بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، السراج المبين، والهادي إلى صراط الله المستقيم وعلى آله وصحبه أجمعين، علينا معهم إلى يوم المحشر العظيم..
أما بعد أيها الإخوة الأحباب، والصحب الكرام من ذوي الحجى والألباب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فلقد مضى في قدر الله وقضائه أن أكون عضوا في بعض منتديات الانترنيت، فاستفدت من ذلك فائدة عظيمة، وانتفعت منه أعظم الإنتفاع، وصار لي أوداء أحباب، وأصداء ألباب من جميع دول العالم...
بيد أنني في مقابل ذلك تأذيت من بعض لا خلاق له من خلق رفيع، وأدب سام جميل، بلسان مقذع شنيع، وحط جارح فظيع...وصبرت على ذلك احتسابا، وتحاملت على نفسي رجاء الثواب المضاعف، والأجر الكثير ...
بيد أنني لما استخرت الله وأدرت الموضوع على وجوه النظر الممكنة فيه، رأيت الاعتذار عن الاستمرار في الكتابة صوابا صوابا، وذلك من أجل الأمور الآتية، والأسباب التالية:
- هواة الكتابة في هذه المواقع ليسوا في الجملة من أهل العلم المنتهين، ولا من الجهابذة المبرزين، ولا من أهل الذكر الفحول المعروفين..
- وإذ لم يكونوا كذلك فلقد أبرزوا أنفسهم بألقاب، وصفات ، بل رموز وإشارات لم يكن لأهل القرون الأولى بها إلمام ولا لهم عليها تعريج...
- ولما لم يدل هؤلاء على أنفسهم، ولم يصرحوا بأسمائهم، صرنا نناقش مدلسا، ونحاور نكرة غير معروف، ومجهولا غير معلوم ....
- وترتب على ذلك أمور منها:
* تجاوز المحاور حد الأدب في المناظرة، فقدح وسب وعير..ونكت ونبز وجدع...مع بذاءة اللسان وفجاجة العبارة...
* لم يعرف المعير قدر أهل العلم، ولا عظم منزلتهم، ولا حفظ فيهم إلا ولا ذمة، بل صار كلامهم عنده نوعا من الكلام، وحديثهم لديه كأي حديث...
- ولع المحاور المشير إلى اسمه بإحصاء هفوات العالم ونشرها، والكشف عن العثرات وذكرها...وطمس الحسنات وإخفائها...
- كان الفهم السيئ لكلام العالم للقادح شعارا، وله دثارا، فبنى على ذلك نظريات وأفكارا، وخرج عليه فهوما وأراء وأقوالا...مع سلامة قصد العالم، ورجاحة عقله، ,صحة فرضه واستنتاجه...
وبعد فلقد عزم الله لي ترك الكتابة في المنتديات على الاستمرار، فلن أكتب بعد اليوم فيها حرفا، وأتعهد بذلك وأشهد الله عليه، ولن أكتب متخفيا باسم مستعار، ولا برمز دعي ...
وأعتذر لأحباب كرام، وجلة فضلاء أعلام، لم أسمع منهم إلا خيرا، ولم أجد منهم إلا عناية وفضلا...
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
كتبه في فجر يومه، عبيد ربه ورهين عمله:
أ.د/ محمد بن زين العابدين رستم