) ليسا اسماً صريحاً؛ ولكنهما يؤولان مصدراً، هو المبتدأ تقديره: صيامُكم؛
    فصيامكم اسم مؤول من (أن والفعل).
    4- [المرفوع] أخرج المنصوب والمجرور.
    5- [العاري عن العوامل اللفظية] أي: أن العامل الذي أوجب رفعه عامل (معنوي) هو: الابتداء؛
    فأخرج ما رُفع بعامل لفظي، مثل:
    - الفاعل المرفوع بفعله.
    - اسم كان المرفوع بها.

    - ونحو ذلك.




    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  13. افتراضي

    المسألة الخامسة: الخبر.

    قال الناظم –رحمه الله-: "والْخَبَرُ الْمُفيــدُ كَـ(ابْنِيْ مُقبِــلُ)".

    الشرح:

    أي: (و) كذلك يرفع من كل الأسامي: (الْخَبَرُ
    الذي يسند إلى المبتدأ (الْمُفيــدُ) إتمام معنى الجملة.
    فهذا هو النوع الرابع من الأسماء المرفوعة، ويسمى: (الْخَبَر).


    تعريف الخبر: الاسم المرفوع الذي يسند إلى المبتدأ فيتم به الكلام.

    بيان محترزات التعريف:

    1- [الاسم] أخرج الفعل والحرف.
    2- [المرفوع] أخرج المنصوب والمجرور.
    3- [الذي يسند إلى المبتدأ] أخرج ما لم يسند إلى شيء كالفاعل؛ لأنه أسند له الفعل.
    4- [فيتم به الكلام] أي تحصل الفائدة بوقوعه خبراً عن المبتدأ.
    مثل: الحقُ منتصرٌ.
    التوضيح: (منتصرٌ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛
    لأنه اسم مرفوع أسند إلى المبتدأ (الحق) وتم به الكلام، وحصلت الفائدة.


    أنواع الخبر:

    الخبر نوعان:

    الأول: خبر مفرد: وهو ما ليس جملة ولا شبيها بالجملة.
    مثل: محمدٌ رسولُ اللهِ.
    التوضيح: (رسولُ الله) (رسولُ) خبر المبتدأ (محمدٌ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره،
    وهو مضاف، ولفظ الجلالة (الله) مضاف إليه.
    (فرسول) خبر مفرد ليس جملة ولا شبيهاً بالجملة.

    الثاني: خبر غير مفرد، وهو نوعان:

    1- جملة، وهي نوعان:
    أولاً: جملة اسمية، مثل: محمدٌ أَبُوهُ كريمٌ.
    التوضيح: (أَبُوهُ كريمٌ) (أَبُو) مبتدأ ثانٍ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛
    لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف (والهاء) ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
    (كريمٌ) خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    والجملة الإسمية (أَبُوهُ كريمٌ) في محل رفع خبر المبتدأ الأول (محمدٌ
    فوقع الخبر –هنا- جملة اسمية.


    ثانياً: جملة فعلية، مثل: محمدٌ سافرَ أَبُوهُ.
    التوضيح: (سافرَ أَبُوهُ) (سافرَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.
    (أَبُو) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة،
    وهو مضاف (والهاء) ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
    والجملة الفعلية (سافرَ أَبُوهُ) في محل رفع خبر للمبتدأ (محمدٌ
    فوقع الخبر –هنا- جملة فعلية.


    2- شبه جملة، وهي نوعان:
    أولاً: الجار والمجرور، مثل: محمدٌ في المسجدِ.
    التوضيح: (في المسجدِ) (في) حرف جر،
    (المسجدِ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
    وشبه الجملة (في المسجدِ) في محل رفع خبر للمبتدأ (محمدٌ).
    فوقع الخبر –هنا- شبه جملة من الجار والمجرور.


    ثانياً: ظرف، مثل: الطائرُ فوقَ الغُصْنِ.
    التوضيح: (فوقَ الغُصْنِ) (فوقَ) مفعول فيه ظرف مكان منصوب،
    وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
    (والغُصْنِ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
    والظرف (فوقَ) في محل رفع خبر للمبتدأ (الطائرُ).
    فوقع الخبر –هنا- ظرفاً.



    مثال الناظم –رحمه الله-: " كَـ(ابْنِيْ مُقبِــلُ)".

    الإعراب:

    1- [كَـ(ابْنِيْ] أي: (كـ) قولك: (ابْنِيْ) ابن مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل آخره
    منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف و(الياء) مضاف إليه.
    2- [مُقبِــلُ] خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


    تم الدرس بحمد الله وتوفيقه.



    ***

  14. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

    موضوع درس اليوم الثلاثاء،
    29 صفر 1438
    الموافق: 29 /11/2016


    تتمة: بَاْب الْمَرفوعاتِ مِنَ الأسماءِ.

    وفيه ثلاث مسائل:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: اسم كان وأخواتها، وما المشبهة بليس.
    المسألة الثالثة: خبر إن وأخواتها، ولا النافية للجنس.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    وَاسْمٌ لكـانَ مَــع نِظيرها وَمــا[74] كَـ(لَيسَ) مِثـلُ (كـان زيدٌ قائِما)
    وما لِنَحوِ أَنَّ كــلا مَـنْ خَبــَـرِ[75] كَـ(إنَّ ذا الْحَـزمِ دَقـيـقُ النَّـظـَرِ)




    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  15. افتراضي



    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    تسلل الهوى إلى مسائل الخلاف

    اعلم –وفقك الله- أن الهوى ألطف تسللا إلى محال نمائه
    من النسيم الرقيق الذي ينفذ مع الأنفاس، وينتشر باختلاس
    .

    ومعاطن الهوى كل موطن منافسة ومغالبة؛ ومنها: (مسائل الخلاف).
    فإذا خالط الرأي الاجتهادي في مسائل الخلاف (نزعة هوى) حجبت عنه :

    - خطأ رأيه وإن قل.
    - وصواب مخالفه وإن كثر
    .

    وفقيه النفس يحترس من هواه أشد من احتراسه من أشرس أعدائه.

    ومفتاح مسالك الحذر في هذا الباب:

    (حسن الإصغاء) إلى الرأي الآخر، ومحاولة تفهمه.
    بل والتحيُّل للاقتناع به ؛ فإن أعياه ذلك لعدم وضوحه، وخلوه من البراهين .
    استظهر بيانه بعقول النابغين من إخوانه بالمشورة والمذاكرة ...


    فإن عجز عن تصحيحه طرحه ولم يبال به.
    وأقبل على الحق خاليا من الهوى سليما من نزغات الشيطان ووساوسه.

    وبهذا يهتدي العبد إلى الحق؛
    لأنه جرد النظر من حظوظ النفس
    .

    وذلك الفوز العظيم.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  16. افتراضي




    المسألة الثانية: اسم كان وأخواتها، وما المشبهة بليس.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وَاسْمٌ لكـانَ مَــع نِظيرها وَمــا[74] كَـ(لَيسَ) مِثـلُ (كـان زيدٌ قائِما)

    الشرح:

    أي: (و) كذلك يرفع من كل الأسامي: (اسْمٌ) واقعٌ (لكـانَ) الناقصة
    (مَــع نِظيرها) أي: أخواتها في العمل.
    (و) وكذلك يرفع من كل الأسامي: اسم (ما) الحجازية
    (كـ) أي: المشبهة بـ(ليس) في العمل والنفي.
    فهذا هو النوع الخامس من مرفوعات الأسماء، وهو يشتمل على بابين
    :

    الباب الأول: اسم كان وأخواتها.

    اعلم – وفقك الله- أَنَّ (كان وأخواتها) من النواسخ التي تنسخ علامة المبتدأ والخبر،
    وتجعل لهما علامة جديدة:

    - فترفع المبتدأ، ويسمى: (اسمها).
    - وتنصب الخبر، ويسمى: (خبرها).

    مثال ذلك: قولنا: محمدٌ مجتهدٌ.
    - (محمدٌ) مبتدأ مرفوع.
    - (مجتهدٌ) خبر مرفوع.

    فإذا أدخلنا عليهما (كان) أو إحدى أخواتها؛ تصبح الجملة:
    كان محمدٌ مجتهداً.
    - (محمدٌ) اسم كان مرفوع.
    - (مجتهداً) خبر كان منصوب.


    الخلاصة: أَنَّ (اسم كان وأخواتها) النوع الخامس من مرفوعات الأسماء.

    وكان وأخواتها ثلاثة عشر فعلاً، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

    القسم الأول: تعمل هذا العمل بلا شرط.

    وهي ثمانية أفعال:

    1- (كان): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الماضي.
    - إما مع الانقطاع، مثل: كان محمدٌ مجتهداً.
    - وإما مع الاستمرار، مثل: {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}[الفرقان: 25].

    2- (أمسى): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في المساء.
    مثل: أمسى المؤمنُ قانعاً.

    3- (أصبح): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الصباح.
    مثل: أصبح العبدُ شاكراً.

    4- (أضحى): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الضحى.
    مثل: أضحى الأوابُ مصلياً.

    5- (ظلَّ): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في جميع النهار.
    مثل: {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}[الزخرف: 17].

    6- (باتَ): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في الليل.
    مثل: بات القانتُ مصلياً.

    7- (صار): يفيد تحول الاسم من حالته إلى الحالة التي يدل عليها الخبر.
    مثل: صار الطينُ إبريقاً.

    8- (ليس): يفيد نفي الخبر عن الاسم في وقت الحال.
    مثل: ليس المؤمنُ طعاناً.

    القسم الثاني: تعمل هذا العمل بشرط أن يتقدمها نفي أو شبهه.

    وهي أربعة أفعال -وكلها تفيد ملازمة الخبر للاسم حسبما يقتضيه الحال-:

    1- (زال)، مثل: لا يزال المطرُ هاطلاً.
    2- (برح)، مثل: لن يبرح الصادقُ العملَ الصالحَ.
    3- (انفك)، مثل: ما انفك العابدُ قانتاً.
    4- (فتئ)، مثل: ما فتئ المؤمنُ مطيعاً لربه.


    القسم الثالث: تعمل هذا العمل بشرط أن تتقدمها (ما) المصدرية الظرفية.

    وهو فعل واحد:
    1- (دام): يفيد ملازمة الخبر للاسم.
    مثل: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}[مريم: 31].
    أي: مدة دوامي حياً.


    الباب الثاني: (ما) المشبهة بـ(ليس).

    وتسمى (ما الحجازية)، وهي تعمل عمل (ليس)؛ فترفع الاسم، وتنصب الخبر.

    ولهذا قال الناظم –رحمه الله-: " وَ(مــا) كَـ(لَيسَ)" أي: في النفي والعمل.

    فهي تفيد نفي الخبر عن الاسم.
    مثل: { مَا هَذَا بَشَرًا}[يوسف: 31].
    الشاهد: (ما) حجازية مشبهة بليس (هذا) اسم (ما) مبني في محل رفع.
    (بشراً) خبر (ما)
    منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.


    مثال الناظم –رحمه الله-: "(كـان زيدٌ قائِما)".

    الإعراب:

    1- [كـان]: فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.
    2- [زيدٌ]: اسم (كان) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    التوضيح: (زيدٌ) من مرفوعات الاسماء؛ لأنه وقع اسماً لـ(كان).
    3- [قائماً]: خبر (كان) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.




    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  17. افتراضي




    المسألة الثالثة: خبر إن وأخواتها، ولا النافية للجنس.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وما لِنَحوِ أَنَّ كــلا مِـنْ خَبــَـرِ[75] كَـ(إنَّ ذا الْحَـزمِ دَقـيـقُ النَّـظـَرِ)

    الشرح:

    أي: (و) كذلك يرفع من كل الأسامي: (ما) أي: الذي يقع خبراً
    (لنحو) أي: لمثل (أَنَّ) المشبهة بالفعل، وأخواتها.
    و (كـ) ذلك ما يقع لـ(لا) النافية للجنس (مِنْ خَبَرِ).
    فهذا هو النوع السادس من مرفوعات الأسماء،
    وهو يشتمل على بابين:

    الباب الأول: خبر (إِنَّ) وأخواتها.

    اعلم – وفقك الله- أَنَّ (إِنَّ وأخواتها) من النواسخ التي تنسخ علامة المبتدأ والخبر،
    وتجعل لهما علامة جديدة
    :
    - فتنصب المبتدأ، ويسمى: (اسمها).
    - وترفع الخبر، ويسمى: (خبرها).

    مثال ذلك: قولنا: محمدٌ مجتهدٌ.
    - (محمدٌ) مبتدأ مرفوع.
    - (مجتهدٌ) خبر مرفوع.

    فإذا أدخلنا عليهما (إِنَّ) أو إحدى أخواتها؛ تصبح الجملة:
    إِنَّ محمداً مجتهدٌ.
    - (محمداً) اسم إِنَّ منصوب.
    - (مجتهدٌ) خبر إِنَّ مرفوع.


    الخلاصة: أن (خبر إِنَّ وأخواتها) النوع السادس من مرفوعات الأسماء.

    وهي ستة حروف:

    1- [إِنَّ]:
    2- [أَنَّ]: يفيدان التوكيد، ومعناه تقوية نسبة الخبر للاسم.
    - مثل: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[البقرة: 173].
    - ومثل: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[المائدة: 98].
    3- [لكِنَّ]: يفيد الاستدراك، ومعناه: تعقيب الكلام؛
    - بنفي ما يتوهم ثبوته، مثل: {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُ مْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}[الأنفال: 43].

    الشاهد: إثبات فشلهم وتنازعهم يوهم ثبوت (عدم سلامتهم)؛ فنفاه بقوله:{وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}.
    - أو إثبات ما يتوهم نفيه، مثل: لا نحب العبد العاصي لكننا ندعوا له.
    - التوضيح: إثبات عدم محبة العاصي توهم (نفي منفعتنا له)؛ فأثبت نفعه بالدعاء له بالهداية فقال: (لكننا ندعوا له).
    4- [كأَنَّ]: يفيد تشبيه الاسم بالخبر.
    - مثل: {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[فصلت: 34].
    5- [ليتَ]: يفيد التمني، ومعناه: طلب المستحيل أو ما فيه عسر.
    - مثل: ليت الشبابَ عائدٌ.
    6- [لعلَّ]: يفيد أمرين:
    - الترجي، طلب الأمر المحبوب ممكن الحصول.
    مثل: لعل اللهَ يغفر لي.
    - التوقع، انتظار وقوع الأمر المكروه في ذاته.
    مثل: لعل العدوَّ قريبٌ منا.


    الباب الثاني: خبر (لا) النافية للجنس.

    وهي تعمل عمل (إِنَّ): تنصب المبتدأ اسماً لها، وترفع الخبر خبراً لها.

    مثل: لا صاحبَ علمٍ مذمومٌ.

    (لا): نافية للجنس.
    (صاحبَ) اسم لا النافية للجنس منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
    (علم) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
    (مذمومٌ) خبر لا النافية للجنس مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    التوضيح: (مذمومٌ) من مرفوعات الأسماء؛ لأنه وقع خبراً لـ(لا) النافية للجنس.


    مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ(إنَّ ذا الْحَـزمِ دَقـيـقُ النَّـظـَرِ)".

    الإعراب:

    1- [كَـ(إنَّ]: أي: (كـ) قولك: (إِنَّ) حرف مشبه بالفعل؛ يفيد التوكيد.
    2- [ذا]: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف.
    3- [الحزمِ]: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
    4- [دقيقُ]: خبر (إن) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
    5- [النظر]: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.



    تم درس اليوم بحمد الله


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  18. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

    موضوع درس اليوم الاثنين،
    6 ربيع الأول 1438
    الموافق: 5 /12/2016


    تتمة: بَاْب الْمَرفوعاتِ مِنَ الأسماءِ.

    وفيه ست مسائل:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: مقدمة: بيان التابع للمرفوع.
    المسألة الثالثة: التوكيد.
    المسألة الرابعة: النعت.
    المسألة الخامسة: البدل.
    المسألة السادسة: العطف.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    ويُـرفَـــعُ التَّابِــعُ لِلمَــرفــوعِ[76] إذْ كُــلُّ تـابِــعٍ فَكـالْمَـتـبــ ـوعِ
    وذاكَ : تَوكيـدٌ ونَعــتٌ وبَـدَلْ[77] والرَّابِعُ: العَطفُ بِقِسمَيهِ حَصَلْ
    كَـ(أَظهَرَ الدِّينَ أبو حَفصٍ عُمَر)[78] و(جادَ عُثمانُ الشَّهيدُ الْمُشتَهِر)
    و(الْخُـــلـَفـ اءُ كُلُّــهـُم كِــــرامُ[79] صِـدِّيقُـنـا والْحَيـــدَرُ الْهُـمــامُ)


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة
    • نوع الملف: png 1.PNG‏ (166.3 كيلوبايت, 5 مشاهدات)

  19. افتراضي




    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    العلم صمام أمان من الشرور كلها

    اعلم –وفقك الله- أن الشر: هو الألم وأسبابه.

    والآلام بمختلف أنواعها:

    - (الحسية) كالمصائب، والأمراض.
    - (والمعنوية) كالهموم والغموم والأحزان.
    - (الدنيوية) التي تقع في هذه الدار.
    - (والأخروية) التي تقع بعد الموت.


    ومنها: الذنوب وعقوبتها.

    وجماع هذه الشرور: (الجهل) بالله –تعالى-، وبأمره، وبوعده ووعيده.

    فالجهل مفتاح الشر، والعلم صمام الأمان من هذه الشرور؛
    لذلك كان صلاح الأرض بالعلم، الذي هو (وظيفة القلب).

    والانتكاسة التي تقع عند حمل الأمانة العامة سببها: (الجهل)، (والظلم).
    قال –تعالى-:{ وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[الأحزاب: 72 ].

    فأداء الأمانة: بالعلم ومقتضاه.

    وطالب العلم: يطلب العلم لتحقيق هذا الأصل الكلي الذي به السعادة التامة.

    ومن الله التوفيق.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة
    • نوع الملف: png 2.PNG‏ (183.6 كيلوبايت, 5 مشاهدات)

  20. افتراضي




    المسألة الثانية: مقدمة: بيان التابع للمرفوع.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    ويُـرفَـــعُ التَّابِــعُ لِلمَــرفــوعِ[76] إذْ كُــلُّ تـابِــعٍ فَكـالْمَـتـبــ ـوعِ

    الشرح:

    أي: (و) كذلك (يُرفَعُ) من كل الأسامي: (التَّابِــعُ لِلمَــرفــوعِ
    وهو أربعة أنواع: التوكيد، والنعت، والبدل، والعطف.


    وهذا النوع السابع، -وهو الأخير- من الأسماء المرفوعة، ويسمى: (التَّابِعُ لِلْمَرفُوعِ).

    تعريفه:

    كل اسم رفع بسبب تبعيته لاسم مرفوع؛ لكونه: توكيداً له، أو صفةً، أو بدلاً، أو معطوفاً.

    تنبيه: (التَّابعُ) يأخذ حكم متبوعه رفعاً، أو نصباً، أو جراً، أو جزماً.
    وتخصيص الناظم –رحمه الله- التبعية بالرفع؛ لأنها موضوع الباب.

    لذلك عمم الناظم –رحمه الله- الحكم فقال: "إذْ كُــلُّ تـابِــعٍ فَكـالْمَـتـبــ ـوعِ".

    - فقوله: [كُــلُّ تـابِــعٍ] يشمل التوابع الأربع: التوكيد، والنعت، والبدل، والعطف.

    - وقوله: [فَكـالْمَـتـبــ ـوعِ] أي: يأخذ حكمه رفعاً، أو نصباً، أو جراً، أو جزماً.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة
    • نوع الملف: png 3.PNG‏ (174.2 كيلوبايت, 4 مشاهدات)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •