تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 146

الموضوع: (مدارسة متجددة):"الدرة اليتيمة" تلخيص وبيان.

  1. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.


    موضوع درس اليوم الثلاثاء،
    25 ذو الحجة 1437
    الموافق: 27/9/2016

    بَاْبُ جَمعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ

    وهذا الموضوع فيه أربع مسائل:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: تعريف ما جمع بألف وتاء مزيدتين.
    المسألة الثالثة: بيان النيابة في ما جمع بألف وتاء مزيدتين.
    المسألة الرابعة: بيان الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    بَاْبُ جَمعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ

    وكُلُّ مَجْموعٍ بِتــــاءٍ وَأَلِـــــفْ[34] فَرَفعُـــهُ بِضَمَّــــــةٍ لا يَختَلِفْ
    والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ[35] كَذاكَ ما سُمِّيْ بِـهِ وَما حُــــمِلْ
    كَـ«وافَــتِ الْهِنــداتُ أَذْرِعاتِ»[36] و«اعْرِفْ أُولات الفَضلِ بِالصِّلاتِ»



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  2. افتراضي



    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    خاصية العلم

    اعلم –وفقك الله- أن طلب العلم له ميزتان:

    - الأولى: لا يأتي دفعة واحدة.
    - الثانية: يتنامى بالتعاهد.


    وعليه فالموفق من يطلب العلم على التدرج، ويأخذه بالتَّكرار.

    واسلم طريقة تحقق المقصود أخذ العلم على طريقة (الكتاب الواحد).

    فيختار من أي فن كتاباً يناسب مستواه.
    ثم يقرأ فيه، ويسمع شروحه، وإن تيسر له معلم موفق فهي الضالة المنشودة.
    فيضمن بذلك عدم ازدحام العلم على قلبه، ويوفر ذهنه لتفهم هذا الكتاب.
    ويفرغ وقته له –حفظاً ومطالعةً-.


    وبهذه الطريقة: ينجز المادة ويفهما، ويحفظ وقته، ويترقى في العلم.
    وهذا خير له من المكابرة وتضييع الزمان
    بسبب تكليف نفسه بأكثر من مادة في وقت واحد.

    والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

    ومن الله التوفيق.


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  3. افتراضي



    المسألة الثانية: تعريف جمع المؤنث السالم.

    قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ جَمعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ".

    الشرح:

    هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الباب السادس من أبواب النيابة السبعة،
    وهو: (جمع المؤنث السالم).


    تنبيه:

    - قوله: (المؤنث) رُدَّ بأن (طلحة) مذكر ويجمع: (طلحات).
    - وقوله: (السالم) رُدَّ بأن (سجْدَة) تجمع: (سَجَدَات)، ولم يسلم.


    لذلك الأفضل أن يقال: (ما جمع بألف وتاء مزيدتين
    كما قال الناظم –رحمه الله- في البيت الأول: "وكُلُّ مَجْموعٍ بِتــــاءٍ وَأَلِـــــفْ".

    تعريف المجموع بألف وتاء مزيدتين:

    كل اسم دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بزيادة ألف وتاء في آخره.

    محترزات التعريف:

    1- [كل اسم] خرج به الفعل والحرف.
    2- [دل على أكثر من اثنين، أو اثنتين] خرج به المفرد والمثنى.

    تنبيه: قلنا: (أكثر من اثنين) ليشمل: نحو: (طلحات، وحمزات).

    3- [بزيادة ألف وتاء في آخره] خرج به :

    - ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بغير هذه الزيادة، كجمع التكسير.

    مثل: (رجل) جمعه: (رجال).

    - ما دل على أكثر من اثنين بزيادة (الواو، أو الياء)، وهو جمع المذكر السالم.
    - ما كانت الألف فيه غير زائدة، وهي الموجودة في المفرد.

    مثل: القاضي جمعه: القضاة. وهو جمع تكسير.

    - ما كانت التاء غير زائدة، وهي الموجودة في المفرد.

    مثل: بيت جمعه: أبيات. وهو جمع تكسير.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  4. افتراضي


    المسألة الثالثة: بيان النيابة في ما جمع بألف وتاء مزيدتين.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وكُلُّ مَجْموعٍ بِتــــاءٍ وَأَلِـــــفْ[34] فَرَفعُـــهُ بِضَمَّــــــةٍ لا يَختَلِفْ
    والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ


    الشرح:

    تنوب (الكسرة) في المجموع بألف وتاء مزيدتين عن (الفتحة) في حالة النصب.

    قال الناظم –رحمه الله-: "والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ".

    وتأمل قوله: (والنّصبُ مِثلُ الْجَرِّ) أي أن الحركة أصلية في الجر،
    وجعلت في حالة النصب نيابة عن الفتحة.


    مثل قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ}[الأنعام: 1].

    الشاهد: (السَّماواتِ) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة؛ لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين.

    - وفي حالة (الرفع)؛ فعلى الأصل (بالضمة).

    قال الناظم –رحمه الله-: "فَرَفعُـــهُ بِضَمَّــــــةٍ لا يَختَلِفْ".

    مثل قوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ}[النساء: 34].

    الشاهد: (الصالحاتُ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

    - وفي حالة (الجر)؛ فعلى الأصل (بالكسرة).

    قال الناظم –رحمه الله-: "... مِثلُ الْجَرِّ بِالكَسرِ جُعِلْ".

    مثل قوله: {مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}[النساء: 25].

    الشاهد: (المحصناتِ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهره تحت آخره.



    ***

  5. افتراضي



    المسألة الرابعة: بيان الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين.

    قال الناظم –رحمه الله-: "كَذاكَ ما سُمِّيْ بِـهِ وَما حُــــمِلْ".

    الشرح:

    قوله: " كَذاكَ ما سُمِّيْ بِـهِ وَما حُــــمِلْ" يقصد:
    إلحاق بعض الألفاظ من جهة الإعراب بما جمع بألف وتاء مزيدتين.
    وتسمى هذه الألفاظ (الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين).


    تعريف الملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين:

    هو كلمة (أولات) خاصة، وما جمع بألف وتاء مزيدتين وسمي به المفرد.

    محترزات التعريف:

    1- [كلمة (أولات) خاصة] أي: أن من الألفاظ التي حملت على ما جمع بألف وتاء مزيدتين
    فأعربت إعرابه لفظة (أولات) فقط.
    وهي بمعنى: (ذوات)، أو (صاحبات) ولا واحد لها من لفظها.

    مثل قوله: {وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ}[الطلاق: 6].

    الشاهد: (أولاتِ) خبر (كن) منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
    لأنه ملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين.

    2- [وما جمع بألف وتاء مزيدتين وسمي به المفرد].

    مثل: أحببت عرفاتٍ.

    التوضيح: (عرفات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
    لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين، وسمي به المفرد.


    ـــــــــــــــــــــــ

    مثال الناظم –رحمه الله- المستوفي الشروط قوله:

    كَـ«وافَــتِ الْهِنــداتُ أَذْرِعاتِ»[36] و«اعْرِفْ أُولات الفَضلِ بِالصِّلاتِ»

    الإعراب:

    1- [كَـ«وافَــتِ]: (كـ) قولك: (وافَــتِ) فعل ماضٍ مبني.

    2- [الْهِنــداتُ]: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين.

    3- [أَذْرِعاتِ]: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛ لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين سمي به المفرد.

    تنبيه: (أذرعات) جمع الجمع، مفردها: (ذراع)، وجمعه: (أذرعة)، وجمع الجمع: (أذرعات).

    4- [واعْرِفْ]: (الواو) حرف عطف. (اعرف) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

    5- [أُولاتِ]: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
    لأنه ملحق بما جمع بألف وتاء مزيدتين. وهو مضاف.


    6- [الفَضلِ]: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

    7- [بِالصِّلاتِ]: (الباء) حرف جر. (الصلات) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره؛
    لأنه مجموع بألف وتاء مزيدتين.


    تم بحمد الله.


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  6. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

    موضوع درس اليوم الجمعة،
    28 ذو الحجة 1437
    الموافق: 30/9/2016


    بَاْبُ الأَفعالِ الْخَمسَةِ

    وهذا الموضوع فيه ثلاث مسائل:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: تعريف الأفعال الخمسة.
    المسألة الثالثة: بيان النيابة في الأفعال الخمسة.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    بَاْبُ الأَفعالِ الْخَمسَةِ

    وَالرَّفعُ بِالنُّونِ لأَفعالٍ تَكُون: [37] كَـ(يَفعَلانِ) (تَفْعَلِيْن) (يَفعَلُونْ)
    وَالنَّصبُ وَالْجَزمُ: بِحَذفِ النُّونِِ[38] كَـ «لْتَقْنَــعَا لِتَرضَــيـَا بِالــدُّونِ»



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  7. افتراضي



    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    منطلق المبتدي في العلم

    اعلم -سلمك الله- أن علامة صحة البداية في الطلب
    هي عناية المبتدي بأصول العلم ومجملاته دون فروعه وتفصيلاته.

    قال الشيخ صالح آل الشيخ –وفقه الله-:

    " لا يهتم طالب العلم، -وهذا من فروع الترفق- لا يهتم بالتفصيلات؛
    فإنه إذا كان في طلبه للعلم اهتم بدقيق المسائل، واهتم بالتفصيلات؛
    فإنه ينسى ولن يحصل علما؛
    لأنّه لم يؤصل ولم يبن القاعدة التي معها تفهم تلك التفصيلات
    .

    بعضنا يذهب إلى دروس مفصلة جدا
    يمكث أصحابها سنين عددا طويلة ما انتهوا منه،
    أو في الباب الواحد يجلسون أشهر ونحو ذلك.
    ويظنّ أنّ هذا يحصل معه علما
    .

    لا، هذه الطريقة ليست بطريقة منهجية؛
    لأنّه لم يترفق صاحبها فيها؛


    ولقد قال جلّ وعلا: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.
    كونوا ربانيين فسرّها أبو عبد الله البخاري رحمه الله رحمة واسعة في صحيحه قال:
    الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره،
    هذا الرباني في العلم والتدريس هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.

    يشرف بالمدرس وطالب العلم إذا درس أن يذكر كل ما يعلم في المسألة،
    أن يذكر بعد تحضير واسع كل ما وصل إليه تحضيره،
    وهذا شرف له ولكنّه ليس بنافع لمن يعلّم؛
    لأنه هو يستعرض ما علم؛


    والعالم إنما يعطى ما يحتاج إليه السامع،
    لا يعطي ما هو فوق مقدار السامع
    " انتهى كلامه.

    (محاضرة: "المنهجية في طلب العلم").


    ومن الله التوفيق.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  8. افتراضي




    المسألة الثانية: تعريف الأفعال الخمسة.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    "بَاْبُ الأَفعالِ الْخَمسَةِ".

    الشرح:

    هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الباب السابع من أبواب النيابة السبعة،
    وهو: (الأفعال الخمسة).


    - قوله: (الأفعال) أي: الأمثلة؛ لأنها أوزان، وليست أفعالاً محصورة.
    لذلك الصواب في تسميها أن يقال: (الأمثلة الخمسة).

    - وقوله: (الخمسة) أي: عددها، وهي: (يفعلان –تفعلان –تفعلين –يفعلون –تفعلون).

    تعريف الأمثلة الخمسة:

    كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين، أو الاثنتين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة.

    محترزات التعريف:

    1- [كل فعل]: خرج به الاسم والحرف.
    2- [مضارع]: خرج به الماضي والأمر.
    3- [أسند إلى ألف الاثنين، أو الاثنتين]: أي: جعل الألف فاعله، ويكون:

    - للمخاطَبَين، أو المخاطبتين، والغائبتين، بوزن: (تفعلان).
    - وللغائبَين، بوزن: (يفعلان).

    4- [أو واو الجماعة] أي: جعلت الواو فاعله، وتكون:

    - للمخاطبِين، بوزن: (تفعلون).
    - وللغائبِين، بوزن: (يفعلون).

    5- [أو ياء المخاطَبَة] أي: جعلت الياء فاعله، وتكون:

    - للمخاطبَة –فقط-، بوزن: (تفعلين).



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  9. افتراضي


    المسألة الثالثة: بيان النيابة في الأمثلة الخمسة.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وَالرَّفعُ بِالنُّونِ لأَفعالٍ تَكُون: [37] كَـ(يَفعَلانِ) (تَفْعَلِيْن) (يَفعَلُونْ)
    وَالنَّصبُ وَالْجَزمُ: بِحَذفِ النُّونِِ


    الشرح:

    ينوب (ثبوت النون)، (وحذفها) في الأمثلة الخمسة عن العلامات الأصلية كلها:
    (الضمة، والفتحة، والسكون
    وذلك على النحو التالي:


    1- ينوب (ثبوت النون) عن (الضمة) في حالة الرفع.

    قال الناظم –رحمه الله-: "وَالرَّفعُ بِالنُّونِ".

    مثل قوله: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}[آل عمران: 7].

    الشاهد: (يَقُولُونَ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون؛
    لأنه من الأمثلة الخمسة، (والواو) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.


    2- ينوب (حذف النون) عن:

    - (الفتحة) في حالة النصب.
    - و(السكون) في حالة الجزم.


    قال الناظم –رحمه الله-: " وَالنَّصبُ وَالْجَزمُ: بِحَذفِ النُّونِِ".

    ومثالهما قوله: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا}[البقرة: 24].

    الشاهد: (لَمْ تَفْعَلُوا) (لم) أداة جزم. (تفعلوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.

    (لَنْ تَفْعَلُوا) (لن) أداة نصب. (تفعلوا) فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «لْتَقْنَــعَا لِتَرضَــيـَا بِالــدُّونِ»".

    الإعراب:

    1- [كَـ «لْتَقْنَــعَا]: (كـ) قولك: (لْتَقْنَــعَا) اللام للأمر جازمة، (تقنعا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛
    لأنه من الأمثلة الخمسة، (والألف) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.


    2- [لِتَرضَــيـَا]: اللام للأمر جازمة، (تَرضَــيـَا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛
    لأنه من الأمثلة الخمسة، (والألف) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.


    3- [بِالــدُّونِ]: الباء حرف جر، والدون اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

    تم بحمد الله –تعالى-.


    ***

  10. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.


    موضوع درس اليوم الاثنين،
    2 محرم 1438
    الموافق: 3 /10/2016


    بَاْبُ قِسمَةِ الأَفعالِ

    وهذا الموضوع نأخذ منه جزءاً فيه أربع مسائل:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: بيان أقسام الفعل.
    المسألة الثالثة: حكم الفعل الماضي.
    المسألة الرابعة: حكم فعل الأمر.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    بَاْبُ قِسمَةِ الأَفعالِ

    والفِعلُ: ماضٍ ثُمَّ أَمْـــرٌ ثُمَّ مَا[39] ضــارَعَ وَالكُـــلُّ بِحَــــدٍّ عُلِـــــما
    فاقضِ لِماضٍ بِالْبِنا حَتْما عَلَى[40] فَتــحٍ وَلَو مُقَدَّراً نَحــــوُ «انْجَلَى»
    وَابـنِ عَلَى الْحَذفِ أَوْ السُّكونِ[41] أَمراً كَـ«قُمْ» وَ«ادْعُ» وَ«قُلْ صِلُونِي»




    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  11. افتراضي



    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    « لا يستطاع العلم براحة الجسم »

    روى مسلم –رحمه الله- في صحيحه فقال:
    حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال:
    سمعت أبي يقول: «لا يستطاع العلم براحة الجسم».

    (أوقات الصلاة رقم: 612).

    فلن يبلغ طالب العلم مبتغاه
    حتى يوطن نفسه على الصعاب وتحمل المشاق؛
    فالعلم لا يدرك إلا بالصبر.


    قال ابن الجوزي - رحمه الله -:
    "تأملت عجبًا،
    وهو أن كل شيء نفيس خطير يطول طريقه، ويكثر التعب في تحصيله.
    فإن العلم لما كان أشرف الأشياء، لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار،
    وهجر اللذات والراحة، حتى قال بعض الفقهاء:
    بقيت سنين أشتهي الهريسة لا أقدر؛
    لأن وقت بيعها وقت سماع الدرس!
    "
    (صيد الخاطر، ص: 281).

    فكم طوى العلم من الشهوات، والرغبات، والملذات، والمباحات ...

    اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ *** فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
    ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً*** تجرَّعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته
    ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ *** فكبِّر عليه أربعاً لوفاته
    وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى *** إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ


    ومن الله التوفيق.


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  12. افتراضي



    المسألة الثانية: بيان أقسام الفعل.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    بَاْبُ قِسمَةِ الأَفعالِ

    والفِعلُ: ماضٍ ثُمَّ أَمْـــرٌ ثُمَّ مَا[39] ضارَعَ وَالكُـــلُّ بِحَــــدٍّ عُلِـــــما

    الشرح:

    هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان
    (قسمة) أي: ما تنقسم إليه (الأفعال) من الأزمنة،
    وهي ثلاثة أقسام بدليل التتبع والاستقراء لكلام العرب.


    قال الناظم –رحمه الله-: "والفِعلُ: ماضٍ ثُمَّ أَمْـــرٌ ثُمَّ مَا ضــارَعَ".

    1- الفعل الماضي: كلمة دلت على حدث وقع قبل زمن التكلم.
    مثل: (ضَـرَبَ، كَتَبَ، جَلَسَ).

    2- فعل الأمر: كلمة دلت على حدث يطلب حصوله بعد زمن التكلم.
    مثل: (اضْرِبْ، اكْتُبْ، اجْلِسْ).

    3- الفعل المضارع: كلمة دلت على حدث يقع في زمن التكلم أو بعده.
    مثل: (يَضْرِبُ، يَكْتُبُ، يَجْلِسُ).

    وقوله –رحمه الله-: "وَالكُـــلُّ بِحَــــدٍّ عُلِـــــما".
    أي: كل واحد من هذه الأفعال الثلاثة بسبب (حد) أي: تعريف قد (علم) .
    (والألف) للإطلاق.




    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  13. افتراضي



    المسألة الثالثة: حكم الفعل الماضي.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    فاقضِ لِماضٍ بِالْبِنا حَتْما عَلَى[40] فَتــحٍ وَلَو مُقَدَّراً نَحــــوُ «انْجَلَى»

    الشرح:

    ذكر الناظم –رحمه الله- أمرين:

    1- حكم الفعل الماضي البناء بالاتفاق.
    بقوله: "فاقضِ" أي: احكم "لِماضٍ بِالْبِنا حَتْما" أي: قطعاً بلا خلاف.

    2- علامة بناء الفعل الماضي، وفيه قولان:


    القول الأول: البناء على الفتح –ظاهراً، أو مقدراً-.
    وهو مذهب الناظم –رحمه الله- لقوله:" عَلَى فَتــحٍ وَلَو مُقَدَّراً نَحــــوُ «انْجَلَى»".

    وتفصيل ذلك على النحو التالي:

    أولاً: محل الفتح الظاهر على الفعل الماضي:
    يبنى الفعل الماضي على الفتح الظاهر إذا لم يتصل به:

    - واو جماعة.
    - ولا ضمير رفع متحرك.
    - ولم يكن معتلاً بالألف.


    مثال ذلك: (سافرَ، سافرَتْ، سافرَا، رضيَ).

    قال –تعالى-: {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}[التوبة: 100].
    الشاهد: (رَّضِيَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.

    ثانياً: محل الفتح المقدر في الفعل الماضي.

    يبنى الفعل الماضي على الفتح المقدر بأحد ثلاثة أسباب:

    1- التعذر، إذا كان آخر الماضي الألف.

    مثل: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}[النحل: 1].
    الشاهد: (أَتَى) فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.

    وقد مثل له الناظم بقوله: «انْجَلَى»، وإعرابه كإعراب (أَتَى).


    2- المناسبة، إذا اتصل بالفعل الماضي واو الجماعة.

    مثل: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}[الحجر: 91].
    الشاهد: (جَعَلُوا) فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على آخره
    منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة.
    و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.


    3- دفع كراهة توالي أربع متحركات،
    إذا اتصل بالفعل الماضي ضمير رفع متحرك، كتاء الفاعل ونون النسوة
    .

    مثل: { ولقد كتبْنا في الزبور}[الأنبياء: 105].
    الشاهد: (كتبْنا) كتب: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على آخره
    منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع كراهة توالي أربع متحركات.
    و(نا) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.



    القول الثاني: أن الفعل الماضي له ثلاثة أحوال في البناء، وهذا أسهل وأظهر.

    1- البناء على الفتح الظاهر أو المقدر.
    يبنى الفعل الماضي على الفتح –ظاهراً أو مقدراً- إذا لم يتصل به:
    - واو جماعة.
    - ولا ضمير رفع متحرك.

    مثل: (ضربَ، سعى).


    2- البناء على الضم.
    يبنى الفعل الماضي على الضم إذا اتصل به واو الجماعة.
    مثل: (عملُوا).

    3- البناء على السكون.
    يبنى الفعل الماضي على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك.
    مثل: (ضربْتُ، ضربْنا، ضربْنَ).


    تنبيه: قولنا: (ضمير رفع متحرك) اخرج ضمير الرفع الساكن،
    وهو (ألف الاثنين)؛ لأن الفعل معه يبنى على الفتح.
    مثل: ضَرَبَا.


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  14. افتراضي



    المسألة الرابعة: حكم فعل الأمر.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وَابـنِ عَلَى الْحَذفِ أَوْ السُّكونِ[41] أَمراً كَـ«قُمْ» وَ«ادْعُ» وَ«قُلْ صِلُونِي»

    الشرح:

    ذكر الناظم –رحمه الله- أمرين:

    1- حكم فعل الأمر البناء.
    بقوله: " وَابـنِ" أي: الفعل حال كونه: "أَمراً " وهو القول الراجح.

    2- علامة بناء فعل الأمر على:
    - السكون.
    - أو الحذف.

    فقال: " عَلَى الْحَذفِ أَوْ السُّكونِ" .


    تنبيه: قاعدة بناء فعل الأمر:
    (يبنى فعل الأمر على ما يجزم به مضارعه).

    وتفصيل ذلك على النحو التالي:

    أولاً: بناء فعل الأمر على السكون.

    يبنى فعل الأمر على السكون الظاهر، أو المقدر في الأحوال التالية:

    1- يبنى على السكون الظاهر في حالين:

    - إذا كان فعل الأمر صحيح الآخر، ولم يتصل به شيء.
    مثل: {اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ}[البقرة: 60].
    الشاهد: (اضْرِبْ) فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
    والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).


    - إذا اتصلت به نون النسوة.
    مثل: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ}[الأحزاب: 33].
    الشاهد: (أَقِمْنَ) فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
    ونون النسوة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.


    2- يبنى فعل الأمر على السكون المقدر في حال واحدة:

    - إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة.

    مثل: يا زيدُ اكْتُبَنْ الدَّرْسَ.
    التوضيح: (اكْتُبَنْ) فعل أمر مبني على السكون المقدر على الباء، والنون للتوكيد،
    والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).


    ثانياً: بناء فعل الأمر على الحذف.

    يبنى فعل الأمر على حذف حرف العلة، أو على حذف النون.

    1- يبنى على حذف حرف العلة إذا كان مضارعه معتلاً.

    مثل: (ادْعُ، اقْضِ، اسْعَ).
    قال –تعالى-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ}[النحل: 125].
    الشاهد: (ادْعُ) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة؛ لأن مضارعه (يدعو) معتل (بالواو
    والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).


    2- يبنى على حذف النون إذا كان مضارعه من الأمثلة الخمسة.

    مثل: (اضربا، اضربوا، اضربي).
    قال –تعالى-: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}[الحديد: 21].
    الشاهد: (سَابِقُوا) فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه (يسابقون) من الأمثلة الخمسة،
    و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.



    أمثلة الناظم في المتن:

    قال الناظم –رحمه الله-: "كَـ«قُمْ» وَ«ادْعُ» وَ«قُلْ صِلُونِي»".

    الإعراب:

    1- [كَـ«قُمْ»] أي: (كـ) قولك: «قُمْ» فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
    والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).


    2- [وَ«ادْعُ»] الواو حرف عطف. «ادْعُ» فعل أمر مبني على حذف حرف العلة؛
    لأن مضارعه (يدعو) معتل بالواو، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).


    3- [وَ«قُلْ] الواو حرف عطف. (قُلْ) فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره،
    والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

    4- [صِلُونِي] (صِلُو) فعل أمر مبني على حذف النون؛
    لأن مضارعه (يصِلُون) من الأمثله الخمسة،
    و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل،
    و(النون) للوقاية، و(الياء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
    وجملة (صِلُونِي) في محل نصب لـ(قل).



    والحمد لله على توفيقه.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  15. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

    موضوع درس اليوم الثلاثاء،
    3 محرم 1438
    الموافق: 4 /10/2016


    تتمة بَاْب قِسمَةِ الأَفعالِ

    وهذا الموضوع نأخذ منه جزءاً فيه خمس مسائل:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: حكم بناء الفعل المضارع.
    المسألة الثالثة: حكم إعراب الفعل المضارع.
    المسألة الرابعة: أحرف المضارعة، ومعانيها.
    المسألة الخامسة: حركة أحرف المضارعة.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    تتمةبَاْب قِسمَةِ الأَفعالِ

    وَابْنِ عَلَى الفَتحِ مُضارِعاً تَــرَى[42] تَأكِيدَهُ جـــاءَ بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا
    وْإِنْ يَكُــــنْ مُتَّصِــــلاً بِنُــــونِ[43] لِنِسْوَةٍ فَاْبْــنِ عَـلـَـى السُّكُــــونِ
    وَفِيْ سِوى ذَيْـنِ وُجُوباً يُعـرَبُ[44] بِالرَّفْعِ مِثْلُ «نَرْتَجِيْ» وَ«نَرْهَبُ»
    حَيثُ خَلا عَـنْ ناصِبٍ وَما جَزَمْ[45] وَحَــرْفُــهُ مِـــنَ الرُّبَاعِيِّ يُضَــمْ
    تَقولُ مـن: «أفلـَحَ زَيــدٌ» يُفلِحُ[46] وَافتَحْ لِنَـحوِ «يَشْتَرِي» وَ«يَفرَحُ»



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  16. افتراضي



    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    صلاح القلب بالعلم

    قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَلَّامَةُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ
    أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّةَ الْحَرَّانِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ
    :

    إنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْقَلْبَ لِلْإِنْسَانِ يَعْلَمُ بِهِ الْأَشْيَاءَ،
    كَمَا خَلَقَ الْعَيْنَ يَرَى بِهَا الْأَشْيَاءَ،
    وَالْأُذُنَ يَسْمَعُ بِهَا الْأَشْيَاءَ،

    وَكَمَا خَلَقَ سُبْحَانَهُ كُلَّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ لِأَمْرٍ مِنْ الْأُمُورِ، وَعَمَلٍ مِنْ الْأَعْمَالِ،
    فَالْيَدُ لِلْبَطْشِ،
    وَالرِّجْلُ لِلسَّعْيِ،
    وَاللِّسَانُ لِلنُّطْقِ،
    وَالْفَمُ لِلذَّوْقِ،
    وَالْأَنْفُ لِلشَّمِّ،
    وَالْجِلْدُ لِلْمَسِّ،


    وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ،

    فَإِذَا اسْتُعْمِلَ الْعُضْوُ فِيمَا خُلِقَ لَهُ وَأُعِدَّ مِنْ أَجْلِهِ،
    فَذَلِكَ هُوَ الْحَقُّ الْقَائِمُ، وَالْعَدْلُ الَّذِي قَامَتْ بِهِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ،
    وَكَانَ ذَلِكَ خَيْرًا وَصَلَاحًا لِذَلِكَ الْعُضْوِ وَلِرَبِّهِ وَلِلشَّيْءِ الَّذِي اُسْتُعْمِلَ فِيهِ،


    وَذَلِكَ الْإِنْسَانُ هُوَ الصَّالِحُ الَّذِي اسْتَقَامَ حَالُهُ
    وَأُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ.


    وَإِذَا لَمْ يُسْتَعْمِلْ الْعُضْوُ فِي حَقِّهِ،
    بَلْ تُرِكَ بَطَّالًا، فَذَلِكَ خُسْرَانٌ، وَصَاحِبُهُ مَغْبُونٌ،


    وَإِنْ اسْتُعْمِلَ فِي خِلَافِ مَا خُلِقَ لَهُ فَهُوَ الضَّلَالُ وَالْهَلَاكُ،
    وَصَاحِبُهُ مِنْ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا.


    ( الفتاوى الكبرى : 5 / 48 ) .


    ومن الله التوفيق.


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  17. افتراضي



    تنبيه: الفعل المضارع له حالان: (البناء، والإعراب).
    فأما البناء فسنبينه –إن شاء الله تعالى- في:

    المسألة الثانية: حكم بناء الفعل المضارع.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وَابْنِ عَلَى الفَتحِ مُضارِعاً تَــرَى[42] تَأكِيدَهُ جـــاءَ بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا
    وْإِنْ يَكُــــنْ مُتَّصِــــلاً بِنُــــونِ[43] لِنِسْوَةٍ فَاْبْــنِ عَـلـَـى السُّكُــــونِ


    الشرح:

    بين الناظم –رحمه الله- أن الفعل المضارع له حالان في البناء:

    1- البناء على الفتح.
    2- البناء على السكون.


    الحال الأولى: البناء على الفتح.

    يبنى الفعل المضارع على الفتح إذا اتصل به أحد نوني التوكيد الخفيفة أو الثقيلة مباشرة.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وَابْنِ عَلَى الفَتحِ مُضارِعاً تَــرَى[42] تَأكِيدَهُ جـــاءَ بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا

    مثل قوله: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ}[يوسف: 32].

    الشاهد: [1] (لَيُسْجَنَنَّ) اللام للقسم. (يُسْجَنَنَّ) فعل مضارع مبني على الفتح في محل رفع؛ لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون للتوكيد لا محل لها من الإعراب. والفعل مبني لما لم يسم فاعله، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
    [2] (لَيَكُوناً) اللام للقسم. (يَكُوناً) فعل مضارع مبني على الفتح في محل رفع؛ لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والنون للتوكيد لا محل لها من الإعراب. والفعل ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: (هو).
    ورسمت نون التوكيد الخفيفة تنويناً في (يَكُوناً) مراعاة للوقف؛ فيوقف عليها بالألف.

    تنبيه: قول الناظم: "بِنُــــوْنٍ بَـــاشَرا" أي: اتصلت به النون (مباشرة)؛ وذلك لإخراج الأمثلة الخمسة التي تتصل بها نونا التوكيد؛ فإنه يفصل بين نوني التوكيد، والفعل المضارع: (الألف أو الواو أو الياء)؛ فتكون معربة.

    مثل:
    قوله: {لَيَسْجُنُنَّهُ}[يوسف: 33].
    الشاهد: (يَسْجُنُنَّهُ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون المحذوفه لتوالي الأمثال؛
    وفاعله الواو المحذوفه؛ لالتقاء الساكنين.

    وتوضيح ذلك بالشكل التالي:

    - أصل الفعل: (يسجنونَه) ودخلت عليه نون التوكيد الثقيلة (نَّ) = (نْنَ
    - فالتقى ثلاث نونات (يسجنُونَنْنَه).
    - فحذفت نون (يسجنُوْنَ)، فصارت: (يسجنُوْنَّه).
    - فالتقى ساكنان: (واو الجماعة)، (والنون الأولى الساكنة).
    - فحذفت (الواو) وهي فاعل، وعوض عنها ضم ما قبلها، فصارت (يسجُنُـ + نَّه).


    وقس على ذلك البقية.

    الحال الثانية: البناء على السكون.

    يبنى الفعل المضارع على السكون إذا اتصلت به نون النسوة.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وْإِنْ يَكُــــنْ مُتَّصِــــلاً بِنُــــونِ[43] لِنِسْوَةٍ فَاْبْــنِ عَـلـَـى السُّكُــــونِ

    مثل قوله: {وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ}[البقرة: 233].
    الشاهد: (يُرْضِعْنَ) يرضع: فعل مضارع مبني على السكون في محل رفع؛ لاتصاله بنون النسوة.
    ونون النسوة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  18. افتراضي


    المسألة الثالثة: حكم إعراب الفعل المضارع.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وَفِيْ سِوى ذَيْـنِ وُجُوباً يُعـرَبُ[44] بِالرَّفْعِ مِثْلُ «نَرْتَجِيْ» وَ«نَرْهَبُ»
    حَيثُ خَلا عَـنْ ناصِبٍ وَما جَزَمْ


    الشرح:

    بين الناظم –رحمه الله- الحال الثانية التي يكون عليها الفعل المضارع،
    وهي: (الإعراب)؛ إذا لم يتصل به ما يوجب البناء.


    فالفعل المضارع يعرب إذا لم تتصل به نونا التوكيد –مباشرة-، ولا نون النسوة.

    قال الناظم –رحمه الله-:"وَفِيْ سِوى ذَيْـنِ وُجُوباً يُعـرَبُ"

    أي: (وَفِيْ سِوى) عدا هـ(ذَيْـنِ) الحالين التي يبنى بهما الفعل المضارع:

    - الاتصال بأحد نوني التوكيد –مباشرة-.
    - الاتصال بنون النسوة.


    (يُعـرَبُ) الفعل المضارع (وُجُوباً).

    حالات إعراب الفعل المضارع:

    للفعل المضارع ثلاثة أحوال إعرابية:

    1- الرفع، يرفع الفعل المضارع إذا لم يدخل عليه ناصب، ولا جازم، ولم يتصل به موجب البناء.
    قال الناظم –رحمه الله-: " يُعـرَبُ بِالرَّفْعِ ... حَيثُ خَلا عَـنْ ناصِبٍ وَما جَزَمْ".
    وفي قوله: "مِثْلُ «نَرْتَجِيْ» وَ«نَرْهَبُ»" إشارة إلى أن رفع الفعل المضارع قد يكون:

    - بضمة مقدرة (مِثْلُ: «نَرْتَجِيْ»".
    التوضيح: (نَرْتَجِيْ) فعل مضارع مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم وموجب البناء، وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.

    - بضمة ظاهرة مثل: «نَرْهَبُ»فعل مضارع مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم وموجب البناء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

    2- النصب، ينصب الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب، ولم يتصل به موجب البناء.
    مثل: { وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً}[الكهف: 17].
    الشاهد: (فَلَنْ تَجِدَ) (لَنْ) أداة نصب. (تَجِدَ) فعل مضارع منصوب؛ لدخول (لَنْ) عليه، ولم يتصل به موجب البناء، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

    3- الجزم، يجزم الفعل المضارع إذا دخل عليه جازم، ولم يتصل به موجب البناء.
    مثل: {لَمْ يَلِدْ}[الإخلاص: 3].
    الشاهد: (لَمْ يَلِدْ): (لَمْ) أداة جزم. (يَلِدْ) فعل مضارع مجزوم؛ لدخول (لَمْ) عليه، ولم يتصل به موجب البناء، وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره.


    ***

  19. افتراضي



    المسألة الرابعة: أحرف المضارعة، ومعانيها.

    اعلم أن حقيقة الفعل المضارع أنه فعل ماضٍ دخل عليه
    أحد أحرف المضارعة المجموعة في قولك: (أنيت).


    مثال ذلك:

    قولنا: (ذهب) فعل ماضٍ.

    حتى يصبح مضارعاً ندخل عليه واحداً من أحرف المضارعة (أنيت):

    - فإذا أدخلنا عليه (الهمزة) يصبح: (أذهب).
    - وإذا أدخلنا عليه (النون) يصبح: (نذهب).
    - وإذا أدخلنا عليه (الياء) يصبح: (يذهب).
    - وإذا أدخلنا عليه (التاء) يصبح: (تذهب).


    تعريف أحرف المضارعة:

    : هي أحرف معينة زائدة ذات معانٍ خاصة تدخل أول الفعل الماضي فتحوله إلى فعلٍ مضارعٍ.

    محترزات التعريف:

    1- [أحرف معينة] المراد بها أربعة أحرف مجموعة في كلمة: (أنيت).

    2- [زائدة] أي: ليست من أصل الكلمة.

    - فخرج بذلك ما كان من أصل الكلمة.
    مثل: (أكل) فهو فعل ماضٍ؛ لأن الهمزة من أصل الكلمة.


    3- [ذات معانٍ خاصة] أي: أن كل حرف منها يأتي لمعنى خاص.

    - (الهمزة) للمتكلم الواحد –مذكراً، أو مؤنثاً-.
    - (النون) للمتكلم مع غيره، أو الواحد المعظم نفسه.
    - (الياء) للغائب.
    - (التاء) للمخاطب، أو الغائبة.


    فخرج بذلك ما كان زائداً لكنه جاء لغير المعاني السابقة.
    مثل: (أكرم) فعل ماضٍ؛ لأن الهمزة جاءت لتعدية الفعل اللازم (كرم).

    4- [تدخل أول الفعل الماضي فتحوله إلى فعلٍ مضارعٍ] بيان محل أحرف المضارعة.


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  20. افتراضي


    المسألة الخامسة: حركة أحرف المضارعة.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وَحَــرْفُــهُ مِـــنَ الرُّبَاعِيِّ يُضَــمْ
    تَقولُ مـن: «أفلـَحَ زَيــدٌ» يُفلِحُ[46] وَافتَحْ لِنَـحوِ «يَشْتَرِي» وَ«يَفرَحُ»


    الشرح:

    حركة أول المضارع تكون بحسب الماضي، ولها حالان:

    الأول:ضم أول المضارع.

    يضم أول الفعل المضارع إذا كان ماضية رباعياً، مثل: (دحرج – يُدحرج).

    قال الناظم –رحمه الله-: "وَحَــرْفُــهُ مِـــنَ الرُّبَاعِيِّ يُضَــمْ". ثم ضرب مثالاً، فقال: "تَقولُ مـن: «أفلـَحَ زَيــدٌ» يُفلِحُ".

    التوضيح: «أفلـَحَ» فعل ماضٍ رباعي، المضارع منه يكون مضموم الأول:"يُفلِحُ".

    الثاني: فتح أول المضارع.

    يفتح أول المضارع إذا كان ماضيه غير رباعي.

    قال الناظم –رحمه الله-: "وَافتَحْ لِنَـحوِ «يَشْتَرِي» وَ«يَفرَحُ»".

    - «يَشْتَرِي» ماضيه خماسي.
    - «يَفرَحُ» ماضيه ثلاثي.

    وبيان ذلك بالتفصيل على النحو الآتي:

    1- إذا كان الماضي (ثلاثياً) يفتح مضارعه، مثل: (ذهب – يَذهب).
    2- إذا كان الماضي (خماسياً) يفتح مضارعه، مثل: (انطلق – يَنطلق).
    3- إذا كان الماضي (سداسياً) يفتح مضارعه، مثل: (استخرج – يَستخرج).


    وبهذا يتم الموضوع.


    والحمد لله على توفيقه.



    ***

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •