تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: ما رأيكم في قول الأفغاني هذا ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي ما رأيكم في قول الأفغاني هذا ؟

    قال أبو زرعة ابن زنجلة في حجة القراءات ص 223 :
    قوله:( وأرجلكم ) بالخفض ، حملت على العامل الأقرب للجوار وهي في المعنى للأول كما يقال: هذا جحر ضب خرب فيحمل على الأقرب وهو في المعنى للأول
    قال الفراء: وقد يعطف بالاسم على الاسم ، ومعناه يختلف، كما قال عز وجل: ( يطوف عليم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين )
    ثم قال: ( وحور عين ) وهن لا يطاف بهن على أزواجهن .
    ______________
    قال الأستاذ سعيد الأفغاني :
    جملة ـ أي حجر ضب خرب ـ أولع بها قدماء النحاة ومن بعدهم، ولا حجة فيها من وجهين: الأول: أن قائلها- إن وجد- مجهول، والثاني: أن الوقوف على الكلمة الأخيرة بالسكون، إذ العربي لا يقف على متحرك، فمن أين علموا أن قائلها جر: (خرب)، هذا والجر على الجوار ضعيف جداً، لم يرد بطريق موثوق الا في الضرورة الشعرية بندرة، والضرورات لايحتج بها.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وقد قال ابن عبد البر في التمهيد 24 / 254 :
    فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفِقْهِ إِيجَابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ وَفِي ذَلِكَ تَفْسِيرٌ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَبَيَانُ أَنَّهُ أَرَادَ الْغَسْلَ لَا الْمَسْحَ وَإِنْ كَانَتْ قَدْ قُرِئَتْ وَأَرْجُلِكُمْ بِالْجَرِّ فَذَلِكَ مَعْطُوفٌ عَلَى اللَّفْظِ دُونَ الْمَعْنَى وَالْمَعْنَى فِيهِ الْغَسْلُ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ فَكَأَنَّهُ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَامْسَحُوا برؤوسكم.
    وَالْقِرَاءَتَا نِ بِالنَّصْبِ وَالْجَرِّ صَحِيحَتَانِ مُسْتَفِيضَتَان ِ وَالْمَسْحُ ضِدُّ الغسل ومخالف له وغير أَنْ تُبْطَلَ إِحْدَى الْقِرَاءَتَيْن ِ بِالْأُخْرَى مَا وُجِدَ إِلَى تَخْرِيجِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا سَبِيلٌ وَقَدْ وَجَدْنَا الْعَرَبَ تَخْفِضُ بِالْجِوَارِ كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ كَبِيرُ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ فَخَفَضَ بِالْجِوَارِ وإنما المزمل الرجل وإعرابه ههنا الرفع وَكَمَا قَالَ زُهَيْرٌ لَعِبَ الزَّمَانُ بِهَا وَغَيَّرَهَا بَعْدِي سُوَافِي الْمَوْرِ وَالْقَطْرِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ كَانَ الْوَجْهُ الْقَطْرُ بِالرَّفْعِ وَلَكِنْ جَرَّهُ عَلَى جِوَارِ الْمَوْرِ كَمَا قَالَتِ الْعَرَبُ: هَذَا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ فَجَّرَتْهُ وَإِنَّمَا هُوَ رَفْعٌ (وَخَفْضُهُ بِالْمُجَاوَرَة ِ) وَمِنْ هَذَا قِرَاءَةُ أَبِي عَمْرٍو يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٍ بِالْجَرِّ؛ لِأَنَّ النُّحَاسَ الدُّخَانُ فَعَلَى مَا ذَكَرْنَا تَكُونُ مَعْنَى الْقِرَاءَةِ بِالْجَرِّ النَّصْبُ وَيَكُونُ الْخَفْضُ عَلَى اللَّفْظِ لِلْمُجَاوِرَةِ ، وَالْمَعْنَى الْغَسْلُ، وَقَدْ يُرَادُ بِلَفْظِ الْمَسْحِ الْغَسْلُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ قَوْلِهِمْ: تَمَسَّحْتُ لِلصَّلَاةِ .
    وَالْمُرَادُ: الْغَسْلُ ، وَيُشِيرُ إِلَى هَذَا التَّأْوِيلِ كُلِّهِ قول النبي : "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ". اهــ

    وفي البحر المحيط لأبي حيان 7 /
    364:
    وقرىء الْأَيْمَنَ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ ُ: بِالْجَرِّ عَلَى الْجِوَارِ نَحْوَ: جُحْرِ ضَبٍّ خَرِبٍ. انْتَهَى.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي

    بارك الله في شيخنا أبي مالك.
    قد سبق الأستاذ المحقق سعيدا الأفغاني إلى نقد هذا القول العلامة محمد البشير الإبراهيمي. رحم الله الجميع.
    ودونكم الرابط.
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41609

    ((.... ولكن المثال البارد الفج (( الصامط “1” )) الذي لا يثير في النفس اهتماماً, بل يثير فيها اغتماماً؛ هو المثال الذي تعلمناه من كتب النحو, وهو قولهم: هذا جحرُ ضبٍّ خربٍ.


    يُمثلون به للجر بالمجاورةِ أو بالتوهمِ لا أدري! وإنما الذي أدريه هو أنَّ هذا النوع مِن الجرِّ مسموعٌ عن العرب, وهو مِن شذوذاتهم اللغوية وانحرافاتهم عن مقاييس لغتهم, وهو مقبول منهم, لكنه مقصورٌ على ما سُمِعَ منهم, فلا يسوغ لنا نحن طرده من كلامنا حتى لا نفسد اللغة على أنفسنا بهدم القواعد الصحيحة والجريِ على غير منهاج, ولهذه الشذوذات في العربية فلسفةٌ خاصة لم يُشبعنا أحد بالحديث عنها حتى الآن, ولو وجدتُ متسعاً من الوقت لكتبت فيها ما يصح أن يكون نواةً في الموضوعِ؛ إذا تعاهده الباحثون أصبح شجرةً ذات أكل شهي, ولفيلسوف هذا الفنِّ أبي الفتح عثمان بن جني جُمَلٌ متفرقة في هذا الموضوع, لكنها تنطوي على نظراتٍ سديدة, وتدلُّ على انفساح ذرع الرجل في هذا العلم, وإذا كان هذا النوع مِن الجرِّ مسموعاً موقوفاً على السماع فلستُ على ثقةٍ من أن مثال النحاة مسموعٌ من العرب, وإنما هو مثالٌ سوقيٌّ انتحلوه, ثم قلَّد آخرُهم أولَهم فيه على عاداتهم, وهل يصحُّ لهم أن يمثلوا لمسألةٍ سماعيةٍ بمثالٍ مصنوع؟ لا.


    ودليلي على أن المثال مصنوع أمران:


    الأول: أنَّ نطق العرب لا يساعد على ما ادَّعاه النحاة فيه؛ لأن كلمة خرب التي يَدَّعي النحاة جرها جاءت مقطعاً في الجملة لم تعقبها كلمة أخرى, فإذا نطق بها عربيٌّ نطق بها ساكنةَ الآخِر بلا شك, فمن أين يظهر الجرُّ الذي ادَّعوه فيها؟
    ووددت لو ذاكرتُ بعض نحاة العصر المفتونين بالمباحث اللفظية العقيمة في هذا التوجيه لأسمع رأيهم, وما عسى أن يأتوا به من حججٍ فارغة, وكم في كلام الفارغين من تسليةٍ للهمِّ وتزجيةٍ للوقت وترويحٍ للخواطر المكدودة, بشرط أن يكون السامع موفور الحظِّ مِن الصبر.


    والثاني: أن معنى المثال على برودته وجفافه لا يتفق مع ما يَعرف العرب عن الضب مِن أنه لا يحفر جحره إلا في الكدى ( جمع كدية ) وهي جبيلٌ صلبُ الأرض متماسكُ التراب, ولذلك يضيفونه إليها كثيراً, فيقولون: ضب الكدية, وضب الكدى, يستعملون هذا كثيراً في كلامهم, وفي مقصورة ابن دريد بيت مختومة بضب الكدى ولا أذكرها الآن وليس عندي ما أراجعها فيه, وقد قال الشاعر:


    سقى الله أرضاً يعلمُ الضبُّ أنَّها بعيدٌ عن الأدواءِ طيبةُ البقلِ
    بنى بيتَهُ فيهِ على رأسِ كُدَيَّةٍ وكلُّ امرئٍ في حرفةِ العيش ذو عقلِ


    فقد وصف هذه الأرضَ التي اختارها الضب لسكناه بأنَّ الضب - وهو الاختصاصي في هذه الهندسة - كأنه يعلم أنها بعيدة من الآفات, وأكبر الآفات في نظر الضب السقوط والانهيار والخراب.


    وقال الشاعر الآخر فزاد المعنى المراد توضيحاً وهو يتحدَّث عن الضب:


    ويحفر في الكدى خوفَ انهيارِ ويجعل بيتَه رأس الوجينِ


    والوجين: هو الأرض الصلبة الغليظة, ومن هذه الكلمة جاء قولهم: رجل موجّن؛ قوي عظام الأضلاع والصدر, ومنها ميجنة الثياب؛ آلة تدق بها, ومنها جلد موجّن؛ مضروب بعد الدبغ حتى تتداخل أجزاؤه وتلطف فيلين مع القوة, فهذا البيت شاهدٌ على أنه " ليس جحرُ ضبٍّ خرباً ", ولهذه الخاصية في اختيار الضب للكدى, تصفه العرب بصفة ملازمة فيقولون " ضب دامي الأظافير " جمع أظفور, قال الشاعر:


    ترى الشرَّ قد أفنى دوائرَ وجههِ كضبِّ الكدى أفنى أناملَهُ الحَفْرُ


    ومِن تهكمات المعري وهمزاته أنَّ صاحبه أبا القاسم المغربي المشهور في علم التاريخ والأدب بالوزيرِ المغربي اختَصَرَ في حداثةِ سنه كتاب ( إصلاح المنطق ) ليعقوب بن السكيت, وأهدى منه نسخة إلى صفيِّه المعري, وكانت بينهما أسبابٌ متينة العُرى, فكتب له المعري جواب الإهداءِ رسالةً مِن أبدع رسائله, وفيها نقدٌ لكتاب ابن السكيت على طريقة المعري الغريبة في سخريته العجيبة يقول فيها إن لم تخني الذاكرة: " وقد أكثر يغقوب من الاجتهاد, في إقامة الأشهاد - يعني الشواهد -, حتى ذكر رجز الضب, وإن مَعَدًّا مِن ذلك لجِدُّ مُغضَب, أعَلَى فصاحته يُستعانُ بالقرض, ويُستشهد بأحناش الأرض, ما رُؤبة عنده في نفير, فما قولك في ضبٍّ دامي الأظافير ... ".


    وهذه الرسالة الرائعة مطبوعة مصححة فيما طبع ( كامل الكيلاني ) مع رسالة الغفران, فإن كانت عندك "2" فراجعها, فلعلَّ الحافظة لم تضبط ألفاظها, ومحل الشاهد فيها لموضوعنا وصفه الضبَّ بما كانت تصفه العرب مِن أنَّه ( دامي الأظافير ), ولا سبب لذلك إلا حفره لجحره في الكدى الصلبة, وهذه كلها دلائل على فساد مثال النحاة إعراباً ومعنىً, ولا ننكر أنَّ بعض جحر الضباب تخرب, وقد خربت مدائن الرومان والفراعنة فضلا عن جحور الضباب, ولكنه "3" باردٌ جاف متخاذل خاذل لحافظه, إذ يوهمه خلاف الواقع, ومنه ومِن أمثاله خُذل المتأدبون بكتب النحو الذين قعدت بهم همتهم عن التأدب بلغة العرب مِن شعرهم وخطبهم, ولم يحصل واحد منهم ملكة صحيحة في هذه اللغة ولا ذوقاً صحيحاً في أدبها, والواجب في الأمثال أن تكون جملاً حكيمة ذات معانٍ مستقيمة وألفاظٍ قويمة حتى يحصل الحافظ لها فائدتين: الحكم اللفظي, والمعنى الذي يترك أثراً في النفس, ومِن مجموع هذه الأمثلة يتكون الأدب والأديب, وقد نعى ابن خلدون في زمنه هذا الذي نَعَيْنَاه, وانتقد مِن مزاولي النحو ما انتقدناه - وهو لعمري – نقد صحيح ما عليه غبار )) أ.هـ بنصه.


    ________________________


    "1" كلمة عامية معناها: ثقيل الظل.
    "2" هذا الكلام مأخوذ من رسالة أرسلها الشيخ إلى أحد تلاميذه وهو الأستاذ أحمد ابن أبي زيد قضيبة, فهو المعنيُّ بقوله: عندك, وعنوان الرسالة: رسالة الضب, وهي رسالة جميلة تتكلم عن جوانب عديدة تتعلق بالضب.
    "3" أي العبارة: جحر ضب خرب.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي مشاهدة المشاركة
    ودليلي على أن المثال مصنوع أمران:
    الأول: أنَّ نطق العرب لا يساعد على ما ادَّعاه النحاة فيه؛ لأن كلمة خرب التي يَدَّعي النحاة جرها جاءت مقطعاً في الجملة لم تعقبها كلمة أخرى, فإذا نطق بها عربيٌّ نطق بها ساكنةَ الآخِر بلا شك, فمن أين يظهر الجرُّ الذي ادَّعوه فيها؟
    .
    وفيك بارك شيخنا الكريم .
    لكن ربما يعترض معترض ويقول :
    لو صححنا ما قاله وقلنا بالضم على الجادة ، فهذا يلزم أن تكون الصفة "خرب" مرفوعة لكن بالتنوين ( أي بضمتين )
    والصفة لا بد أن تتبع الموصوف فيلزم ألا تكون منونة تبعا للمبتدأ "جحر" المرفوع
    فلما امتنع لم يبق إلا التنوين مع الخفض تبعا لما قبله.

    وربما قال قائل أيضا : إن المثال قال بمقتضاه ( المجاورة ) أئمة كبار من أئمة اللغة أفيخفى ذلك عليهم ؟
    فما رأيكم ؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    المشاركات
    582

    افتراضي

    وقد يسألُ سائلٌ :لماذا لا تكونُ كلمةُ خربٍ منونةً بالضمِّ على أنّها خبرٌ؟

  6. #6

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد.

    للفائدة : للعلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله كلام مفيد في المسألة وذلك في تفسيره "أضواء البيان" أثناء الحديث عن آية المائدة، أنقل لكم بعض ما ذكره:
    "
    اعلم أولا ، أن القراءتين إذا ظهر تعارضهما في آية واحدة لهما حكم الآيتين ، كما هو معروف عند العلماء ، وإذا علمت ذلك فاعلم أن قراءة : وأرجلكم ، بالنصب صريح في وجوب غسل الرجلين في الوضوء ، فهي تفهم أن قراءة الخفض إنما هي لمجاورة المخفوض مع أنها في الأصل منصوبة بدليل قراءة النصب ، والعرب تخفض الكلمة لمجاورتها للمخفوض ، مع أن إعرابها النصب ، أو الرفع .

    وما ذكره بعضهم من أن الخفض بالمجاورة معدود من اللحن الذي يتحمل [ ص: 331 ] لضرورة الشعر خاصة ، وأنه غير مسموع في العطف ، وأنه لم يجز إلا عند أمن اللبس ، فهو مردود بأن أئمة اللغة العربية صرحوا بجوازه .

    وممن صرح به الأخفش ، وأبو البقاء ، وغير واحد .

    ولم ينكره إلا الزجاج ، وإنكاره له ، مع ثبوته في كلام العرب ، وفي القرآن العظيم ، يدل على أنه لم يتتبع المسألة تتبعا كافيا .

    والتحقيق : أن الخفض بالمجاورة أسلوب من أساليب اللغة العربية ، وأنه جاء في القرآن لأنه بلسان عربي مبين .

    فمنه في النعت قول امرئ القيس : [ الطويل ]

    كأن ثبيرا في عرانين ودقه كبير أناس في بجاد مزمل

    بخفض " مزمل " بالمجاورة ، مع أنه نعت " كبير " المرفوع بأنه خبر " كأن " وقول ذي الرمة : [ البسيط ]

    تريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس بها خال ولا ندب

    إذ الرواية بخفض " غير " ، كما قاله غير واحد للمجاورة ، مع أنه نعت " سنة " المنصوب بالمفعولية .

    ومنه في العطف ، قول النابغة : [ البسيط ]

    لم يبق إلا أسير غير منفلت وموثق في حبال القد مجنوب
    بخفض " موثق " لمجاورته المخفوض ، مع أنه معطوف على " أسير " المرفوع بالفاعلية .

    وقول امرئ القيس : [ الطويل ]

    وظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواء أو قدير معجل

    بجر " قدير " لمجاورته للمخفوض ، مع أنه عطف على " صفيف " المنصوب بأنه مفعول اسم الفاعل الذي هو " منضج " ، والصفيف : فعيل بمعنى مفعول وهو المصفوف من اللحم على الجمر لينشوي ، والقدير : كذلك فعيل بمعنى مفعول ، وهو المجعول في القدر من اللحم لينضج بالطبخ .

    [ ص: 332 ] وهذا الإعراب الذي ذكرناه هو الحق ، لأن الإنضاج واقع على كل من الصفيف والقدير ، فما زعمه " الصبان " في حاشيته على "الأشموني " من أن قوله " أو قدير " معطوف على " منضج " بتقدير المضاف أي وطابخ قدير . . . الخ ، ظاهر السقوط ; لأن المنضج شامل لشاوي الصفيف ، وطابخ القدير ، فلا حاجة إلى عطف الطابخ على المنضج لشموله له ، ولا داعي لتقدير " طابخ " محذوف .

    وما ذكره العيني من أنه معطوف على " شواء " ، فهو ظاهر السقوط أيضا ; وقد رده عليه " الصبان " ، لأن المعنى يصير بذلك : وصفيف قدير ، والقدير لا يكون صفيفا .

    والتحقيق : هو ما ذكرنا من الخفض بالمجاورة ، وبه جزم ابن قدامة في المغني .

    وهذا رابط لمن أراد مزيدا من الأدلة التي ذكرها هناك :
    http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=64&ID=213
    كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه :
    "اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا".
    مدونة "هذه سبيلي" : http://hadihisabili.blogspot.com

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    نفع الله بكم أخانا الكريم على الفائدة .

  8. #8

    افتراضي

    بارك الله فيكم شيخنا أبا مالك. وجزاكم الله على مشاركاتكم الطيبة.
    كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه :
    "اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا".
    مدونة "هذه سبيلي" : http://hadihisabili.blogspot.com

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •