تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 32

الموضوع: وسائل التواصل الحديثة : توجيهات، وتنبيهات (متجدد).

  1. Lightbulb وسائل التواصل الحديثة : توجيهات، وتنبيهات (متجدد).


    الجلبة الإعلامية

    حقيقة الابتلاء : ( فقه سنة التدافع ) بين الحق وأسبابه ووسائله ، والباطل وأسبابه ووسائله .

    ومنطلقه من قاعدة ( الاشتغال بالحق ) . كما جاء عن السلف : نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .

    وعليه فلابد من مراعاة هذا المبدأ في المستجدات الاجتماعية للتواصل ( الآلة الحديثة ) لتناقل المعلومات بين أفراد الأمة .

    ومن المعلوم أن الطبيعة التي تسود فيها هي ( التكاثر ) في الأقوال والأخبار والمعلومات .

    وكل واحدة من هذه الثلاث إن لم تخضع لقاعدة التدافع بملحظ ( جلب المصالح وتكثيرها ، ودفع المفاسد وتقليلها ) وإلا لكانت ذريعة للباطل .

    فالوسائل الحديثة ليست قنوات إخبارية

    والداعية ليس مراسلا صحفيا .

    وطالب العلم ليس محللا سياسيا أو إخبارياً .

    والمفتي ليس ( مصرحا رسميا دبلوماسيا) .

    فالواقع عند كثيرين - اليوم - هو ما سبق وهي حقيقة ( الجلبة الإعلامية ) التي تضج بها هذه الوسائل مما أثر في التعليم والدعوة والتربية .

    والله المستعان .





    ***

  2. افتراضي


    بِسْم الله الرحمن الرحيم


    كل محاورة تعتمد على أمرين :

    ١- وضوح الألفاظ .

    ٢- صواب المعاني .

    فإذا كانت المحاورة عبارة عن : خواطر ، أو مذاكرة أو مناقشة . ونحو ذلك ، فيغتفر في ألفاظها ما لا يغتفر في : التحرير ، والتحقيق .

    ولذلك يقال لصاحبها : ما أردت ؟

    فإن بين معنى مقبولا صحيحا ، تركت ألفاظه التي لا تحتمل هذا المعنى لعدم صلاحية دلالتها لما أراده هذا من جهة المخاطٓب .

    وأما المتكلم فواجبه تجاوز تلك الألفاظ التي لم تبين مقصوده ، ولا ينبغي له محاولة إقحام مقصوده في قوالب لا تصلح له .

    فإن ذلك يورث جدلا غير نافع يفضي إلى المماراة المذمومة .

    وطالب العلم همته تصحيح المعاني القائمة في قلبه لأنها هي مادة فقهه وإيمانه .

    وأما ألفاظه في مثل هذا المقام فهي عفوية ليست مقصودة بخلاف مقام التحرير والتحقيق .


    ****

  3. افتراضي


    بسْم الله الرحمن الرحيم

    مرآة النفوس

    قال ابن القيم - رحمه الله - : " وقد خلق الله سبحانه النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن ولا بد لها من شيء تطحنه .

    فإن وضع فيها حب طحنته
    وإن وضع فيها تراب أو حصى طحنته

    فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحى ولا تبقى تلك الرحى معطلة قط بل لا بد لها من شيء يوضع فيها .

    فمن الناس من تطحن رحاه حبا يخرج دقيقا ينفع به نفسه وغيره .

    وأكثرهم يطحن رملا وحصى وتبنا ونحو ذلك .

    فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه "

    ( الفوائد : ص / 308 ) .

    فإن أردت أن تعرف حقيقة طحنك فانظر في جوالك : في تغريداتك ، ومقالاتك ، ونقولاتك ، وتعليقاتك ، ومناقشاتك .... عندها تعرف من أنت ؟!

    وما هي حقيقتك ، وما هو حجمك ، ومبلغ علمك ....

    ولا أقول " وشهد شاهد من أهلها " . بل هو الشاهد على نفسه " بل الإنسان على نفسه بصيرة " .

    فالعبد له عينان يرى بهما كل ما حوله مباشرة ولكنه لا يرى بهما وجهه إلا بمرآة .

    وكذلك النفس لها مرآة يعرف العبد بها حقيقتها وهي : أعماله وأقواله .

    فعمل العبد وقوله ونتاجه .... هو مرآته التي تظهر له ولغيره حقيقته ومعدنه .

    ولذلك فكم فضحت التغريدات ، والتعليقات ، والمشاركات ، والإعجابات من إنسان . كان في ستر الصمت يتنعم فصار مكشوفا للعالمين وأنه في أي ركب يسير .

    فعلى طالب العلم أن يتأمل حاله من خلال جواله ليستدرك ما فاته ويعتذر من زلاته .

    اللهم أدم علينا سترك وأحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا .


    ***

  4. افتراضي


    بِسْم الله الرحمن الرحيم

    من أسباب الحصانة الفكرية :

    ١- طلب الحق من معدنه ( الوحي ) مجرداً دون شائبة حظ - تقليداً أو هوًى - .

    فيجب أن يقدم الاستدلال قبل الاعتقاد ، متحرزاً أشد التحرّز من تسريبات الهوى التي تمرر بعض المسائل إلى حيّز القناعة بلا تأشيرة دخول { قل هاتوا برهانكم } .

    والحصيف من يجعل حرس حدود قناعاته من جند الإخلاص الذين يرفعون شعار { ابتغاء وجه الله تعالى } .

    فالإخلاص أعظم قاطع لتلك التسريبات بلا برهان لأنه أمين لا يقبل الرشوة .

    ٢- التمحيص المستمر لكل وافد على القلب فإن التسامح الفكري والمعايشة السلمية مع المسائل الدخيلة دون التعرف على أصولها ومناشئها ومصادرها التي وردت منها قد يوّلد التصورات الفاسدة بخفية حتى تصبح قناعات .

    والأمر كما هو ظاهر في الخطوات الشهوانية تبدأ بالهاجس فالخاطرة فحديث النفس فالهم وهكذا حتى يولد العزم الفاسد .

    فهكذا الحال في الشبهات الشيطانية تتسلل بالواردات التي ترد على القلوب عبر مقولة أو تغريدة أو خاطرة تمر بلا تمحيص حتى تولد مقالة فاسدة يعتقدها وينافح عنها .

    ٣- اليقظة من اختراق قلبة بالمسائل المتشابهة التي تمرر تحت عباءة ( العلامة ) و ( الإمام ) و ( المجدد ) فإن قول العالم مهما علا كعبه يستدل له ولا يستدل به .

    فلا يهولنه تصدير الكلام بالقائل المعظم - وإن كان في حقيقته عظيما في العلم والعمل - لأن الحق يعرف بدلائله لا بمجرد قائله .

    لكن في الوقت نفسه ليترفع عن العجلة والمماراة والعجب وليتهم نفسه وفهمه ، معتمدا على قاعدة ( ماذا أردت ) .

    ومن أعظم أسباب التوفيق في هذا الباب تعاهد محبة الله - تعالى - في القلب فهي أعظم ممكن للبصيرة في القلوب { أدعو إلى الله على بصيرة } .


    ***

  5. افتراضي


    قال السعدي - رحمه الله –
    في تفسير قوله – تعالى - : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى } - :
    " وكلُّ خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها،
    أو خصلة من خصال الشر المأمور بتركها،
    فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه،
    وبمعاونة غيره من إخوانه المؤمنين عليها،
    بكل قول يبعث عليها وينشط لها،
    وبكل فعل كذلك
    ".

    قلت : فتأمل قوله : " بكل قول يبعث عليها وينشط لها "
    يصلح أن يكون أصلاً ومقصداً مهماً في كثير من :
    التعليقات والاعجابات والثناءات في الوسائل الحديثة للتواصل
    وخاصة فيما تعلقت به مصالح الدين والدنيا للجماعة المسلمة .


    ***

  6. افتراضي


    من آداب المناظرة
    عند السليمة قلوبهم ، والصحيحة فهومهم


    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخي الحبيب طالب العلم

    إن من الواجبات اللازمة على سليم القلب من الزيغ : اتباع المحكمات ، ورد المتشابهات إليها ، سواء كانت من متشابهات : القرآن ، أو السنة ، أو فتاوى العلماء ، أو مواقفهم . فالاشتباه يعرض فيها كلها
    .

    فإن رأيت موقفاً لواحد من العلماء – الذين لا شك في صحة أصولهم – لم يتبين لك وجهه فهو مما اشتبه عليك معناه فارجعه للمحكم من الشريعة وارح نفسك وإخوانك ولا تقف عنده .

    إذا لم تستطع شيئا فدعه *** وجاوز إلى ما تستطيع

    فإن قلت : لا ، لقد تبين لي وجهه ، وأنه خطأ لا ريب فيه .

    فأقول : لكنه لم يتبين لغيرك – ممن يتفق معك في المحكمات الشرعية – ما تبين لك من التخطئة . بل صحح قوله ولائم بين موقفه وبين الشريعة بوجه لم يتبين لك علمه .

    فهنا الخلاف في تنزيل ( محكم الشريعة ) الحكم المتفق عليه على ( المتشابه النسبي لأحدكما ) الفرع المتنازع فيه ، وهذا من اختلاف التنوع الذي لا يضر ، كما بين ذلك ابن عثيمين – رحمه الله – في شرحه لكشف الشبهات .

    فالخلاف فيه لا يوجب النزاع إلا إذا صحبه البغي والعدوان من أطراف النزاع أو أحدهما .

    فإن قلت : لكنه عندي خطأ بين ، ولا بد من بيان الخطأ لحفظ الحق وصيانة العلم .

    فأقول : إذا يلزمك أن ترجع المسألة إلى ( العلم المحض ) وذلك بأن ترفع المسألة عن صورة الفرع المتنازع فيه إلى البحث في أصول العلم ( للمحكم الشرعي ) وضوابطه ودلائله وفروعه المتفق عليها فبذلك يحفظ العلم ويصان .

    فقرر الحق بذلك دون التعرض للفرع الذي لم يلتفت له ، أو يتخذ ذريعة للباطل ، فإن حصل ذلك لزم ضرورة تمييز الحق مما خالطة بالحكم التفصيلي الذي يفرق بين ما أشتمل عليه المشتبه من الحق أو الباطل ووجه كل واحد منها .

    وما دام أن الفرع مغفول عنه غير منتبه له فاعرض عنه

    فإن الفتنة نائمة فلا توقظها .

    وسلامة الدين لا يعدلها شيء ، والله الموفق .





    ***

  7. افتراضي


    حسبك من السيل ما يرويك

    بِسْم الله الرحمن الرحيم

    مشايخي الكرام و أخواني الفضلاء

    دعوني أتطفل عليكم بكياسة لا أتصف بها
    لكن قد يفوه النكرة بما يقدح في ذهن الألمعي نور علم أو سداداً في عمل
    .

    ألا ترون معي أن حال المجموعات والصفحات - في الوسائل الحديثة - صار - في الغالب - حال سرف وتبذير في القول والنقل .

    فإن كان المطلوب منه التعليم والدعوة فعشر عشره يكفي

    فالعلم كثيره ينسي بعضه بعضا .

    فكيف وهو عشوائي المادة ، وناقص في الإفادة .

    فكم المعلومات المتدفق من منابع المجموعات كالسيل العرم الذي هو أشبه بالعقوبة بطوفان أو هيجان بحر مغرق .

    أشبه بذلك منه إلى غيث يروي العطشان وينبت الزرع .

    والسبب في ذلك هو عدم إحكام فوهة البركان الذي يخرج كل ما في جوف حافظة الجوال من صوتيات ومسموعات ومقروءات حتى تشتت على العالم وقته ، وعلى طالب العلم همته ، وتضعف من العامي صدقه وعمله .

    وإحكام ذلك له أداب في نفس كل فرد من أفراد المجموعة وقوامها بالإخلاص والصدق .

    وآداب عامة في كل مجموعة بحسبها ، وهي رعاية مقصود إنشاء المجموعة ، فإحكام البدايات سر نجاح النهايات .

    مع الهمة العالية في الاستفادة والإفادة .

    ومعرفة مراتب الرجال وإسناد كل أمر إلى أهله .

    وخشية السرف والتيه في كثرة كلامي أرفع أصبعي عن أزرار الحروف
    وإلى الله سبحانه مصير البدن والروح
    .


    ***

  8. افتراضي


    قال الشيخ فتحي الموصلي وفقه الله:

    " في مواقع التواصل الاجتماعي - التي عاملها بعض الأفاضل من أهل العلم معاملة ما عمت به البلوى أو أنها شر لا بد منه أو أن شرها غالب على خيرها ، وعاملها آخر معاملة الوسائل التي تأخذ أحكام مقاصدها- ترى عجبا ؛ حتى ترى الحريص على وقته والبصير بمصالحه يتردد بين الإقدام والإحجام ...

    لهذا احتاج المقام التذكير ببعض الأصول والمقدمات :

    أولها : أن ينظر الإنسان في أهليته هل يصلح له النظر أم المشاركة أم المناظرة ؛ ولكل نوع منها شرطه وأدبه وغايته؛ فما يصلح للنظر لا يصلح للمشاركة أو للمناظرة .

    فالنظر يطلب لتحصيل الفائدة .

    والمشاركة بقصد التسديد والمقاربة .

    والمناظرة مبنية على البراهين والحجج الدامغة .

    وثانيها : إن كان الإنسان متكلما فعليه البيان ، وأن كان مستمعا فعليه أن يجتهد في فهم الكلام ؛ فإن وقع الإشكال ؛ فالمتكلم عليه أن يقدح في بيانه ، والسامع عليه أن يتهم فهمه وإدراكه ...

    وثالث هذه الأصول : أن لا يورث نقل الكلام شبهاً خطافة ولا عداوة ؛ فلا يكفي أن يكون الناقل صادقا في خبره ولا يكفي أن يكون الكلام صحيحا في نفسه ؛ بل لا بد أن ينظر في العواقب الوخيمة والآثار السيئة لنقل الكلام أو ذكر الخبر .

    فهذه الثلاثة هي الناجية :

    التفريق بين النظر والمشاركة والمناظرة .

    والمتكلم يقدح في بيانه والسامع يقدح في فهمه .

    وأن لا يؤدي الكلام إلى الشبهة أو العداوة ولو كان الناقل صادقا في نقله والكلام صحيحا في نفسه " .

    قاله في مجموعة الإشراف العلمي ( الواتساب ) ..



    ***

  9. افتراضي


    تطويع التقنية الحديثة للمقاصد الشرعية
    مطلب ضروري للقيام بواجب إصلاح الأمة


    فأئمة هذا الميدان يجمعون بين :

    1- الإخلاص للمعبود بالإحسان إلى العباد .
    2- والصدق في الإرادة بالحرص على الأمة .
    3 - والعلم بالشريعة بالرحمة بالخليقة .



    ***

  10. افتراضي


    في الوسائل الحديثة للتواصل ( يكثر القول )

    فيجب طلب السداد فيه ؛ فالقول السديد واجب شرعي .

    يَقُولُ الله - تعالى - : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70]

    " وَالسَّدِيدُ هُوَ الَّذِي يَسُدُّ مَوْضِعَهُ وَيُطَابِقُهُ
    فَلَا يَزِيدُ عَلَيْهِ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُ،
    وَسَدَادُ السَّهْمِ هُوَ مُطَابَقَتُهُ وَإِصَابَتُهُ الْغَرَضَ
    مِنْ غَيْرِ عُلُوٍّ وَلَا انْحِطَاطٍ وَلَا تَيَامُنٍ وَلَا تَيَاسُرٍ
    " .
    ( مختصر الصواعق : ص/ 388 ) .



    ***

  11. افتراضي


    أصل الدعوة : في المساجد - خطبا ومحاضرات ودروسا -

    : وفي كل وسائل التواصل ( منتديات ، ومواقع ، وتويتر ، وفيس بوك ... إلخ ) .

    ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

    " وَكَانَ الْمَقْصُودُ بِالدَّعْوَةِ :
    وُصُولَ الْعِبَادِ إلَى مَا خُلِقُوا لَهُ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِمْ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
    وَالْعِبَادَةُ أَصْلُهَا عِبَادَةُ الْقَلْبِ الْمُسْتَتْبِعِ لِلْجَوَارِحِ
    فَإِنَّ الْقَلْبَ هُوَ الْمَلِكُ وَالْأَعْضَاءُ جُنُودُهُ .
    وَهُوَ الْمُضْغَةُ الَّذِي إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ
    وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ .
    وَإِنَّمَا ذَلِكَ بِعِلْمِهِ وَحَالِهِ
    كَانَ هَذَا الْأَصْلُ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ : بِمَعْرِفَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ :
    هُوَ أَصْلُ الدَّعْوَةِ فِي الْقُرْآنِ
    .
    فَقَالَ تَعَالَى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ } " .

    ( مجموع الفتاوى : 2/6 ) .




    ***

  12. افتراضي


    الوقت والرتبة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن مما لا يسع العاقل الحصيف إلا الوقوف عنده هو ( كيفية حفظ الوقت ) ، ( وطلب الرتب العالية ) . وحفظ الوقت يكون باستثماره .

    استثمار الوقت : حقيقته استنقاذ ما يمكن من الزمان عن الضياع .

    واستنقاذه بأن يكون مثمرا في زيادة العلم أو العمل أو وسيلة لذلك .

    وما عداه فهو التضييع للأوقات المفضي إلى الحرمان .

    ومن أنواع التضييع الخطيرة ( السرقة المقننة ) لا أقول للدقائق والساعات . بل للشهور والسنوات . وذلك بأن يرتبط العبد بنمط سلوكي في الحياة بشكل منتظم بسلطة الإلف والعادة ينفق فيه شطرا من عمره بلا ثمرة.

    وأبشع ما يكون هذا النمط إذا كان ظاهره التشبه بسمت أهل العلم أو العبادة بلا مقصودهما ؛ فيكون ظاهره الصلاح وباطنه النفاق أو الفسق أو الغفلة .

    ومن أمثلة ذلك : ( الآلة الحديثة للتواصل ) فهي عند كثيرين كالكيس المثقوب الذي يضع فيه العبد ثمرة عمره وزهرة شبابه من الساعات والأوقات وإذا بها تتسرب من ثقوب كيسه وهو يدري أو لا يدري .

    سبب التلبيس عليه :

    وهنا تنبيه خطير : فكما أن الاشتباه في اللفاظ يفضي إلى تحريف النصوص، والاشتباه في المعاني يفضي إلى القياس الفاسد ؛ فكذلك ( الاشتباه في الأحوال ) يفضي إلى الادعاء الكاذب .

    فقد يتلبس العبد بحال يشبه فيه في الظاهر حال أهل العلم أو حال أهل العبادة وهو في حقيقته مباين لهم في الباطن لأنه يطلب رسوماً بلا حقيقة .

    وهذا الحال ينتهي به إلى أن يدعى فيه أو هو يدعي في نفسه الرتب الكاذبة .

    وللسلامة من هاتين الآفتين : ( ضياع الأوقات ) ، ( والرتب الكاذبة ) لابد من أمرين :

    الأول / استبدلال النمط السلوكي المعتاد بمشروع علمي أو تربوي يتحكم من خلاله بالآلة ويستثمر فيها أوقاته لا العكس .

    الثاني / التشوف إلى الحقائق لا الوقوف عند الرسوم ، فيطلب العلم للعمل ، ويعمل لطلب رضا الله والجنة .

    وما التوفيق إلا من عند الله .



    ***

  13. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    حياكم الله أحبتي الكرام
    من مشايخ فضلاء وإخوة أعزاء

    لا يخفى عليكم أيها الجمع المبارك – بإذن الله – تعالى –
    أن السعادة تؤسس على ركنين :

    1- الإخلاص .
    2- والصدق .


    فمن رزقهما فقد رزق التوفيق والهدى .

    والتوفيق يولد منهما ، ومخاضة في ثلاث طلقات (1) :

    - في هجر العوائد .
    - وقطع العلائق .
    - وتجاوز العوائق .

    وفي فطام النفس عن كل واحدة منها ألم ساعة .
    فمن لم يصبر على ألم الولادة لن يظفر بنسل السعادة .

    فالركون مع العادات .
    والتلذذ بالمتعلقات .
    والعجز عن تجاوز المعوقات .
    : إجهاض للإرادات ، ووأد للهمم .

    بل هي الآفات التي تنحر الهمة حتى يسيل دم الصدق .

    وعندها يصبح النفاق حاكماً على أخلاق طالب العلم وسلوكياته وأعماله .

    وهو مدخل إلى ( دهليز البطالة ) .

    وخذ مثالاً واحداً : ( المجموعات في الواتساب ) .

    تأمل حالها : بين ولادة السعادة وبين إجهاض الهمم والإرادات .
    فهي تجمع في بعض مشاركاتها : ( العوائد ، والعلائق ، والعوائق ) .
    والسعيد من لم يقف معها ، وعندها . بل يتجاوزها : تخطيطاً ، وتصميماً .
    وهي في الحقيقة عقبة كؤود في طريق الاصلاح المعاصر
    وفي طريق الترقي ، والتجديد في الدعوة إلى الله – تعالى - .
    فلابد من التميز في المجموعات
    ولابد من اليقظة ،
    وحقيقتها :

    1- عدم الجري في ميدان العادة ؛ لأنها أمارة الغفلة .
    2- عدم اتباع الشهوات ؛ لأنها أمارة الفسق .
    3- عدم العجز عن تجاوز المعوقات ؛ لأنها أمارة الوهن .


    والتميز في أداء المجموعات ضروري فدونه تسرق الأوقات وتهدر الطاقات .
    بل : يكتسي الطالب ثياب : الوهن ، والضعف في العلم والعمل .

    يكفينا ( ثقافات عامة ) في أغلب أحوالها : تشتيت ، وتوهين ، وتهوين .

    اعتبروها : ( صرخة ) أو ( ومضة ) ......

    لأن الحقيقة المرة التي يفعلها جميع طلاب العلم فضلا عن المشايخ :
    هو سلوك واحد من طريقين
    :

    الطريق الأول / أن الواحد منا – غالباً - يفتح ( الهاتف النقال )
    فينظر في المجموعات ، فلا تكاد تقر عينه إلا بمجموعة أو اثنتين
    من عشرات المجموعات .
    فينظر في عدد رسائل كل مجموعة فإذا هي بالمئات
    فما عليه إلا أن يمسحها حتى لا تثقل ( هاتفه النقال )
    أو يمررها سريعاً مع مسارقة النظر إلى بعضها
    مشيراً إلى أن موضعها عنده هو سلة المهملات

    وأما الطريق الثاني / فهو من يهدر وقته في تتبع كل الرسائل ومطالعتها .
    وقصدي (بالإهدار ) هو عدم طلبه للعلم على الجادة .
    فهو يتلقى معلومات متناثرة : تخرج مثقفاً ، ولا تخرج طالب علم .
    فلابد أن نتعاون في التميز ، والتجديد ، والتصميم ، والترقي .

    بقدر الكد تكتسب المعالي ... ومن طلب العلا سهر الليالي
    ومن رام العلا من غير كدٍ ... أضاع العمر في طلب المحالِ
    تروم العز ثم تنام ليلاً ... يغوص البحر من طلب أللآلي


    وما التوفيق إلا من عند الله .

    ـــــــــــــــ ــــــــــ
    (1) " الطَّلْق: وَجَعُ الْوِلَادَةِ، والطَّلْقَة: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ " ( لسان العرب : 10/255 ) .



    ***

  14. افتراضي


    غائلة العلم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قَالَ الْحَسَنُ، «غَائِلَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ وَتَرْكُ الْمُذَاكَرَةِ» .

    اعلموا – أحبتي الكرام – أن القلب ليس كاغداً أو قرطاساً نُودع فيه العلم ، متى ما أردناه استخرجناه منه . بل القلب من جهة تحمله العلم كالعضلة ، تقوى أو تضعف بحسب تعاهدها بالتمارين أو تركها .

    والحافظة كذلك تقوى وتشتد بالتدريب ، وتضعف وتترهل بعدمه حتى تتفلت منها محفوظاتها، وتتسرب معلوماتها .

    وتدريب الحافظة يكون ( بالمذاكرة ) فبها تقوى الذاكرة وتشتد ، فقد روي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ – رضي الله عنه – أنه قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ؛ فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُهَيِّجُ الْحَدِيثَ» .

    وجاء عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أنه قَالَ: «إِنَّ إِحْيَاءَ الْحَدِيثِ مُذَاكَرَتُهُ، فَتَذَاكَرُوا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ يَرْحَمُكَ اللَّهُ كَمْ مِنْ حَدِيثٍ أَحْيَيْتَهُ فِي صَدْرِي قَدْ مَاتَ» .

    كما أنه بترك المذاكرة تسري غائلة النسيان على العلم فتذهبه ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ " أَنَّ دَغْفَلَ بْنَ حَنْظَلَةَ، قَالَ لِمُعَاوِيَةَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: «إِنَّ غَائِلَةَ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ» .

    وعن عَلِي – رضي الله عنه – أنه قال : «تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا يَدْرُسْ» .

    وقَالَ الزُّهْرِي – رحمه الله - : «إِنَّمَا يُذْهِبُ الْعِلْمَ النِّسْيَانُ وَتَرْكُ الْمُذَاكَرَةِ» .

    ونحن اليوم في نعمة عظيمة من تيسر ( أسباب المذاكرة ) بالوسائل الحديثة التي تقرب البعيد وتيسر الصعب مع قلة نفقه ومؤونة ، بأيسر جهد وبلا تعب .

    فالطالب النبيه ، والشيخ الفطين هما من يستثمران هذه المجالس في مذاكرة العلم وإحياء سنة السلف الماضين بالمذاكرات العلمية التي هي عماد دوام العلم ونمائه . فـ «لَوْلَا النِّسْيَانُ لَكَانَ الْعِلْمُ كَثِيرًا» كما قَالَه الْحَسَنُ – رحمه الله - .

    وإن من البليات التي تصرف عن المذاكرة ( الإعجاب ) بالنفس .

    كما قَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ :

    الْعِلْمِ آفَتُهُ الْإِعْجَابُ وَالْغَضَبُ ... وَالْمَالُ آفَتُهُ التَّبْذِيرُ وَالنَّهْبُ

    فالواجب ثنائي بين ( الشيخ ) ، ( والطالب ) :

    - ( الشيخ ) يبذل ثمن العلم ، كما قَالَ عِكْرِمَةُ – رحمه الله - : «إِنَّ لِهَذَا الْعِلْمِ ثَمَنًا» قِيلَ: وَمَا ثَمَنُهُ؟ قَالَ: «أَنْ تَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يَحْفَظُهُ وَلَا يُضَيِّعُهُ» .

    لا تُؤْتِيَنَّ الْعِلْمَ إِلَّا امْرَأً ... يُعِينُ بِاللُّبِّ عَلَى دَرْسِهِ

    - ( والطالب ) يُعد نفسه لتلقي العلم ويؤهل نفسه لمذاكرة أهله ، كما قَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ – رحمه الله - : «مَنْ كَانَ حَسَنَ الْفَهْمِ رَدِيءَ الِاسْتِمَاعِ لَمْ يَقُمْ خَيْرُهُ بِشَرِّهِ».

    فمن ضياع العلم ترك الاستفادة من المشايخ حتى يذهب علمهم فعن الزُّهْرِيِّ – رحمه الله - قَالَ: «إِنَّ لِلْعِلْمِ غَوَائِلَ فَمِنْ غَوَائِلِهِ أَنْ يُتْرَكَ الْعَالِمُ حَتَّى يُذْهَبَ بِعِلْمِهِ، وَمِنْ غَوَائِلِهِ النِّسْيَانُ وَمِنْ غَوَائِلِهِ الْكَذِبُ فِيهِ وَهُوَ شَرُّ غَوَائِلِهِ»

    إِذَا لَمْ يُذَاكِرْ ذُو الْعُلُومِ بِعِلْمِهِ ... وَلَمْ يَذْكُرْ عِلْمًا نَسِيَ مَا تَعَلَّمَا



    ***

  15. افتراضي


    تأسيس الدعوة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اعلموا – أحبتي الكرام – أن تأسيس الدعوة لا يقل أهمية عن ظهورها وتمكينها . بل لا ظهور للدعوة ولا تمكين إن لم تأسس على الطريقة الرشيدة المهتدية .

    والتوفيق أن يعلم العبد المرحلة التي هو فيها حتى لا يفني عمره ، ويبلي شبابه في غير ما كلف به ، وحقيقة ذلك معرفة ( واجب الوقت ) .

    فالعبد مسؤول يوم القيامة عن خمسة أشياء ، منها : " عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه " ( رواه الترمذي ، وصححه الألباني ) .

    والتكليف الدعوي ينشأ عن أمرين : ( العلم ) ، ( والقدرة ) في الداعي وفي المدعوين مع مراعاة الواقع .

    وعند تجريد النظر من الحظوظ ، واعتماد الناظر على آلة كاملة بلا نقص ، واستناد النظر إلى مصادر معتبرة من الكتاب والسنة بفهم السلف يظهر للداعي إلى الله – تعالى – كمال البصيرة في واجب وقته .

    فوسائل ، ومسائل ، وأحكام التأسيس الدعوي في بقعة معينة تختلف عن وسائل ، ومسائل ، وأحكام الظهور والتمكين الدعوي في بقعة أخرى .

    وعليه فمن العبث أن تتجه همم الدعاة إلى ( بحث التمكين ) قبل ( بحث التأسيس ) ؛ لأن ذلك من استعجال الشيء قبل أوانه ، وهي حالة ( الطيش الدعوي ) أو ( المراهقة الدعوية ) .

    مع مخالفتة للضرورة الشرعية والفطرة العقلية ؛ إذ كل بناء ينشأ من أساسه ثم يعتلى صرحه ، وتحصيل صرح شامخ بلا تأسيس راسخ كالرسم في الهواء أو الخط في الماء .

    وتأسيس الدعوة يقوم على نشر أصول الدعوة وكلياتها بين الخلق . وحقيقته القيام بواجب الدعوة إلى الخير وتحقيق الأمر والنهي ، كما قال – تعالى - :{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران : 104] .

    قال ابن كثير – رحمه الله - : " وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَنْ تَكُونَ فرْقَة مِنَ الأمَّة مُتَصَدِّيَةٌ لِهَذَا الشَّأْنِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ وَاجِبًا عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنَ الْأُمَّةِ بِحَسْبِهِ " ( تفسير القرآن العظيم : 2/91 ) .

    وتحصيل هذا المطلب يكون بطرق من أهمها :

    1- ( الخطاب العام ) وهو : تركيز الخطاب الدعوي على أصول الإسلام وقواعده الكلية - مقصداً ومصدراً – حتى تعرف الأمة مقاصد الشريعة الكلية ، ومصادرها النقية .

    وذلك بمعرفة : ( التوحيد ) ، ( والطاعة ) ، ( والمعاد ) .
    ومعرفة المصادر المعتبرة : من ( الكتاب ) ، ( والسنة ) ، ( والآثار ) .

    2- ( الخطاب الخاص ) وهو : العناية بجيل الطلبة ، والنشأ ؛ ليخرج منهم : ( الدعاة الحكماء ) ، (والمعلمون النبهاء ) ، وهكذا بجد وحرص حتى يبرز منهم : ( المجتهدون والعلماء ) .

    وأغلب بقاع الأمة هي في طور ( التأسيس الدعوي ) فإن نهض المعلمون والدعاة بواجبهم كانوا من العدول الذين يحملون هذا الدين ومن المجددين لهذه الملة ، فـ " الدال على الخير كفاعله " .

    ولما كانت وسائل الاتصال الحديث هي أدوات في نقل الخطاب وإيصاله إلى المخاطبين تعين على من كان في مرحلة التأسيس الدعوي أن يشغل هذه التقنيات بما يسهل هدفه ويبلغ به إلى مقصوده .

    فيجعل له خطاباً عاماً للأمة ، وخطاباً خاصاً للطلبة يركز فيه على التأسيس والتأصيل .

    ولابد في ذلك من الاجتماع والتعاون على تحقيق هذه المطالب الكلية ، فهي من أعظم الواجبات ، وأجل القربات . بل هي وظيفة الرسل والأنبياء – عليهم الصلاة والسلام - .


    وما التوفيق إلا من عند الله

    إذا لم يكن من الله عون للفتى ***** فأول ما يجني عليه اجتهاده


    ****

  16. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    تقصيد الأعمال مطلب شرعي .

    وأصل كلي تنبني عليه كل الفروع الشرعية – صحة أو كمالاً - .

    وقاعدته الشرعية " إنما الأعمال بالنيات " .

    والمراد ( بتقصيد الأعمال ) جعلها ذات مقصد معتبر مراد لله – تعالى - .

    وهذا على أنواع منها :

    1- توحيد الله بالعمل المشروع ، كمن يصلي مخلصاً لله وحده .
    2- استحضار نية موافقة لمقصود العمل ، كمن يطعم أهله بنية اغنائهم عن الناس .
    3- طلب أعلى مقاصد العمل المشروع ، كمن يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا .
    4- الارتقاء بالعمل إلى أكمل صوره ، كمن يقرن تعليمه الطلاب بتربيتهم .


    ومن المقاصد المستجدة الارتقاء ( بالتجمعات الإلكترونية ) خلال وسائل الاتصال الحديثة من :

    - النصائح العامة .
    - والإرشادات المتناثرة .
    - والنقاشات المجتزأة .
    - ونحوذلك .


    إلى :

    - المذاكرة العلمية المنتظمة .
    - والفتوى الجماعية المعتبرة .
    - والمناظرات العلمية الهادفة .
    - والتقريرات العلمية المرتبة .
    - ونحو ذلك .


    والكلام ليس عائماً . بل أنت المقصود أيها :

    - الشيخ الفاضل .
    - وطالب العلم النبيه .
    - والأخ المسلم الكريم .


    فلنجرد النية من أهوائها ،
    والعزيمة من مثبطاتها ،
    والحزم من الاتكالية .

    ولنكن رواد نهضة ، ترقى هممهم إلى المعالي ؛ فيصنعونها ولا يستجدونها
    .


    ومن يتهيب صعود الجبال **** يعش أبد الدهر بين الحفر




    ***

  17. افتراضي نصيحتي لأحدى مجموعات الواتساب ، وهي صالحة لمثيلاتها .


    بسم الله الرحمن الرحيم

    مجموعة ( ....... ) الكرام .

    أولاً / إني أحبكم في الله – تعالى - .
    ثانياً / أرجو الاستفادة منكم والانتفاع من علومكم وأدبكم .
    ثالثاً / أتطلع إلى رقيكم وبلوغكم أكمل المراتب في العلم والعمل .


    ومن باب " الدين النصيحة " أجد نفسي ملزماً ببذل ما أراه صواباً – وعلى الله اعتمادي – فإن وفقت فذلك فضل الله . وإن تكن الأخرى فاستغفر الله وأتوب إليه .

    أحبتي الكرام ومشايخي الفضلاء :

    لا يخفى على جنابكم أن الدعوة السلفية قيامها : ( بالعلم ، والعمل ، والدعوة ) .
    - تصفية وتربية - .

    وبناء ذلك يكون بتأسيس العلم :
    - بتحرير مصادره ومقاصده .
    - وتوضيح طرائق تحصيله .
    - والجد في طلبه .

    ونحو ذلك .

    والمجموعات ( الواتسابية ) في هذا العصر جديرة في أن تستثمر في هذا الباب .

    فلنطوع الآلة الحديثة للمقاصد الشرعية .

    بجعلها منابر للتعليم والدعوة – تنظيماً وتدريجاً – بمقاصد ربانية .

    لا يوجد شيء عسر – بعد معونة الله - مع الإرادة الجازمة والنية الحسنة .

    ولا ينكر أن في المجموعات غررا من الفوائد لكنها تبقى متناثرة لا ينظمها سلك .
    فلو رتب سير المجموعة ، و جعل فيها أوقات خاصة
    :

    - للبحث العلمي .
    - أو الدرس التعليمي .


    لكان ذلك أليق بمقامها ، وأنسب لقدرات مشايخها ، وأنفع لطلابها .

    معذرة على التطفل بين يدي المشايخ الفضلاء

    أخوكم / أبو زيد العتيبي – عفا الله عنه - .


    ****

    من باب تعميم الفائدة : يمكن أخذ هذه النصيحة وعنونتها إلى المجموعات الواتسابية ، لعل الله يحول هذه المجموعات إلى الأكمل والأمثل علماً وعملاً .
    ومن الله التوفيق .

  18. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    ظاهرة الثناءات في وسائل التواصل

    مما شاع في وسائل الاتصال الحديثة المبالغة في المديح،
    والمجازفة في الثناء
    .

    ولا أريد أن أقول : الكذب .

    والدافع لأكثرها: الحب، أو الشكر، أو الاعجاب.
    فهي أسباب مشروعة؛ لكن المبالغة تولد منها آثاراً ممنوعة ممجوجة.

    إضاءة بين المعلم والتلميذ.

    - المعلم يهدي الخلق عصارة علمه وخلاصة عمره،
    والمادح يرسل إليه عقارب ثنائه وأفاعي مدائحه
    تنهش قلبه وتلسع إخلاصه.


    وإني أحب فيك أخي الحبيب :
    حرصك على العلم واحترامك المشايخ وأدبك معهم.

    ومما أثر عن الألباني –رحمه الله- أنه قال: ( الأدب الأمتثال).
    وهي لطيفة رائعة منه –رحمه الله-؛

    إذ بين حقيقة الأدب من الطالب تجاه معلمه.
    بأن يمتثل ما يحبه معلمه، لا ما يراه هو!!!


    والمشايخ لا يحبون الثناء.
    وأفضل ما يجازون به (الدعاء).

    وفقكم الله لطاعته.


    ****

  19. افتراضي


    استثمار الوسائل الحديثة في
    مذاكرة العلم والبحث والمناظرة


    بسم الله الرحمن الرحيم

    إحياء العلم مذاكرته

    اعلم – وفقك الله – أن العلم فريضة شرعية كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " ( صحيح الجامع : 3913 ) .

    ومن طرق استظهار العلم وكشفه المذاكرة فيه – بحثاً ومناظرة - ، كما قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سَبَأٍ:46] .

    قال القرطبي – رحمه الله - : " فَإِذَا كَانُوا فُرَادَى كَانَتْ فِكْرَةً وَاحِدَةً، وَإِذَا كَانُوا مَثْنَى تَقَابَلَ الذِّهْنَانِ فَتَرَاءَى مِنَ الْعِلْمِ لَهُمَا مَا أُضْعِفَ عَلَى الِانْفِرَادِ " ( تفسير القرطبي : 14 / 311 ) .

    ومذاكرة العلم من هدي السلف – رحمهم الله - .

    قال أنس بن مالك - رضي الله عنه - : "كنا نكون عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنسمع منه الحديث، فإذا قمنا تذاكرناه فيما بيننا حتى نحفظه" ( الجامع للخطيب : 1/236) .

    لذلك قال ابن عثيمين – رحمه الله – : " من الأمور التي ينبغي لطالب العلم أن يهتم بها المذاكرة، والمذاكرة نوعان:
    النوع الأول: مذاكرة مع النفس، بأن تجلس مثلا جلسة وحدك ثم تعرض مسألة من المسائل أو مسألة قد مرت عليك، ثم تأخذ في محاولة عرض الأقوال وترجيح ما قيل في هذه المسألة بعضها على بعض، وهذه سهلة على طالب العلم، وتساعد على مسألة المناظرة السابقة.
    النوع الثاني: مذاكرة مع الغير، بأن يختار من إخوانه الطلبة من يكون عونًا له على طلب العلم، مفيدًا له، فيجلس معه ويتذاكرون، يقرأ مثلا ما حفظاه، كل واحد يقرأ على الآخر قليلا، أو يتذاكران في مسألة من المسائل بالمراجعة أو بالمفاهمة إن قدرا على ذلك فإن هذا مما ينمي العلم ويزيده، لكن إياك والشغب والصلف؛ لأن هذا لا يفيد
    " ( كتاب العلم : ص/ 165 ) .

    وقال النووي – رحمه الله - : " مذاكرة حَاذِقٍ في الفنِّ ساعةَ أنفع من المطالعة والحفظ ساعاتٍ بل أيَّامًا " (شرح مسلم) : (1/ 48) .

    تعريف وآداب :

    " اعلم أن المناظرة : هي النظر بالبصيرة من الجانبين في النسبة بين الشيئين إظهاراً للصواب " ( رسالة الآداب لطاشكبري زاده : ص/ 26 ) .

    ومن آداب مجموعة البحث العلمي .

    1- الإخلاص ؛ لأنه أساس الأعمال ، وباب الفهم ، كما قال – تعالى - : { قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} " يَقُولُ إِنَّمَا أَطْلُبُ مِنْكُمْ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ قِيَامًا خَالِصًا لِلَّهِ، لَيْسَ فِيهِ تَعَصُّبٌ وَلَا عِنَادٌ " ( تفسير ابن كثير : 3/ 517 ) .

    2- العلم ؛ لأنه مادة المذاكرة – بحثاً ومناظرة - .

    3- المناصحة .

    4- الحلم . قال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله - : " ، أما المناظرة في الحق، فإنها نعمة، إذ المناظرة الحقة فيها إظهار الحق على الباطل، والراجح على المرجوح فهي مبنية على :

    - المناصحة،
    - والحلم،
    - ونشر العلم،


    أما المماراة في المحاورات والمناظرات، فإنها تحجج ورياء ولغط وكبرياء ومغالبة ومراء، واختيال وشحناء، ومجاراة للسفهاء فاحذرها واحذر فاعلها، تسلم من المآثم وهتك المحارم، وأعرض تسلم وتكبت المأثم والغرم " ( حلية طالب العلم : ص/ 189 ).

    5- نصيحة ختامية : قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجري – رحمه الله - :

    " فَالْمُؤْمِنُ الْعَالِمُ الْعَاقِلُ يَخَافُ عَلَى دِينِهِ مِنَ الْجَدَلِ وَالْمِرَاءِ.

    فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَمَا يَصْنَعُ فِي عِلْمٍ قَدْ أُشْكِلَ عَلَيْهِ؟
    قِيلَ لَهُ: إِذَا كَانَ كَذَلِكَ , وَأَرَادَ أَنْ يَسْتَنْبِطَ عِلْمَ مَا أُشْكِلَ عَلَيْهِ , قَصَدَ إِلَى عَالِمٍ مِمَّنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ يُرِيدُ بِعِلْمِهِ اللَّهَ , مِمَّنْ يُرْتَضَى عِلْمُهُ وَفَهْمُهُ وَعَقْلُهُ , فَذَاكَرَهُ مُذَاكَرَةَ مَنْ يَطْلُبُ الْفَائِدَةَ .


    وَأَعْلِمْهُ أَنَّ مُنَاظَرَتِي إِيَّاكَ مُنَاظَرَةَ مَنْ يَطْلُبُ الْحَقَّ , وَلَيْسَتْ مُنَاظَرَةَ مُغَالِبٍ ,
    ثُمَّ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْإِنْصَافَ لَهُ فِي مُنَاظَرَتِهِ , وَذَلِكَ أَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيْهِ أَنْ يُحِبَّ صَوَابَ مُنَاظِرِهِ , وَيَكْرَهَ خَطَأَهُ , كَمَا يُحِبُّ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ , وَيَكْرَهُ لَهُ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ ,

    وَيُعْلِمُهُ أَيْضًا: إِنْ كَانَ مُرَادُكَ فِي مُنَاظَرَتِي أَنْ أُخْطِئَ الْحَقَّ , وَتَكُونَ أَنْتَ الْمُصِيبَ وَيَكُونُ أَنَا مُرَادِي أَنْ تُخْطِئَ الْحَقَّ وَأَكُونُ أَنَا الْمُصِيبُ , فَإِنَّ هَذَا حَرَامٌ عَلَيْنَا فِعْلُهُ , لِأَنَّ هَذَا خُلُقٌ لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ مِنَّا , وَوَاجِبٌ عَلَيْنَا أَنْ نَتُوبَ مِنْ هَذَا.

    فَإِنْ قَالَ: فَكَيْفَ نَتَنَاظَرُ؟ قِيلَ لَهُ: مُنَاصَحَةً , فَإِنْ قَالَ: كَيْفَ الْمُنَاصَحَةُ؟ أَقُولُ لَهُ: لَمَّا كَانَتْ مَسْأَلَةٌ فِيمَا بَيْنَنَا أَقُولُ أَنَا: إِنَّهَا حَلَالٌ , وَتَقُولُ أَنْتَ: إِنَّهَا حَرَامٌ , فَحُكْمُنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَكَلَّمَ فِيهَا كَلَامَ مَنْ يَطْلُبُ السَّلَامَةَ , مُرَادِي أَنْ يَنْكَشِفَ لِي عَلَى لِسَانِكَ الْحَقُّ , فَأَصِيرَ إِلَى قَوْلِكَ , أَوْ يَنْكَشِفَ لَكَ عَلَى لِسَانِيَ الْحَقُّ , فَتَصِيرَ إِلَى قُولِي مِمَّا يُوَافِقُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَالْإِجْمَاعَ ,

    فَإِنْ كَانَ هَذَا مُرَادَنَا رَجَوْتُ أَنْ تُحْمَدَ عَوَاقِبُ هَذِهِ الْمُنَاظَرَةِ , وَنُوَفَّقَ لِلصَّوَابِ , وَلَا يَكُونَ لِلشَّيْطَانِ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ نَصِيبٌ " ( أخلاق العلماء : ص/ 61 ) .



    ****

  20. افتراضي شروط المشاركة في المجموعات العلمية والدعوية.


    بسم الله الرحمن الرحيم

    شروط المشاركة في المجموعات العلمية والدعوية

    أصلها شروط كتبت لمجموعة علمية فيها نخبة من العلماء والمشايخ وطلبة العلم أحببت تعميمها للفائدة حتى تكون نبراساً لطلبة العلم في مناظراتهم وأبحاثهم .

    وقد عرضت هذه الشروط على عدد من مشايخنا الكرام، منهم:

    1- الشيخ علي بن حسن الحلبي – وفقه الله - ، فقال:
    " ممتاز جداً " .
    2- الشيخ خالد العنبري – وفقه الله - ، فقال :
    " هذه ليست شروطاً. بل منهجية علمية سلوكية ".
    3- الشيخ عبد العزيز بن ندا العتيبي – وفقه الله - ، فقال:
    " شروط المشاركة العلمية جميلة ولاتحتاج زيادة مني
    اتفق معكم فيما كتبتم
    " .
    4- الشيخ فتحي بن عبد الله الموصلي – وفقه الله - ، فقال:
    " هي جيدة ونافعة " .

    وها هي بين أيديكم أحبتي الكرام، والتوفيق من الله – تعالى -.


    بسم الله الرحمن الرحيم

    شروط المشاركة العلمية في ( ... ):

    1- التقيد بالمقاصد الشرعية المعتبرة للدعوة السلفية دعوة للتوحيد، والطاعة، وتزكية النفوس. وحرصاً على الجماعة والألفة – هدى ورحمة -.

    - فلا يسمح بإثارة المواضيع على طريقة الفرق البدعية تركيزاً على السياسة البدعية، أو تناولاً للحكام، أو تضخيماً لبعض الفروع الجزئية، أو تتبعاً للشاذ من المسائل، أو تثويراً للفتن العامة (كفتنة التجريح)، أو بين الأعضاء، ونحو ذلك.

    2- التقيد بالمصادر الشرعية المعتبرة – كتاباً وسنةً – وما تفرع عنهما أو رجع إليهما، ويستدل لكل مسألة بحسبها مع مراعاة مرتبتها الشرعية.

    - فلا يسمح بتتبع المتشابهات، أو الركون إلى التقليد لمذهب أو شخص، أو الاجتهاد في موضع النص، أو خرق الاجماع المعتبر، ونحو ذلك.

    3- التقيد بضوابط (كمال آلة العلم)، فلا يتكلم العضو إلا فيما يحسنه.

    - فيفرق فيها بين :

    • السائل؛ فعليه أن يتقيد بآداب الفتوى.
    • والباحث؛ فيتقيد بآداب البحث والمتاظرة.
    • والمجادل؛ فيتقيد {بالتي هي أحسن}.


    4- التقيد بالحقوق الشرعية؛ بإعطاء كل ذي حق حقه، وأهمها حقان:

    - حق المعلم والشيخ؛ فيراعى قدره، وسنه، وسابقته: في الخطاب، والرد . بكل توقير واحترام في العبارة والإشارة دون المبالغة في الألقاب والأوصاف.

    - حق النظير من إخوانه؛ فتراعى أخوته الإيمانية – مودة ورحمة – بكل لطف وحنان في عتابه، أو خطابه، أو بيانه.

    5- التقيد بالسمت العام لطالب العلم والداعية عند الإنكار، وأصوله ثلاثة:

    - العلم؛بأن لا ينكر إلا ما علمه مما عنده فيه برهان.
    - الحلم؛بأن يصبر على إخوانه عند المخالفة، ولا يضيق صدره.
    - الرفق؛بأن يرفق بإخوانه عند تعليمهم، أو تنبيههم أو تذكيرهم بلا انفعال.

    مستعملاً في كل ذلك (الكلمة الطيبة) محفوفة بالدعاء، والثناء.

    6- لا مانع من بحث المسائل الحساسة، أو النوازل الحادثة بشرط التقيد بالضوابط السابقة – علماً وعدلاً – بلا خروج عن ضوابط المجموعة وأهدافها.

    والمقصود: بلوغ الغرض المقصود بالطرق الصحيحة مع المودة والنقاء والصفاء .

    ومن الله التوفيق.



    ***

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •