تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فضل شهر الله المحرم ويوم عاشوراء

  1. #1

    افتراضي فضل شهر الله المحرم ويوم عاشوراء

    فضل شهر الله المُحَرَّمِ ويوم عاشوراء

    شهر المحرم من الأشهر الحرم وهي [ ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب ]

    قال الله تعالي [ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كآفة كما يقاتلونكم كآفة واعلموا أن الله مع المتقين ] سورة التوبة : 36 .
    قال الشيخ السعدي قوله تعالي [ فلا تظلموا فيهن أنفسكم ] يحتمل أن الضمير يعود إلي الاثني عشر شهراً وأن الله تعالي بين أنه جعلها مقادير للعباد وأن تعمر بطاعته ويُشْكر الله تعالي علي منته بها وتقييضها لصالح العباد فلتحذروا من ظلم أنفسكم فيها ويحتمل أن الضمير يعود إلي الأربعة الحرم وأن هذا نهي لهم عن الظلم فيها خصوصاً مع النهي عن الظلم كل وقت لزيادة تحريمها وكون الظلم فيها أشد منه في غيرها ومن ذلك النهي عن القتال فيها ] تفسير السعدي ص 349
    روي الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - t - أن النبي (r) سئل [ أى الصلاة أفضل بعد المكتوبة ؟ [ الصلوات الخمس ] وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان ؟ فقال [ أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم ] صحيح مسلم بشرح النووي 4/394 .
    قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالي ـ :
    قال أبو عثمان النهدي [ وهو من التابعين ] كانوا يعظمون ثلاث عشرات العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم . أ . هـ
    وقد سمي النبي (r) المُحَرَم شهر الله وإضافته إلي الله تدل علي شرفه وفضله فإن الله تعالي لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته .
    كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلي عبوديته ونسب إليه بيته وناقته .
    قال الله تعالي في حق النبي محمد (r) [ سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي ] سورة الإسراء : 1 وقال في حق إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام [ واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار ] سورة ص : 45
    والمقصود ببيته الكعبة قال الله تعالي [ وعهدنا إلي إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود] البقرة : 125
    والمقصود بالناقة : الناقة التي أيد الله بها صالحا عليه الصلاة والسلام كمعجزة .
    قال الله تعالي في ذلك [ ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ] سورة هود : 64 لطائف المعارف / 86

    الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل صيام يوم عاشوراء
    1- روي الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت [ كان رسول الله (r) أمر بصيام يوم عاشوراء فلما فُرِضَ رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر ] فتح الباري بشرح صحيح البخاري 4/287
    2- وفي رواية أخري للبخاري [ كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله (r) يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فُرِضَ رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ] فتح الباري بشرح صحيح البخاري 4/287
    3-وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال [ قدم النبي (r) المدينة فرأي اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا قالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجي الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسي عليه السلام فقال : فأنا أحق بموسي منكم فصامه وأمر بصيامه ] رواه البخاري فتح الباري 4/287
    4-وفي رواية الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (r) قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله (r) [ ما هذا اليوم الذي تصومونه ] ؟ فقالوا هذا يوم عظيم أنجي الله فيه موسي وقومه وغَرَّق فرعونَ وقومَه فصامه موسي شكراً فنحن نصومه فقال رسول الله (r) [ فنحن أحق وأولي بموسي منكم ] فصامه رسول الله (r) وأمر بصيامه] صحيح مسلم بشرح النووي 4/317
    5- وعن أبي موسي - t - قال كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود وتتخذه عيداً فقال رسول الله (r) [ صوموه أنتم ] صحيح سلم بشرح النووي 4/317
    6- روي الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة - t - عن النبي (r) قال [ صيام يوم عرفة أحتسب علي الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب علي الله أن يكفر السنة التي قبله ] .
    وفي رواية أخري عن أبي قتادة - t - عن النبي (r) قال [ صوم ثلاثة أيام من كل شهر ورمضان إلي رمضان صوم الدهر قال : وسئل عن صوم يوم عرفه ؟ فقال يكفر السنة الماضية والباقية قال وسئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال يكفر السنة الماضية ] .
    قال النووي ـ رحمه الله تعالي ـ : والمراد بها الصغائر وسبق بيان مثل هذا في تكفير الخطايا بالوضوء وذكرنا هناك أنه إن لم تكن صغائر يُرجي التخفيف من الكبائر فإن لم يكن رفعت درجات صحيح مسلم بشرح النووي 4/284 : 389 .
    قال شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله تعالي ـ : [ صح عن النبي (r ) أنه قال : صيام يوم عرفة يكفر سنتين وصيام يوم عاشوراء يكفر سنة لكن إطلاق القول بأنه يُكفر لا يوجب أن يُكَفِرَ الكبائر بلا توبة فإنهr قال : الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ] رواه مسلم / مختصر الفتاوي المصرية 1/468
    قال المباركفوري ـ رحمه الله تعالي ـ : وقال القاري في المرقاة : قال إمام الحرمين : المكفر الصغائر وقال القاضي عياض : وهو مذهب أهل السنة والجماعة وأما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة أو رحمهَ الله . أ . هـ . تحفة الأحوذي 3/377
    فنسأل الله تعالي أن يتوب علينا لنتوب كما في قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن الجهاد في غزوة تبوك .
    قال الله تعالي [ وعلي الثلاثة الذين خُلِفُوا حتي إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ] والذي نجاهم هو الصدق ولذلك قال الله بعد هذه الآية [ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ] سورة التوبة 118 ، 119
    ما حكم من صام يوم العاشر فقط ؟
    قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وصيام يوم عاشوراء كفارة سنة ولا يُكْرَه إفراده بالصوم . أ . هـ [ الاختيارات الفقهية لابن تيميه صـ 110]
    فمن صام يوم عاشوراء فقط أجزأه والأفضل أن يصوم التاسع مع العاشر لمخالفة اليهود .
    وقالت اللجنة الدائمة : يجوز صيام يوم عاشوراء يوماً واحداً فقط لكن الأفضل صيام يوماً قبله أو يوماً بعده وهي السنة الثابتة عن النبي (r) لقوله [ لئن بقيت إلي قابل لأصومن التاسع ] قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ [ يعني مع العاشر ] وبالله التوفيق وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 10/401
    قال شيخ الإسلام ابن تيميه [ والصحيح أنه يستحب لمن صامه أن يصوم معه التاسع لأن هذا آخر أمر النبي (r) .مجموع الفتاوي 25/167
    الأفضل صيام التاسع مع العاشر
    لما ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ـ قال : قال النبي (r ) [ فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع ] .
    قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ [ فلم يأت العام المقبل حتي توفي رسولr)) ]
    صحيح مسلم بشرح النووي 4/323 .

    وقد صح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من قوله من رواية ابن جريج . قال أخبرنا عطاء أنه سمع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء . خالفوا اليهود صوموا التاسع والعاشر .
    قال الإمام أحمد أنا أذهب إليه [ أي إلي هذا القول ] لطائف المعارف لابن رجب صـ 119
    قال النووي : قال الإمام الشافعي وأصحابه والإمام أحمد وإسحاق وآخرون ـ رحمهم الله تعالي ـ يُستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً لأن النبي (r) صام العاشر ونوي صيام التاسع صحيح مسلم بشرح النووي 4/324
    وقالت اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء بالسعودية :
    ومن صيام التطوع صيام اليوم العاشر من محرم وتصوم يوماً قبله أو يوماً بعده فتاوي اللجنة الدائمة 10/384


    صيام عاشوراء في السفر :-
    وكان طائفة من السلف يصومون عاشوراء في السفر ومنهم ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وأبو اسحاق السبيعي والزهري وقال : رمضان له عدة من أيام أُخر وعاشوراء يفوت ونص الإمام أحمد أنه يُصَامُ عاشوراء في السفر .
    لطائف المعارف /121
    سبب تفضيل يوم عرفة علي يوم عاشوراء :
    قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالي ـ فإن قيل كيف يُكَفِرُ صيام يوم عرفه سنتين وصيام يوم عاشوراء يكفر سنة فقط . قيل في الحكمة في ذلك إن يوم عاشوراء منسوب إلي موسي عليه السلام ويوم عرفة منسوب إلي النبي (r) فكان أفضل . فتح الباري 4/292
    أحاديث موضوعة ومكذوبة لا تصح عن نبينا r
    1- [ من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام] ابن الجوزي في الموضوعات 2/103
    2- [ من وسَّعَ علي أهله يوم عاشوراء وسَّعَ اللهُ عليه سائِرَ سنته] ابن الجوزي في الموضوعات 2/203
    وقال الإمام أحمد لا أصل له وليس له إسناد ثابت وقال شيخ الإسلام ابن تيميه موضوع مكذوب علي النبي (r) .حاشية الروض المُرْبِع شرح زاد المستقنع للنجدي 3/451
    3- [ في يوم عاشوراء توبة آدم واستواء السفينة علي الجودي ورد يوسف علي يعقوب وإنجاء إبراهيم من النار وفداء الذبيح بالكبش ] ابن الجوزي في الموضوعات 2/200 ، 201
    قال شيخ الإسلام ابن تيميه ورواية هذا كله كذب عن النبي (r) .مجموع الفتاوي لابن تيميه 25/161
    التنبيه علي حديثين ضعيفين
    1- [صم من الحُرُمِ [ أي الأشهر الحرم ] واترك] .
    ضعيف الجامع للشيخ الألباني رقم 3491 ـ ضعيف ابن ماجه 379/1741
    2- [ صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوماً وبعده يوماً ] ضعيف الجامع رقم 3506
    احذر هذه البدع
    قال شيخ الإسلام ابن تيميه : وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان :
    1- طائفة رافضة يظهرون موالاة أهل البيت وهم في الباطن إما ملاحدة زنادقة وإما جهال وأصحاب هوي .
    2- [ وطائفة تبغض عليا - t - وأصحابه لما جري من القتال في الفتنة ما جري فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء كالاكتحال والاختضاب وتوسيع النفقات علي العيال وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ] وأولئك يتخذونه مأتماً يقيمون فيه الأحزان والأتراح وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السُّنة .
    وقد قال النبي (r) [ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] رواه البخاري ومسلم .
    وفي رواية لمسلم [ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ]
    قال الحافظ ابن رجب الحنبلي : وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام كما أن حديث : [ الأعمال بالنيات ، ميزان للأعمال في باطنها وهو ميزان للأعمال في ظاهرها فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالي فليس لعامله فيه ثواب فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله (r) فهو مردود علي عامله . وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله (r) فليس من الدين في شئ . جامع العلوم والحكم صـ 84

    طريق النجاة
    وعن أبي نجيح العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ قال : [وعظنا رسول الله (r) موعظةً وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله (r) كأنها موعظة مودع فأوصنا قال : أوصيكم بتقوي الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيري اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو ا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ] رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح جامع العلوم والحكم / 387 .
    قال الحافظ ابن رجب : والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه . جامع العلوم والحكم /398 .
    قال شيخ الإسلام ابن تيميه : ولم يسن رسول الله (r) ولا خلفاءه الراشدون في يوم عاشوراء شيئاً من هذه الأمور [ لا شعائر الحزن والترح ولا شعائر السرور والفرح ] .
    وإذا كان الله تعالي قد أمر بالصبر والاحتساب عند حدثان العهد بالمصيبة فكيف مع طول الزمان ؟ فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتماً [ لوفاة الحسين -t - ] .
    وما يصنعون فيه من الندب والنياحة وإنشاد قصائد الحزن ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير
    والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب وإثارة الشحناء والحرب وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام والتوسل بذلك إلي سب السابقين الأولين وكثرة الكذب والفتن في الدنيا ولم يعرف طوائف الإسلام أكثر كذباً وفتناً ومعاونة للكفار علي أهل الإسلام من هذه الطائفة الضالة الغاوية فإنهم من الخوارج المارقين .مجموع الفتاوي 25/165
    وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي :
    وأما اتخاذه مأتماً كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ فيه فهو من عمل من ضَلَّ سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً ولم يأمر الله ولا رسوله (r) باتخاذ أيام مصائب الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وموتهم مأتماً فكيف بمن دونهم ؟ لطائف المعارف /126
    وكل ما روي في فضل الاكتحال يوم عاشوراء والإختضاب والاغتسال فيه فموضوع لا يصح لطائف المعارف / 125
    احذر ما يفعله الشيعة في إيران

    وما يحصل من الشيعة من لطم الخدود وشق الجيوب وإصابة أنفسهم بآلات حادة وغير ذلك من المخالفات حزناً علي الحسين - t - فهذا من الضلال والجهالة والبدع .
    وهذا يعتبر إساءة بالغة للإسلام والمسلمين وللأسف يحاول أعداء الإسلام نشر هذه الصور عن طريق وسائل الإعلام في الداخل والخارج والإسلام برئ من هذا فهم دائماً يشوهون صورة الإسلام ويظهرونه بأنه دين الإرهاب والتخلف .
    والإسلام برئ من كل هذا فديننا هو دين القوة والسماحة والرحمة والعدل قال الله تعالي [ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ] الأنبياء : أية رقم 107
    والإسلام يدعو إلي العلم النافع وأول كلمة نزلت في القرآن [ اقرأ ]
    قال الله تعالي [ اقرأ باسم ربك الذي خَلَقَ . خَلَقَ الإنسان من عَلَقٍ اقرأ وربك الأكرم الذي عَلَّمَ بالقلم عَلَّمَ الإنسان ما لم يعلم ] العلق : 1 : 5
    فالعيب ليس في الإسلام بل في المسلمين وهم ليسوا بحجة علي الدين .
    والإسلام من أفعالهم برئ ونسأل الله أن يهدينا وإياهم إلي الحق والصواب .
    إذا وافق يوم عرفه أو عاشوراء يوم جمعة أو سبت أو أحد لم يكره صومه منفرداً
    قال ابن قدامه : قال أصحابنا يُكْرَهُ إفراد يوم السبت بالصوم لحديث عبد الله بن بسر .
    والمكروه إفراده فإن صام معه غيره لم يكره لحديث أبي هريرة وجويرية ـ رضي الله عنهما ـ .
    وإن وافق صوما لإنسان لم يكره لما قدمناه . أ . هـ .المغني 4/428
    قال ابن تيميه : ولا يكره إفراد يوم السبت بالصوم ـ الاختيارات الفقهية /111
    وقال ابن عبد الهادي الحنبلي :
    يكره إفراد الجمعة والسبت بالصيام إلا أن يوافق عادة وقال الإمامان أبو حنيفة ومالك ـ رحمهما الله تعالي ـ لا يكره .
    قال البيهقي : وقد مضي في حديث جويرية بنت الحارث في الباب قبله ما دل علي جواز صيام يوم السبت وكأنه أراد بالنهي تخصيصه بالصوم عن طريق التعظيم له والله أعلم .تنقيح تحقيق أحاديث التعليق لابن عبد الهادي 2/358 ، 361
    وقالت اللجنة الدائمة :
    يشرع صوم يوم عرفة إذا صادف يوم جمعة ولو بدون صوم يوم قبله لما ثبت عن النبي (r) من الحث علي صومه وبيان فضله وعظيم ثوابه قال رسول الله (r) [ يوم عرفه يكفر سنتين ماضية ومستقبله وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضيه ] رواه أحمد ومسلم وأبو داود .
    وهذا الحديث مخصص لعموم حديث [ لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوماً قبله أو بعده ] رواه البخاري ومسلم .
    فيكون عموم النهي محمولاً علي ما إذا أفرده المسلم بالصوم لكونه يوم جمعة أما من صامه لأمر آخر رغب فيه الشرع وحث عليه فليس بممنوع بل مشروع ولو أفرده بالصوم لكن إن صام يوماً قبله كان أولي لما فيه من الاحتياط بالعمل بالحديثين لزيادة الأجر وبالله التوفيق وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .اللجنة الدائمة 10/395
    وقالت اللجنة أيضاً :
    يجوز صيام عرفة مستقلا سواء وافق يوم السبت أو غيره من أيام الأسبوع لا فرق بينهما لأن صوم يوم عرفه سنة مستقلة وحديث النهي عن صيام يوم السبت ضعيف لاضطرابه ومخالفته للأحاديث الصحيحة وبالله التوفيق وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . فتاوي اللجنة الدائمة 10/396
    وفي الموسوعة الفقهية :
    ووجه الكراهه ـ أي في صيام يوم السبت ـ أنه يوم تعظمه اليهود ففي إفراده بالصوم تشبه بهم إلا أن يوافق صومه بخصوصه يوماً اعتاد صومه كيوم عرفة أو يوم عاشوراء .الموسوعة الفقهية 28/14
    وأيضاً لا يكره صيام يوم السبت لمن كان يصوم يوماً ويفطر يوماً كصيام داود عليه السلام فجاء اليوم الذي يصومه يوم السبت مثلا .
    قال الوزير ابن هبيرة :
    اتفقوا علي كراهته أي يوم السبت إلا أن يوافق عادة . حاشية النجدي 3/458
    [ ويكره تعمد إفراد يوم الجمعة بصوم ] لحديث أبي هريرة - t - عن النبي (r) [ لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم ] رواه مسلم
    ويكره تعمد [ إفراد يوم السبت ] يصوم لحديث عبد الله بسر عن أخته الصماء [ لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ]
    إلا أن يوافق يوم الجمعة أو السبت عادة كأن وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء .
    وكان من عادته صومهما فلا كراهه لأن العادة لها تأثير في ذلك . كشاف القناع عن متن الإقناع للبهوتي 2/398
    وفي حاشية الروض المربع :
    وقال الشيخ أي شيخ الإسلام ابن تيميه حديث لا تصوموا يوم السبت شاذ غير محفوظ أو منسوخ واختار هو وغيره أنه لا يكره صوم يوم السبت منفرداً وأنه قول أكثر العلماء وحملوا الحديث علي الشذوذ أو أنه منسوخ . حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع 3/459
    فوائــــــد
    1- [يجوز للمسلم أن يصوم يوم الجمعة قضاء عن يوم من رمضان ولو منفرداً ]
    فتاوي اللجنة الدائمة 10/347

    2- [ لا يجوز صيام التطوع بنيتين نية القضاء ونية السنة ]
    فتاوي اللجنة الدائمة 10/383

    3- صحة صوم من أكل أو شرب ناسياً في فرض [ كرمضان ] أو تطوع [ صيام الاثنين والخميس ويوم عرفة ويوم عاشوراء . . .] لعموم قول النبي (r) [ من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ] رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - t - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان 2/18 .
    والله تعالي أعلي وأعلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •