تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 25 من 25

الموضوع: المرأة والأسرة

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,097

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1170


    الفرقان



    {لعلكم تتقون}
    قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183)، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: ذكر الله -تعالى- حكمته في مشروعية الصيام؛ فقال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؛ فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
    فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى. ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله -تعالى-، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى.
    فاحذري أختي المسلمة من تضييع أوقات هذا الشهر في غير طاعة الله وعبادته؛ فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين، ورغِم أنفُ امرئٍ ذُكِرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين، ورغِم أنفُ رجلٍ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُغفرْ له، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين».
    كيف تستقبلين رمضان؟
    أفضل ما يستقبل به شهر رمضان هو المبادرة إلى التوبة الصادقة كما قال -سبحانه-: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31)، والتخلص من جميع المنكرات من كذب وغيبة ونميمة وفحش وغناء وتبرح واختلاط وغير ذلك، وعقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة من الذكر والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن والمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وتأديتها بتؤدة وطمأنينة وخشوع، وعدم تضييع أوقاته الشريفة فيما لا يفيد.
    من قصص النساء الصالحات
    ضربت النساء -كما ضرب الرجال- المثل والقدوة العالية في تقواهن لله -تعالى-، ومن ذلك تحري أكل الحلال والتورع فقد ذكر ابن الجوزي -رحمه الله-: أن امرأة كانت تعجن عجينًا، بلغها أن زوجها قد مات، فرفعت يدها عنه وقالت: «هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء» (تعني الورثة).
    وكانت المرأة من نساء السلف إذا خرج الرجل من منزله تقول له امرأته أو ابنته: «إياك وكسب الحرام!؛ فإنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار».
    أربعة أحكام تهم المرأة المُسلمة في رمضان
    إن للمرأة المُسلمة أحكامًا تختصُّ بها في رمضان، نذكر منها أهم أربعة أحكام وهي: الحيض والنِّفاس، والحمل والرضاع، وتناول حُبوب لمنع نزول دم الحيض في رمضان، وتذوّق الطَّعام في أثناء الصِّيام.
    الحكم الأول: الحيض والنِّفاس
    المرأة إذا حاضت أو نفست في أثناء الصيام وجب عليها أن تفطر، ثم تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان، حتى وإن رأت الدَّم قبيل المغرب بدقائق قليلة؛ فعن السَّيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ». (أخرجه مسلم)
    الحكم الثاني: الحمل والرضاع
    رُخِّص للمرأة الحامل والمُرضِع في فطر رمضان إن خافتا على أنفسهما أن يلحقهما ضرر أو مشقة غيرُ معتادة بسبب الصَّوم، أو نصحهما الطبيب أن تفطرا، وفي هذه الحال لهما الفطر، وعليهما القضاء فقط، دون إخراج فدية، وإن كان الخوف على الجنين أو على الطفل الرضيع؛ فللأم الفطر، وعليها القضاء دون الفدية -أيضًا- على المُفتى به من أقوال الفقهاء، وإن كانت المسألة خلافيَّة؛ عملًا بمذهب الحنفيَّة، والشافعيَّة في قول، والحنابلة في رواية.
    الحكم الثالث: تناول حُبوب لمنع نزول دم الحيض
    تلجأ بعض النساء من باب الحرص على عدم فوات هذه الأيام الفاضلة إلى تناول حبوب لتأخير نزل دم الحيض، وقد أجاز العلماء للمرأة تناول هذه الحبوب، وذلك بعد استشارة طبيبة مُتخصِّصة ثقة، وبإذن الزوج، ما لم يترتب على ذلك ضرر؛ قال -[-: «لا ضرر ولا ضرار»، وإن كان الأولى ترك هذا الأمر يجري وفق طبيعته دون تدخُّل طبيّ؛ ففي ذلك استسلام للخالق -سبحانه- وحُكمِه وحِكمته وتقديره.
    الحكم الرابع: تذوّق الطَّعام في أثناء الصِّيام
    لا بأس شرعًا بتذوق الطَّعام في أثناء الصِّيام إن كان لحاجةٍ، بشرط الحرص على عدم وصول شيء منه للجوف، ومجِّه بعد ذلك، فإن ابتلعت المرأة منه شيئًا فسد صومها، وعليها القضاء.
    خطوات عملية للمحافظة على الأوقات في رمضان
    - عدم الخروج من البيت إلا لطاعةٍ لله محققة، أو لضرورة.
    - تجنب ارتياد الأسواق ولا سيما في العشر الأواخر من رمضان، ويمكن شراء ملابس العيد قبل ذلك.
    - تجنب الزيارات التي ليس لها سبب، وإن كان لها سبب كزيارة مريض فينبغي عدم الإطالة في الجلوس.
    - تجنب مجالس السوء، وهي مجالس الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء والطعن في الآخرين.
    - تجنب السهر إلى الفجر؛ لأنه يؤدي إلى تضييع الصلوات والنوم أغلب النهار.
    - الحذر من تضييع الأوقات في الزينة والانشغال بالملابس وكثرة الجلوس أمام المرآة.
    - الحذر من تضييع الأوقات في الجلوس على الهاتف ولو انشغل الناس بقراءة القرآن الكريم ومدراسته لما وجدوا وقتا لذلك.
    - الحذر من المشاحنات والخلافات، وإذا دُعيتِ -أختي المسلمة - إلى شيء من ذلك فقولي: إني امرأة صائمة.
    المرأة المسلمة التي رباها القرآن
    المرأة المسلمة التي رباها القرآن قد فقهت عن الله -تبارك وتعالى- أمره، وتدبرت في حقيقة الدنيا ومصيرها إلى الآخرة، وتناءى قلبها عن المطامع، وارتفعت همتها عن السفاسف، فلا تراها إلا صائمة قائمة باكية نائحة، وقد حفل التاريخ الإسلامي بالخيِّرات الصالحات اللواتي نهجن طريق الجد عن علم ورسوخ عقيدة، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: «أن رسول الله -[- أتى النساء بعد صلاة العيد فكلمهن في الصدقة، فأخذن ينزعن الفتخ والقرط والعقود والأطواق والخواتيم والخلاخيل، ويلقينها في ثوب بلال -رضي الله عنه-، وكان بلال قد بسط ثوبه ليضع فيه النساء صدقاتهن»، وبذلك جفت عبرة اليتيم، وبردت لوعة المسكين، وكذلك فعل النساء حين نزلت آية الصدقة: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِين َ وَالْمُصَّدِّقَ اتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (الحديد:١٨)، وفي قمة هؤلاء العابدات أمهات المؤمنين، ثم نساء الصحابة -رضي الله تبارك وتعالى عنهن- جميعا، وعلى رأس هؤلاء جميعاً أم المؤمنين أم عبد الله الصديقة بنت الصديق، المبرأة من فوق سبع سموات، حبيبة خليل الله -[-، يقول عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف، أما عائشة فكانت تجمع الشيء على الشيء حتى إذا اجتمع عندها قسمته، وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئاً لغد.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,097

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1171


    الفرقان



    القرآن تحيا به القلوب والأرواح
    قال الله -تعالى-: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52)، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: {وَكَذَلِكَ} حين أوحينا إلى الرسل قبلك {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} وهو هذا القرآن الكريم، سماه روحا؛ لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين، لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير، وهو محض منة الله على رسوله وعباده المؤمنين، من غير سبب منهم.
    وقال الشيخ صالح الفوزان: قال -سبحانه- {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا}، والمقصود بالروح هنا القرآن الذي أوحاه الله إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو روح القلب، وروح القلب أخص من روح الأبدان، وقد سماه الله روحًا، لأنه تحيا به القلوب، فإذا خالط هذا القرآن بشاشة القلب، فإنه يحيا ويستنير ويعرف ربه ويعبد الله على بصيرة ويخشاه، ويتقيه ويخافه ويحبه ويجله ويعظمه؛ لأن هذا القرآن روح تحرك القلب كالروح التي تحرك الأبدان والأجسام.
    وقال سماحة الشيخ ابن باز ر-حمه الله-: فحياة القلوب وصحتها ونورها وإشراقها وقوتها وثباتها على حسب إيمانها بالله ومحبتها وشوقها إلى لقائه، وطاعته له ولرسوله - صلى الله عليه وسلم-، وبإعراضها عن ذكره وتلاوة كتابه يستولي الشيطان على القلوب، فيعدها ويمنيها ويبذر فيها البذور الضارة التي تقضي على حياتها ونورها وتبعدها عن كل خير وتسوقها إلى كل شر ، كما قال -تعالى-: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} أ.هـ
    فلنعد إلى كتاب الله ما دمنا في زمن الإمكان والقدرة على التوبة والاستغفار، ولنتب إلى الله توبة نصوحًا من تقصيرنا في حق كتابه وتفريطنا في أداء حقوقه والقيام بواجباته.
    احتساب الأجر والنية
    المرأة تصرف وقتًا كبيرًا في شهر رمضان في تلبية متطلبات أسرتها؛ ونتيجة لذلك تضيع عليها فرصة أداء الكثير من العبادات، وقد لا تشعر بروحانية هذا الشهر الكريم، ومع ذلك فإن من سماحة هذا الدين ويسره، ومن عظيم إحسان الله إلى عباده أن رتب لجميع الأعمال والعادات التي نقوم بها الأجر والمثوبة، وذلك إذا توفر فيها عامل احتساب الأجر والنية فيها، فللاحتساب أهمية كبرى في حياة ربة المنزل للاستزادة من تحصيل الحسنات، والأجر عند الله -سبحانه وتعالى- وما أجمل كلام ابن القيم -رحمه الله- في ذلك؛ حيث قال: «أهل اليقظة عاداتهم عبادات، وأهل الغفلة عباداتهم عادات».

    من مخالفات النساء في شهر رمضان
    من مخالفات الصيام أن بعض النساء قد تصوم رمضان ولا تصلي أو لا تصلي إلا في رمضان، والله -جل وعلا- قال عن الصلاة قال: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينَ}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة»، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»، فبعض النساء تنام عن صلاة الفجر حتى تطلع الشمس أو تنام عن الظهر حتى يدخل وقت العصر أو تنام عن بعض الصلوات حتى يخرج وقتها، فهي تحافظ على الصيام وهي مشكورة على هذا لكنها تضييع ما هو أهم من الصيام وهي الصلاة والله -جل وعلا- يقول: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً}.
    نساء السلف في رمضان
    لقد كان حال أمهات المؤمنين ونساء السلف في رمضان من حال النبي - صلى الله عليه وسلم-، فقد تعلمن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن رمضان شهر عبادة وطاعة وقربى من الله -تعالى-، فكن يكثرن من الطاعات، ولا يهتممن كثيرا بشؤون البيت ولا بكثرة طعام ولا شراب ونحو ذلك مما يشغل كثيرا من الأسر في عصرنا الحالي، ومن أهم الأعمال التي كانت نساء النبي - صلى الله عليه وسلم- يفعلنها في رمضان: العناية بصلاة التراويح وقيام الليل، فقد كانت نساء النبي يتحركن وسط النساء بالدعوة والوعظ والعمل الصالح، ويعلمن النساء الصلاة في رمضان تطوعا، فضلا عن محافظتهن - رضي الله عنهن- على الصلاة المفروضة في أول أوقاتها، حتى يكن قدوة للمؤمنات، بل كن يصلين بالنساء أحيانا في صلاة التطوع ليلا، ففي الآثار لأبي يوسف عن عائشة -رضي الله عنها- «أنها كانت تؤم النساء في رمضان تطوعا، وتقوم في وسط الصف»، وكن أحيانا يجعلن عبيدهن يؤمهن بالصلاة، كما كانت تفعل عائشة - رضي الله عنها- فقد أخرج البخاري أن عائشة - رضي الله عنها- كان يؤمها عبدها ذكوان من المصحف؛ وذلك لأنه لم يكن يحفظ القرآن، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يجمع نساءه وبناته فيصلي بهن صلاة الليل.
    من واجبات الفتيات المسلمات
    على الفتيات المسلمات أن يشاركن والدتهنَّ في إعداد الطعام وطهيه يوميا، وعلى الأم أن تُقسم الأيام على الفتيات في المنزل، وأن تكون قريبة منهنَّ في أثناء إعدادهنَّ للأطعمة والأشربة، ويفضل من الأم أيضًا التنويع في الأطباق والأكلات على مدار الأسبوع؛ ليتسنى لهنَّ تعلم أكبر قدر من تجهيز الأطعمة، وعلى الأم أيضًا أن تشعرهنَّ بأهميتهنَّ في بيوتهنَّ، وأن يحتسبن الأجر في كل عمل يقمن به لوالدهن وإخوانهنَّ وأزواجهنَّ في المستقبل.


    من فتاوى النساء في شهر رمضان
    - سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم فقال:
    من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا -عز وجل-؛ فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم؛ حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أُرز أو غير ذلك، أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه.

    رمضان شهر
    غذاء الأرواح
    يكفيك من إعداد الطعام القليل؛ فشهر رمضان شهر عبادة وطاعة، شهر غذاء الأرواح وليس شهر غذاء البطون؛ قال - صلى الله عليه وسلم-: «ما ملأ ابنُ آدم وعاءً شرًّا من البطن، فإنْ كان لابد فثُلُثٌ للطعام، وثُلُثٌ للشراب، وثُلُثٌ للنَّفَس»؛ رواه الترمذي، وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يكفي ابن آدم لُقيمات يُقِمْنَ صُلبَه، ولا يُلام على كفاف»؛ (أخرجه مسلم).
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,097

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1173


    الفرقان





    الدَّعائم الثلاث التي تقوم عليها الحياةُ الزوجية
    قال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21)، أشارت الآية الكريمة إلى الدَّعائم الثلاث التي تقوم عليها الحياةُ الزوجية، وهي: السُّكون، والمودَّة، والرَّحمة.

    قال الشيخ السعدي -رحمه الله- {وَمِنْ آيَاتِهِ} الدالة على رحمته وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه المحيط، {أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} تناسبكم وتناسبونهن وتشاكلكم وتشاكلونهن {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}؛ بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة، ووجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إلى الزوجة، فلا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} يُعملون أفكارهم ويتدبرون آيات اللّه وينتقلون من شيء إلى شيء، ولا ريب أن أساس تكوين الأسرة هو الزَّواج، وقد عدَّه القرآن آيةً من آيات الله، مثل خلقِ السماوات والأرض، وغيرهما، وقد سمَّى القرآنُ العظيم الارتباط بين الزوجين: (مِيثَاقًا غَلِيظًا)، كما في قوله -تعالى-: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} (النساء: 21)، والمقصود به العقدُ القويُّ المتين، وعبَّر القرآن الكريم عن مدى القرب واللُّصوق والدِّفء والوقاية والسِّتر بين الزوجين، فأنزل كلًّا منهما من الآخر منزل اللِّباس لصاحبه، فقال -تعالى-: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} (البقرة: 187).
    خير النساء
    عن أبي أذينة الصدفي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن، إلا مثل الغراب الأعصم»، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: (1849)، الودود يعني المتحببة إلى زوجها، المواتية يعني الموافقة لزوجها، المواسية التي تواسيه لو وقع في خطب أو حزن، إذا اتقين الله، إذا خفنه وأطعنه، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات يعني المعجبات المتكبرات وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم صحيح، في صحيح الجامع رواه البيهقي عن أبي أذينة، والغراب الأعصم هو الذي يكون أحمر المنقار والرجلين، وهو نادر جدا.

    من مظاهر إنصاف القرآن للمرأة


    من مظاهر إنصاف القرآن للمرأة، وتحريرها من ظلم الجاهلية ما يأتي:
    1- أَثْبَتَ لها حقَّ التَّملك، والتَّمتُّع بما كسبت من حلال مثل الرَّجلِ في قوله -تعالى-: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} (النساء: 32).
    2- أَثْبَتَ لها الكرامةَ عند الله - حال التَّقوى - مثل الرَّجل في قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات: 13).
    3- صيانتها عمَّا يهدر كرامتها الإنسانيَّة، فلم يرض لها الكفر أو الشِّرك بالله، والتَّدنِّي بفطرتها إلى الحدِّ الذي يُهدر كرامتها، وهي في هذا شريكُ الرَّجل، قال -تعالى-: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} (الزمر: 7).
    4- أثبت لها ثوابَ الأعمال مثل الرَّجل في قوله -تعالى-: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} (آل عمران: 195).
    5- ضَمِنَ لها حقَّها في الإرث مثل الرَّجل في قوله -تعالى-: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُون َ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُون َ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} (النساء: 7).
    6- ضَمِنَ لها حقَّها في المهر، فقال -تعالى- آمرًا الرِّجال: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} (النساء: 4).
    المرأة المسلمة والأيام العشر من رمضان
    لا تُضيّعي فضائل ليالي رمضان ولا سيما العشر الأواخر، في شراء ملابس العيد وحاجيّاته، أو الذّهاب إلى الخيّاط، أو شراء لوازم الحلوى استعداداً للعيد، وكوني عَليَّةَ الهِمّة؛ فقد ضَرَب الرّسول - صلى الله عليه وسلم -المَثل الأعلى في الهِمّة العالية بالإقبال على الطّاعات في شهر رمضان، ولاسيما العشر الأواخر منه؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ العَشْرُ، شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»، أي اجتهد في العبادة وحثّ أهله على ذلك.
    ولا تَنسَي الإكثارَ مِن الدُّعاءِ المأثور في ليالي العشر الأواخر؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قُلتُ يا رسول الله، أرأيت إنْ علمتُ أيّ ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»، واجتهدي في الأعمال الصّالحة حتّى آخر دقيقة مِن هذا الشّهر؛ لأنّكِ لا تدرين هل سيُكتب لكِ معه لقاء جديد أم سيكون هذا هو الوداع الأخير، وتذكّري أنّ السّلف الصّالح كانوا يدْعون الله ستّة أشهر أنْ يُبَلِّغَهم رمضان ثم يَدْعونَه ستّة أخرى أنْ يتقبَّلَه منهم.
    معرفة الحقوق الزوجية
    إن كل فتاة مقبلة على الزواج في حاجة إلى أن تعرف الحقوق الزوجية التي تسعد بها في حياتها، وتسعد زوجها، لتنتظم حياتهما في هناءة عيش، ومودة بين القلوب، وإن كل أم يهمها سعادة ابنتها، عليها أن تربيها التربية الإسلامية، وأن تحرص على وصيتها بما فيه الخير لها، والسعادة لبيتها.
    رمضان شهر القرآن
    شهر رمضان له خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور، قال الله -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة 185). فرمضان والقرآن متلازمان، إذا ذكر رمضان ذكر القرآن، وفي الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: « كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة «. في هذا الحديث دليل على استحباب تلاوة القرآن ودراسته في رمضان، وأنت - أختي المسلمة - ينبغي أن يكون لك وِرْد من تلاوة القرآن، يحيا به قلبك، وتزكو به نفسك، وتخشع له جوارحك، وبذلك تستحقين شفاعة القرآن يوم القيامة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي، منعته الطعام والشهوة؛ فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشفَّعان «. (رواه أحمد والحاكم بسند صحيح).
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,097

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1174


    الفرقان



    وجعل منها زوجها ليسكن إليها
    قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.

    قال الشيخ السعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: افتتح الله -تعالى- هذه السورة بالأمر بتقواه، والحث على عبادته، والأمر بصلة الأرحام، والحث على ذلك، وبيَّن السبب الداعي الموجب لكل من ذلك، وأن الموجب لتقواه؛ لأنه {رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} ورزقكم، ورباكم بنعمه العظيمة، التي من جملتها خلقكم {مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}، خلق مِنْهَا زَوْجَهَا أي: خلق من آدم زوجته حواء؛ لأجل أن يسكن إليها؛ لأنها إذا كانت منه حصل بينهما من المناسبة والموافقة ما يقتضي سكون أحدهما إلى الآخر، فانقاد كل منهما إلى صاحبه، وتتم بذلك النعمة، ويحصل به السرور، وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وأنه بثهم في أقطار الأرض، مع رجوعهم إلى أصل واحد، ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعض، وقرن الأمر بتقواه بالأمر ببر الأرحام والنهي عن قطيعتها، ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصًا الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به، وفي قوله: {وخلق مِنْهَا زَوْجَهَا} تنبيه على مراعاة حق الأزواج والزوجات والقيام به، لكون الزوجات مخلوقات من الأزواج، فبينهم وبينهن أقرب نسب وأشد اتصال، وأقرب علاقة.
    ما أجمل التسامح!
    ما أجمل خلق التسامح حينما يتصف به المسلم عموما! وفي يوم العيد خصوصا، فلا يخرج المرء من داره إلا وقد خلا قلبه من كدر الأحقاد، وتتابعت على قلبه آيات العفو كالبرد على الظمأ: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} (الشورى: 37)، {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (الشورى: 43)، فيهتف قد صبرت وغفرت، فترتاح نفسه ويزداد عزا لوعد رسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مسلم: «ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».
    فضل صلة الأرحام

    (1) صلة الرحم من الإيمان: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» رواه البخاري.
    (2) صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر: عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه» رواه البخاري، وعن علي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:» من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه». رواه البزار والحاكم.
    (3) صلة الرحم سبب لصلة الله -تعالى- وإكرامه: عن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله». رواه مسلم.
    (4) صلة الرحم من أسباب دخول الجنة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يأيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
    أخطاء تقع في العيد
    إن مما ينبه عليه مع إقبال العيد وبهجته بعض الأمور التي يفعلها بعض الناس جهلاً بشريعة الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك:
    ١- اعتقاد بعضهم مشروعية إحياء ليلة العيد
    وهذا من البدع المُحدثة التي لم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما روي في ذلك حديث ضعيف: «من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» وهذا حديث لا يصح، ضعفه الشيخ الألباني -رحمه الله-، فلا يشرع تخصيص ليلة العيد بالقيام من بين سائر الليالي، بخلاف من كان عادته القيام في غيرها فلا حرج أن يقوم ليلة العيد.
    ٢- زيارة المقابر في يومي العيدين
    وهذا يناقض مقصود العيد وشعاره من البشر والفرح والسرور، ومخالفة هديه - صلى الله عليه وسلم - وفعل السلف.
    3- اختلاط النساء بالرجال في المصلى وفي غيره
    وفي ذلك فتنة عظيمة وخطر كبير، والواجب تحذير النساء والرجال من ذلك، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك ما أمكن، كما ينبغي على الرجال والشباب عدم الانصراف من المصلى أو المسجد إلا بعد تمام انصرافهن.
    4- خروج بعض النساء غير ملتزمات بالحجاب
    وهذا مما عمت به البلوى، وتهاون به الناس والله المستعان، حتى إن بعض النساء -هداهن الله- إذا خرجن إلى المساجد للتروايح أو لصلاة العيد أو غير ذلك، فإنها تتجمل بأبهى الثياب، وأجمل الأطياب، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: « أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ».
    أحكام صلاة العيد للنساء
    أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء بحضور صلاة العيدين، قالت أم عطية -رضي الله عنها-: «كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبِيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ»، فيُسنُّ للمرأة حضور صلاة العيد مع التزامها ببعض الأحكام وهي كما يأتي:
    - ألا تكون متطيبة.
    - أن يعتزلن الرجال.
    - أن يكون لباسها لباسًا شرعيا.
    - أن يتجنبن كثرة الحديث وارتفاع الصوت.
    - وأن تحرص المرأة أن تلتزم آداب يوم العيد، ومنها أكل تمرات وتراً قبل الخروج للصلاة، والإفطار من الأضحية في عيد الأضحى، ومخالفة طريق الذهاب والعودة، والإكثار من التكبير، لكن بصوت منخفض.
    الصلة الحقيقية أن تصل من قطعك
    المرء إذا زاره قريبه فرد له زيارته ليس بالواصل، لأنه يـكافئ الزيارة بمثـلها، وكذلك إذا ساعده في أمر وسعى له في شأن، أو قضى له حاجه فردّ له ذلك بمثله لم يكن واصلاً بل هو مكافئ، فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب؛ عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها». رواه البخاري.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    41,097

    افتراضي رد: المرأة والأسرة

    المرأة والأسرة – 1175


    الفرقان





    بعض توجيهات القرآن للمرأة المسلمة

    من التوجيهات القرآنية للنساء في القرآن الكريم قول الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } (الأحزاب: 59) والإدناء هو التغطية من أعلى إلى أسفل، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: يقول -تعالى- آمرًا رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر النساء المؤمنات - ولا سيما أزواجه وبناته لشرفهن- بأن يدنين عليهن من جلابيبهن، ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء.
    - والجلباب هو: الرداء فوق الخمار، قاله ابن مسعود، وعبيدة، وقتادة، والحسن البصري، وغير واحد، وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: لما نزلت هذه الآية: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ }، خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها، وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: «يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شققن مروطهن فاختمرن بها» (رواه البخاري: 4758) وهذا يعني أنهن سارعن في التنفيذ، و«شققن مروطهن» فيه دلالة على علو الهمة وحرصن على تنفيذ أمر الله -تعالى.
    المرأة المسلمة وحفظ اللسان
    حفظ اللسان من الفضائل الجليلة التي تتصف بها المرأة المسلمة، والمرأة التي تحفظ لسانها ولا تنطق إلا بالطيب يوفقها الله -سبحانه- في حياتها، ويوسع عليها في الفضل، وحفظ اللسان ليس سهلًا؛ لذا على المرأة أن تراقب نفسها وتحاسبها عن كل كلمة تنطقها، وتحفظ لسانها من آفات اللسان الكثيرة، من: الكذب والسب، والسخرية والاستهزاء، وإفشاء السر، والنميمة وغيرها، وقد قال -تعالى- في كتابه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ}.
    جمال الدين والخُلُق
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لجمالِها ولحسَبِها ولمالِها ولدِينِها فعليكَ بذاتِ الدِّينِ ترِبَت يداكَ»، فإنّ جمال الأخلاق هو جمال الروح، ولأنّ جمال الجسد محدود وزائل، وجمال الروح باقٍ وليس محدوداً، فإنّ دين المرأة يغطّي على عيوبها الأخرى، فلا فائدة من مالها، ولا من جمالها، ولا حتى حسبها إذا انعدم دينها، ولكن إذا اجتمع في الزوجة الدين، والجمال، والمال، والحسب فهذا جميل، وينطبق عليه قول الشاعر: ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا!
    نماذج فريدة للمرأة من القرآن الكريم

    نموذج فريد من النساء، ذكره القرآن الكريم، وهي أخت موسى -عليه السلام- الشقيقة الحنونة الوفية الذكية: بصرت به عن جنب حتى لا يشعروا به، فكان عندها من حسن التصرف واللباقة ما جعلها تتكلم بالكلام المناسب، وتتدخل في الوقت المناسب، وتقول: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} (القصص: 12) تدخلت لما امتنع عن المرضعات {وحرمنا عليه المراضع}، ورجعت تلك الفتاة الوفية إلى أمها لتخبرها ببشارة نجاة موسى من اليم، وأخذه إلى القصر.
    حكم العباءة الضيقة والمفصلة للجسم
    ردًا على فتوى وصلت للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، عن حكم الشرع في العباءة الضيقة المفصلة للجسم، أجابت اللجنة بأن العباءة الشرعية للمرأة وهي (الجلباب)، هي ما تحقق فيها قصد الشارع من كمال الستر والبعد عن الفتنة، وبناء على ذلك فلابد لعباءة المرأة أن تتوفر فيها الأوصاف الآتية:
    أولاً: أن تكون سميكة لا تظهر ما تحتها، ولا يكون لها خاصية الالتصاق.
    ثانيًا: أن تكون ساترة لجميع الجسم، واسعة لا تبدي تقاطيعه.
    ثالثا: أن تكون فتحة الأكمام ضيقة.
    رابعًا: ألاّ يكون فيها زينة تلفت إليها الأنظار، وعليه فلا بد أن تخلو من الرسوم والزخارف والكتابات والعلامات.
    خامسًا: ألاّ تكون مشابهة للباس الكافرات أو الرجال.
    سادسًا: أن توضع العباءة على هامة الرأس ابتداءً.
    من وصايا الصالحات

    - اختاري الصحبة الصالحة من النساء؛ ففي ذلك تقوية لإيمانك وكسبًا للأخلاق الحميدة والآداب الرفيعة، فمخالطة الصالحات هي حياة للقلوب وزاد للخير والصلاح.
    - استغفري لذنبك دائمًا، ولا تيأسي وتقنطي من رحمة الله -سبحانه-، فقد أمرنا الله -سبحانه- في كتابه أن نتوب إليه ولا نيأس من رحمته مهما بلغت ذنوبنا، فالتوبة تبث الأمل لديكِ على فعل الخيرات والابتعاد عن المعاصي.
    - حاسبي نفسكِ باستمرار؛ إذ من أفضل الطرائق التي تُساعدكِ في إصلاح ذاتكِ وتزكية نفسكِ هي أن تُحاسبيها وتراقبي كل ما يصدر عنها من أفعال وأقوال.
    - داومي على الفروض، وتمسّكي بالسنن، وتذكري الآخرة دائمًا؛ إذ إنّ إيمانكِ بمراقبة الله -سبحانه- لكِ وأنّه مطلع على السرائر.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •