الشاعرة سلمى بنت القراطيسي

سلمى بنت القراطيسي امراة بغدادية عاشت في أوائل العصر العباسي الثاني زمن الخليفة ابو عبد الله محمد المقتفي لدين الله ميلادية 1136 - 1160 \ هجرية 530 -555

قيل إن أباها كان وراقاً يعمل في بيع الكتب المخطوطة و القراطيس المعدة للكتابة وكان هذا سببا مهما مكنها من الاتصال بعدد كبير من الأدباء والشعراء فاكتسبت منهم ما أغنت به ملكاتها الإبداعية وطورتها . اشتهرت بجمالها ‏ ورقتها مع العفة وغنى النفس .تعتبر في رأي أغلب المؤرخين والنقاد الأدبيين رائدة الشعر النرجسي بين الشاعرات العربيات في العصر الوسيط .

وقيل انها وقفت يوماً أمام مرآتها فأعجبها حسنها وجمالها وقوامها الرشيق فقالت :‏

عيون مها الصريم فداء عيني‏
وأجياد الظباء فداء جيدي‏

إنني أزيّن بالعقود و إن نحري‏
لأزين للعقود من العقود‏

ولا أشكو من الأوصاب ثقلاً‏
وتشكو قامتي ثقل النهود‏

ولو جاورت في بلد ثموداً‏
لما نزل العذاب على ثمود!‏

وقيل إن الخليفة العباسي المقتفي لدين الله عندما سمع هذه الأبيات أعجب بها كثيرا فأرسل نفراً من عيونه إلى الحي الذي تسكن فيه سلمى في بغداد للاستفسار عن وضعها وعيشتها و قال لهم:

- اسألوا هل تصدق في أوصافها
ولما رجعوا اليه بعد انجاز مهمتهم كان ردهم:

- ما يكون أجمل منها .
فسألهم ثانية:
- وماذا عن عفافها؟
فاجابوه: هي أعف الناس.
فأرسل لها مالاً وفيراً وقال لرسله:

- إنها تستطيع أن تصون جمالها ورونق بهجتها وعفتها ولعلها تستعين بهذا المال على صيانة جمالها .
وهذا ما كان من امرها. ولم اعثر على معلومات اخرى عنها وعن شعرها . ولا عن ولادتها ووفاتها .

اميرالبيان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق0 ديالى 0 بلدروز

******************