بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلاهادى له وأشهد إن لاإله إلا الله وحده لاشريك وأشهد أن محمدأ عبده ورسوله .
أما بعد
إخوانى فى الله أكتب لكم كلمات لاتخفى على ذى لب منكم وأشعر ان هناك من مثلى يشعر بهذا ويريد أن ينفس عن نفسه الناظر فى أحوال المسلمين اليوم يري العجب العجاب من خذلان للمسلمين وضعف وذل للمسلمين وقتل وتعذيب وتشريد للمسلمين المستضعفين ولاحياة لمن تنادى ومن العجيب أيضا سخرية بعض المسلمين ممايجرى للمسلمين وهذا من البأس الشديد فليس ذلك بهين على المسلم ولاأيضا مما فى هذا من فرحاً لأعداء الله الذين لايتكلفون فىذلك بل البلية تأتى من انفسنا ومن بنى جلدتنا اخواننا الذين ينتسبون لنا ممن غرهم مايسمى بالغرب وتطور الغرب وحضارة الغرب البائسة الله المستعان ، ماهذا لهذا الحد وصلنا ؟ لهذه الدرجة وصلنا ؟ أمتى مابالك صرت كغثاء السيل ؟ مابالك صار الذل لكى ملازماً ؟ مابال شبابنا ؟ غارقون فى الاغانى والملاهى والمعازف والقينات صار الواحد منا يتمنى الموت لكثرة البلاء والذل ولكن يمنعنا كما قال الشيخ الألبانى في صحيح موارد الظمآن ( 2087 )- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبيعين ، وأقلهم من يجوز ذلك ) قال ابن عرفة : وأنا من ذلك الأقل . ،
فعلق الشيخ رحمه الله قائلا : ( قلت : وأنا أيضا من ذلك الأقل ، فقد جاوزت الرابعة والثمانين ، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن أكون ممن طال عمره وحسن عمله ومع ذلك فإني أكاد أن أتمنى الموت ، لما أصاب المسلمين من الإنحراف عن الدين والذل الذي نزل بهم حتى من الأذلين ، ولكن حاشا أن أتمنى ، وحديث أنس ماثل أمامي منذ نعومة أظفاري ، فليس لي إلا أن أقول كما أمرني نبيي صلى الله عليه وسلم ( اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) وداعيا بما علمنيه عليه الصلاة والسلام ( اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعلها الوارث منا ) وقد تفضل سبحانه فاستجاب ومتعني بكل ذلك ، فها أنا ذا لا أزال أبحث وأحقق وأكتب بنشاط قل مثيله ، وأصلي النوافل قائما ، وأسوق السيارة بنفسي المسافات الشاسعة ، وبسرعة ينصحني بعض الأحبة بتخفيفها ، ولي في ذلك تفصيل يعرفه بعضهم ! أقول ذلك من باب ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ، راجيا من المولى سبحانه وتعالى أن يزيدني من فضله ، فيجعل ذلك كله الوارث مني ، وأن يتوفاني مسلما على السنة التي نذرت لها حياتي دعوة وكتابة ، ويلحقني بالشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، إنه سميع مجيب ، ماذا أقول بعد كلام هذا المحدث الجهبذ الذى أفنى عمره فى خدمة حديث النبى صلى الله عليه وسلم هذا دأب الصالحين وهو التألم لأحوال المسلمين فى كل بلاد العالم وهذا ماعرفناه عن محدث الأمة وعن الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى هذا الرجل الذى أحسبه والله حسيبه من أهل الجنه كان كثيرا مايرسل الدعاة لتعليم المسلمين وأذكر حالة من ذلك مشهورة فى شريط حياة إنسان فى قناة المجد العلمية لما كنت حلقة عن الشيخ ابن باز رحمه الله استضافوا بعض العلماء والشيوخ أعجبنى كلام أحدهم وهو المحقق الشيخ الدكتور محمود ميرا قال لما علم الشيخ أتقانى للغة كوسوفا قال لما لاتذهب لتعلم أصحاب هذه البلد بل كان يستدين ليفرج ديون الناس حت كان يصل الدين عليه بالملايين حتى يعلم احد الامراء فيتكل بدين الشيخ وكثيراً من هذه الأمثلة التى فقدناها فى يومنا الحاضر من اشتغال المسلمين بقضايا المسلمين نحن نفتقد البنيان المرصوص ونفتقد الرحمة فيما بيننا والاهم من ذلك الأصل الاول القرآن والرجوع له وتدبره والعمل به وأقول كلمة لايختلف معى فيه منصف الرجوع إلى الله هو المخرج من الذل والهوان وذلك من حديث النبى صلى الله عليه وسلم "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"

فلا عودة حتى نعود لديننا والله المستعان وعليه التكلان