تمرير المصطلح يساعد صاحب المصلحة على خداع الناس
يسعى أصحاب الأهواء في القديمِ والحديث للوصول إلى غاياتهم بطرقٍ مُلتوية، فتجدهم لا يُسمون الأمر باسمه مخافةَ أنْ ينفُرَ من عُرضَ عليه الأمر، فهم يهابون أنْ يُصرحوا بالمصْطلح المعروف المشهور لعلمهم علم اليقين أنَّه سيرفضه أو على أقلِ الأحوال سيكون مُترددا في قبوله فيلجؤون إلى الحلِّ الوحيد السهل وهو: ( تمريرُ المصْطَلح ) وبتمرير المصْطلح يصلونَ إلى غايتهم إضافةً إلى أنَّ من أخذه يُخفف عنه تأنيب ضميرهِ ولوم نفسه عند الإقدام عليه.
ومنِ المعلوم كما قالَ أهل الأصول: أنَّ العبرةَ بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني.
وبالمثال يتضحُ المقال؛ فمن الأمثلة الحيَّة التي نعيشها اليوم : قضيةُ (الربا) فالبنوك التي تتعامل بالربا لا تسميه باسمه وإنَّما يُمررون المصطلح فيسمونه بالفوائد. فلَّما تنبه الناس لذلك غُيِّرَ مسمى الفائدة إلى الربح أو الزيادة ،وكذلكَ (الرشوة) لا يسميها طالبها ومعطيها باسمها وإنَّما بالإكرامية مثلاً ، وأيضا( الخمر) بالمشروبات الروحية، و(الانحلالُ) بالحُرية إلى غيرِ ذلك.
ولا يزالون بهذه المصطلحات يُغيرونها كلما عرفها الناس أو تنبهوا لها ؛ فربما مرَّ المصطلح بمراتٍ عديدةٍ من التغيير من أجلِ التمرير، ولا يزالُ كذلكَ ما دامت الأهواءُ في النفوس.
فتنبه أيُّها العاقل ، وإلا فإنك متغافلْ . وعليكَ بالمضمون ، وإلا فإنك مغبُون .
الكاتب :
نواف محمد آل رشيد
نُشر في جريدة الوطن السعودية :

http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...id=2269#commit