الحمد لله الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم يختار لعباده الأصلح والأحسن ولو وُكلوا لأنفسهم طرفة عين لكانوا في الدرك الأسفل وبعد
مررت باثنين يتشاجران فكنت من الملتفين لعل وعسى أن أكون سببا لفك الخصام، إلا أنني وبمجرد ما اقتربت من الواقعة وسمعت سبب الملحمة إذ أجدني أمشي القهقرى مع حزن يقطع القلب وألم يفتت الكبد .....
كانت تربط الخصمين قرابة مصاهرة فأحدهما زوج الآخر أخته ولنزاع بين الزوجين تفاقم الأمر وتصاعد حتى صار إلى ما صار إليه ، وأنا في ذلك الصراخ والعويل تذكرت قولا للإمام مالك فكانت هذه الكلمة:
ذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك عن الإمام مالك قال:" أهوال الدنيا ثلاثة ركوب البحر وركوب فرس عربي وتزويج حرة".
صدق رحمه الله فإن تزويج الحرة بنتا كانت أو أختا أو غير ذلك ممن تدخل تحت الولاية لمن أصعب الأمور وأخطرها لذلك تجد الولي الناصح بين أمرين
أولهما وأولاهما أن يختار الزوج لابنته وليس في هذا ما يعاب ما دام الرجل المقصود نبيلا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان لو كان لي مائة بنت لزوجتكها
ويقال أن مالكاً عرض على عبد الله ابن غانم القاضي أحد تلاميذه أن يزوجه ابنته ويقوم عنده، فامتنع عن المقام، وقال له: إن أخرجتها إلى القيروان تزوجتها.
ثانيهما أن يبذل كل ما في وسعه في السؤال عن هذا الشخص ومعرفة سره وخاصة أمره حتى لا يقول يوما ما ليت وهل ينفع شيئا ليت .
أمر آخر
إليك أيها الزوج وإليك أيتها الزوجة قد يعجب بعضكما ببعض ولكن قبل خطو أولى الخطوات لا بد من التعرف على الأقارب ، فإنك ستتعامل معهم لا محالة ،
فلو تزوجت امرأة كسب أبيها من الحرام ودعاك للطعام فهل تقبل أم تعتذر وإلى متى يدوم الاعتذار ، أو كان إخوتها ممن يدمن على المسكرات والمخدرات فلأتفه الأسباب تتحول اللغة من الكلمات إلى السكاكين والسيوف.
وهكذا الأمر بالنسبة للزوجة.
قد تقول أنا لن أتزوج إلا بها وقد تقولي: ما ذنبي أنا .
فأقول إن كان لديك الصبر الكافي والوافي لما قد يعترض طريقك فادع الله التيسير وتوكل على القدير ، كمن أعجب بامرأة مريضة فقرر الزواج بها فعليه الرضى بما أخذ، أما إن كنت تخشى العواقب وتخاف المشاكل فالسلامة لا يعدلها شيء والله المستعان.