مُقَدِّمَاتُ التَّجْوِيدِ لِلْمُبْتَدِئِي نَ **الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ؛ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .
أَمَّا بَعْدُ : فَهَذَا مُخْتَصَرٌ يَشْتَمِلُ عَلَى الْمُقَدِّمَاتِ الْأَسَاسِيَّةِ لِمَنْ يُرِيدُ تَجْوِيدَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ، وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنْهُ جَمْعَ أَحْكَامِ التَّجْوِيدِ ، وَلَا شَرْحَهَا نَظَرِيًّا ، وَإِنَّـمَا الْمَقْصُودُ مِنْهُ : أَنْ يَتَعَلَّمَ مَنْ يُرِيدُ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ : كَيْفَ يَقْرَؤُهُ بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ فِي أَقَلِّ وَقْتٍ ، دُونَ الْخَوْضِ فِي الدِّرَاسَةِ النَّظَرِيَّةِ ؟
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَعَلَّمُ الطَّالِبُ الْأَحْكَامَ النَّظَرِيَّةَ مُفَصَّلَةً إِنْ أَرَادَ ذَلِكَ ؛ وَكَذَلِكَ مَنْ يُرِيدُ حِفْظَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ يَنْبَغِي أَنْ يَبْدَأَ بِتِلْكَ الْمُقَدِّمَاتِ ، ثُمَّ يَتَعَلَّمَ الْأَحْكَامَ النَّظَرِيَّةَ مُفَصَّلَةً أَثْنَاءَ الْحِفْظِ ، لِأَنَّهُ لَوْ أَرَادَ أَنْ يُتْقِنَ الدِّرَاسَةَ النَّظَرِيَّةَ أَوَّلًا فَسَوْفَ يَسْتَغْرِقُ ذَلِكَ مِنْهُ وَقْتًا طَوِيلًا قَبْلَ بِدَايَةِ الْحِفْظِ .
وَقَدْ جَمَعْتُ هَذِهِ الْأَحْكَامَ عَلَى شَكْلِ جَدْوَلٍ يَشْتَمِلُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ :
اسْمُ الْـحُكْمِ- الْحُرُوفُ الْـخَاصَّةُ بِالْـحُكْمِ- أَمْثِلَةٌ عَلَى الْـحُكْمِ- طَرِيقَةُ كِتَابَةِ الْـحُكْمِ فِي الْمُصْحَفِ.
وَقَدْ قَسَّمْتُ تِلْكَ الْمُقَدِّمَاتِ إِلَى عَشَرَةِ دُرُوسٍ ، وَوَضَعْتُ رَقَمَ الدَّرْسِ بَيْنَ قَوْسَيْنِ قَبْلَ اسْمِ الْحُكْمِ؛ ثُمْ ذَكَرْتُ بَابَ التَّفْخِيمِ وَالتَّرْقِيقِ بِدُونِ تَرْقِيمٍ، لِأَنَّ دِرَاسَتَهُ قَدْ تَسْتَغْرِقُ بَعْضَ الْوَقْتِ مِنْ بَعْضِ الطَّلَبَةِ؛ فَإِذَا أَتَمَّ الطَّالِبُ دِرَاسَةَ الْمُقَدِّمَاتِ يُـمْكِنُهُ أَنْ يَبْدَأَ فِي الْـحِفْظِ مُسْتَعِينًا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَمَنْهَجِيَّةُ الدِّرَاسَةِ فِي تَدْرِيسِ تِلْكَ الْمُقَدِّمَاتِ عَلَى التَّرْتِيبِ التَّالِي :
1- أَنْ يَتَعَرَّفَ الطَّالِبُ عَلَى الْحُكْمِ ، وَعَلَى حُرُوفِهِ ، وَعَلَى كَيْفِيَّةِ النُّطْقِ بِهِ .
2- أَنْ يُطَبِّقَ الطَّالِبُ ذَلِكَ الْحُكْمَ : بِأَنْ يَقْرَأَ سُورَةً أَوْ عِدَّةَ سُوَرٍ تَكَرَّرَ فِيهَا ذَلِكَ الْحُكْمُ حَتَّى يُتْقِنَهُ.
3- أَنْ يُكَلَّفَ الطَّالِبُ بِاسْتِخْرَاجِ وَكِتَابَةِ ذَلِكَ الْحُكْمِ مِنْ عَدَّةِ سُوَرٍ فِي الْمَنْزِلِ ( وَاجِبٌ مَنْزِلِيٌّ مَكْتُوبٌ ).
4- بَعْدَ كُلِّ حُكْمٍ يَقُومُ الطَّالِبُ بِاسْتِخْرَاجِ كُلِّ مَا تَعَلَّمَهُ مِنْ أَحْكَامٍ فِي الدَّرْسِ الْجَدِيدِ ، وَفِي الْوَاجِبِ .
5- بَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنْ دِرَاسَةِ الْأَحْكَامِ يَبْدَأُ الطَّالِبُ فِي الْحِفْظِ ، وَيَقُومُ بِاسْتِخْرَاجِ الْأَحْكَامِ مِنَ الْحِفْظِ الْجَدِيدِ مَرَّتَيْنِ: مَرَّةً فِي الدَّرْسِ، وَمَرَّةً فِي الْوَاجِبِ؛ وَيَسْتَمِرُّ ذَلِكَ حَتَّى يَثْبُتَ حِفْظُ الْأَحْكَامِ عِنْدَ الطَّالِبِ.
.............................. .............................. ................. ........
** هَذَا الْمُلْحَقُ يَسْتَفِيدُ مِنْهُ أَهْلُ الْقُرْآنِ عُمُومًا – إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى - ، وَيَسْتَفِيدُ مِنْهُ خُصُوصًا طَائِفَتَانِ هُـمَا :
- الشُّيُوخُ وَالْمُدَرِّسُو نَ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِتَحْفِيظِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، فَيُمْكِنُهُمْ شَرْحُهُ لِلْمُبْتَدِئِي نَ الَّذِينَ لَمْ يَتَعَلَّمُوا التَّجْوِيدَ .
- كُلُّ مَنْ يُرِيدُ تَعَلُّمَ التَّجْوِيدِ وَلَا يَدْرِي كَيْفَ يَدْرُسُهُ، أَوْ يَشْكُو مِنْ صُعُوبَةِ كُتُبِ التَّجْوِيدِ ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ هَذَا الْمُلْحَقَ إِلَى أَقْرَبِ شَيْخٍ لَدَيْهِ، وَيَطْلُبَ مِنْهُ أَنْ يَشْرَحَ لَهُ تِلْكَ الْأَحْكَامَ بِاخْتِصَارٍ شَدِيدٍ كَمَا كُتِبَتْ فِي الْجَدْوَلِ .