تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: كَانَ يُقَالُ إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً عِنْدَ إِفْطَارِهِ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي كَانَ يُقَالُ إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً عِنْدَ إِفْطَارِهِ

    3620 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ بْنِ البَرِّىِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ: قَالَ نَافِعٌ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " كَانَ يُقَالُ إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً عِنْدَ إِفْطَارِهِ، إِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ فِي دُنْيَاهُ، أَوْ يُدَّخَرَ لَهُ فِي آخِرَتِهِ " . قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ: " يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِي "
    ماصحة هذا الأثر؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب

    الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:



    فهذا بحث خرجت فيه ما وقفت عليه من أحاديث تبين أن دعوة الصائم مستجابة، وَقَدْ قسمتها إِلَى قسمين:
    القسم الأول: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب دون تخصيص عدد الأدعية أَوْ وقتها أثناء النهار أَو الليل.
    القسم الثاني: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب فِي وقت أَوْ بدعوة واحدة.
    وقد سميته:

    "تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب"


    أسأل الله العون والتوفيق..
    === === === === === ====

    القسم الأول: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب دون تخصيص عدد الأدعية أَوْ وقتها أثناء النهار أَو الليل.


    روي ذلك من حديث أبي هريرة ، وأنس ، وعبدالله بن عُمَر، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن أَبِي أوفى، وعائشة رضي الله عنهم.
    أولاً: حَدِيْث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-


    روي عنه من أربعة طرق : الطريق الأول: من طريق أبي مجاهد سعد الطائي عن أبي مُدِلَّة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين))
    رواه الطيالسي في مسنده(رقم2584)، وابنُ المبارك فِي الزهد(1075)، والحميدي فِي مُسْنَدِهِ(1150)، وعبد بن حميد في مسنده(رقم1420)، وابن أَبِي شيب فِي المصنفِ(8902)، والإمام أحمد في المسند(2/304، 445)، وإسحاق بن راهويه فِي مُسْنَدِهِ(رقم300-303)، والترمذي في سننه(رقم3598)، وابن ماجه(رقم1752)، وَالطَّبَرَانِي ُّ فِي الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ(رقم711 1)، وَفِي الدعاء(رقم1315، 1322)، والحارث بن أَبِي أسامة فِي مُسْنَدِهِ(رقم107 1-زوائده)، وابن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيْحِهِ(رقم190 1)، وابن حبان في صحيحه(رقم3428، 7387)، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي فضيلة العادلين(رقم23)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى(3/ 345، 8/162، 10/88)، وَفِي شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم710 1)، والخطيب فِي موضح أوهام الجمع والتفريق(2/327)، والمزي فِي تَهْذِيْب الكمال(34/269) وَغَيْرُهُمْ وَرَوَاهُ عَنْ سعد الطائي: زهير بن معاوية، وسعدان الجهني، وعمرو بن قيس الملائي، وحمزة الزيات. وبعضهم رَوَاهُ مطولاً وبعضهم رَوَاهُ مختصراً.. ومعظم الروايات فِيْهَا : ((والصائم حتى يفطر)) ، وَفِي رواية : ((والصائم لا ترد دعوته)). ووقع فِي روايةٍ عَنْ حمزة الزيات- وَهُوَ ثِقَةٌ لَهُ أوهام- بِلَفْظِ: ((والصائم حين يفطر)). ووقع كذلك فِي رواية عاصم بن عَلِيّ عَنْ سعدان الجهني، وعاصم بن عَلِيّ صدوق يخطئ ويصر . ووقع كذلك فِي رواية مطبوع صَحِيْح ابن حِبَّانَ من طَرِيْقِ زهير بن معاوية عَنْ سعد الطائي وَهُو خطأ. والمحفوظ رواية : ((والصائم حتى يفطر)) . الحكم على هَذَا الطريق: إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ رجاله ثقات. سعد أَبُو مجاهد الطائي : وثقه وكيع-كما في سنن ابن ماجه(رقم1752)، وشعب الإيمان (رقم7101)-، وَقَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ: لا بأس بِهِ، وَذَكَرَهُ ابن حِبَّانَ فِي الثِّقَات، وَرَوَى لَهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ. وَأَبُو مدلة مولى عائشة رضي الله عنها: وثقه وكيع-كما في سنن ابن ماجه(رقم1752)، وشعب الإيمان (رقم7101)-، وَقَالَ ابن الْمَدِيْنِيِّ: مجهول، وَذَكَرَهُ ابن حِبَّانَ فِي الثِّقَات، ووثقه فِي صَحِيْحِهِ، وَرَوَى حديثه هَذَا فِيْهِ، وصحح لَهُ ابن خُزَيْمَةَ هَذَا الحَدِيْث. وَالحَدِيْث حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- وَقَالَ الدَّارّقُطِنِي ُّ فِي العلل الواردة في الأحاديث النبوية(11/236) : "والحديث محفوظ" وَقَالَ الحافظ ابن الأخضر فِي كتاب العمدة من الفوائد والآثار الصحاح والغرائب-مشيخة شهدة-(ص/139) : "حديث حسن مشهور، وسعدان بن بشر الجهني الكوفي معروف بروايته عن أبي مجاهد الطائي واسمه سعد عن أبي مدلة مولى عائشة عن أبي هُرَيْرَةَ" الطريق الثاني: حجاج الصواف عَنْ يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر)). رَوَاهُ العقيلي فِي الضعفاء(1/72)، والطَّبَرَانِيّ ُ فِي الدعاء(رقم1313)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي الشعب(7463)، والمقدسي فِي الترغيب فِي الدعاء(120) وَقَد اختلف فِيْهِ على يحيى بن أَبِي كَثِيْرٍ : فَقَدْ رَوَاهُ حجاج الصواف فِي رواية عَنْهُ كَمَا عند من ذكرتهم سابقاً عَنْ أَبِي جعفر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ باللفظ السابق.. وَرَوَاهُ هشام الدستوائي[عند أَحْمَدَ(2/258، 434/ 523)، وابن أَبِي شَيْبَةَ(29830)، والمروزي فِي البر والصلة(46)، وَأَبِي دَاوُدَ(1536)، وَالبُخَارِيِّ فِي الأدب المفرد(32)، والتِّرْمِذِيِّ (1905)، وابن حِبَّانَ(رقم2699)]، والأوزاعي[عند الطَّبَرَانِيِّ فِي الدعاء(1324)، وابن عساكر فِي تاريخ دمشق(29/177)]، وأبان بن يزيد[عند أَحْمَدَ(2/348)، والطَّبَرَانِيّ ِ فِي الدعاء(1323)، والقضاعي فِي مُسْنَدِ الشهاب(316)]، وشيبان النحوي[عند البُخَارِيِّ فِي الأدب المفرد(481)، والمروزي فِي البر والصلة(55)، والطبرانيِّ فِي الدعاء(رقم1325)، وَالبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ(رقم139 4)]، وحجاج الصواف فِي لفظٍ عَنْهُ[عند أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ(2/517)، وعبد بن حميد(1421) التِّرْمِذِيِّ(3 448)، وَالبَيْهَقِيِّ فِي الشعب(7462، 7895)] عَنْ يحيى ابن أَبِي كَثِيْرٍ عَنْ أَبِي جعفر المؤذن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ مرفوعاً : ((ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)) وَفِي لفظ لهشام[عند أَحْمَدَ(2/478)، والطَّبَرَانِيّ ِ فِي الدعاء(1314)]: ((ودعوة الوالد)) . وَرَوَاهُ الخليل بن مرة-وَهُوَ ضَعِيْفٌ-[عند الطَّبَرَانِيِّ فِي الدعاء(1326)، وهشام الدستوائي فِي رواية عَنْهُ[عند الطَّيَالِسِيِّ (2517)، وابن مَاجَهْ(3862) من طَرِيْقِ ابن أَبِي شيبة عَنْ عبدالله بن بَكْرٍ السهمي عَنْ هشام بِهِ، والذي فِي الْمُصَنَّف(29830) : على ولده] عَن ابن أَبِي كَثِيْرٍ بِهِ وَفِيْهِ: ((دعوة الوالد لولده)). وَرَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الأدب المفرد(رقم32) عَنْ معاذ بن فضالة عَنْ هشام الدستوائي بِهِ بِلَفْظِ : ((ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولدهما)) وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ(رقم24) عَنْ أَحْمَدُ بن عبدالوهاب بن نجدة-قَالَ عَنْهُ الدَّارّقُطِنِي ُّ: لا بأس بِهِ-عَنْ أبي المغيرة-عبدالقدوس بن الحجاج: ثِقَةٌ- قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر)) وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إلا الأوزاعي تفرد به أبو المغيرة، ورواية الناس عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر.
    الحكم على هَذَا الطريق: إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ، وهم فِيْهِ حجاج الصواف، وليس فِي حَدِيْث أَبِي جعفر المؤذن ذكْرُ دعوة الصائم، وأما المحفوظ من حَدِيْث أَبِي جعفر المؤذن هُوَ : ((ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم))، وَأَبُو جعفر الأنصاري المؤذن فِيْهِ جهالة، وليس هُوَ مُحَمَّد بن عَلِيّ الباقر.
    وَقَدْ سماه بَعْضِ الرواة من طَرِيْقِ الصواف: مُحَمَّد بن عَلِيّ وَهُوَ وهم. ومتابعة أَبِي سلمة لَهُ منكرة، أخطأ فِيْهَا أَبُو المغيرة أَوْ شيخ الطَّبَرَانِيِّ . . وَهُوَ حَدِيْث حَسَنٌ بشواهده انْظُرْ: مسند الإمَامُ أَحْمَدُ بتحقيق الأرناؤوط(12/ 480-481).
    === === === === === ====

    الطريق الثالث: من طَرِيْقِ إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة فذكر أحاديث بهذا ثم قال: وبه عن النبي  قال: ((ثلاثٌ حق على الله، أن لا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع)).
    رَوَاهُ البزار في مُسْنَدِهِ(رقم313 9-كشف الأستار) . الحكم عَلَيْهِ: إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ جداً؛ آفته إبراهيم بن خثيم بن عراك: مَتْرُوكٌ.
    === === === === === ====

    الطريق الرابع: من طَرِيْقِ حميد بن الأسود ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((ثلاثة لا يرد الله عز وجل دعاءهم: الذاكر الله عز وجل كثيراً، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط)) .
    تَخْرِيْجُهُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدعاء(رقم1316)، والبزار فِي مُسْنَدِهِ(رقم314 0-كشف الأستار)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي الشعب(رقم588، 7358)، قال البزار: "لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه عن أبي هريرة، ولا رواه عن شريك إلا عبدالله ولا عنه، إلا حميد" الحكم عَلَيْهِ: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ رجاله رجال البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ إلا حميد بن الأسود لم يرو لَهُ مُسْلِمٌ، وروى له البخاري مقروناً بغيره. ولكنْ ليس فِيْهِ ذَكَرَ دعوة الصائم .
    === === === === === ====

    حَدِيْث أنس بن مالك رضي الله عنه


    عَنْ حميد الطويل عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر)) رَوَاهُ البيهقي فِي السنن الكُبْرَى(3/345)، والرافعي فِي تاريخ قزوين(3/114)، والضياء فِي الأحاديث المختارة(2057)، من طَرِيْقِ عبدالله بن بَكْرٍ السهمي ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عَنْهُ بِهِ.
    الحكم عَلَيْهِ: إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ على شرط البُخَارِيِّ، ورجاله رجال الشيخين.
    وَصَحَّحَهُ الضياء فِي المختارة.
    === === === === === ====

    حَدِيْث عَبْد الله بن مسعود رضي الله عنه


    عن عبدالله بن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((نوم الصائم عبادة، ونَفَسُهُ تسبيح، ودعاؤه مستجاب)) تَخْرِيْجُهُ: رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حلية الأولياء(5/83) حدثنا محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الجندي قَالَ: ثنا أبو زرعة أحمد بن موسى المكي قَالَ: ثنا علي بن حرب قَالَ: ثنا جعفر بن أحمد بن بهرام قال ثنا علي بن الحسن عن أبي ظبية عن كرز بن وبرة عن الربيع بن خيثم عن ابن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِهِ. الحكم عَلَيْهِ:
    إسناد مظلم وَفِيْهِ بَعْضِ الضعفاء. كرز بن وبرة: مشهور بالعبادة والزهد، وَرَوَى أحاديث منكرة.. أَبُو طيبة- عيسى بن سليمان الدارمي الجرجاني-: عابد ضَعِيْفٌ، عِنْدَهُ مناكير. وَذَكَرَ الشيخ الألباني -رَحِمَهُ اللهُ- أنه عبدالله بن مُسْلِمٍ المروزي وَفِيْهِ نظر، والصواب أنه عيسى بن سليمان فهو المعروف بالرواية عَنْ كرز بن وبرة. ضعفه ابن معين، وَقَالَ ابن عدي فِي الكامل في ضعفاء الرجال(5/257) : "وهذه الأحاديث لكرز بن وبرة يرويها عنه أبو طيبة وهي كلها غير محفوظة وأبو طيبة هذا كان رجلا صالحاً، ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب ولكن لعله كان يشبه عليه فيغلط". وَأَبُو زرعة أحمد بن موسى المكي، ترجمه الخطيب فِي تاريخ بغداد(5/148) ، وأورد فِي تَرْجَمَته حديثاً منكراً، ولم يذكر فِيْهِ جرحاً ولا تعديلاً. وَعَلِيّ بن حرب هُوَ ابن نصر الإستراباذي؛ ترجمه الجرجاني فِي تاريخ جرجان(ص/533)، ولم يذكر فِيْهِ جرحاً ولا تعديلاً. ويحتمل أن يكون علي بن حرب بن عبد الرَّحْمَنِ الجنديسابوري وَهُوَ ثِقَةٌ لكنه أقدم من الأول، والأول هُوَ الذي يترجح إن شاء الله. وجعفر بن أَحْمَدُ بن بهرام الباهلي أَبُو حنيفة الشهيد الإستراباذي، ترجمه فِي تاريخ جرجان(ص/521) ولم يذكر حاله فِي الرواية.
    === === === === === ====

    حَدِيْث عبدالله بن عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهما-


    عَنْ عبدالله بن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قَالَ: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((الصائم تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف)) تَخْرِيْجُهُ : رَوَاهُ أبو طاهر ابن أبي الصقر فِي مشيخته(ص/118رقم46)، وابن منده فِي أماليه-كَمَا فِي تخريج الإحياء للعراقي(رقم723)- من طَرِيْقِ الربيع بن بدر الأعرجي عن عوف الأعرابي عن أبي المغيرة القواس عن عبد الله بن عُمَر بِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- الحكم عَلَيْهِ: إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ جداً آفته الربيع بن بدر: مَتْرُوكٌ، وَأَبُو المغيرة القواس عِنْدَهُ مناكير.
    === === === === === ====

    حَدِيْث عبدالله ابن أبي أوفى رضي الله عنه


    عن ابن أبي أوفى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ((نوم الصائم عبادة، وسكوته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله متقبل)) تخريجه: رَوَاهُ ابن صاعد فِي مسند ابن أبي أوفى(رقم43)، والديلمي فِي الْمُسْنَدِ(4/248)، والخلال فِي المجالس العشرة(رقم40)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم393 8) والواحدي فِي الوسيط(1/65/1)-كَمَا فِي الضعيفة(10/230)- من طَرِيْقِ سليمان بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي أوفى –رضي الله عنه- به. وَرَوَاهُ ابن شاهين فِي الترغيب فِي فضائل الأعمال(رقم142)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم393 9)، وابن الحمامي فِي جزء منتخب مسموعاته(ق35/2)، والسلفي فِي أحاديث منتخبة(133/1)-كَمَا فِي الضعيفة(10/230)، والسلفي-أيضاً- فِي معجم السفر(رقم414) من طَرِيْقِ أَبِي معاذ معروف بن حسان نا زياد الأعلم عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي قَالَ: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف)) قَالَ البَيْهَقِيُّ: "معروف بن حسان ضَعِيْفٌ، وسليمان بن عمرو النخعي أضعف منه" . وَرَوَاهُ البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(3/415) من طَرِيْقِ خلف بن يحيى العبدي عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي نا عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن أبي أوفى قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور)) الحكم عَلَيْهِ:
    الحَدِيْث موضوع مداره على الكذابين والمتروكين .
    ففي الطريق الأول: سليمان بن عَمْرو النخعي: كذاب وَفِي الثاني: معروف بن حسان: منكر الحَدِيْث، وَهُوَ مُتَّهَمٌ بالوضع فيما يظهر لي. وَفِي الثالث: خلف بن يحيى العبدي: كذاب يضع الحَدِيْث.
    === === === === === ====

    حَدِيْث عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها-


    عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((ما من عبد أصبح صائما إلا فتحت له أبواب السماء ، وسبحت أعضاؤه ، واستغفر له أهل السماء الدنيا ، إلى أن توارى بالحجاب ، فإن صلى ركعة أو ركعتين تطوعاً أضاءت له السماوات نوراً ، وقلن أزواجه من الحور العين : اللهم اقبضه إلينا ، فقد اشتقنا إلى رؤيته ، وإن هو هلل أو سبح أو كبر ، تلقاه سبعون ألف ملك ، يكتبونها إلى أن توارى بالحجاب)) .
    تَخْرِيْجُهُ:
    رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي المعجم الأَوْسَطِ(7/368رقم7749)، والمعجم الصَّغِيْرِ(2/92رقم840) ، وابن عدي فِي الكامل(2/123)، وأبو سعيد بن الأعرابي –كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ(1/437)، وَالدَّارّقُطِن ِيُّ فِي الأفراد(رقم6315-أطرافه)، وابن جميع الصيداوي فِي معجمه(رقم63)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شعب الإيمان(رقم3591-3592)، والشجري فِي أماليه(1/270)، والسلفي في الطيوريات(رقم1316) ، وَالذَّهَبِيُّ فِي ميزان الاعتدال(2/116)من طَرِيْقِ جرير بن أيوب البجلي عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن مسروق عن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها- بِهِ.
    الحكم عَلَيْهِ:
    حَدِيْث موضوع آفته جَرِيْر بن أيوب البجلي وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ يضع الحديث. ومحمد بن عبدالرحمن ابن أبي ليلى: ضعيف لسوء حفظه، ولكنه بريء من عهدة هذا الحديث.. قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي ميزان الاعتدال(2/117) : "هذا موضوع على ابن أبي ليلى". وَقَالَ الهيثمي فِي مجمع الزوائد(3/180) : "رواه الطبراني في الصغير وفيه جرير بن أيوب وهو ضعيف جداً"
    === === === === === ====

    القسم الثاني: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب فِي وقت أَوْ بدعوة واحدة.



    روي من حَدِيْث عبدالله بن عَمْرٍو، وَحَدِيْثَي عبدالله بن عُمَر، وَحَدِيْث عَلِيّ، وَحَدِيْث ابن عَبَّاسٍ، وَحَدِيْثي أَبِي سعيد الخدري، ومعضل الحارث بن عبيدة
    حَدِيْث عَبْد الله بن عمرو


    وَلَهُ عَنْهُ طريقان:
    أولاً: من طَرِيْقِ إسحاق بن عبيدالله المدني سمعت عبدالله بن أبي مليكة قَالَ: سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد)).
    قال بن أبي مليكة: سمعت عبدالله بن عمرو يقول إذا أفطر:" اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي" . تَخْرِيْجُهُ: رَوَاهُ ابن مَاجَهْ(1753)، وابن السني فِي عمل اليوم والليلة(481)، وابن شاهين فِي الترغيب فِي فضائل الأعمال(رقم141)، وَالحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ (1/583)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(3/ 407)، وَفِي فضائل الأوقات(142)، وابن عساكر فِي تاريخه(8/256) من طَرِيْقِ الوليد بن مسلم حدثني إسحاق بن عبيد الله سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عَنْهُما به. وَرَوَاهُ الشجري فِي أماليه(1/257) من طَرِيْقِ مُحَمَّد بن بَكْرٍ الحضرمي عَن الوليد بن مسلمٍ عن إسحاق بن عبدالله بن أَبِي طلحة عَن ابن أَبِي مليكة به. الحكم عَلَيْهِ:
    إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ، إسحاق بن عبيدالله المدني لم يرو عَنْهُ إلا الوليد بن مُسْلِمٌ، واختلف فِيْهِ، فقيل هُوَ ابن أبي المهاجر، وَهَذَا الذي رجحه ابن عساكر والحافظ ابن حجر والشيخ الألباني ، ولم يذكر ابن عساكر والحافظ راوياً لَهُ غير الوليد، ولا من وثقه سوى ابن حِبَّانَ حيث ذَكَرَهُ فِي الثِّقَات.
    وقيل هُوَ التيمي وهو مجهول. ووقع عند ابن شاهين: إسحاق بن عبيدالله الأموي من أَهْل المدينة. ويظهر من صنيع البُخَارِيِّ أنهما واحد حيث ترجمه فِي التاريخ الكَبِيْرِ(1/398) قائلاً: "إسحاق بن عبيد الله المدني سمع بن أبي مليكة في الصوم، ويزيد بن رومان مرسل، سمع منه يعقوب بن محمد قَالَ: وكان مسناً، وسمع أيضاً منه الوليد بن مُسْلِمٍ". وَذَكَرَهُ ابن أَبِي حَاتِمٍ فِي الجرح والتعديل(2/228) : "إسحاق بن عبد الله بن أبى مليكة روى عن بن أبى مليكة ويزيد بن رومان مرسل، روى عنه الوليد بن مسلم وأسد بن موسى وعبد الملك بن محمد الحزامى ويعقوب بن محمد سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك وزاد أبو زرعة يعد في المكيين". وابن حِبَّانَ إنما ذَكَرَ إسحاق بن عبيدالله المدني ولم يذكر أنه تيمي أَوْ أنه ابن أَبِي المهاجر. وَقَالَ المنذري فِي الترغيب والترهيب(2/53) : "وإسحاق هذا مدني لا يعرف والله أعلم" ووهم البُوصِيْرِيُّ فِي مصباح الزجاجة(2/81) حين قَالَ: "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه الحاكم في المستدرك عن عبد العزيز بن عبد الرحمن الدباس عن محمد بن علي بن زيد عن الحكم بن موسى عن الوليد به حدثنا إسحاق فذكره ورواه البيهقي من طريق إسحاق بن عبيد الله قال عبد العظيم المنذري في كتاب الترغيب وإسحاق هذا مدني لا يعرف قلت قال الذهبي في الكاشف صدوق وذكره ابن حبان في الثقات لأن اسحاق بن عبيد الله بن الحارث قال النسائي ليس به بأس وقال أبو زرعة ثِقَةٌ".
    فالراوي الذي فِي السند : إسحاق بن عبيد الله، والذي ذَكَرَ أنه صدوق إنما هُوَ ابن عبدالله فافترقا. وَقَدْ تحرف اسم هَذَا الرَّاوِي فِي عدة كتب إِلَى ابن عبدالله والصواب: ابن عبيد الله. ووقع عند الشجري تسميته بأنه إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، وهذا وهم من بعض الرواة. وباقي رجال الإسناد على شرط البُخَارِيِّ وَقَدْ توبع إسحاق بن عبيدالله المدني؛ تابعه شعيب بن مُحَمَّد بن عبدالله بن عَمْرو بن العاص، وَهَذَا هُوَ :
    === === === === === ====

    الطريق الثاني: من طَرِيْقِ أبي محمد المليكي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة)) فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده، ودعا.
    تَخْرِيْجُهُ: رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ(رقم226 2)، ومن طريقه البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(3/408) الحكم عَلَيْهِ:
    إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ، أَبُو مُحَمَّد المليكي أظنه عبدالرحمن بن أَبِي بَكْرٍ المليكي، وَهُوَ ضَعِيْفٌ، وضعفه بَعْدَ الحفاظ تضعيفاً شديداً، بل قَالَ البُخَارِيُّ: منكر الحَدِيْث. فَإِن لم يكن هُوَ فلم أعرفه. وبنحو ما ذكرت ذكر الشيخ الألباني -رَحِمَهُ اللهُ-، وَهُوَ الذي ظهر لي.والله أعلم . وَهَذَا الحَدِيْث خاص بإجابة دعوة الصائم عند الفطر فهو خاص، وَالأحَادِيْث السابقة عامة.
    === === === === === ====


    حَدِيْث عبدالله بن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنهما


    عن ابن عُمَر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( لكل صائم عند فطره دعوة مستجابة)) قَالَ: فكان ابن عمر إذا أفطر قَالَ: "يا واسع المغفرة فاغفر لي". تَخْرِيْجُهُ: رَوَاهُ ابن عدي فِي الكامل في ضعفاء الرجال(6/279) من طَرِيْقِ محمد بن إسحاق البلخي عن محمد بن يزيد بن خنيس حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- بِهِ. وقد ورد موقوفاً: فقد رَوَاهُ ابن الأعرابي فِي معجمه(رقم341) عَنْ مُحَمَّد بن سليمان الباغندي، والبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم374 9) من طريق الحسن بن علي بن بحر بن البرى كلاهما عن محمد بن يزيد بن خنيس ، قال : قال عبد العزيز بن أبي رواد : قال نافع : قال ابن عمر : « كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره ، إما أن يعجل له في دنياه ، أو يدخر له في آخرته » . قال : فكان ابن عمر يقول عند إفطاره : « يا واسع المغفرة اغفر لي »
    الحكم عَلَيْهِ:
    المرفوع: موضوع آفته: مُحَمَّد بن إسحاق البلخي: كذاب، يضع الحديث. الموقوف: إسناده حسن. محمد بن يزيد بن خنيس: وثقه العجلي، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، كتبنا عنه، وحسن له الترمذي عدة أحاديث، وصحح له الخليلي في الإرشاد(1/353)، وابن خزيمة، وابن حبان-وذكره في الثقات ورماه بالتدليس، وقد صرح ها بالتحديث-، وصحح له الحاكم. عبدالعزيز بن أبي رواد: صدوق عابد ربما وهم، وقد وثقه يحيى القطان، وابن معين، والعجلي، والحاكم، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة في الحديث متعبد، وقال النسائي: لا بأس به، وقال الإمام أحمد: كان رجلاً صالحاً، وكان مرجئاً، وليس هو في التثبت مثل غيره، وقال الدارقطني: هو متوسط في الحديث، وربما وهم في حديثه، وضعفه بعض العلماء. وقد رواه عن محمد بن يزيد بن خنيس عدد من الرواة منهم: مُحَمَّد بن سليمان الباغندي: ضعفه الدَّارّقُطِنِي ُّ فِي سؤالات الحَاكِم، وابن أَبِي الفوارس، وَقَالَ ابنه مُحَمَّد عَنْهُ: كذاب، وَقَالَ الدَّارّقُطِنِي ُّ فِي رواية: لا بأس بِهِ، وَقَالَ الخطيب: أحاديثه مستقيمة.. وقول الخطيب فِيْهِ نظر، فَهَذَا الحَدِيْث رَوَاهُ الباغندي وَهُوَ ليس مستقيماً مما يقوي جانب ضعفه. ولم أعتمد كلام ابنه لأن أباه قَالَ عَن ابنه مُحَمَّد أيضاً: كذاب! فما أدري ما الحامل لهما للكلام فِي بعضهما؟! ومحمد بن مُحَمَّد الباغندي: حافظ، إلا أنه مدلس، وَقَدْ رماه إبراهيم الأصبهاني بالكذب. فلعل أباه وصفه بالكذب لتدليسه .. ولعل ولده مُحَمَّداً وصف أباه بالكذب لتخليطه . ولكن تابعه الحسن بن علي بن بحر وهو ثقة من شيوخ البخاري خارج الصحيح. فهو ثابت عن ابن عمر موقوفاً، موضوع مرفوعاً.
    === === === === === ====

    حَدِيْث آخر عن عبدالله بن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنهما

    ذَكَرَ السيوطي فِي الجامع الصغير حَدِيْث: ((لكل عبد صائم دعوة مستجابة أعطيها في الدنيا ، أو ادخر له في الآخرة)). وَقَالَ: (الحكيم عن ابن عمر). ولم أقف على إِسْنَادِهِ، وإنما وجدته في الطبعة غير المسندة (1/298) . وقال في فيض القدير(5/287) : (الحكيم) في نوادره (عن ابن عمر) بن الخطاب رمز المصنف لحسنه وظاهر صنيع المصنف أن هذا الحديث مرفوع اتفاقا كغيره من الأحاديث التي يوردها ومخرجه الحكيم إنما قال ابن نضر بن دعبل رفعه وأن الباقين وقفوه على ابن عمر فأشار إلى تفرد نضر برفعه فإطلاق المصنف عزو الحديث لمخرجه وسكوته عن ذلك غير مرضي". ولعله يقصد بالمرفوع باللفظ السابق الذي ذكرته. والله أعلم
    === === === === === ====


    حَدِيْث عَلِيّ


    عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي إذا أمسيت صائماً فقل عند إفطارك: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، يكتب لك مثل أجر من صام ذلك اليوم من غير أن ينقص من أجورهم شيء. واعلم أن لكل صائم دعوة مستجابة فإذا كان عند أول لقمة فقل: باسم الله يا واسع المغفرة، فإنه من قالها عند فطره غفر له. واعلم أن الصوم جنة من النار. يا علي: أكثر من قراءة ياسين فإن في قراءة ياسين عشر بركات، ما قرأها قط جائع إلا شبع، ولا قرأها ظمآن قط إلا روي، ولا عار إلا كسي، ولا مريض إلا برئ، ولا خائف إلا أمن، ولا مسجون إلا أخرج، ولا عزب إلا زوج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا قرأها أحد ضلت له ضالة إلا وجدها، ولا قرأت عند رأس ميت قد حضر أجله إلا خفف الله عليه، من قرأها صباحاً كان في أمان حتى يمسي، ومن قرأها مساء كان في أمان حتى يصبح )) . تخريجه: رواه الشجري فِي أماليه(1/200) من طريق حماد بن عمرو النصيبي، عن السري بن خالد عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه به. الحكم عليه:
    حديث مكذوب، من وضع حماد بن عمرو النصيبي الكذاب المشهور. والسري بن خالد: "لا يعرف، قال الأزدي: لا يحتج به". قاله الذهبي في الميزان.
    === === === === === ====

    حَدِيْث ابن عَبَّاسٍ


    عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أدرك شهر رمضان بمكة من أوله إلى آخره ، صيامه وقيامه ، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان بغيرها ، وكان له بكل يوم مغفرة وشفاعة ، وبكل ليلة مغفرة وشفاعة ، وبكل يوم حملان فرس في سبيل الله ، وله بكل يوم دعوة مستجابة)) تخريجه: رَوَاهُ ابن ابن شاهين فِي فضائل الأعمال(رقم35)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شعب الإيْمَان(رقم 3729، 4149)، والأزرقي في أخبار مكة(1/23)، والجندي-كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ(2/386)- - من طَرِيْقِ عبد الرحيم بن زيد العمي ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما به. قَالَ البَيْهَقِيُّ فِي الموضع الأول: " تفرد به عبد الرحيم بن زيد العمي وليس بالقوي " وقال في الموضع الثاني: " عبد الرحيم بن زيد العمي ضعيف يأتي بما لا يتابعه الثقات عليه والله أعلم"
    الحكم عليه:
    حديث موضوع، آفته عبدالرحيم بن زيد العمي: متروك، وكذبه ابن معين. وزيد بن الحواري العمي: ضعيف.
    === === === === === ====

    حَدِيْث أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه


    عن أبى سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعنى في رمضان، وان لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة)). تخريجه: رواه البزار في مسنده(رقم962-كشف الأستار)، والشجري في أماليه(1/270) وغيرهما من طريق أبان بن أبي عياش عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد رضي الله عنه به وقد اضطرب فيه أبان، فمرة قيده برمضان، ومرة لم يقيده .. فرواه الطبراني في الأوسط(رقم6401) من طريقه دون تفسيره برمضان.. وفي ظني أن التفسير من أبان وليس من أبي سعيد ولا من أبي الصديق.. وقد رواه الأعمش عن أبي صالح، واضطرب الأعمش في تعيين الصحابي .. فرواه عنه أبو معاوية الضرير فقال فيه الأعمش: عن أبي هريرة أو أبي سعيد به مرفوعاً. رواه الإمام أحمد(2/254) ، وابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن بالله(رقم150) ورواه عنه أبو بكر بن عياش فجعله عن أبي سعيد الخدري بدون شك. رواه الطبراني في الدعاء(رقم40) مقتصراً على الشطر الثاني من الحديث. وقد رواه أبو إسحاق الفزاري عند أبي نعيم في الحلية(8/257، 9/319)، وقطبة بن عبدالعزيز ومحمد بن كناسة-كما ذكره الدارقطني في العلل(8/209)- عن أبي هريرة من غير شك ورواه أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر به مرفوعاً.. رواه البزار في مسنده(رقم3142)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال(رقم147). قال البزار: " حديث أبي إسحاق هذا، لا نعلم أحداً، تابعه عليه، وقد رواه أبو معاوية، وأبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً." ورواه مالك بن سعير عن الأعمش عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.. قال الدارقطني عن الوجه الأخير إنه أصح. ومن أوجه الاختلاف على الأعمش: أن ابن ماجه رواه(برقم1643) حدثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عند كل فطر عتقاء، وذلك في كل ليلة)). ولعل الوهم من أبي بكر بن عياش، أو الأعمش نفسه.. فقد رواه الأعمش وغيره عن حسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً : ((((إن لله عند كل فطر عتقاء من النار)) وهو عن أبي أمامة محفوظ، وعن جابر شاذ ليس بمحفوظ. والله أعلم
    الحكم عليه:
    الحديث موضوع بهذا اللفظ. وحديث الأعمش أولى مع أنه لم يضبط صحابي الحديث، وأرجو أن لا يؤثر هذا الاختلاف في اسم الصحابي على صحة الحديث فإن احتمال كون هذا الصحابي ممن لم يسمع منه أبو صالح نادر، لأن أبا صالح ذكوان السمان ليس مدلساً وليس مشهوراً بالإرسال، والنادر لا حكم له.
    === === === === === ====


    حَدِيْث آخر عن أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه


    عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم : « إن أبواب السماء تفتح في أول ليلة من شهر رمضان ، فلا تغلق إلى آخر ليلة منه » تخريجه: رواه الطبراني في الصغير(رقم323)، ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان(1/299) من طريق محمد بن مروان ، عن داود بن أبي هند ، أخبرني أبو نضرة ، وعطاء بن أبي رباح ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه به. قال الطبراني: لم يروه عن داود بن أبي هند إلا محمد بن مروان السدي.
    الحكم عليه:
    حديث موضوع آفته: محمد بن مروان السدي كذاب .
    === === === === === ====

    معضل الحارث بن عبيدة

    عن الحارث بن عبيدة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لكل صائم دعوة ، وإذا أراد أن يفطر فليقل عند أول لقمة : يا واسع المغفرة اغفر لي ». تخريجه: رَوَاهُ القضاعي فِي مسند الشهاب(رقم959)، والشجري فِي أماليه(1/281) من طَرِيْقِ ابن المبارك فِي الزهد(رقم1387) ثنا بقية بن الوليد ، ثنا الحارث بن عبيدة به. الحكم عليه:
    إسناده واهٍ جداً .. الحارث بن عبيدة الحمصي: ضعيف، وروايته عن صغار التابعين.
    === === === === === ====


    الخلاصة



    بعد جمع الأحاديث المتعلقة باستجابة دعاء الصائم، وتخريجها، ودراسة أسانيدها ومتونها تبين لي أن الصحيح من ذلك حديثان مرفوعان يبينان استجابة دعاء صائم، وأثر موقوف له حكم الرفع.
    أما الحديث المرفوع الصحيح فهو حديث أبي مدلة عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين))
    وحديث أنسٍ رضي الله عنه:

    قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))
    أما الأثر الموقوف والذي له حكم الرفع فهو أثر عبدالله بن عمر بن الخطاب –رضي الله عنهما-:
    قال ابن عمر : « كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره ، إما أن يعجل له في دنياه ، أو يدخر له في آخرته » . فكان ابن عمر يقول عند إفطاره : « يا واسع المغفرة اغفر لي »

    والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد


    كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي
    5 / شهر رمضان المبارك / 1427 هـ
    <span style="color:#0000ff;"><span style="font-family: traditional arabic;"><font size="4">[VIDEO]http://alnasiha.net/node/305[/VIDEO]
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    جزاك الله خيرا ياشيخ هل أثر ابن عمر رضي الله عنه له حكم الرفع؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا ياشيخ هل أثر ابن عمر رضي الله عنه له حكم الرفع؟
    نعم، بهذا قال صاحب البحث المذكور انظر قوله في آخره: (أما الأثر الموقوف والذي له حكم الرفع فهو أثر عبدالله بن عمر بن الخطاب –رضي الله عنهما-:
    قال ابن عمر : « كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره ، إما أن يعجل له في دنياه ، أو يدخر له في آخرته » . فكان ابن عمر يقول عند إفطاره : « يا واسع المغفرة اغفر لي ».
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    نفع الله بكم .

  6. #6

    افتراضي رد: كَانَ يُقَالُ إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً عِنْدَ إِفْطَارِهِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا ياشيخ هل أثر ابن عمر رضي الله عنه له حكم الرفع؟
    للفائدة:
    عن نافع: قال ابن عمر - رضي الله عنهما -:
    "كان يقال: إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره، إما أن يعجل له في دنياه، أو يدخر له في آخرته".
    فكان ابن عمر يقول عند إفطاره: "يا واسع المغفرة اغفر لي".
    أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (349)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3620)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/373).

    وروي هذا الخبر مرفوعا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في "نوادر الأصول" (1/298)، ورفعه محمد بن اسحاق البلخي الذي قال عنه ابن عدي في "الكامل" (2/314): "حديثه لا يشبه حديث أهل الصدق".
    وضعف هذا الحديث المرفوع الشيخ الألباني في "الضعيفة" (4325) فقال: "في باب ما هو أقوى منه".

    أما موقوف عن ابن عمر، فسنده صحيح أو حسن على أقل أحواله.
    رجال سنده:
    - محمد بن سليمان الباغندي: قال الحافظ الذهبي في "المغني" (2/588): "محمد بن سليمان الباغندي، لا بأس به، ضعفه ابن أبي الفوارس، وقال الخطيب: رواياته كلها مستقيمة، واختلف قول الدارقطني فيه، فقال مرة: لا بأس به وقال مرة: ضعيف".
    وقال حمزة السهمي سألت أحمد بن عبدان عنه فقال: "كان يخلط ويدلس، وهو أحفظ من أبي بكر بن أبي داود".
    وقال أبا بكر الإسماعيلي: "لا أتهمه في قصد الكذب، ولكنه خبيث التدليس، ومصحف أيضا، كأنه تعلم من سويد التدليس".
    وقال الخطيب البغدادي في تاريخه (3/213): "لم يثبت من أمر الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه، ويخرجونه في الصحيح".
    قال ابن أبي خيثمة: "ثقة، كثير الحديث".
    وقال مسلمة بن قاسم في كتاب "الصلة": "الباغندي ثقة ثبت".
    وقال ابن المظفر: "الباغندي ثقة إمام، لا يُنكر منه إلا التدليس، والأئمة دلسوا".
    ولكن الباغندي صرح هنا بتحديث.
    وأيضا تابعه فيه الحسن بن علي بن بحر - وهو ثقة، من شيوخ البخاري خارج الصحيح، وقال الحافظ أبو عبد الله الحاكم عنه: "ثقة مأمون".

    - محمد بن يزيد بن خنيس: وثقه أبو حاتم والعجلي والجيلي، وحسن له الترمذي عدة أحاديث، وصحح له الخليلي في "الإرشاد" (1/353)، وابن خزيمة، وقال ابن حبان في "الثقات" (9/61): "كان من خيار الناس، ربما أخطا، يجب أن يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره، ولم يرو عنه إلا ثقة". ورماه بالتدليس، وقد صرح هنا بالتحديث.

    - عبدالعزيز بن أبي رواد: قال أبو حاتم: "صدوق، ثقة في الحديث، متعبد"، وقال النسائي: "لا بأس به"، وقال الدارقطني: "هو متوسط في الحديث"، ووثقه يحيى القطان، وابن معين، والعجلي، والحاكم.

    وأورد هذا الأثر صاحب كتاب "صحيح الجامع المصنف لشعب الإيمان" (2/51).
    وحسن إسناده الحافظ المناوي في "التيسير" (2/298).
    وقال صاحب كتاب "الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء" (4/185): "إسناده حسن".
    وحسنه أيضا أسامة العتيبي في بحثه "تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب"، وقال: "له حكم الرفع".

    قال الإمام أبو عمرو الداني في "كتاب في علم الحديث" (ص 21-22):
    إذا قال الصحابي: "كنا نفعل كذا، وكنا نؤمر بكذا، ووأُمرنا أن نفعل كذا، ونهينا عن كذا، ومن السنة كذا، ومن الفطرة كذا، وكنا نقول ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا كذا، وكنا لا نرى بأسا بكذا، وكان يقال كذا وكذا وشبه هذا إذا قاله الصحابي المشهور بالصحبة فهو حديثٌ مسندٌ متصل، وجميع ذلك مخرج في المسانيد، وإن لم يذكر الصحابي في شيءٍ من ذلك النبيّ - صلى الله عليه وسلم -".

  7. #7

    افتراضي رد: كَانَ يُقَالُ إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً عِنْدَ إِفْطَارِهِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    للفائدة:
    عن نافع: قال ابن عمر - رضي الله عنهما -:
    "كان يقال: إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره، إما أن يعجل له في دنياه، أو يدخر له في آخرته".
    فكان ابن عمر يقول عند إفطاره: "يا واسع المغفرة اغفر لي".
    أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (349)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3620)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/373).
    قلتُ: هذا ليس بلفظ محمد بن سليمان الباغندي إنما فيه اختصار كما أخرجه عنه الأعرابي، وأبو القاسم الأصبهاني من طريق محمد بن عبد الرحمن الباطرقاني عنه بلفظ:
    ((كان يقال: لكل صائم دعوة مستجابة عند فطره، قال: فكان ابن عمر –رضي الله عنه- يقول إذا أفطر: يا واسع المغفرة اغفر لي))

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    وروي هذا الخبر مرفوعا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في "نوادر الأصول" (1/298)، ورفعه محمد بن اسحاق البلخي الذي قال عنه ابن عدي في "الكامل" (2/314): "حديثه لا يشبه حديث أهل الصدق".
    وضعف هذا الحديث المرفوع الشيخ الألباني في "الضعيفة" (4325) فقال: "في باب ما هو أقوى منه".
    قلتُ: لم يتفرد به البلخي كما هو مشعر، ولم يخرجه حكيم الترمذي من طريقه أصلا.
    إنما أخرجه حكيم الترمذي في نوادر الأصول [354] طبعة النوادر، قال:
    حدثنا نصر بن علي الحداني، وقتيبة بن سعيدٍ، وصالح بن عبد الله، وابن أبي ميسرة، قالوا: حدثنا محمد بن يزيد بن خنيسٍ، عن ابن أبي روادٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال:
    ((لكل عبدٍ صائمٍ دعوةٌ مستجابةٌ عند إفطاره، أعطيها في الدنيا، أو ذخر له في الآخرة))، فكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول عند إفطاره: يا واسع المغفرة اغفر لي". اهـ.
    قلتُ: نصر بن علي الحداني وقتيبة بن سعيد البلخي وصالح بن عبد الله الترمذي هؤلاء ثقات،
    وابن أبي ميسرة وهو المكي كما صرح حكيم الترمذي في بعض مروياته الأخرى وهو عبد الله بن أحمد التميمي قال عنه ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبي بمكة ، ومحله الصدق"، اهـ، وروى عنه العقيلي والفاكهي.
    قلتُ: ولعله وهم فيه ابن خنيس، فاضطرب في رفعه ووقفه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    أما موقوف عن ابن عمر، فسنده صحيح أو حسن على أقل أحواله.
    قلتُ: ليس بثابت كما سيتبين معنا إن شاء الله تعالى.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    رجال سنده:
    - محمد بن سليمان الباغندي: قال الحافظ الذهبي في "المغني" (2/588): "محمد بن سليمان الباغندي، لا بأس به، ضعفه ابن أبي الفوارس، وقال الخطيب: رواياته كلها مستقيمة، واختلف قول الدارقطني فيه، فقال مرة: لا بأس به وقال مرة: ضعيف".
    وقال حمزة السهمي سألت أحمد بن عبدان عنه فقال: "كان يخلط ويدلس، وهو أحفظ من أبي بكر بن أبي داود".
    وقال أبا بكر الإسماعيلي: "لا أتهمه في قصد الكذب، ولكنه خبيث التدليس، ومصحف أيضا، كأنه تعلم من سويد التدليس".
    وقال الخطيب البغدادي في تاريخه (3/213): "لم يثبت من أمر الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه، ويخرجونه في الصحيح".
    وقال ابن المظفر: "الباغندي ثقة إمام، لا يُنكر منه إلا التدليس، والأئمة دلسوا".
    ولكن الباغندي صرح هنا بتحديث.
    قلتُ: لعل تصريحه من خلطه أو تدليسه كما يتبين من ترجمته، فلا يقال تابعه الحسن بن علي بن بحر الثقة المأمون بل خالفه فيما خرجه البيهقي في الشعب [2683]،
    أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ،
    قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ نَافِعٌ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فذكره.
    مع متابعة بالعنعنة من شيوخ حكيم الترمذي الأربعة الثقات مع مخالفتهم في رفعه ومعهم محمد بن إسحاق البلخي، فإن ابن بحر أبان أن ابن خنيس لم يسمعه من عبد العزيز بن أبي رواد.
    حال محمد بن يزيد بن خنيس:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    - محمد بن يزيد بن خنيس: وثقه أبو حاتم

    ذلك ورد في الجرح والتعديل (8/127)، نقل ابن أبي حاتم فقال: سألت أبي عنه، فقال:
    "كان شيخا صالحا كتبنا عنه بمكة وكان ممتنعا من التحديث فأدخلني عليه ابنه، فقيل لأبى فما قولك فيه؟ فقال: ثقة". اهـ.
    قلتُ: إجابته لابنه أدق من إجابته لغيره، وهو ما يوافق صنيعه كما في العلل [856]، قال ابن أبي حاتم:
    وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ ابن محمد بن عبد الله بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ المكِّي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بن خُنَيس؛ قال: ثنا ابنُ جُرَيْج، عَنْ عَطَاء، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:
    غَدا رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) مِنْ مِنًى، فَلَمَّا انبَعَثَتْ بِهِ راحِلَتُه وَعَلَيْهَا قَطِيفةٌ قَدِ اشتُرِيَتْ بأربعةٍ؛ قَالَ: اللَّهُمَّ، اجْعَلْهَا حَجَّةً مَبْرُورَةً، لاَ رِيَاءَ فِيهَا وَلاَ سُمْعَةَ؟

    قَالَ أَبِي: "هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ لَيْسَ هُوَ مِنْ حديثِ ابْنِ جُرَيج". اهـ.
    وإن خولف ابن أبي بزة وهو ضعيف في وصله، وبذلك أعله العقيلي في الضعفاء [1 : 145]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، فذكره مرسلا.
    قَالَ أَبُو يَحْيَى: وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي بَزَّةَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنِ ابْنِ خُنَيْس، فَقَالَ فِيهِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا حَدَّثَنَاهُ عَنْ عَطَاءٍ فَلَمْ يَقْبَلْ، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
    فكما ترى أنه مع إبطال أبي حاتم الحديث نفى أنه من حديث ابن جريج أصلا وليس ابن عباس؛ لأن ابن خنيس مدلس عنعنه عن ابن جريج، فلم يسمعه ابن خنيس من ابن جريج.
    وهو ما قصده ابن حبان مع رميه بالتدليس وأنه ربما يخطئ، قال: "يجب أن يعتبر حديثه"، أي: من رواية الثقات عنه كما هو معلوم من الاستقراء.
    لكن لما لم يجد ابن حبان من الضعفاء من يروي عنه، قال: "ولم يرو عنه إلا ثقة". اهـ.
    قلتُ: وقد مر بنا في رواية ابن أبي حاتم رواية ابن أبي بزة الضعيف عنه.
    ومر بنا أن الثقات خالفوا الباغندي - وهو متكلم فيه - في تصريحه بالتحديث إلا أن يكون ابن خنيس أخطأ بتصريحه أمام الباغندي.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    وحسن له الترمذي عدة أحاديث وابن خزيمة.
    قولك: "حسن له الترمذي عدة أحاديث" فيه نظر.
    بل لم يحسن له الترمذي حديثا واحدا له إنما روى له حديثين ضعفهما فضعف أحدهما مرتين والأخر ضعفه بقوله: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس". اهـ.
    وأما ابن خزيمة فلم يخرج له إلا حديثا واحدا فيه مجهول العين ضعفه الترمذي.
    والله أعلم.
    .

  8. #8

    افتراضي رد: كَانَ يُقَالُ إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً عِنْدَ إِفْطَارِهِ

    زادك الله حرصا أخي العزيز، ولكن عندي بعض الملاحظات)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلتُ: هذا ليس بلفظ محمد بن سليمان الباغندي إنما فيه اختصار كما أخرجه عنه الأعرابي، وأبو القاسم الأصبهاني من طريق محمد بن عبد الرحمن الباطرقاني عنه بلفظ: ((كان يقال: لكل صائم دعوة مستجابة عند فطره، قال: فكان ابن عمر –رضي الله عنه- يقول إذا أفطر: يا واسع المغفرة اغفر لي))
    ما فهمتك أخي عن أي لفظ وأي إختصار تتكلم؟
    هذا هو لفظ وسند ابن الأعرابي من كتابه "المعجم" (رقم: 934): نا محمد بن سليمان (الباغندي)، نا محمد بن يزيد بن خنيس، نا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر قال: "كان يقال: لكل مسلم صائم دعوة مستجابة عند إفطاره، قال: فكان ابن عمر يقول إذا أفطر: يا واسع المغفرة اغفر لي".

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلتُ: لم يتفرد به البلخي كما هو مشعر، ولم يخرجه حكيم الترمذي من طريقه أصلا...
    قلتُ: نصر بن علي الحداني وقتيبة بن سعيد البلخي وصالح بن عبد الله الترمذي هؤلاء ثقات...
    قلتُ: ولعله وهم فيه ابن خنيس، فاضطرب في رفعه ووقفه.
    يا أخي العزيز، لماذا لم تنقل لنا أيضا ما قاله حكيم الترمذي نفسه بعد إخراجه هذا الحديث؟ لا نحتاج إلى الرجم بالغيب لكي نعرف من وهم فيه فرفعه، لأن حكيم الترمذي صرح من رفعه منهم فقال: "نصر بن علي رفعه، والآخرون وقفوا به على ابن عمر - رضي الله عنهما -".
    وقال محقق الكتاب (2/184): "فأشار إلى تفرد نصر برفعه".

    للفائدة:
    وقال المحقق "نوادر الأصول": "وأخرج ابن المبارك في "الزهد" (ص 494) والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/128) من حديث الحارث بن عبيدة مرسلا بلفظ: "إن لكل صائم دعوة، فإذا هو أراد أن يفطر فليقل عند أول لقمة: يا واسع المغفرة، اغفر لي".
    ومع إرساله فإن الحارث هذا: لينه أبو حاتم، وضعفه الدارقطني كما في "الميزان" (1/428)، و"اللسان" (2/196)، وقال ابن عدي في "الكامل" (2/192): "وفي بعض رواياته ما لا يتابعه أحد عليه".

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلتُ: ليس بثابت كما سيتبين معنا إن شاء الله تعالى.
    هذا الأثر ليس بثابت عندك فقط أخي)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلتُ: لعل تصريحه من خلطه أو تدليسه كما يتبين من ترجمته.
    أخي الكريم، أرجوك لا تتبع المنهج حسان عبد المنان الذي كان يختار أسوأ ما قيل في الرواة ثم يضعف مئات الأحاديث الصحيحة!
    ما دام اختلف المتقدمون فيه لما لا نأخذ بأقوال المحققين من علماء هذا الشأن ونترك اجتهادات الغريبة التي لم يسبقنا بها أحد؟
    فمثلا قال الحافظ ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (5/243): "قال أبو بكر الخطيب: لم يثبت من أمر الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون بحديثه ويخرجونه في الصحيح. انتهى كلام الخطيب. وقوله عندي أعدل ما قيل فيه".
    وختم الذهبي ترجمته في "السير" (14/387) بقول الخطيب: "لم يثبت من أمر الباغندي ما يعاب به سوى التدليس، ورأيت كافة شيوخنا يحتجون به، ويخرجونه في الصحيح".
    وختم السخاوي في كتابه "الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة" (8/319) قول فيه بقول مسلمة بن قاسم الذي قال: "الباغندي ثقة ثبت".
    نقل الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/27) قول إبراهيم الأصبهاني: "أبو بكر الباغندي كذاب" ثم تعقبه بقوله: "بل هو صدوق من بحور الحديث".
    وقد ذكر الشيخ المعلمي توجيه هذا التكذيب في "التنكيل" وبين أن بعض التدليس يطلق علىهم اسم الكذب.
    ونقل أيضا الذهبي في "تاريخ الإسلام" (7/340) قول ابن أبي الفوارس في تضعيف الباغندي فقال: "لعل ابن أبي الفوارس إنما عنى بالضعف عن ولده".
    وقال الذهبي في "المغني" (2/588): "محمد بن سليمان الباغندي، لا بأس به".
    قال أبو جعفر الأرزناني كما في "تاريخ بغداد" (2/394): "رأيت أبا داود السجستاني جاثيا بين يدي محمد بن سليمان الباغندي يسأله عن الحديث".
    بل قال الإمام ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/109) في ترجمة أبيه - سليمان بن الحارث ابن الباغندى: "والد أبي بكر الباغندي الحافظ".
    ولا أعتقد بأنه يوصف بهذا اللقب رجل ضعيف عنده، لأن الأصل فيمن وصف بـ "الحافظ" أن يكون قد جمع بين الحفظ والعدالة.
    وقال العلامة المعلمي في "التنكيل" (2/706): "وقد دلت استقامة حديث الباغندي وخلوه عن المناكير على أنه كان لا يدلس إلا فيما لا شبهة في صحته عمن يسميه، فلا يقول مثلا: "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة" إلا فيما يستيقن أن أبا بكر بن أبي شبيه حدث به، فهذا تحقيق حاله".
    ولم يذكر الشيخ مقبل بن هادي في "رجال الحاكم في المستدرك" (2/285) عيبا فيه سوى التدليس.
    خلاصة القول فيه: أنه الحافظ صدوق لكن كان يدلس، واعتمد الباغندي أئمة عصره ومن بعدهم، وإن لم يخل من كلام. والذي يظهر أن الباغندي حسن الحديث إذا صرح بالتحديث، فأما ما رمي به من ضعف ففي وصف تلميذه ابن أبي حاتم بـ "الحافظ" ودفاع عنه الخطيب والذهبي ما يقاوم ما رمي به من ضعف. والله أعلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلتُ: إجابته لابنه أدق من إجابته لغيره
    سبحان الله، يا أخي، ما هذا نوع تجريح غريب؟
    يهمنا هنا أن الإمام أبو حاتم وثق محمد بن يزيد بن خنيس، واعمد على توثيقه الحفاظ الكبار ونقله منه واعتمد عليه، كما قال الحافظ الذهبي عن محمد بن يزيد بن خنيس في "تاريخ الإسلام" (15/399): "وكان صالحا، ورعا، كبير القدر. وثقه أبو حاتم".

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    فكما ترى أنه مع إبطال أبي حاتم الحديث نفى أنه من حديث ابن جريج أصلا وليس ابن عباس؛ لأن ابن خنيس مدلس عنعنه عن ابن جريج، فلم يسمعه ابن خنيس من ابن جريج.
    أولا: جعل الحفاظ والمحققون العلة هذا الحديث ابن أبي بزة وليس محمد بن يزيد بن خنيس.
    ثانيا: محمد بن يزيد بن خنيس صرح بالتحديث عن ابن جريج في رواية الفاكهي في "أخبار مكة" (855): حدثنا أبو عمرو الزيات، وأحمد بن محمد بن أبي بزة، قالا: ثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال: ثنا ابن جريج، عن عطاء، قال ابن أبي بزة في حديثه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قالا جميعا: غدا النبي - صلى الله عليه وسلم - من منى إلى عرفة على راحلته، وتحته قطيفة قد اشتريت له بأربعة دراهم، وهو يقول: "اللهم اجعلها حجة مبرورة متقبلة، لا رياء فيها ولا سمعة".
    ثالثا: وقال الخليلي كما في "التهذيب" (2/319): لما ذكر حديثه: "هذا حديث غريب صحيح من حديث ابن جريج، قصد أحمد بن حنبل محمد بن يزيد بن خنيس وسأل عنه، وتفرد به الحسن بن محمد المكي، وهو ثقة".

    أما محمد بن يزيد بن خنيس فهو ثقة كما قال أبو حاتم. وقال الحافظ الذهبي في "السير" (13/260): "إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله، فإنه لا يوثق إلا رجلا صحيح الحديث".
    ووثقه أيضا العجلي في "الثقات" (2/256) وقال: "محمد بن يزيد بن خنيس المكى، ثقة".
    وقال المنذري في "الترغيب" (4/10): "وفي محمد بن يزيد كلام قريب لا يقدح، وهو شيخ صالح".
    وقال الذهبي كما في "الميزان" (4/68): "هو وسط".
    وأسوأ ما قيل فيه هو قول ابن حبان في "الثقات" (9/61): "كان من خيار الناس، ربما أخطا، يجب أن يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره، ولم يرو عنه إلا ثقة".
    وقول الحافظ ابن حجر في "التقريب" (2/219) عن محمد بن يزيد: "مقبول".
    أما قول ابن حبان ووصفه بالتدليس، وقد صرح محمد بن يزيد بن خنيس في هذا الأثر بالتحديث، وهذا هو كان مطلوب منه، كما قال ابن حجر في "طبقات المدلسين" (ص25): "محمد بن يزيد بن خنيس العابد، قال بن حبان يعتبر حديثه إذا بين السماع في روايته".
    أما قول ابن حجر بأنه "مقبول" فقط، فموضع نظر، لأنه في "التهذيب" لم يذكر توثيق أبي حاتم له، كما لم يذكر قول ابن حبان فيه بتمامه، ولهذا تعقبه شعيب الأرنؤوط في "تحرير التقريب" (3/334) فقال: "بل: ثقة، فقد روى عنه جمع من الثقات، منهم أبو حاتم الرازي، ووثقه".
    وإعلال هذا الأثر محمد بن يزيد بن خنيس غير مسلم! لأن أقل أحوال مثل هذا راوي أنه حسن الحديث.

    أما قول بعض المعاصرين بأن الإمام العجلي "متساهل في توثيق"، فليس بصحيح.
    جاء في "تاريخ بغداد" (4/214):
    قال الحافظ عباس الدوري عن العجلي كما: "إنا كنا نعده مثل أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين".
    وقال الحافظ أبو الحسن اللؤلؤي: "سمعت مشايخنا بهذا المغرب يقولون: لم يكن لأبي الحسن أحمد ابن صالح العجلي الكوفي ببلادنا شبيه، و لا نظير له في زمانه بمعرفة الحديث وإتقانه وزهده".
    وقال الحافظ علي بن أحمد الأطرابلسي: "إن ابن معين وأحمد بن حنبل قد كانا يأخذان عنه".
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (1/66): "ومن تأمل كتب الجرح والتعديل المصنفة في أسماء الرواة والنقلة وأحوالهم مثل: كتب يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم الرازي، والنسائي، وأبي حاتم بن حبان، وأبي أحمد بن عدي، والدارقطني، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، السعدي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأحمد بن صالح العجلي، والعقيلي، ومحمد بن عبدالله بن عمار الموصلي، والحاكم النيسابوري، والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأمثال هؤلاء الذين هم جهابذة ونقَّاد وأهل معرفة بأحوال الإسناد، رأى المعروف عندهم بالكذب في الشيعة أكثر منهم في جميع الطوائف".
    ولك بعض الأمثلة اعتماد الحفاظ على توثقات العجلي:
    قال الذهبي في "الميزان" (1/5) في ترجمة ابان بن اسحاق المدني: "وقال أبو الفتح الأزدي: "متروك". قلت: لا يترك، فقد وثقه أحمد العجلي".
    وقال الذهبي في "الكاشف (1/664) في ترجمة عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني: "ثقة، وضعفه بن معين".
    مع أنه لم يُذكر فيه إلا توثيق العجلي له، فاختاره مع أن ابن معين ضعفه!
    وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (8/427) في ترجمة كثير بن أبي كثير البصري: "قال العجلي: تابعي ثقة، وزعم عبد الحق تبعا لابن حزم أنه مجهول، فتعقب ذلك عليه ابن القطان بتوثيق العجلي".
    وقال الحافظ أيضا في "التهذيب" (4/19) في ترجمة سعيد بن حيان التيمي: "قال العجلي: كوفي ثقة، ولم يقف ابن القطان على توثيق العجلي، فزعم أنه مجهول".
    وقال الحافظ أيضا في "التهذيب" (1/428) في ترجمة البراء بن ناجية: "قال العجلي: كوفي ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج هو والحاكم حديثه في صحيحهما، وقرأت بخط الذهبي في "الميزان": "فيه جهالة، لا يعرف". قلت: قد عرفه العجلي وابن حبان فيكفيه".
    وقال الشيخ عبدالله الجديع في "تحرير علوم الحديث" (ص 324): "أطلق بعض المتأخرين أن العجلي يوثق المجهولين، وقد تتبعت كتاب العجلي المسمى "معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ، ومن الضعفاء، وذكر مذاهبهم وأخبارهم"، فوجدته في الغالب متين العبارة، موافقا لكلام غيره من نقاد المحدثين، وذلك في تعديله وتجريحه، ويتفرد عن كبار الأئمة بتوثيق من لا يوجد لهم فيه توثيق، كما يشذ في قوله عنهم وهو في شيء قليل. وأقول: إذا أنصفت وجدت عامة كبار النقاد يتفرد أحدهم بتعديل لا يقوله غيره، ويخالف الجمهور في الشيء بعد الشيء، فإن عددناه مأخذا على العجلي لزم أن يؤخذ على يحيى بن معين، وأبي زرعة، وأبي حاتم الرازي، وغيرهم، لذا فالواجب أن يعتبر له نقده، فإن جاءت عبارته على الموافقة لعبارة سائر النقاد فذاك ظاهر القبول، وإن خالف أخضعنا قوله لقواعد الترجيح عند اختلاف الجرح والتعديل، وإن انفرد وجب قبول قوله والاحتجاج به كغيره، حتى يتبين بالحجة خطؤه".

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قولك: "حسن له الترمذي عدة أحاديث" فيه نظر. بل لم يحسن له الترمذي حديثا واحدا له إنما روى له حديثين ضعفهما فضعف أحدهما مرتين والأخر ضعفه بقوله: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس".
    بالعكس، في بعض النسخ ذكر الترمذي من طريق محمد ابن يزيد بن خنيس حديث: "كلام ابن آدم عليه لا له، إلا أمر بمعروف، أو نهي عن المنكر، أو ذكر الله"، ثم قال: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد ابن يزيد بن خنيس".
    هكذا هو في النسخة التي طبعها الشيخ مشهور مع أحكام الشيخ الألباني، وهكذا نقل قول الإمام الترمذي في هذا الحديث الحافظ عبد الحق الإشبلي في "الأحكام الكبرى" (3/158): "قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس".
    أما عن قول الترمذي في حديث "حسن غريب" فقرر الحافظ ابن سيد الناس في "النفح الشذي" أن قول الترمذي عن حديث "حسن غريب" يعني: حسن لذاته، ووافقه عليه الدكتور نور الدين عتر في كتابه "الإمام الترمذي".
    فقال الشيخ الألباني كما في "فتاوي المدينة المنورة" (ص 14): "قوله (حسن غريب) فهو واضح، وهو خلاف قوله حديث (حسن). فهو يعني: حسن سندا غريب من حيث تفرد أحد رواته، إما تفردا مطلقا وإما تفردا نسبيا. أما إذا قال في حديث ما (حسن) ولم يقرن مع لفظة (حسن) لفظة (غريب) فهو يعني: حسن لغيره".

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وأما ابن خزيمة فلم يخرج له إلا حديثا واحدا فيه مجهول العين ضعفه الترمذي.
    هذا ما نقلتُ من رسالة "تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب" بدون تأكد. بارك الله فيك.
    ولكن يكفي لمحمد بن يزيد بن خنيس توثيقه من أبي حاتم والعجلي وغيرهما مع عدم وجود أي التجريح له إلا قول ابن حبان في تدليسه.

    وللفائدة أريد أنقل كلام أهل العلم في عبد العزيز بن أبي رواد لكي غدا لا تأتي بقول ابن حبان بأن روايته عن نافع منكرة)
    قال النسائي عن عبد العزيز بن أبي رواد: "لا بأس به". وقال الدارقطني: "هو متوسط في الحديث". وقال أبو حاتم: "صدوق، ثقة في الحديث، متعبد". ووثقه أيضا يحيى بن سعيد القطان، يحيى بن معين، والعجلي، والحاكم. وغيرهم من الحفاظ.
    أما قول ابن حبان في عبد العزيز بن أبي رواد في "المجروحين" (2/136): "لم يصل عليه الثوري لأنه كان يرى الإرجاء، وكان ممن غلب عليه التقشف حتى كان لا يدري ما يحدث به، فروى عن نافع أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنها موضوعة، كان يحدث بها توهما، لا تعمدا، ومن حدث على الحسبان، وروى على التوهم حتى كثر ذلك منه سقط الاحتجاج به، وإن كان فاضلا في نفسه، وكيف يكون التقي في نفسه من كان شديد الصلابة في الإرجاء، كثير البغض لمن انتحل السنن"، فتعقبه دكتور سعد آلي الحميد في تعليقه على "سنن سعيد بن منصور" (2/343) فقال: "أما ابن حبان فتشدده وتسرعه في جرح الرواة معروف، وقول مخالف بأقوال الأئمة الذين مر ذكرهم، ومع ذلك فلا يستطيع أن يثبت سوى الإرجاء، وأما قوله عنه بأنه كثير البغض لمن انتحل السنن، فقد استدل عليه بحكاية أوردها من طريق راو مبهم، فهل من الإنصاف أن يلصق بالرجل نقل عن مبهم لا يدرى من هو؟ وأما الأحاديث الموضوعة التي ذكر أن عبد العزيز رواها عن نافع، فقد رد عليه الذهبي في "السير" (7/187) بقوله: "قلت: الشأن في صحة إسنادها إلى عبد العزيز، فلعلها قد أدخلت عليه"، وعلى هذا يحمل أيضا كلام الدارقطني وابن الجنيد وابن عدي، فإن الحافظ الذهبي في "الميزان" (2/628) ذكر حديثا من الأحاديث التي أوردها ابن عدي في ترجمة عبد العزيز في "كامله" مما ينتقد عليه، فرد عليه الذهبي بقوله: "هذا من عيوب كامل ابن عدي؛ يأتي في ترجمة الرجل بخبر باطل لا يكون حدث به قط، وإنما وضع من بعده، فهذا خبر باطل وإسناد مظلم، وابن المغيرة ليس بثقة، وأما ابن حبان فبالغ في تنقص عبد العزيز".

    ولو سلمنا جدلا بأن هذا الأثر عن ابن عمر فعلا ضعيف كما تفضلت، ألا يقويه شواهد كثيرة أخرى في هذا الباب؟!

    عن عبد الله بن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد". وقال ابن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: "اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، أن تغفر لي".
    رواه ابن ماجه في سننه (1753)، والحاكم في "المستدرك" (1/583)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (481)، وابن شاهين في "الترغيب" (141).
    وفيه إسحاق بن عبيد الله المدني، لم يرو عنه إلا الوليد بن مسلم، واختلف فيه، فقيل هو ابن أبي المهاجر، وهذا الذي رجحه ابن عساكر والحافظ ابن حجر والألباني، ولم يذكر ابن عساكر والحافظ راويا له غير الوليد، ولا من وثقه سوى ابن حبان.
    وقيل هو إسحاق بن عبيد الله التيمي وهو مجهول. ووقع عند ابن شاهين: إسحاق بن عبيد الله الأموي من أهل المدينة، ويظهر من صنيع البخاري في "التاريخ" أنهما واحد.
    والحاكم سماه إسحاق بن عبد الله مكبرا وليس عبيد الله مصغرا، فقال: "إسحاق هذا إن كان ابن عبد الله مولى زائدة فقد خرج عنه مسلم، وإن كان ابن أبي فروة فإنهما لم يخرجاه".
    والواقع أنه ليس واحدا منهما، بل هو إسحاق بن عبيد الله المدني، وعبيد الله بالتصغير كما عند ابن ماجه وابن السني، والله أعلم.
    وأما البوصيري فلأجل وقوعه في نسخته من سنن ابن ماجه "عبد الله" مكبرا فزاد في نسبه اجتهادا منه: "ابن الحارث" فأخطأ مرتين: في نسبه، وفي حكمه على الحديث حيث قال في "مصباح الزجاجة" (2/81): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".
    وقال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (2/53): "وإسحاق هذا مدني، لا يعرف، والله أعلم".
    وقال الإمام الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/194): "إسحاق بن عبد الله بن أبي المهاجر شيخ للوليد بن مسلم، دمشقي، لا يعرف".
    ولكن قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (1/365): "هو رجل معروف، وإنما تحرف اسم أبيه على الذهبي فجهَّله، وهو إسحاق بن عبيد الله بالتصغير أخو إسماعيل بن عبيد الله، ذكره ابن عساكر في تاريخه فقال: "سمع سعيدا بن المسيب وابن أبي ملكية، روى عنه الوليد بن مسلم، وذكره ابن سميع في الطبقة الرابعة، وذكره ابن حبان في الثقات، وحديثه عن ابن أبي ملكية عن ابن ماجة".
    ضعف هذا الحديث الشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (921) وفي "ضعيف سنن ابن ماجه" (ص 137) بسبب جهالة إسحاق بن عبيد الله.
    وضعفه أيضا الشيخ مقبل بن هادي في تعليقه على "تفسير ابن كثير" (1/384).
    ولكن قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (1/243): "عندي أن الذي أخرج له ابن ماجه: إسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وهو مقبول"، أي حديثه مقبول عند المتابعة، وله متابعة كما مر آنفا.
    وحسن الحافظ ابن عساكر هذا الحديث في "معجم الشيوخ" (1/307).
    وحسنه الحافظ ابن حجر كما في "الفتوحات الربانية" (4/342).
    وقال الحافظ البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (3/102): "وإسناده صحيح، وله شاهد من حديث أبي هريرة".
    وصححه الشيخ أحمد شاكر في "عمدة التفسير" (1/225).
    وقواه الشيخ عبد القادر الأرنؤوط و الشيخ شعيب الأرنؤوط في "تخريج زاد المعاد" (2/52).
    وقال شعيب الأرنؤوط في "تخريج سنن ابن ماجه" (2/637): "إسناده حسن، هشام بن عمار متابع، وإسحاق بن عبيد الله - وهو ابن أبي مليكة القرشي التيمي المدني، ويقال: المكي - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات".
    وقال الشيخ عبد الله الدويش في "تنبيه القارئ لتقوية ما ضعفه الألباني" (ص 79): "هكذا ضعفه (أي الشيخ الألباني)، وقد حكى عن صاحب "الزوائد" أنه قال: "إسناده صحيح ورجاله ثقات". قلت: ويقويه حديث: "ثلاث دعوات لا ترد" وذكر منها: "ودعوة الصائم" وفي لفظ: "الصائم حتى يفطر".
    وقال المحقق ياسر بن فتحي في تخريجه على كتاب "الذكر والدعاء والعلاج بالرقي من الكتاب والسنة" (2/505): "وفي الجملة: فحديث عبد الله بن عمرو حسن بشاهده عن أبي هريرة".
    ولحديث إسحاق بن عبيد الله متابعة أخرى عند الطيالسي (2376) والبيهقي في "شعب الإيمان" (3624): عن أبي محمد المليكي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة". وكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا".
    وفي إسناده: أبو محمد المليكي، وقال الشيخ الألباني - رحمه الله -: "لم أعرفه".
    والخلاصة: حديث إسحاق بن عبيد الله يحتمل التحسين بمجموع طرقه وشواهده، ولهذا صححه وحسنه غير واحد من الحفاظ والمحققين، والله أعلم.

    وأصح منه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -:
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم".
    أخرجه أحمد في مسنده (2/304)، والترمذي في سننه (3598)، وابن ماجه (1752)، ابن خزيمة في صحيحه (1901)، وابن حبان في صحيحه (3428).
    ومدار الإسناد على أبي المدلة.
    قال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (3/534): "وقال الترمذي: حديث حسن، وأبو المدلة هو مولى أم المؤمنين عائشة، وإنما نعرفه بهذا الحديث". قلت: إذا كان كذلك فالقواعد تقتضي أنه (أبو المدلة) رجل مجهول، وذلك ما صرح به بعض الأئمة، فقال ابن المديني: "لا يعرف اسمه، مجهول، لم يرو عنه غير أبي مجاهد". قلت: فمثله لا يحسن حديثه".
    ومع ذلك قال أيضا الشيخ الألباني عن هذا الحديث في "السلسلة الصحيحة" (2/657): "قلت: لكنه حديث حسن أو صحيح بشواهده".
    وأما أبا مدلة، سماه ابن حبان في "الثقات" (5/72) فقال: "اسمه عبيد الله بن عبد الله".
    وفي "صحيح ابن حبان" (8/216): "قال أبو حاتم: أبو المدلة اسمه عبيد الله بن عبد الله مدني، ثقة".
    وأيضا قال أبو نعيم بأن اسمه عبيد الله بن عبد الله، كما في "مقدمة ابن الصلاح" (ص 434).
    ونقل البخاري في "التاريخ الكبير" (6/362) بأن أبا المدلة هو أخو أبي الحباب سعيد بن يسار".
    وقال أبو داود كما في "سؤالات الآجري" (3/216): "أبو المدلة من أهل الكوفة، مولى أم المؤمنين".
    أما قول ابن الصلاح في "مقدمته" (ص 434) والنووي في "إرشاد طلاب" (2/665): "أبو المدلة لم يعرف اسمه، وانفرد أبو نعيم بأن اسمه عبيد الله بن عبد الله"، فتعقبه العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص 288) بقوله: "لم ينفرد أبو نعيم بتسميته عبيد الله بن عبد الله، بل كذلك سماه ابن حبان في "الثقات"، وجزم أبو أحمد الحاكم في "الكنى" بأنه أخو سعيد بن يسار".
    قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/571): "لا يكاد يعرف".
    وقال أيضا الذهبي في "المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجه" (ص 106): "أبو المدلة عبد الله، وثق".
    وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب" (ص 671): "أبو المدلة مولى عائشة، يقال اسمه عبيد الله، مقبول، من الثالثة".
    ولكن نقل ابن ماجه في سننه (1/557) توثيق الإمام وكيع له فقال: "حدثنا وكيع عن سعدان الجهني، عن سعد أبي مجاهد الطائي وكان ثقة، عن أبي المدلة وكان ثقة".
    إذن، القول بجهالته ليس بصحيح.
    وأما قول ابن المديني: "أبو المدلة لا يعرف اسمه، مجهول"، فالرجل اشتهر بكنيته، وعدم العلم باسمه لا يجعله مجهولا، وقد عرّفه ابن ماجه ونقل عن وكيع توثيقه، وسمّاه غير واحد من الأئمة: عبيد الله بن عبد الله.
    وقال المحقق ياسر بن فتحي في تخريجه على كتاب "الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة" (3/1065): "قال ابن حبان: "أبو المدلة: اسمه عبيد الله بن عبد الله: مدني ثقة". وقال وكيع: "عن سعدان الجهني عن سعد أبي مجاهد الطائي - وكان ثقة - عن أبي مدلة - وكان ثقة - عن أبي هريرة به". فهذا تصريح من وكيع وابن حبان بتوثيق أبي مدلة. وصحح له ابن خزيمة، وحسن حديثه الترمذي. وقال أبو داود: "أبو مدلة من أهل الكوفة، مولى أم المؤمنين". وأما ابن المديني فقال: "أبو مدلة مولى عائشة: لا يعرف اسمه، مجهول، لم يرو عنه غير أبي مجاهد". وقال الذهبي: "لا يكاد يعرف". والتعديل هنا مقدم على الجرح، إذ لا يخرج الجرح عن مجرد وصفه بالجهالة، وقد انزاحت عنه بتوثيق هؤلاء وتصحيحهم لحديثه. ومن المعلوم أن تصريح ابن حبان بتوثيق الرجل لا يقل عن توثيق غيره من الأئمة، قال العلامة المعلمي في "التنكيل": "بل لعلها [يعنى: هذه الدرجة] أثبت من توثيق كثير منهم".
    حسن هذا الحديث الإمام الترمذي في "سننه" (5/578).
    وصححه الإمام ابن خزيمة في "صحيحه" (1901).
    وصححه الإمام ابن حبان في "صحيحه" (3428).
    وقال الإمام الدارقطني في "العلل" (11/236) عن هذا الحديث عن أبي المدلة: "الحديث محفوظ".
    وقال الإمام أبو محمد بن الأخضر الحافظ في "العمدة من الفوائد والآثار الصحاح والغرائب" (81): "حديث حسن مشهور".
    وصححه الحافظ ابن الملقن في "البدر المنير" (5/152).
    وحسنه الحافظ ابن حجر كما في "الفتوحات" (4/338).
    وقال الشيخ أحمد شاكر في "تخريج المسند" (8030): "إسناده صحيح".
    وصححه بشواهده الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2/657).
    وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في "تخريج سنن ابن ماجه" (2/636): "حديث حسن إن شاء الله".
    وقال الشيخ مقبل بن هادي في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" (2/366): "هذا حديث حسن. وأبو المدلة وثقه وكيع، كما في "سنن ابن ماجه (1752)".

    ومما تقدم من الأحاديث كاف للإثبات أن دعوة الصائم مستجابة في حال صومه وعند إفطاره.
    لم يختلف السلف والخلف في استحباب الدعاء في شهر رمضان، لا في حالة الصيام، ولا عند الإفطار، لأنه من الأوقات والأحوال التي ترجى فيها الإجابة!

    قال ابن خزيمة في صحيحه (3/199): "باب: ذكر استجابة الله عز وجل دعاء الصُّوَّام إلى فطرهم من صيامهم، جعلنا الله منهم".
    وقال ابن حبان في صحيحه (8/214): "ذكر رجاء استجابة دعاء الصائم عند إفطاره".
    وقال ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص 431): "باب الدعاء عند الإفطار".
    وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (3/481): "باب استحباب الصيام للاستسقاء لما يرجى من دعاء الصائم".
    وقال النووي في "المجموع" (6/375): "يستحب للصائم أن يدعو في حال صومه بمهمات الآخرة والدنيا له ولمن يحب وللمسلمين لحديث أبي هريرة، قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم"، رواه الترمذي وابن ماجه، قال الترمذي: "حديث حسن" وهكذا الرواية "حتى" بالتاء المثناة فوق، فيقتضي استحباب دعاء الصائم من أول اليوم إلى آخره، لأنه يسمى صائما في كل ذلك".
    وقال ابن كثير في تفسيره (1/208) عند قوله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" [البقرة: 186]: "وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر".
    وقال المرداوي في "الإنصاف" (3/332): "يستحب أن يدعو عند فطره، فإن له دعوة لا ترد".
    وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1/139): "باب إجابة الدعاء عند الفطر".
    وقال المقريزي في "تذكرته" كما في "فيض القدير" (3/301): "يستجاب الدعاء في أوقات منها: ...دعاء الصائم مطلقا ودعاؤه عند فطوره".
    وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" (4/262): "يشرع للصائم أن يدعو عند إفطاره بما اشتمل عليه من الدعاء".
    وسئل عبد العزيز بن باز كما في "فتاوى الدروس": "دعوة الصائم التي لا ترد" - في أي وقت، أو في وقت الفطور؟"
    فقال: "في جميع النهار، وعند الفطر كذلك، حال صومه، وعند إفطاره، كلها".

    وفي الختام نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، موافقة لسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

  9. #9

    افتراضي رد: كَانَ يُقَالُ إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً عِنْدَ إِفْطَارِهِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    زادك الله حرصا أخي العزيز، ولكن عندي بعض الملاحظات)
    اللهم آمين وإياك أخي العزيز.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    ما فهمتك أخي عن أي لفظ وأي إختصار تتكلم؟
    هذا هو لفظ وسند ابن الأعرابي من كتابه "المعجم" (رقم: 934): نا محمد بن سليمان (الباغندي)، نا محمد بن يزيد بن خنيس، نا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر قال: "كان يقال: لكل مسلم صائم دعوة مستجابة عند إفطاره، قال: فكان ابن عمر يقول إذا أفطر: يا واسع المغفرة اغفر لي".
    نعم، هذا لفظ الباغندي وتابعه على هذا الاختصار محمد بن إسحاق البلخي وغيرهما يروون الحديث بأتم من ذلك.
    فلفظ الحسن بن علي بن بحر:"كان يقال: إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره،
    إما أن يعجل له في دنياه، أو يدخر له في آخرته". اهـ.
    ولفظ حكيم الترمذي عن شيوخه: (لكل عبدٍ صائمٍ دعوةٌ مستجابةٌ عند إفطاره،
    أعطيها في الدنيا، أو ادخر له في الآخرة)). اهـ.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    يا أخي العزيز، لماذا لم تنقل لنا أيضا ما قاله حكيم الترمذي نفسه بعد إخراجه هذا الحديث؟ لا نحتاج إلى الرجم بالغيب لكي نعرف من وهم فيه فرفعه،
    لأن حكيم الترمذي صرح من رفعه منهم فقال: "نصر بن علي رفعه، والآخرون وقفوا به على ابن عمر - رضي الله عنهما -"
    وقال محقق الكتاب (2/184): "فأشار إلى تفرد نصر برفعه".
    أعتذر أخي الفاضل فقد اعتمدت على النسخة المسندة وهي خالية من تعليق حكيم الترمذي. فجزاك الله خيرا على التنبيه.
    وبذلك البلخي والحداني رفعاه وغيرهم أوقفوه والراجح وقفه كما تفضلت نعم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    أولا: جعل الحفاظ والمحققون العلة هذا الحديث ابن أبي بزة وليس محمد بن يزيد بن خنيس.
    ثانيا: محمد بن يزيد بن خنيس صرح بالتحديث عن ابن جريج في رواية الفاكهي في "أخبار مكة" (855):
    [/color] [/b]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    خولف ابن أبي بزة وهو ضعيف في وصله، وبذلك أعله العقيلي في الضعفاء [1 : 145]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، فذكره مرسلا.

    ولعل عبارة أبي حاتم: "باطل، ليس من حديث ابن جريج". كما ذكرت أن علته ابن أبي بزة.
    فلعله قصد أنه ليست من روايته موصولا لكن الراجح عنه الإرسال..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وإعلال هذا الأثر محمد بن يزيد بن خنيس غير مسلم! لأن أقل أحوال مثل هذا راوي أنه حسن الحديث.
    أعتذر، كنت أخشى فقط مخالفة ابن بحر له بعنعنته في الإسناد.
    لكن اطمأننت له للتصريح بالتحديث لشواهد أخرى في آثار أخرى منها ما:
    خرجه أبو نعيم في الحلية (1/294)، من طريق:
    قُتَيْبَة بْن سَعِيدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا اشْتَدَّ عَجَبُهُ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهِ قَرَّبَهُ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ... إلخ. وذكر قصة.
    خرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى [4 : 403]، فقال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، به مختصرأ.
    وخرج ابن الجوزي في صفوة التصوف [615] من طريق:
    عَبْد اللَّهِ بْن شَبِيبٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ خُنْيَسٍ الْمَخْزُومِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ... إلخ.
    وما سلمني لصحته أكثر أن بعض هذه الآثار لها شواهد أخرى.
    جزاك الله خيرا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    تأكد. بارك الله فيك.
    وفيك بارك الله.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •