لدي استفسار بشأن هذا الحديث الذي سأعرضه
ففيه أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانية وثلاثون، وفيه أن أبا بكر ألح في الظهور، وفيه أن الرسول كان في دار الأرقم ، وفيه أن حمزة أسلم يوم ضرب أبي بكر .. المشكلة أن كل هذه النقاط تدل على أن الضرب حصل في فترة سرية الدعوة.. ألم يجهر الرسول بالدعوة بعد ثلاث وبأمر من الله وليس برأي من أبي بكر قبل ذلك.

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لما اجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا ثمانية وثلاثين رجلا , ألح أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور , فقال : " يا أبا بكر , إنا قليل " , فلم يزل أبو بكر يلح على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق المسلمون في نواحي المسجد , كل رجل في عشيرته , وقام أبو بكر في الناس خطيبا , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا , فكان أول خطيب دعا إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم , وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضربا شديدا , ووطي أبو بكر وضرب ضربا شديدا , فدنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ويحرفهما لوجهه وثنى على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه , وجاء بنو تيم يتعادون وأجلت المشركين عن أبي بكر , وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله , ولا يشكون في موته , ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا : والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة , فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب , فتكلم آخر النهار فقال : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه , ثم قاموا وقالوا لأمه أم الخير بنت صخر : انظري أن تطعميه شيئا , أو تسقيه إياه , فلما خلت به ألحت عليه , وجعل يقول : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : والله ما لي علم بصاحبك , فقال : اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فسليها عنه , فخرجت حتى جاءت أم جميل فقالت : إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله , فقالت : ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله , فإن تحبين أن أمضي معك إلى ابنك ؟ قالت : نعم فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا دنفا , فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت : والله إن قوما نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر , وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم , قال : فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : هذه أمك تسمع , قال : فلا شيء عليك فيها , قالت : سالم صالح , قال : فأين هو ؟ قالت : في دار أبي الأرقم , قال : فإن لله علي أن لا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأمهلتا حتى إذا هدأت الرجل وسكن الناس , خرجتا به يتكي عليهما حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : وأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله , وأكب عليه المسلمون , ورق له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة , فقال أبو بكر : بأبي وأمي يا رسول الله , ليس من بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي , وهذه أمي برة بولدها , وأنت مبارك , فادعها إلى الله عز وجل , وادع الله لها ؛ عسى الله أن يستنقذها بك من النار , قال : فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم دعاها إلى الله عز وجل , وأسلمت , فقاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار شهرا وهم تسعة وثلاثون رجلا , وقد كان حمزة بن عبد المطلب أسلم يوم ضرب أبو بكر