تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: "شمولية الحضارة الإسلامية". بقلم حمزة الكتاني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    220

    افتراضي "شمولية الحضارة الإسلامية". بقلم حمزة الكتاني

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم

    شمولية الحضارة الإسلامية

    بقلم: الدكتور محمد حمزة بن علي الكتاني:

    الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين، وصحابته الأبرار المقربين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

    أما بعد؛ فيسعدني في هذا اليوم المبارك، وفي هذا المحل المبارك، وبين هاته الثلة المباركة من العلماء والدعاة والباحثين، والسادة الأطهار الناسكين، أن أقدم لهذا العرض الذي آثرت عنونته بـ: "شمولية الحضارة الإسلامية".

    والحضارة هي: مزيج تراكمي من الأخلاق والعادات والتشريعات، والإنجازات الفكرية والمادية، التي تتعقد فيما بينها لتنتج لونا خاصا، تتسم به أمة عن غيرها من الأمم.

    "وتطلق الآن اصطلاحا على كل ما ينشئه الإنسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه، عقلا وخُلُقا، مادة وروحا، دنيا ودينا، فهي في إطلاقها وعمومها: قصة الإنسان في كل ما أنجزه على اختلاف العصور وتقلب الأزمان، وما صُوّرت به علائقه بالكون وما وراءه، وهي في تخصيصها بجماعة من الناس أو أمة من الأمم: تراث هذه الأمة أو الجماعة على وجه الخصوص الذي يميزها عن غيرها من الجماعات والأمم. وهي بهذا المعنى الاصطلاحي نظير المدنية"(1).

    وقولنا الإسلامية: بمعنى أن هذا المزيج الذي نتحدث عنه هو نتاج التشريع الإلهي السماوي، الذي بعث الله تعالى به نبي الرحمة محمدا صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وبلغه لنا صحابته الكرام رضي الله عنهم. والذي التزمت الأمة الاقتداء به، والاهتداء بهديه منذ نشأتها، وبه كان رقيها، وبالابتعاد عنه كان ضعفها وضياعها.

    فهي حضارة ذات منبع إلهي، صاغها كل من اشتملت عليه الدولة الإسلامية منذ تأسيسها، سواء كان عربيا أو غير عربي، مسلما أو غير مسلم. وتتعدى إلى التأثير فيما جاورها من الحضارات التي اقتبست منها بحكم المحاككة والمنافسة، كما هو الحال في الحضارتين الصينية والأوروبية.

    ومن هنا يأتي معنى "الشمول" من حيث الجانب الإشعاعي، والتأثيري في الغير، إضافة إلى الشمول من الناحية الإلزامية ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم لكافة البشر، بل وللجن وغيرهم من المخلوقات حسبما تدل له الآيات القرآنية، ومذاهب خاصة الله الصوفية، ومن ناحية ما تضمنته الشريعة الإسلامية وغطته من المسارات والوجهات: حياة، وأخلاقا، ومعاملات، وجنايات، وحكما، وروحا، وتهذيبا، وسلما وحربا.

    وهذا الشمول هو الذي جعلها مؤهلة لولوج جميع المجتمعات، ومقارعة جميع الأديان، ومحلا لحل كافة المشاكل التي يعاني منها الناس في القديم والحديث، وهو الأمر الذي يجعل الحضارة الإسلامية في منأى عن العنصرية والإقصائية التي ابتليت بها الحضارات الأخرى.

    قال الأستاذ محمد المبارك رحمه الله في "الفكر الإسلامي الحديث في مواجهة الأفكار الغربية": "إن من حسن الحظ أن الحضارة الإسلامية قد تفوقت في النواحي التي أغفلتها الحضارة الحديثة وأهملتها، ذلك أن جوانب النقص في هذه الحضارة هي نفسها الجوانب الكاملة غير المستثمرة في حضارتنا الإسلامية السابقة، وهي كذلك التي لم تستطع الحضارة الحديثة أن تسبق فيها حضارتنا، بله أن تبلغ مستواها..".

    "إن تغيير النفس البشرية وتهذيبها وتوجيهها، وشق الطريق لارتقائها؛ من أبرز وأخص نتائج حضارتنا، إن توسع أفق الحضارة في العالم وشمولها لعدد كبير من الشعوب بتزايد مستمر، وسمو الدوافع المحركة للسير تتقدم في جميع الآفاق من خصائص حضارتنا التي لم تسبق في هذا العصر، هذا مع الملاحظة أن الجوانب التي عنيت بها الحضارة الحديثة وازدهرت فيها؛ لم تكن مغفلة ولا مهملة في الحضارة الإسلامية، بل كانت تأخذ مكانها إلى جانب النواحي الأخرى بانسجام وتناسق".

    "فالحضارة الإسلامية أحلت العقل محله، وفسحت المجال أمامه للنظر في ملكوت السماوات والأرض، والتفكير فيما خلق الله فيها، والبحث عن الحقيقة بطريقة تتصل بالواقع المحسوس، وتبدأ منه، وتختلف عن طريقة اليونان الميتافيزيقية الغيبية التي تتجاهل الواقع في كثير من الأحيان"(2).

    ففي هذا البحث المختصر، سأحاول – على ضيق من الوقت – تسليط الضوء على شمولية الحضارة الإسلامية من حيث إلزاميتها، ومن حيث الأطياف والمجالات التي غطتها، كحضارة إلهية، قبل أن تكون حضارة إنسانية، وسبق الحضارة الإسلامية في جميع تلك المجالات التشريعية والمعرفية للحضارات الأخرى، واقتباس الحضارة الغربية ومدى تأثرها بها.

    رسالة الإسلام تشمل الثقلين:
    لقد تميزت رسالة الإسلام بأنها رسالة للثقلين، ورسالة لكافة الشعوب والمتدينين بكافة الأديان، بخلاف الرسائل الأخرى، فقد كان كل نبي إنما يبعث إلى قومه، فبعث هود عليه السلام إلى قومه، وصالح عليه السلام إلى ثمود، وموسى وعيسى عليهما السلام لبني إسرائيل.

    أما رسالة الإسلام فهي عامة، عامة لمن أرسلت إليه، وعامة في مضمونها، قال تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}. [سبأ/ 27]، وقال جل مجده: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}. [الأعراف/ 158]، وقال: {تبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للناس نذيرا}. [الفرقان/ 1]، وقال تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}. [سبأ/ 28].

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري (335)، ومسلم (521) وغيرهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصَل، وأحلت لي الغنائم، ولم تُحل لأحد قبلي، وأإعطيت الشفاعة، وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة، وبُعثت إلى الناس عامة". وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل (1/ 250) عن ابن عباس مرفوعا: "بعثت إلى الناس كافة: الأحمر والأسود".

    وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم (153) عن أبي هريرة رضي الله عنه: "لا يسمع بي رجل من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار".

    ولذلك فمنذ ازدهار العصر المدني، واظب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله على إرسال رسائل الدعوة ووفودها لمختلف قبائل الجزيرة العربية، ثم منها إلى إمبراطوريات فارس، والرومان، والأقباط، وملوك الغساسنة، والحبشة...إلخ، مبشرا بهذا الدين الحنيف الذي ضم بين جنبيه تلك الحضارة الإسلامية العظيمة.

    وما وصل خبر الدعوة إلى الشعوب حتى استنفرت تؤمن بتلك الرسالة الخالدة، وتستنجد جيوش الإسلام ضد طغاتها وجبابرتها، فانتشرت الفتوح شرق الأرض وغربها في سرعة أدهشت العالم، فما تم القرن الهجري الأول حتى امتد الإسلام من الصين شرقا إلى الأندلس غربا، امتداد حكم، وامتداد دين وحضارة وقيم. وصدق الحق تعالى حيث قال: {إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}. [النصر/ 1-3].

    ومن مقتضى ذلك: هيمنة الإسلام دينا وتشريعا على جميع الأديان، ونسخه لها، فما نص عليه هو المعول، وما أحله هو الحلال، وما حرمه هو الحرام، ذلك أنه نتاج تراكمات حضارية سابقة بقيت في اللاشعور الإنساني، ودين اليسر والانفتاح الذي انقضى عنده الوحي، وضمن الحق تعالى له التجديد أبد الآباد. قال تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}. [المائدة/ 48]، وقال تعالى أيضا: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. [الحجر/ 9]، وقال صلى الله عليه وسلم فيما ورد بطرق يصحح بعضها بعضا علي بن أبي طالب عليه السلام مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يحمل هذا العلم من كل خلف عُدُوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين". ومن موجبات الحفظ والتصحيح، الاستمرار والصلاحية لكل زمان ومكان.

    ومنه: أن الشرائع الإلهية واجبة التطبيق على المتدين بالإسلام وعلى غير المتدين به، وهو حكم جمهور الفقهاء، ولذلك فإن ما ورد من تحريم المحرمات وتحليل الحلال، غير مقتصر ذلك في الدولة الإسلامية على المسلمين فحسب، بل يتعدى في الوجوب إلى غير المسلمين، فلا يجوز لهم المجاهرة بما حرم الله تعالى من الزنا، والخمر، والربا، وغير ذلك مما قد لا يكون محرما في شريعتهم الخاصة.

    نعم؛ جمهور العلماء على أن أهل الذمة في دولة الإسلام يرجعون فيما شجر بينهم لقاضي ديانتهم، كما فصل ذلك الفقهاء في محله، ومنهم جدنا الخامس شيخ الإسلام جعفر بن إدريس الكتاني رحمه الله في كتابه "أحكام أهل الذمة". ما لم يحدث بينهم تظالم، وما لم يتفقوا على الرجوع لقاضي المسلمين، أو يتعلق الأمر بطرف مسلم. وهذا من انفتاح الإسلام وتسامحه مع غيره من الديانات.

    قال شيخ الإسلام جعفر الكتاني رحمه الله: "السلطان يحكم بينهم فيما يحكم فيه والي المظالم...وأما في غير ذلك...فينصبن لهم من يحكم بينهم فيها منهم"(3). بخ.

    ومما ينبني على شمولية الإسلام من حيث الإلزام: هيمنته ورفعته على الغير، وهو مصداق قول الحق تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا...إلى قوله تعالى: أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}. [المائدة/ 48-50]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله فيما رواه أبو داود في سننه (2912) عن أبي الأسود الدؤلي رضي الله عنه: "الإسلام يعلو ولا يعلى"، وهو يعتبر قاعدة أساسية من قواعد الإسلام الكلية التي تبنى عليها كثير من الأحكام.

    ومن مقتضى شمولية الإسلام للثقلين: وجوب تبليغنا له إليهم، وتعريف الناس بهذا الدين والهدي السماوي الذي ألزمنا الله به، سواء عن طريق الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وعن طريق الحوار والتعريف بمزايا الإسلام وصدقيته وسموه، وسواء عن طريق المناظرة والمقارعة، وإجابة الحجة بالحجة...إلخ، وفي ذلك قال الحق تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}. وقال عز من قائل: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}. [فصلت/ 33].

    الهوامش:
    (1) "الإسلام والحضارة الغربية" بقلم د. محمد محمد حسين. ص6.
    (2) انظر "بحوث تحليلية نقدية في الفكر الإسلامي" للعلامة عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني ص54.
    (3) "أحكام أهل الذمة" ص67.


    -يتبع-

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    220

    افتراضي رد: "شمولية الحضارة الإسلامية". بقلم حمزة الكتاني

    شمولية الإسلام لكافة مظاهر الحياة:
    هذا؛ ومن حيث النطاق الذي غطته الحضارة الإسلامية، رسالة وفعلا، فإنها لم تدع مجالا من مجالات الحياة قل أو كثر، كبر أو صغر، إلى ودخلت فيه دخول الروح في الجسد، وصبغته بصبغة الحق تعالى وناموسه الذي خلق الخلق من أجله، كما في قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. [الذاريات/ 56].

    إن أبرز ما يلفت النظر لحضارتنا – حسب الأستاذ مصطفى السباعي رحمه الله – أنها تميزت بالخصائص التالية:

    1- أنها قامت على أساس الوحدانية المطلقة في العقيدة.
    2- أنها إنسانية النزعة والهدف.
    3- أنها جعلت للمباديء الأخلاقية المحل الأول في كل نظمها ومختلف ميادين نشاطها، خاطبت العقل والقلب معا، وأثارت العاطفة والفكر في وقت واحد.
    4- وآخر ما نذكره من خصائصها: هذا التسامح الديني العجيب، الذي لم تعرفه حضارة مثلها قامت على الدين(1).

    وعلاوة على كون الحضارة هي نتاج لتراكمات معرفية، وتجارب إنسانية، فإن حضارة الإسلام أُسست نواتها، وظهرت معالمها كاملة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى يديه الكريمتين، وبتربيته وتعليمه ونهجه القويم، بحيث ما ترك للناس بابا من أبواب السعادة إلا أرشدهم إليه، ولا مزلقا من مزالق الضلال والغواية إلا وحذرهم منه، وذلك مصداق قول الحق تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وـأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. [المائدة/ 3].

    قال حافظ المغرب الشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله، في "التراتيب الإدارية": "إنه – عليه السلام – حيث كان يشغل منصب النبوة الديني على قاعدة جمع دينه القويم بين سياسة الدين والدنيا جمعا مزج بين السلطتين بحيث كادا أن يدخلا تحت مسمى واحد، وهو الدين. وكذلك وقع؛ كانت الإدارات اللازمة للسياستين على عهده صولجانا دائرا، والعمالات بأتم أعمالها إلى الترقي والعمل سائر، بحيث يجد المتتبع أن وظائف حاشية الملك اليوم الخاصة بشخصه؛ من صاحب الوضوء، والفراش، والنعال، والاصطبل، والحاجب وغير ذلك، كانت موجودة عند النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل عن ذلك العهد أخذها ملوك الإسلام".

    "كما إذا التفت إلى ما يتعلق بالمراتب الإدارية؛ من وزارة بأنواعها، وكتابة بأنواعها، والرسائل والإقطاعات، وكتابة العهود والصلح، والرسل والترجمان، وكتاب الجيش والقضاة، وصاحب المظالم، وفارض المواريث، وصاحب العسس في المدينة، والسجان والعيون، والجواسيس، والمارستان، والمدارس والزوايا، ونصب الأوصياء والممرضات، والجراحين والصيارفة، وصاحب بيت المال ومتولي خراج الأرض، وقاسم الأرض، وصانع المنجنيقات، والرامي بها، وصاحب الدبابات، وحافر الخنادق والصواغين، وأنواع المتاجر، والصناعات والحرف؛ تجد أن مدته – عليه السلام – مع قصرها لم تخل من أعمال هذه الوظائف وإدارة هذه العمالات، وتجدها كانت مسندة للأكفاء من أصحابه وأعوانه عليه السلام".

    قال: "ومن عرف نهضة الإسلام وتعاليم النبي عليه السلام، وأمعن النظر في تلك النهضة؛ تحقق أن ليس هناك من أساليب التمدن ما لم يكن الإسلام في وقت ظهوره أصلا له وينبوعا، فمن تأمل ما بثه النبي صلى الله عليه وسلم من التعاليم وأنواع الإرشاد، وما حوى القرآن من آداب الاجتماع ومن طرق التعارف والتمازج، وما أودع الله غضون كلماته الجوهرية من أحكام الطبيعة وأسرار الوجود وفرائد الكائنات، وما ضبط من الحقوق وسن من نظامات الحياة، وما تلته به السنة النبوية من تهذيب النفوس والأخلاق والإرشاد للأخذ بالتي هي أحسن فالأحسن، وما أحكمته من سنن الارتقاء والإخاء البشري والمتمع بضروب الحرية؛ علم أن التمدن الإسلامي في إبان ظهوره قامت معه تلك الأعمال لتأثير تلك التعاليم على قلوب سامعيها في ذلك الحين"(2).

    فالإسلام حدد العلاقة بين العبد وربه، وحددها بين العبد ونفسه، وبين العبد وغيره من الناس، وبينه وبين الطبيعة والبيئة، كما أرسى أسس الحرية والعدالة والمساواة، حرية مقيدة بحقوق الآخر، وبالقيم الأخلاقية العليا، بخلاف الحرية المعاصرة التي خرقت حجب الأخلاق والقيم.

    وبذلك شرع لكل نوع من تلك العلاقات شرائع وأحكاما نظمتها، وأسست الحدود والقواطع لها، لتغطي كافة الاحتياجات البشرية في الماضي والمستقبل.

    فالإسلام إنما جاء بنظريات عامة، وشرائع مرنة، تتكيف مع كل زمان ومكان، وشعب وجنس، بحيث جعل الله تعالى شرائعه متعلقة بمفاصل النفس البشرية، ومجامع النوع الإنساني، تلك التي يمكننا تسميتها بــ: نقاط الالتقاء بين الطبائع البشرية، ولا شك أنه علميا كل نقطة التقاء تتضمن مجموع الصفات التي تعود نفسها لكل طرف من الملتقيات، ففلسفة العالم إنما تكمل وتكتسب الشمول عندما تغطي أكبر قدر من نقط الالتقاء، وكلما زادت معرفة المنظر باختلاف العالم واتفاقه؛ كلما تمكن من حشذ القواعد المتعلقة بنقط الالتقاء، وبذلك تعميم نظريته على أكبر شريحة من المجتمعات(3).

    ثم تفاعلت تلك الشرائع مع عادات الشعوب التي انتشرت بينهم، وفهومهم، وتجاربهم، فقبلت منها ما وافق قواعدها، ونسخت ما خالفها، لتتكون فسيفساء من القيم الأخلاقية والاجتماعية، ذات لون وطابع هو نسيج الإسلام وتعاليمه.

    ونستخلص من ذلك: أن الإسلام نظام حكم، ودولة، سواء في سياستها الداخلية والخارجية، وتشريعاتها المدنية والجنائية والأسرية، بحيث يؤسس هيكلا نظاميا فيردا في نفسه.

    وحدد الإسلام العلاقة بين العبد وربه، من حيث الطاعة، والذكر، والخشوع، والنية الصالحة، والتوبة، والإنابة، والخشية، والتجلي، والفناء، والفرق والجمع...إلخ، وجماع ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعا: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى". وهو ما يسمى في الحضارة الإسلامية بالتصوف.

    كما حدد الإسلام علاقة الزوج بزوجته، وبأبنائه، وفرض عليه حسن معاشرتهم، والقيام بحقوقهم، وكيفية تربية الأبناء، ومسايسة المرأة، فقال صلى الله عليه وسلم وعلى آله فيما رواه الإمام أحمد في مسنده (2/ 5)، والبخاري في صحيحه (3/ 196) وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: "كلكم راع ومسؤول عن رعيته؛ فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته" قال الراوي: فسمعت هؤلاء من النبي صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والرجل في مال أبيه راع ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".

    وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه الترمذي قس سننه (3895)، وأبو داود في سننه أيضا (4899)، والدارمي في سننه (2265) عن أمنا عائشة الصديقة رضي الله عنها مرفوعا: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". بحيث يعتبر الإسلام أول من نادى بالإعلان العالمي لحقوق المرأة، بما يتلاءم مع فطرتها وخصوصياتها، وأول من نادى بالإعلان العالمي لحقوق الطفل، بما يأخذ بعين الاعتبار مكانته وفطرته، وطريقة تربيته وتوجيهه.

    كما أسس أسس وقوانين الحياة الاجتماعية، ومعاشرة الجيران، سواء كانوا أفرادا أو دولا، أشخاصا أو جماعات، وكيفية تساوي حقوقهم وواجباتهم، ونوع تلك الحقوق والواجبات، بما يعنون عنه بالنظام الاجتماعي في الإسلام. فقال صلى الله عليه وسلم وعلى آله فيما رواه الشيخان البخاري (8/ 12)، ومسلم (8/ 36) عن عائشة رضي الله عنها: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".

    كما بلور الإسلام - دينا وحضارة – الأسلوب العلمي الرزين للبحث والتنقيب، والتوثيق، فكانت الحضارة الإسلامية رائدة المنهج التجريبي في البحث العلمي، ومؤسسة قواعده وهياكله، بحيث يعود لها الفضل في ذلك، ويعود الفضل الكبير لعلماء المسلمين في اكتشاف أهم الاكتشافات العلمية التي العالم عالة عليها إلى الآن.

    فقد "أعطى علماء العرب والمسلمين للتجربة في منهج البحث العلمي مكانا مهما جدا، ولكنهم لم يغفلوا أهمية الفرض النظري في كشف زوايا التجربة العلمية واحتمالاتها أيضا، وبذلك حققوا لعلم الكيمياء ما يعتبر ضروريا لكل علم من العلوم من وجود موضوع محدد ومنهاج يناسب ذلك الموضوع، ونظرية العلاقات الكائنة بين أجزائه المختلفة". على حد قول الأستاذ زكي نجيب محفوظ.

    كما أن الحضارة الإسلامية كانت أول من أرسى دعائم علاقة الإنسان بغير الإنسان، فقد حض الإسلام على إكرام كل ذات نفس طرية، وأن في الإنعام عليها اجرا كبيرا من الله تعالى، وفي الإساءة إليها عقوبة من الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم وعلى آله فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 222) عن ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا: "في كل ذات كبد حرّى أجر". وما قصة العابدة التي حبست القطة فما أطعمتها ولا تركتها تسرح تنقب في أرض الله حتى ماتت، فعاقبها الله تعالى بالنار. ولا الرجل الذي أشفق على الكلب فسقاه من البئر حتى روي فأكرمه الله بالجنة، ما تلك القصص بعازبة عن الباحث. وذلك يعد أول إعلان في التاريخ عن حقوق الحيوان قبل الحضارة الغربية بأربعة عشر قرنا.

    ولا كذلك الحض على مراعاة الطبيعة، وعدم إفسادها وتلويثها، فكانت الحضارة الإسلامية هي السباقة للدعوة لحماية البيئة وصيانتها من الضياع والفساد.

    الهوامش:
    (1) عن كتابه "من روائع حضارتنا". بواسطة "العلوم البحتة في الحضارة العربية والإسلامية" ص15.
    (2) "التراتيب الإدارية في الحكومة النبوية" ص1-2.
    (3) انظر مقدمتنا لكتاب "الاجتهاد والمجتهدون بالأندلس والمغرب" تأليف الإمام أبي المزايا محمد إبراهيم بن أحمد الكتاني.


    -يتبع-

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    220

    افتراضي رد: "شمولية الحضارة الإسلامية". بقلم حمزة الكتاني

    عناية الحضارة الإسلامية بالمفاهيم الكلية للبشرية:
    من مظاهر شمولية الحضارة الإسلامية: عنايتها بالمفاهيم الكلية للبشرية؛ وهي حسبما حصره الإمامان الغزالي والرازي رحمهما الله: الدين، والعقل، والنفس، والمال، والعرض، والنسب.

    فقد حض الإسلام على حمايتها، بل جميع الشرائع تدور حول ذلك، وفي فلك مراعاتها وصيانتها من التبديل والتحويل والتلف، ومن أهم الأحاديث التي أشارت إلى وجوب حماية تلك الكليات، خطبة حجة الوداع التي ألقاها النبي صلى الله عليه وسلم أمام مائة ألف من الصحابة أو يزيدون، فقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه (1218) وغيره: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا...وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع رِبانا...فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فُرُشكم أحدا تكرهونه".

    فمن حيث صيانة الدين؛ أمرنا الإسلام بالتبشير به، وتعليمه، والدعوة إليه، وأوجب على الحاكم حماية عقائد المسلمين، والأخذ على يد من يفسد على الناس دينهم وإيمانهم. وحرم كل ما من شأنه هزهزة ذلك الكيان أو الشك فيه.

    ومن حيث صيانة العقل؛ حرم الإسلام المخدرات، والحشيش، والخمر، وكل ما من شأنه التأثير على العقل السليم، سواء من المواد الخارجية، ومن السحر والشعوذة والأفكار الهدامة التي يمكن أن تؤثر في سلامته.

    ومن حيث الأعراض والأنساب؛ فقد صانتها الشريعة الإسلامية، صانت المرأة التي هي رمز العفة والطهارة، بإلزامها السترة والحجاب، وصانت الرجل بالحض على إحصانه، وأمرت بغض البصر، والنظر الحلال، وعدم القول الفاحش، وحرم القذف، والظهار، والنشوز، وغير ذلك مما يؤدي مباشرة أو غير مباشرة بإفساد الجو الأخلاقي للمجتمع، ومن ثمة اختلاط الأنساب، وفساد الأعراض.

    ومن حيث النفس؛ جعلها الإسلام مقدسة محرمة، لا يجوز التعدي عليها، ولا قتلها، ولا إيذاؤها، بل جعل قتل النفس من الذنوب العظام التي لا يكاد يغفرها إلا القصاص، وجعل إيذاء المسلم، بل وغير المسلم، من كبائر الذنوب التي لا تستنقذ إلا بمسامحة الطرف الآخر والأخذ بحقه. فشرع القصاص، والتعزير، والعتق، وما هو في حكم ذلك.

    ومن حيث المال؛ فقد نظم الإسلام مداخيل الفرد والمجتمع، ومخارجه، وفرض الزكاة من فضل أموال الأغنياء للفقراء، والصدقة، وزكاة الفطر، والركاز، والتغريم، والدية والجزية، في نظام اقتصادي دقيق، يعد أكمل النظم الاقتصادية في تاريخ الإنسانية، بل وحرم السرقة، والربا، والرشوة، والمكس، والقمار، والغرر، والبيع في بيعتين، وما هو في حكم ذلك مما يؤدي إلى ضياع الأموال وأكل الناس بعضهم بعضا.

    علاوة على ذلك فقد ارتكز الإسلام في فلسفة تشريعه على مجموعة من القيم المرجعية؛ "هذه المنظومة التي هي بمثابة الجهاز القيمي الذي اعتمده الإسلام في بناء عقيدته وشريعته، والتي تحدد منظوره إلى الحياة الإنسانية، أو إلى مسؤولية الإنسان باعتباره لم يُخلق عبثا، ولا كان ثمرة مصادفة من مصادفات الطبيعة، وإنما كان مستَخلفا في الأرض، مكلفا بإعمارها، مسؤولا عن تحقيق رسالته فيها، مكلفا بتننمية قدراته وتزكية نفسه وعبادة خالقه"(1).

    ويمكن تلخيص تلك القيم – بحسب الدكتور محمد بن عبد المالك الكتاني - في التالي:

    1- الحق باعتباره مبدأ مطلقا وقيمة ثابتة.
    2- العلم باعتباره موصلا إلى معرفة الحق.
    3- الإيمان، أو تحرير الذات.
    4- الدين منهج لهداية الإنسان.
    5- أثر المسؤولية في منظومة القيم.
    6- الشريعة منظومة عمل متجددة.
    7- العدل، أو التوازن بين القوى في الطبيعة والمجتمع.
    8- الوسطية في مواجهة التطرف.
    9- حقوق الإنسان.

    شهادات أجنبية على شمولية الإسلام:
    لم يخل العالم غير الإسلامي من كتاب منصفين، نظروا إلى الحضارة الإسلامية بعين الإنصاف، وعرفوا مكانتها ومدى تأثيرها في غيرها من الحضارات، والبصمات الأساسية التي تركتها في الإنسانية جمعاء.

    ومن الكتاب المنصفين: الباحثة والعالمة الألمانية زيغريد هونكه، التي ألفت كتابا يعد من أهم المصادر التي أبرزت مدى تأثير الحضارة الإسلامية على الحضارة الغربية، في مختلف المجالات التشريعية، والصناعية، والزراعية، والبحث العلمي، والإنسانية، والأخلاقية...إلخ وذلك في كتابها الرائع: "شمس العرب تسطع على الغرب".

    فقد جعلت بحثها في مدخل ابتدأته بالحقيقة التالية: "التاريخ الأوروبي لم يعد فب الوقت الحاضر التاريخ العالمي وحده"، وختمته بحقيقة هامة هي: "إن الشعوب التي حكمها العرب اتحدت بفضل اللغة العربية والدين الإسلامي".

    ثم قسمت الكتاب إلى سبعة كتب وخاتمة: الأول: رفاهية حياتنا اليومية، والثاني: العالم والأرقام، والثالث: السماء التي تظلنا، والرابع: الأيدي الشافية، والخامس: سلاح المعرفة، والسادس: موحد الشرق والغرب. والسابع: عرب الأندلس.

    وفي كل كتاب من تلك الكتب، تصف المؤلفة الحضارة الإسلامية وما أبدعته في ذلك المجال، مقارنة ذلك بالوضع الأوروبي المزري في تلك الفترة، والمفارقة بينه وبين الحضارة الإسلامية، ثم مدى اقتباس الحضارة الغربية من الحضارة الإسلامية وبقاء ذلك التأثير إلى الآن.

    ويعد ذلك الكتاب المطبوع مرارا، والمرتجم إلى اللغة العربية شهادة غربية مهمة، تعد مثالا أصليا لمدى شمولية الحضارة الإسلامية في مختلف المجالات العربية والحياتية، واعتراف الآخر – البعيد كل البعد عن العقيدة الدينية الإسلامية – بذلك.

    ولم تكن زغريد هونكه بدعا في قومها، فقد أُعجب مجموعة من كبار العلماء بالحضارة الإسلامية، وشمولها، وريادتها ماضيا وحاضرا، فقد قال بريفولت في كتابه "تكوين الإنسانية": "العلم هو أجل خدمة قدمتها الحضارة العربية إلى العالم الحديث، فعلماء الإغريق نظموا وعمموا ووصفوا النظريات، ولكن روح البحث وإجلاء المعرفة اليقينية والطرق الدقيقة والملاحظة المستمرة كانت غريبة عن المزاج الإغريقي، ولكن علماء العرب لهم الفضل في تعريف أوروبا بهذا كله، لذا فإن الإنتاج العلمي الغربي مدين بوجوده لعلماء العرب"(2).

    وقال جورج سارتون في كتابه "الدليل لتاريخ العلوم": "إهمال ما استحدثه العرب من تطوير من شأنه أن يفسد مفاهيم كاملة ويجعلها غامضة...ولقد كانت اللغة العربية هي اللغة العالمية للرياضيات بما لم تبلغه لغة أخرى، ولقد كانت الثقافة الإسلامية الجسر الرئيسي بين الشرق والغرب، فالثقافة اللاتينية كانت غربية، والثقافة الصينية كانت شرقية، أما الثقافة الإسلامية فكانت شرقية غربية امتدت رقعتها من المسيحية في الغرب إلى البوذية في الشرق واحتكت بهما"(3).

    وبمراجعة كتاب "ماذا خسر العالم من انحطاط المسلمين" يقف القاريء والباحث على العديد من نصوص كبار المستشرقين في العالم والباحثين المنصفين، تقديرا للحضارة الإسلامية وإعجابا بدورها الرائد نحو الحضارة الإنسانية ككل.

    الخلاصة:
    من هذا البحث المختصر، يمكن التلخيص بأن الحضارة الإسلامية حضارة شاملة بمفهومين، المفهوم الأول: مدى إلزاميتها والشريحة المعممة عليها، والمفهوم الثاني: النطاقات والمجالات التي شملتها، لتكون أكمل الحضارات وأشملها، وأقدرها على الاستمرار والإنتاج.

    وهي حضارة ترجم أساسها وعناصرها الأولى النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فمنه انطلقت وإليه تعود، فما في الكون من خير وفضل، وازدهار إنما هو تفصيل للأسس الأصلية التي رسخها، وما كان غير ذلك فهو نتيجة للابتعاد عن هديه وقيمه المثالية التي رسخها، وفي ذلك يقول القائل:

    هام الورى في معان أنت جامعها===فكلهم لك عشاق وما علموا

    كما يبين البحث بأن الحضارة الإسلامية هي ناسخة لما قبلها من الحضارات ومهيمنة على ما بعدها، بحيث لها الفضل الكبير فيما توصلت إليه الحضارة العالمية – والتي لا نعترف بتسميتها: الحضارة الغربية – بحيث تعد القواعد الأساسية التي انبثقت عنها، وما كان من الاختلاف بين الحضارتين إنما هو من نتاج انحراف الحضارة الحديثة عن الحضارة الإسلامية.

    ويمكن – على حد تصور الأستاذ طه عبد الرحمن – اعتبار الحضارة الحديثة إنما هي لون من ألوان الحضارة الإسلامية من حيث التمايز، وجزء منها من حيث الأصول والجذور..

    الهوامش:
    (1) محمد الكتاني "منظومة القيم المرجعية في الإسلام" منشورات الإيسيسكو 1425/ 2005.
    (2) "العلوم البحتة في الحضارة العربية والإسلامية" تأليف الدكتور عبد الله الدفاع، ص35.
    (3) المصدر السابق.


    والحمد لله رب العالمين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    249

    افتراضي رد: "شمولية الحضارة الإسلامية". بقلم حمزة الكتاني

    جزاك الله خيرا وبارك فيكم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: "شمولية الحضارة الإسلامية". بقلم حمزة الكتاني

    بارك الله فيكم شيخنا مقال مختصر ممتع و اعجبني فيه قو لكم
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة الكتاني مشاهدة المشاركة
    .
    وهي حضارة ترجم أساسها وعناصرها الأولى النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فمنه انطلقت وإليه تعود، فما في الكون من خير وفضل، وازدهار إنما هو تفصيل للأسس الأصلية التي رسخها، وما كان غير ذلك فهو نتيجة للابتعاد عن هديه وقيمه المثالية التي رسخها، وفي ذلك يقول القائل:
    هام الورى في معان أنت جامعها===فكلهم لك عشاق وما علموا
    فتعليقكم الخير بالكون لا بالحضارة الاسلامية فقط و ربط ذلك المعنى الشامل بمعنى البيت هو ما صرح به بعض علماءنا ممن لهم اطلاع على أخبار الحضارات و معرفة بتطورها في الكلام على ان النبي صلى الله عليه و سلم رحمة للعالمين و ليس لأتباعه فقط من أن كل خير في العالم انما هو في أصله و علته راجع الى آثار الأنبياء و تعاليمهم و هممهم و أنوارهم ...
    بارك الله فيكم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    سياتل..ولاية واشنطن ..
    المشاركات
    977

    افتراضي رد: "شمولية الحضارة الإسلامية". بقلم حمزة الكتاني

    بارك الله فيكم
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة**ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    إمام الأندلس المصمودي الظاهري

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    1

    افتراضي رد: "شمولية الحضارة الإسلامية". بقلم حمزة الكتاني

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    المرجو افادتي بعنوان او البريد الالكتروني لفضيلة الدكتور محمد حمزة الكتاني

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •