تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 146

الموضوع: (مدارسة متجددة):"الدرة اليتيمة" تلخيص وبيان.

  1. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاختبارات عتبة الملكات

    اعلم –وفقك الله- أن بلوغ طالب العلم ما يؤمله من العلم موقوف على جده في الطلب والتحصيل،
    والطالب قد يغدو ويروح في الطلب؛ لكنه لا يدري، هل حصل مبتغاه أم لا.
    والذي يكشف له الحقيقة (الاختبار)؛ فلله دره من صادق لا يكذَّب.


    وقد اعتمدنا الاختبارات طريقاً ضرورياً في التعليم لعدد من الأسباب، منها:

    1- أداءٌ لأمانة التعليم، ومحض النصيحة.
    2- أن يعرف الطالب (حقيقة تحصيله) دون لبس.
    3- مساعدة الطالب على الجد في الطلب.
    4- ترسيخ المادة في قلب الطالب.
    5- توفير مادة نافعة للمذاكرة.


    وغير ذلك من الأسباب،

    وعليه فاختبار مادة "الدرة اليتيمة" (2) سيكون –بإذن الله-
    في يوم الاثنين من الأسبوع القادم : 9/محرم/1438
    من بَاْب الأسماءِ الخمسَةِ إلى باب النواصب غير داخل.


    وذلك بعد ساعة الدرس مباشرة.


    ***

  2. افتراضي


    من أحب متابعة الدروس الصوتية
    للدرة اليتيمة: تلخيص وبيان

    في قناة تيليجرام

    فعلى هذا الرابط:

    http://cutt.us/Durra


    ***

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا الاختبار الثاني في مادة "الدرة اليتيمة" (2).

    مادة الاختبار على الرابط التالي:

    https://goo.gl/forms/ZBDqJmcKW8fTmmU53

    ومن الله التوفيق.


    ***

  4. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

    موضوع درس اليوم الاثنين،
    9 محرم 1438
    الموافق: 10 /10/2016


    بَاْبُ النَّواصِبُ

    وهذا الموضوع نأخذ منه جزءاً فيه ثلاث مسائل:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بنفسها.
    المسألة الثالثة: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة جوازاً.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    بَاْبُ النَّواصِب

    وَانصِبْ لِما ضارَعَ مِنْ فِعلٍ بِـ(لَنْ)[47] وَ(كَيْ) مَعَ (الَّلامِ) وحَذفٍ وَ(إِذَنْ)
    إِنْ صُدِّرَت فانصِبْ بِها الْمُستَقبَلاِ[48] مُتَّصِـــلاً، أَو بِيَــمـيـنٍ، فُصِـــلا
    وَانصِبْ بِأَنْ ما لَم تَلِيْ عِلْماً وَصَحْ[49] وَجـهانِ بَعــدَ الظَّنِّ وَالنَّصبُ رَجَحْ
    وبَـعـدَ لامِ الْجَــرِّ فَانْصِبْ وَاضمِرَاْ[50] لِـ(أنْ) جَـوازاً كَــــ «ارْتَقَى لِيَنْظُرا»
    كَبَعــدِ عاطِــفٍ عَلَـى اسمٍ خالِصُِ[51] .............................. ....




    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  5. افتراضي



    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    بناء ملكات العلوم

    اعلم –سلمك الله- أن كثيراً من طلاب العلم الذين تجاوزا المراحل المتوسطة.
    بل وبعض المراحل المنتهية لم يظفروا بملكات الفنون التي طلبوها؛
    وذلك لأن ترسيخ ملكات العلم يحتاج إلى أمرين
    :

    الأول: لقط منثور الفوائد من بطون الكتب والمصنفات.

    وطريق تحصيل هذا النوع من العلم يتم:

    - بالبحث،
    - وجرد المطولات،
    - وتصنيف الكتب.
    - ونحو ذلك من الطرق النافعة.


    والثاني: نظم درر الفوائد في ملكة الفن.

    وطريق تحصيل هذا النوع من العلم يتم:

    - بحفظ المتون.
    - وإتقان الشروح.
    - والتعليم والتدريس.
    - ونحو ذلك من الطرق النافعة.


    والمقصود: أن كثيراً من طلاب العلم لم يتجاوزا (مستوى الثقافة في الفن)؛ لسببين:

    1- قلة المعلومات في الفن.
    2- تناثر معلومات الفن في ذهنه.


    والموفق من الطلاب من يستدرك ما فاته تحت منطلق (بناء ملكات العلوم

    - بإعادة العناية بأصول الفن: (المتون المعتبرة).
    - وشحذ الهمة إلى مطولات الفن: (أمات العلم المحررة).

    ومن يتوكل على الله يجد فوق ما يتمناه.

    ومن الله التوفيق.


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  6. افتراضي



    المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بنفسها.

    قال الناظم –رحمه الله-: "بَاْبُ النَّواصِب".

    الشرح:

    هذه (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الأحرف (النواصب) للفعل المضارع،
    وهي على ثلاثة أقسام
    :

    1- ما ينصب بنفسه.
    2- ما ينصب (بأن) مضمرة جوازاً.
    3- ما ينصب (بأن) مضمرة وجوباً.


    القسم الأول: الأحرف التي تنصب بنفسها.

    الأحرف التي تنصب الفعل المضارع بنفسها أربعة أحرف: (لن، كي، إذن، أن).

    الناصب الأول: (لن).

    قال الناظم –رحمه الله-: "وَانصِبْ لِما ضارَعَ مِنْ فِعلٍ بِـ(لَنْ)".

    - (لن): حرف نفي ونصب واستقبال.
    - ينصب الفعل المضارع –مطلقاً- بلا شرط.


    مثل قوله: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ}[البقرة: 55].

    الشاهد: (لَنْ نُؤْمِنَ) (لَنْ) حرف نفي ونصب واستقبال.
    (نُؤْمِنَ) فعل مضارع منصوب (بلن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    والفاعل ضمير مستتر تقديره: (نحن).


    الناصب الثاني: (كي).

    قال الناظم –رحمه الله-:"وَانصِبْ لِما ضارَعَ مِنْ فِعلٍ ... وَ(كَيْ) مَعَ (الَّلامِ) وحَذفٍ".

    - (كي): حرف مصدر ونصب.
    - ينصب الفعل المضارع بشرط واحد، وهو: أن تتقدم عليه اللام –لفظاً، أو تقديراً-؛


    1- (لفظاً)، كما قال الناظم –رحمه الله-: "وَ(كَيْ) مَعَ (الَّلامِ)" .

    مثل قوله:{لِكَيْلَا تَأْسَوْا}[الحديد: 23].

    الشاهد: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا) اللام حرف جر.
    (كَيْ) حرف مصدر ونصب.
    (لا) نافية غير عاملة.
    (تَأْسَوْا) فعل مضارع منصوب (بكي)، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأمثال الخمسة.
    (والواو) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.


    ووجه الشاهد: أن (كَيْ) حرفٌ نصبَ الفعلَ المضارعَ (تَأْسَوْا)؛ لتقدمِ اللام عليه لفظاً.

    2- أو: (تقديراً)، كما قال الناظم –رحمه الله-: "مَعَ (الَّلامِ) وحَذفٍ"

    مثل قوله {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً}[الحشر: 7].

    الشاهد: (كَيْ لَا يَكُونَ) (كَيْ) حرف مصدر ونصب.
    (لا) نافية غير عاملة.
    (يكونَ) فعل مضارع منصوب (بكي) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    واسم (يكون) ضمير مستتر في محل رفع،
    و(دُولَةً) خبر يكون منصوب.
    والمصدر المؤول من (كي) وما بعدها في محل جر بلام تقديرها: لكيلا يكون ..

    ووجه الشاهد: أن (كَيْ) حرفٌ نصبَ الفعلَ المضارعَ (يَكُونَ)؛ لتقدمِ اللام عليه تقديراً.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  7. افتراضي


    الناصب الثالث
    : (إذن).

    قال الناظم –رحمه الله-: ... وَ(إِذَنْ)

    إِنْ صُدِّرَت فانصِبْ بِها الْمُستَقبَلاِ[48] مُتَّصِـــلاً، أَو بِيَــمـيـنٍ، فُصِـــلا

    - (إذن) حرف جواب وجزاء ونصب.
    - ينصب الفعل المضارع بثلاثة شروط:


    1- أن يكون في صدر جملة الجواب، كما قال: "إِنْ صُدِّرَت فانصِبْ بِها".
    2- أن يكون المضارع الواقع بعده دالاً على الاستقبال، كما قال: "فانصِبْ بِها الْمُستَقبَلاِ".
    3- أن لا يفصل بينه وبين المضارع فاصل غير:

    - القسم.
    - أو النداء.
    - أو (لا) النافية.


    كما قال: "مُتَّصِـــلاً، أَو بِيَــمـيـنٍ، فُصِـــلا".

    مثل: من قال لك: سأزورك.
    فتقول: إذن أكرمَك.

    التوضيح: (إذن) حرف جواب وجزاء ونصب.
    (أكرمَك) فعل مضارع منصوب (بإذن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنا). (والكاف) ضمير متصل في محل نصب مفعول به.


    ووجه التوضيح: أن (إذن) حرفٌ نصبَ الفعل المضارع (أكرم) لصدارته في الجملة،
    ودلالة الفعل على المستقبل، ولم يفصل بينهما فاصل.

    تنبيهان مهمان:

    (1) إذا فصل بين (إذن) والفعل المضارع (القسم)، أو (النداء)، أو (لا) النافية تعمل؛
    فتنصب الفعل المضارع، مثل:

    - إذن والله أكرمَك.
    - إذن يا محمد أكرمَك.
    - إذن لا يخيبَ سعيُك.


    (2) إذا لم يتحقق أحد الشروط الثلاثة يرفع الفعل المضارع.

    مثل:

    - (أنا إذن أكرمُك)؛ لعدم صدارة (إذن) في جملة الجواب.
    - (إذن أكرمُك الآن)؛ لعدم دلالة المضارع على المستقبل.
    - (إذن في داري أكرمُك)؛ لوجود الفاصل المؤثر بينهما.


    الناصب الرابع: (أن).

    اعلم أَنَّ (أَنْ) هو الأصل في أحرف نصب المضارع، وأخره الناظم؛ لكثرة تفاصيله.

    وهو يعمل (ظاهراً)، (ومضمراً). بخلاف الأحرف الثلاثة الأول لا تعمل إلا ظاهراً.

    وله ثلاثة أحوال:

    الحال الأولى: ينصب الفعل المضارع ظاهراً.

    - (أَنْ) حرف مصدر ونصب واستقبال.
    - ينصب الفعل المضارع ظاهراً على سبيل الوجوب بشرط ألا يسبقه ما يدل على:
    (العلم)، أو (الظن والرجحان).


    قال الناظم –رحمه الله-:
    وَانصِبْ بِأَنْ ما لَم تَلِيْ عِلْماً وَصَحْ[49] وَجـهانِ بَعــدَ الظَّنِّ وَالنَّصبُ رَجَحْ

    مثل قوله: {أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي}[الشعراء: 82].

    الشاهد: (أَنْ يَغْفِرَ) (أَنْ) حرف مصدر ونصب واستقبال.
    (يَغْفِرَ) فعل مضارع منصوب (بأن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره،
    والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).


    تنبيه (1): فإن سُبقت (أن) بما يدل على العلم؛ وجب رفع الفعل المضارع؛
    لأنها (أَنْ) المخففة من (أَنَّ) الثقيلة.

    مثل قوله: {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى}[المدثر: 20].

    الشاهد: (عَلِمَ أَن سَيَكُونُ) (يَكُونُ) فعل مضارع مرفوع.
    (أن) مخففة من (أّنَّ) الثقيلة المشبهة بالفعل، وليست (أن) الناصبة؛ لأنها سبقت بلفظ (علم).


    تنبيه (2): فإن سُبقت (أن) بما يدل على الظن والرجحان احتملت وجهين:

    الأول: (أن) المخففة من الثقيلة، ويرفع بعدها المضارع.
    الثاني: (أن) الناصبة للفعل المضارع. وهذا أرجح.


    مثل قوله: {وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ}[المائدة: 71].

    الشاهد: (أَلاَّ تَكُونَ) هي: أن لا تكون.
    (أن) حرف مصدر ونصب واستقبال.
    (لا) نافية غير عاملة.
    (تكونَ) فعل مضارع منصوب (بأن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.


    ووجه الشاهد: أّنَّ (أن) هنا ناصبة؛ لأنها سبقت بفعل (حسب) من أفعال الرجحان،
    وجائز أن تكون (أن) مخففة من الثقيلة كما في بعض القراءات برفع {تَكُونُ}.



    ***

  8. افتراضي


    المسألة الثالثة: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة جوازاً.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وبَـعـدَ لامِ الْجَــرِّ فَانْصِبْ وَاضمِرَاْ[50] لِـ(أنْ) جَـوازاً كَــــ «ارْتَقَى لِيَنْظُرا»
    كَبَعــدِ عاطِــفٍ عَلَـى اسمٍ خالِصِ[51] .............................. ....


    الشرح:

    هذا بيان الحال الثانية لعمل (أَنْ) الناصبة، وهو عملها مضمرة جوازاً.

    تنبيه: معنى إضمارها جوازاً أنه يجوز أن نظهرها وننطق بها.

    تنصب (أن) المضمرة الفعل المضارع في موضعين:

    الموضع الأول
    : بعد (لام) الجر.

    قال الناظم – رحمه الله-:

    وبَـعـدَ لامِ الْجَــرِّ فَانْصِبْ وَاضمِرَاْ[50] لِـ(أنْ) جَـوازاً ...

    ولام الجر لها معنيان:

    - التعليل، كقوله –تعالى-:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ}[النحل: 44].
    - العاقبة، كقوله –تعالى-:{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}[القصص: 8].

    وقد مثل لها الناظم بقوله: " كَــــ «ارْتَقَى لِيَنْظُرا»".

    الإعراب:

    1. [كَــــ «ارْتَقَى] (كـ) قولك: (ارْتَقَى) فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).

    2. [لِيَنْظُرا] اللام حرف جر يفيد التعليل.
    (يَنْظُرَا) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة جوازاً بعد اللام، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    (والألف) للإطلاق. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
    والمصدر المؤول من (أن) المضمرة والفعل وفاعله في محل جر بحر الجر اللام.


    الموضع الثاني: بعد عاطف على اسم خالص.

    قال الناظم –رحمه الله-: "كَبَعــدِ عاطِــفٍ عَلَـى اسمٍ خالِصِ".

    تنصب (أن) المضمرة جوازاً الفعل المضارع إذا وقعت:

    1- (بعد عاطف) وهي أربعة أحرف عطف ورد النصب بعدها (بأن) مضمرة جوازاً عن العرب: (الواو، والفاء، وثم، وأو).

    2- (على اسم خالص) أي: أن يكون المعطوف عليه اسماً خالصاً.

    والاسم الخالص: ما ليس فيه معنى الفعل.

    مثل: (المصدر، والعلم).

    مثل قوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}[الشورى: 51].

    الشاهد: (أَوْ يُرْسِلَ) (أو) حرف عطف.
    (يُرْسِلَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة بعد حرف العطف (أو)،
    وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).
    والمصدر المؤول من (أن) المضمرة مع الفعل وفاعله ومفعوله معطوف على (وحياً).

    ووجه الشاهد: نصب الفعل المضارع (يرسل) (بأن) المضمرة جوازاً بعد حرف العطف (أو
    لكونه عطف على اسمٍ خالص، وهو: (وحياً). ووحياً مصدر ليس فيه معنى الفعل.

    تم الدرس بحمد الله.



    ***

  9. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

    موضوع درس اليوم الثلاثاء،
    10 محرم 1438
    الموافق: 11 /10/2016


    تتمة: بَاْبِ النَّواصِبِ

    وفيه مسألتان:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة وجوباً.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً:متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    .............................. ...[51] واضمِرْ لَها عَلَى الوُجُوبِ وَاخْصُصِ
    خَمْساً عَقيبَ لامِ جَـحـدٍ مِثلُ مـا[52] كـانَ ذَوُو التَّقْوَى ليغشَوا ظـالِـمــا
    وَبَعدَ (حَتَّى) حيثُ مَعـنـاهـا إِلَى[53] كَـ «اعمَلْ لِدارِ الْخُـلدِ حَتَّى تُنقَلا»
    وَ(أَوْ) إذا الْمَعنَى بِنَحـــوِ إِلاَّ أَتَى[54] كَـ «لا تَقَرُّ العَيْنُ أَوْ يُــعْطَى الفَتَى»
    وَبَعـــدَ واوٍ ثُـــمَّ فـــاءٍ وَقَــعا[55] صَــدرَ جَـــوابٍ قَرَّرُوهُ كَــالدُّعــا
    وكَاحرِصْ عَلَى التَّقوى فتَُخْتارَ وَلا[56] تَـــرجُ النَّجــاةَ وَتُسِــيْءَ العَمَـــلا»



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  10. افتراضي



    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    طالب العلم والدعاء

    اعلم -سلمك الله- أن الموفق من الطلاب من لم يتكل على نفسه في كل شؤونه.

    فالعبد ضعيف لا غنى له عن ربه طرف عين؛
    فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها:
    ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت:
    "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

    رواه النسائي في السنن الكبرى، والبزار والحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

    وأحوج ما يكون العبد إلى ربه عند طلبه العلم الذي به يعرف ما يصلحه وما يضره.

    قال ابن القيم –رحمه الله-: " حَقِيقٌ بِالْمُفْتِي أَنْ يُكْثِرَ الدُّعَاءَ بِالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»
    وَكَانَ شَيْخُنَا كَثِيرَ الدُّعَاءِ بِذَلِكَ ، وَكَانَ إذَا أَشْكَلَتْ عَلَيْهِ الْمَسَائِلُ يَقُولُ " يَا مُعَلِّمَ إبْرَاهِيمَ عَلِّمْنِي " وَيُكْثِرُ الِاسْتِعَانَةَ بِذَلِكَ اقْتِدَاءً بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ لِمَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ عِنْدَ مَوْتِهِ ، وَقَدْ رَآهُ يَبْكِي ، فَقَالَ : وَاَللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أُصِيبُهَا مِنْكَ ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ اللَّذَيْنِ كُنْتُ أَتَعَلَّمُهُمَ ا مِنْكَ ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا ، مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا ، اُطْلُبْ الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ : عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، وَذَكَرَ الرَّابِعَ ، فَإِنْ عَجَزَ عَنْهُ هَؤُلَاءِ فَسَائِرُ أَهْلِ الْأَرْضِ عَنْهُ أَعْجَزُ ، فَعَلَيْكَ بِمُعَلِّمِ إبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ
    " (إعلام الموقعين: 4/197 – 198).

    فاللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا.


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  11. افتراضي



    المسألة الثانية: الأحرف التي تنصب بأن مضمرة وجوباً.

    قال الناظم –رحمه الله-: "واضمِرْ لَها عَلَى الوُجُوبِ وَاخْصُصِ خَمْساً".

    الشرح:

    هذا بيان الحال الثالثة لعمل (أَنْ) الناصبة، وهو عملها مضمرة وجوباً؛
    فتنصب الفعل المضارع في خمسة مواضع
    :

    الموضع الأول: بعد (لام) الجحود.

    قال الناظم –رحمه الله-: "عَقيبَ لامِ جَـحـدٍ" أي: بعد لام الجحود.

    وضابطها: أنها اللام التي تسبق (بكون منفي)، مثل: (ما كان، أو لم يكن).

    مثل:- {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ}[الأنفال: 33].
    - {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}[النساء: 168].

    مثال الناظم –رحمه الله-: " مِثلُ: مـا كـانَ ذَوُو التَّقْوَى ليغشَوا ظـالِـمــا".

    إعراب المثال:

    1- [ما] نافية غير عاملة.
    2- [كان] فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.
    3- [ذَوُو التَّقْوَى] (ذَوُو) اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. و (التَّقْوَى) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره للتعذر.
    4- [ليغشَوا] (اللام) حرف جر. (يغشَوا) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد لام الجحود، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأمثال الخمسة. و(الواو) ضمير متصل في محل رفع فاعل.
    5- [ظالما] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    وجملة: (يغشَوا ظـالِـمــا) في محل جر باللام متعلق بخبر كان المحذوف.


    الموضع الثاني: بعد (حتى).

    قال الناظم –رحمه الله-: "وَبَعدَ (حَتَّى) حيثُ مَعـنـاهـا إِلَى". أي: تفيد معنى الغاية.

    وضابطها: أن يكون ما قبلها ينقضي بحصول ما بعدها.

    مثل قوله –تعالى-: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}[طه: 91].

    مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «اعمَلْ لِدارِ الْخُـلدِ حَتَّى تُنقَلا»".

    إعراب المثال:

    1- [كَـ «اعمَلْ] أي: (كـ) قولك: (اعمَلْ) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
    2- [لِدارِ الْخُـلدِ] اللام حرف جر. (دارِ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره، وهو مضاف. و (الْخُـلدِ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.
    3- [حتى] حرف غاية.
    4- [تُنقَلا] (تُنقَلَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد حتى، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).


    تنبيه: تأتي (حتَّى) تفيد التعليل، ويكون معناها: (كي).

    وضابطها: أن يكون ما قبلها علة لحصول ما بعدها.

    مثل: اسلم حتى تدخلَ الجنة.

    الموضع الثالث: بعد (أو).

    قال الناظم –رحمه الله-: "وَ(أَوْ) إذا الْمَعنَى بِنَحـــوِ إِلاَّ أَتَى".

    وضابطها: أن يكون ما بعدها ينقضي دفعة واحدة.

    مثل: لأقتلن الكافر أو يسلمَ. أي: إلا أن يسلم.

    مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «لا تَقَرُّ العَيْنُ أَوْ يُــعْطَى الفَتَى»".

    إعراب المثال:

    1- [كَـ «لا تَقَرُّ] أي: (كـ) قولك: (لا تَقَرُّ) (لا) نافية غير عاملة. (تَقَرُّ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    2- [العَيْنُ] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    3- [أَوْ] حرف عطف بمعنى: (إلا).
    4- [يُــعْطَى] فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد (أو)، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. وتقديرها: إلا أن يُعطى.
    5- [الفَتَى] نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.


    تنبيه: تأتي (أو) بمعنى: (إلى).

    وضابطها: أن يكون ما بعدها ينقضي شيئاً فشيئاً.

    مثل:

    لَأسْتَسْهِلنَّ الصَّعبَ أوْ أُدْرِكَ المُنى *** فما انْقادَتِ الآمالُ إلا لِصابِرِ

    - (أوْ أُدْرِكَ) (أوْ) حرف عطف بمعنى: (إلى). (أُدْرِكَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد (أو). والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنا).



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  12. افتراضي


    الموضع الرابع، والخامس: بعد: (واو المعية)، أو (فاء السببية).

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وَبَعـــدَ واوٍ ثُـــمَّ فـــاءٍ وَقَــعا[55] صَــدرَ جَـــوابٍ قَرَّرُوهُ كَــالدُّعــا

    الشرح:

    ينصب الفعل المضارع (بأن) مضمرة وجوباً بعد (واو المعية)، أو (فاء السببية)
    بشرط أن يقعا في جواب: (نفي)، أو (طلب).


    أمثلة ذلك:

    أولاً: النفي. كقوله: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}[فاطر: 36].

    ثانياً: الطلب، وهو ثمانية أنواع.

    1- الأمر؛ ذاكر فتنجحَ. ذاكر وتنجحَ.
    2- الدعاء؛ اللهم اهدني فأعملَ الخير. أو: وأعملَ الخير.
    3- النهي؛ لا تلعب فيضيعَ أملُك. أو: ويضيعَ أملُك.
    4- الاستفهام؛ هل درست فتتعلمَ. أو: وتتعلمَ.
    5- العَرْض؛ ألا تزورُنا فنكرمَك. أو: ونكرمَك.
    6- التحضيض؛ هلا أديت الصلاة فيثيبَك الله. أو: ويثيبَك الله.
    7- التمني؛ ألا ليت الشباب يعود يوماً * فأخبرَه بما فعل المشيب.
    8- الترجي؛ لعل الله يشفيني فأزورَك. أو: وأزورَك.


    فائدة: جمع بعض العلماء هذه الأنواع الثمانية مع النفي في بيت واحد، وهو:

    مُرْ وادْعُ وانْهَ وسَلْ واعْرِضْ لحضِّهم *** تَمَنَّ وارْجُ كذَاكَ النَّفيُ قد كَمُلا

    مثال الناظم –رحمه الله-:

    وكَاحرِصْ عَلَى التَّقوى فتَُخْتارَ وَلا[56] تَـــرجُ النَّجــاةَ وَتُسِــيْءَ العَمَـــلا»

    الإعراب:

    1- [وكَاحرِصْ] أي: و (كـ) قولك: (احرِصْ) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
    2- [عَلَى] حرف جر.
    3- [التَّقوى] اسم مجرور بحرف الجر (على) وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
    4- [فتَُخْتارَ] (الفاء) سببية. (تَُخْتارَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد الفاء؛ لأنها وقعت صدر جواب الأمر. وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

    5- [وَلا تَـــرجُ] الواو عاطفة. (لا) ناهية جازمة. (تَـــرجُ) فعل مضارع مجزوم (بلا) وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
    6- [النَّجــاةَ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    7- [وَتُسِــيْءَ] الواو للمعية. (تُسِــيْءَ) فعل مضارع منصوب (بأن) مضمرة وجوباً بعد الواو؛ لأنها وقعت صدر جواب النهي. وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
    8- [العَمَـــلا] (العمل) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والألف للإطلاق.



    تم موضوع اليوم بحمد الله.



    ***

  13. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

    موضوع درس اليوم الثلاثاء،
    17 محرم 1438
    الموافق: 18 /10/2016


    تتمة: بَاْبِ النَّواصِبِ

    وفيه مسألتان:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: الجزم بأسلوب الطلب.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    ملحق بباب النواصب:

    ثُـمَّ مَتَـى دَلَّ عَلَـــى الشَّرطِ الطَّلَبْ[57] فاجزِم جَواباً لم يـكـُن فــاءً صَحِب
    إنْ قُـصـِدَ الجَـــــزا بــهِ للطَّلَـــبِ[58] كَـ «عامِـــلِ اللهَ بِـصِـــدقٍ تَـقــرُبِ»




    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  14. افتراضي



    المسألة الأولى: الموعظة التربوية.

    من سمات طالب العلم (التفقه الباطن).

    اعلموا –وفقكم الله- أن طالب العلم المسدد
    من يتعاهد قلبه ولسانه وجوارحه كل وقت وحين،
    وأعظم ما يكون تعاهداً لها وقت المحن.


    قال شيخ الإسلام –رحمه الله- :
    " فَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُعَوِّدَ نَفْسَهُ التَّفَقُّهَ الْبَاطِنَ فِي قَلْبِهِ وَالْعَمَلَ بِهِ،
    فَهَذَا زَاجِرٌ وَكَمَائِنُ الْقُلُوبِ تَظْهَرُ عِنْدَ الْمِحَنِ
    "
    (مجموع الفتاوى: 20/9).

    أي: يجعل عمله كله لله –تعالى-،
    ومن كان كذلك لم تزده المحن إلا ثباتاً على الحق ورسوخاً فيه.

    وحقيقة فقه الباطن؛ أن يكون عمله كله لله.
    فهو ينطق لله.
    ويصمت لله.
    ويكتب لله.
    ويعلق لله.
    وينصح لله ...

    ومن كان كذلك؛ كان أنطق الناس بالحق، وأثبتهم عليه.

    فالعلم لا يراد لجمع المسائل؛ وإنما يراد لعبادة الله وطاعته.

    ومن هذا المعنى:
    قيل لـ محمد بن الحسن –رحمه الله-:
    ألا تصنف كتاباً في الزهد؟ قال: صنفت كتاباً في البيوع.

    فهذا شأن من يطلب العلم للعمل.

    ومن الله التوفيق.


    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  15. افتراضي


    المسألة الثانية: الجزم بأسلوب الطلب.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    ثُـمَّ مَتَـى دَلَّ عَلَـــى الشَّرطِ الطَّلَبْ[57] فاجزِم جَواباً لم يـكـُن فــاءً صَحِب
    إنْ قُـصـِدَ الجَـــــزا بــهِ للطَّلَـــبِ


    الشرح:

    بين الناظم –رحمه الله- الجزم (بأسلوب الطلب) ضمن باب النواصب؛
    لتعلق الموضوعين بباب واحد، وهو الطلب.

    1- فأسلوب الطلب إذا اقترن صدر جوابه بالفاء السببية؛
    فإن الفعل المضارع ينصب بأن مضمرة وجوباً.


    2- وأسلوب الطلب إذا لم يقترن صدر جوابه بالفاء السببية؛
    فإن الفعل المضارع يجزم بأسلوب الطلب.


    يجزم الفعل المضارع بأسلوب الطلب بشرطين:

    - الأول: أن يدل الطلب على الشرط؛ بأن يرتب الجواب على الطلب.
    قال الناظم –رحمه الله-: "ثُـمَّ مَتَـى دَلَّ عَلَـــى الشَّرطِ الطَّلَبْ".
    ومعنى ترتب الجواب على الطلب: ارتباطه به فمتى حصل الطلب حصل الجواب.
    وهو معنى قول الناظم –رحمه الله-: "إنْ قُـصـِدَ الجَـــــزا بــهِ للطَّلَـــبِ".

    - الثاني: أن تسقط الفاء من الفعل المضارع.
    قال الناظم –رحمه الله-: "فاجزِم جَواباً لم يـكـُن فــاءَ صَحِب".
    مثل قوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ}[الأنعام: 151].

    مثال الناظم –رحمه الله-: " كَـ «عامِـــلِ اللهَ بِـصِـــدقٍ تَـقــرُب»".

    الإعراب:

    1- [كَـ «عامِـــلِ اللهَ] أي: (كـ) قولك: «عامِـــلِ» فعل أمر مبني على السكون،
    وكسر لالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
    (اللهَ) لفظ الجلالة منصوب على التعظيم، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

    2- [بِـصِـــدقٍ] الباء حرف جرٍ.
    (صِـــدقٍ) اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

    3- [تَـقــرُب] فعل مضارع مجزوم؛ لوقوعه في جواب الطلب وعدم اقترانه بالفاء،
    وعلامة جزمه سكون مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الروي.


    تم بحمد الله وتوفيقه.



    ***

  16. افتراضي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،
    ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


    أما بعد:

    فأسعد الله مساءكم أحبابنا الكرام،
    وجعل هذا اللقاء سبباً في زيادة الإيمان، والقرب من الرحمن.
    اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات.

    موضوع درس اليوم الاثنين،
    23 محرم 1438
    الموافق: 24 /10/2016


    بَاْبُ الْجَوازِمِ

    وفيه أربع مسائل:

    المسألة الأولى: موعظة تربوية.
    المسألة الثانية: ما يجزم فعلاً واحداً.
    المسألة الثالثة: ما يجزم فعلين.
    المسألة الرابعة: الفاء الواقعة في جواب الشرط.

    والآن أوان الشروع بالمقصود، مستمداً العون من الله ذي الجود؛ فأقول:

    أولاً: متن موضوع اليوم من الدرة اليتيمة.

    بَاْبُ الْجَوازِمِ

    واجزِم بِـ(لامٍ) وَبِـ(لاَ) فِيْ الطَّلَبِ[59] فِعــلاً فَـريــداً نَحـــوُ «لا تَستَرِبِ»
    وَلْتَتَّقِ اللهَ، كَـــذا (لَمَّا)، و(لَـم)[60] كَـ «لَــم يَــدُمْ عُسْرٌ» وَبِالْهَمـزِ (أَلَم)
    وفِــعلُ شَــرطٍ وَجَــوابٌ جُــزِما[61] بِـ(إِنْ، وَمَنْ، وما، ومَهما، حَيثُما)
    و(أيـنَ) (أيَّــانَ) و(أيِّ) و(مَتى)[62] (أَنَّى) و(إذْ مَا) ذا كَـ(إنْ) حَرفٌ أَتَى
    تَقـولُ : «إنْ تَعمَلْ بِعِـلمٍ تَستَفِدْ»[63] و «مـا تُقَـــدِّمْهُ مِــنَ الْخَــيْرِ تَجِــدْ»
    واقرِن بِنَحـوِ الفا جَواباً حَيثُ لا[64] يَصــلـُحُ أنْ يُجــعـَلْ شَـرطاً مُسجَــلا
    كَـ «إنْ تُخاصِمْ فاتْبَعِ الْحَقَّ» وَ«مَنْ[65] يَصــدَعْ بِحَــقٍّ فَهْوَ فَــردٌ فِيْ الزَّمَن»




    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  17. افتراضي



    المسألة الأولى: موعظة تربوية.

    العلم هبة من الله

    قال ابنُ حزمٍ الأندلسيُّ-رحمه الله تعالى-:

    " وإنْ أُعْجِبت بعِلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه،
    وأنه موهبة من اللهِ مجردة، وهبك إياها ربُّك تعالى،
    فلا تقابلها بما يسخطه، فلعله يُنسيك ذلك بعِلةٍ يمتحنك بها،
    تُولِّد عليك نسيان ما علمت وحفظت !
    .

    ولقد أخبرني (عبد الملك بن طريف) - وهو من أهل العِلم،
    والذكاء، واعتدال الأحوال، وصحة البحث -؛
    أنه كان ذا حظٍّ من الحِفظ عظيم، لا يكاد يمُرُّ على سَمْعه شيءٌ يحتاج إلى استعادته !!،
    وأنه ركب البحر فمَرَّ به فيه هولٌ شديدٌ أنساه أكثر ما كان يحفظ،
    وأخَلَّ بقوة حفظه إخلالاً شديداً لم يعاوده ذلك الذكاء بَعْدُ!!.

    وأنا أصابتني عِلَّةٌ فأفقت منها، وقد ذهب ما كنت أحفظ،
    إلاَّ ما لاَ قدْر له، فما عاودته إلاَّ بعد أعوامٍ
    !!.

    واعلمْ أن كثيراً من أهل الحرص على العلم يجدون القراءةَ والإكبابَ على الدروس والطلب،
    ثم لا يُرزقون منه حظاً !،


    فلْيعلم ذوُوا العِلمِ أنه لو كان بالإكباب وحده لكان غيره فوقه،
    فصَحَّ أنه موهبة من الله تعالى ،
    فأيُّ مكانٍ للعُجْب ها هنا ؟!،
    ما هذا إلاَّ موضعُ تواضعٍ، وشكرٍ لله تعالى،
    واستزادةٍ من نِعَمِه، واستعاذةٍ مِن سَلْبِها
    " انتهى.

    (الأخْلاقُ والسِّيَر في مداواة النفـوس: ص 68).



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  18. افتراضي



    المسألة الثانية: ما يجزم فعلاً واحداً.

    قال الناظم –رحمه الله- : "بَاْبُ الْجَوازِمِ".

    الشرح:

    هذا (باب) أي: جملة خاصة من العلم وضع لبيان الأدوات (الجوازم)
    التي تجزم الفعل المضارع، وهي على نوعين:


    النوع الأول: ما يجزم فعلاً واحداً.
    النوع الثاني: ما يجزم فعلين.

    وتفصيل ذلك على النحو الآتي:

    النوع الأول: ما يجزم فعلاً واحداً.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    واجزِم بِـ(لامٍ) وَبِـ(لاَ) فِيْ الطَّلَبِ[59] فِعلاً فَريــداً نَحوُ «لا تَستَرِبِ»
    وَلْتَتَّقِ اللهَ، كَـــــذا (لَمَّا)، و(لَـم)[60] كَـ «لَم يَدُمْ عُسْرٌ» وَبِالْهَمزِ (أَلَم)


    الشرح:

    ذكر الناظم –رحمه الله- هنا- أربعة حروف تجزم فعلاً مضارعاً واحداً،
    ومع ضميمة (الجزم بأسلوب الطلب) يكون عدد ما يجزم فعلاً واحداً خمسَ أدوات
    :

    1- أسلوب الطلب، وقد سبق بيانه.
    2- أربعة حروف، وهي: (لام الطلب، ولا الطلب، ولم، ولما).

    وتفصيلها على النحو الآتي:

    أولاً: (لام الطلب). قال الناظم –رحمه الله-: "واجزِم بِـ(لامٍ) ... فِيْ الطَّلَبِ فِعلاً فَريــداً" أي: واحداً.

    - (ولام الطلب) حرف وتأتي: للأمر، والدعاء، والالتماس.

    أمر مع استعلاء وضده الدعا *** وفي التساوي فالتماس وقعا

    1- لام الأمر: يطلب بها حصول الفعل طلباً جازماً من أعلى إلى أدنى.
    مثل: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}[الطلاق: 7].

    2- لام الدعاء: يطلب بها حصول الفعل طلباً بعزم من أدنى إلى أعلى.
    مثل: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}[الزخرف: 77].

    3- لام الالتماس: يطلب بها حصول الفعل طلباً بغير إلزام من مساوٍ إلى نظيره.
    مثل: لتعمل بجد؛ –إذا قالها رجل لصديقه-.

    مثال الناظم –رحمه الله-: "وَلْتَتَّقِ اللهَ".

    الإعراب
    :

    1- [وَلْتَتَّقِ] الواو حرف عطف. (واللام) لام الأمر. (تَتَّقِ) فعل مضارع مجزوم بلام الأمر،
    وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

    2- [اللهَ] لفظ الجلالة منصوب على التعظيم.


    ثانياً: (لا الطلب). قال الناظم –رحمه الله-: " واجزِم ... وَبِـ(لاَ) فِيْ الطَّلَبِ فِعلاً فَريــداً".

    - (ولا الطلب) حرف تأتي: للنهي، والدعاء، والالتماس.

    1- لا النهي: يطلب بها ترك الفعل طلباً جازماً من أعلى إلى أدنى.
    مثل: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ}[المائدة: 77].

    2- لا الدعاء: يطلب بها ترك الفعل طلباً بعزم من أدنى إلى أعلى.
    مثل: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا}[البقرة: 286].

    3- لا الالتماس: يطلب بها ترك الفعل طلباً بغير إلزام من مساوٍ إلى نظيره.
    مثل: لا تذهب؛ –إذا قالها رجل لصديقه-.

    مثال الناظم –رحمه الله-: "«لا تَستَرِبِ»".

    الإعراب:

    1- [لا] ناهية جازمة.

    2- [تَستَرِبِ] فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون المقدر
    منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الروي. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
    ومعنى (تسترب): تشك.


    ثالثاً: (لمَّا). قال الناظم –رحمه الله-: "كَـــــذا (لَمَّا)" مما يجزم فعلاً واحداً.

    (لمَّا) حرف جزم ونفي وقلب.
    - تجزم الفعل المضارع بسكون، أو حذف.
    - وتنفي حصول الفعل.
    - وتقلب زمن الفعل من المضارع إلى الماضي.

    - مثل: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ}[عبس: 23].

    الشاهد: (لَمَّا يَقْضِ) (لمَّا) حرف جزم ونفي وقلب. (يَقْضِ) فعل مضارع مجزوم بلما
    وعلامة جزمه حذف حرف العلة. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).

    - ويجوز دخول الهمزة عليها، (ألمَّا).

    رابعاً: (لم) قال الناظم –رحمه الله-: " كَـــــذا ... و(لَـم)" مما يجزم فعلاً واحداً.

    (لم) حرف جزم ونفي وقلب.
    مثل: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}[النساء: 168].

    يجوز دخول الهمزة عليها، (ألم)، قال الناظم –رحمه الله-:"وَبِالْهَمزِ (أَلَم)".

    مثال الناظم –رحمه الله-: "كَـ «لَم يَدُمْ عُسْرٌ»".

    الإعراب:

    1- [كَـ «لَم يَدُمْ] أي: (كـ) قولك: (لَم) حرف جزم ونفي وقلب.
    (يَدُمْ) فعل مضارع مجزوم بـ(لم)، وعلامة جزمه السكون.

    2- [عُسْرٌ] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


    تنبيه: الفرق بين النفي بـ(لم)، والنفي بـ(لما).

    - النفي بـ(لم): نفي للفعل دون احتمال حصوله بعد الكلام.
    مثل: جاء المصلون ولم يحضر الخطيب.

    - النفي بـ(لما): نفي للفعل مع احتمال حصوله بعد الكلام.
    مثل: جاء المصلون ولما يحضر الخطيب.



    ***
    الصور المرفقة الصور المرفقة

  19. افتراضي


    المسألة الثالثة: ما يجزم فعلين.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    وفِــعلُ شَــرطٍ وَجَــوابٌ جُــزِما[61] بِـ(إِنْ، وَمَنْ، وما، ومَهما، حَيثُما)
    و(أيـنَ) (أيَّــانَ) و(أيِّ) و(مَتى)[62] (أَنَّى) و(إذْ مَا) ذا كَـ(إنْ) حَرفٌ أَتَى


    الشرح:

    بين الناظم –رحمه الله- الأدوات التي تجزم فعلين:

    الأول: يسمى (فعل الشرط).
    والثاني: يسمى (جواب الشرط).

    فقال:"وفِــعلُ شَــرطٍ وَجَــوابٌ جُــزِما" باثنتي عشرة أداة، وتفصيلها على النحو الآتي:

    النوع الأول: (حرفان جازمان لفعلين).

    1- حرف بالاتفاق، وهو (إِنْ).
    مثل: {إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}[النور: 32].

    الشاهد: (إن) حرف شرط يجزم فعلين. (يكونوا) فعل مضارع مجزوم بـ(إن)، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة، وهو فعل الشرط.
    (يُغْنِهِمُ) فعل مضارع مجزوم بـ(إن)، وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وهو جواب الشرط.

    2- حرف على الأصح، وهو (إذما).

    قال الناظم –رحمه الله-: "و(إذْ مَا) ذا كَـ(إنْ) حَرفٌ أَتَى" يقصد أن: (ذا) أي: هذا، والمشار إليه "(إذْ مَا)، كَـ(إِنْ) أي: مثل (إنْ) حَرفٌ أَتَى –على الأصح-.

    قال الشاعر:

    وإنك إذما تأت ما أنت آمر *** به تُلفِ من إياه تأمر آتيا

    النوع الثاني: (عشرة أسماء).

    1- تسعة أسماء بالاتفاق.

    - (مَنْ) مثل: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}[الزلزلة: 7].
    - (مَا) مثل: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ}[البقرة: 272].
    - (حَيْثُمَا) مثل:
    حيثما تستقمْ يقدرْ لك الله *** نجاحاً في غابر الأزمان
    - (أَيْنَ) مثل: {أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ}[النساء: 78].
    - (أَيَّانَ) مثل: أيان تلقني أكرمْك.
    - (أيُّ) مثل: أيَّ كتابٍ تقرأْ تستفدْ منه.
    - (مَتَى) مثل:
    أنا ابنُ جلا وطلاعُ الثنايا *** متى أضع العمامة تعرفوني
    - (أَنَّى) مثل: أنَّى تأتني أكرمك.
    - (كَيْفَمَا) مثل: كيفما تكن الأمة تكن الولاة.

    2- اسم على الأصح، وهو (مَهْمَا).
    مثل: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}[الأعراف: 132].

    مثال الناظم –رحمه الله-:

    تَقـولُ : «إنْ تَعمَلْ بِعِـلمٍ تَستَفِدْ»[63] و «مـا تُقَـــدِّمهُ مِــنَ الْخَــيْرِ تَجِــدْ»

    الإعراب:

    1- [إنْ] حرف شرط يجزم فعلين.

    2- [تَعمَلْ] فعل مضارع مجزوم بـ(إن) وعلامة جزمه السكون، وهو فعل الشرط.
    والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

    3- [بِعِـلمٍ] الباء حرف جر. و(علم) اسم مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

    4- [تَستَفِدْ] فعل مضارع مجزوم بـ(إن) وعلامة جزمه السكون،
    وهو جواب الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

    5- [و] حرف عطف.

    6- [ما] اسم شرط يجزم فعلين.

    7- [تُقَـــدِّمهُ] (تقدم) فعل مضارع مجزوم بـ(ما) وعلامة جزمه السكون،
    وهو فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).
    والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

    8- [مِــنَ] حرف جر.

    9- [الْخَــيْرِ] اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

    10- [تَجِــدْ] فعل مضارع مجزوم بـ(ما) وعلامة جزمه السكون،
    وهو جواب الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).




    ***

  20. افتراضي


    المسألة الرابعة: الفاء الواقعة في جواب الشرط.

    قال الناظم –رحمه الله-:

    واقرِن بِنَحـوِ الفا جَواباً حَيثُ لا[64] يَصــلـُحُ أنْ يُجــعـَلْ شَـرطاً مُسجَــلا
    كَـ «إنْ تُخاصِمْ فاتْبَعِ الْحَقَّ» وَ«مَنْ[65] يَصــدَعْ بِحَــقٍّ فَهْوَ فَــردٌ فِيْ الزَّمَن»


    الشرح:

    بين الناظم –رحمه الله- الحالة التي يجب أن تقترن فيها الفاء بجملة الجواب؛
    وذلك إذا لم تصلح الجملة أن تقع جواباً لـ(إن) أو إحدى أخواتها.


    وهذه (الفاء) تسمى: الفاء الواقعة في جواب الشرط.

    والجمل التي لا تصلح أن تقع جواباً للشرط سبع جمل، يجمعها:

    اسْمِيَّةٌ طَلبِيَّةٌ وبِجَامِدٍ *** وبما ولَنْ وبِقَدْ وبالتَّسْويف

    1- الجملة الإسمية، مثل: {وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأنعام: 17].
    2- الجملة الطلبية، مثل: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}[آل عمران: 31].
    3- الجامد، مثل: {إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ}[الكهف: 39 -40].
    4- ما ، مثل: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ}[الحشر: 6].
    5- لن ، مثل: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ}[آل عمران: 115].
    6- قد ، مثل: {إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ}[يوسف: 77].
    7- التنفيس ، مثل: {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء: 74].

    مثال الناظم –رحمه الله-:

    كَـ «إنْ تُخاصِمْ فاتْبَعِ الْحَقَّ» وَ«مَنْ[65] يَصــدَعْ بِحَــقٍّ فَهْوَ فَــردٌ فِيْ الزَّمَن»

    الإعراب:

    1- [كَـ «إنْ] أي: (كـ) قولك: (إنْ) حرف شرط يجزم فعلين.

    2- [تُخاصِمْ] فعل مضارع مجزوم بـ(إن) وعلامة جزمه السكون، وهو فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

    3- [فاتْبَعِ] الفاء واقعة في جواب الشرط. (اتْبَعِ) فعل أمر مبني على السكون، وكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (أنت).

    4- [الْحَقَّ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وجملة: (فاتْبَعِ الْحَقَّ) في محل جزم جواب الشرط.

    التوضيح: جملة (اتْبَعِ الْحَقَّ) جملة طلبية لا تصلح مطلقاً أن تكون جملة جواب الشرط؛
    لذلك وجب اقترانها بالفاء.


    5- [و] الواو حرف عطف.

    6- [مَنْ] اسم شرط يجزم فعلين.

    7- [يَصــدَعْ] فعل مضارع مجزوم بـ(مَنْ) وعلامة جزمه السكون،
    وهو فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر تقديره: (هو).

    8- [بِحَــقٍّ] الباء حرف جر. (حَــقٍّ) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.

    9- [فَهْوَ] الفاء واقعة في جواب الشرط. (هو) ضمير مبني في محل رفع مبتدأ.

    10- [فَــردٌ] خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط.

    التوضيح: جملة (هْوَ فَــردٌ) جملة اسمية لا تصلح مطلقاً أن تكون جملة جواب الشرط؛
    لذلك وجب اقترانها بالفاء.


    11- [فِيْ] حرف جر.

    12- [الزَّمَن] اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره.



    تم الباب بحمد الله وتوفيقه.


    ***

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •