قال تعالى: (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور). آل عمران: 154
السؤال هنا:
لماذا قرن الابتلاء بالصدور والتمحيص بالقلوب؟
ذكر ابن كثير في تفسيره: (1/ 429): (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم).
أي يختبركم بما جرى عليكم، ليميز الخبيث من الطيب، ويظهر أمر المؤمن والمنافق للناس في الأقوال والأفعال).
وقال ابن القيم في زاد المعاد: (3/ 213): (وقد فصل في ذلك: ثم أخبر سبحانه عن حكمة أخرى في هذا التقدير، هي ابتلاء ما في صدورهم، وهو اختبار ما فيها من الإيمان والنفاق، فالمؤمن لا يزداد بذلك إلا إيمانًا وتسليمًا، والمنافق ومن في قلبه مرض، لا بد أن يظهر ما في قلبه على جوارحه ولسانه.
ثم ذكر حكمة أخرى: وهو تمحيص ما في قلوب المؤمنين، وهو تخليصه وتنقيته وتهذيبه، فإن القلوب يخالطها بغلبات الطبائع، وميل النفوس، وحكم العادة، وتزيين الشيطان، واستيلاء الغفلة ما يضاد ما أودع فيها من الإيمان والإسلام والبر والتقوى، فلو تركت في عافية دائمة مستمرة، لم تتخلص من هذه المخالطة، ولم تتمحص منه، فاقتضت حكمة العزيز أن قيض لها من المحن والبلايا ما يكون كالدواء الكريه لمن عرض له داء إن لم يتداركه طبيبه بإزالته وتنقيته من جسده، وإلا خيف عليه منه الفساد والهلاك، فكانت نعمته سبحانه عليهم بهذه الكسرة والهزيمة، وقتل من قتل معهم، تعادل نعمته عليهم بنصرهم وتأييدهم وظفرهم بعدوهم، فله عليهم النعمة التامة في هذا وهذا).
وذكر السعدي في تفسير قوله تعالى (وليبتلي الله ما في صدوركم) أي: (يختبر ما فيها من نفاق وإيمان وضعف إيمان: (وليمحص ما في قلوبكم) من وساوس الشيطان، وما تأثر عنها من الصفات غير الحميدة).