تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هل في اللغة العربية يجب أن تفهم لكي تقرأ أما باقي اللغات فتقرأ لكي تفهم؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    18

    افتراضي هل في اللغة العربية يجب أن تفهم لكي تقرأ أما باقي اللغات فتقرأ لكي تفهم؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قرأت في مدوّنة إنجليزيّة كلامًا طويلاً عريضًا متهافتًا في ذم اللغة العربيّة, فكان مما قاله هذا المدوّن:

    في كل لغات العالم؛ يجب عليك أن تقرأ لكي تفهم , بينما في اللغة العربيّة؛ يجب أن تفهم لكي تقرأ!

    ثم ضَرب على زعمه هذا المثالَ الآتي:
    كتب أحمد.

    يقول المدوِّن؛ يستحيل أن تعرف معنى هذه العبارة إلا إذا كنت فاهمًا ما الذي حصل, أما بدون هذا الفهم فإنك لا تدري أهي (كَتَبَ أحمد) أم (كُتُبُ أحمد) أم (كُتِبَ أحمد) ... الخ. أعرِف أن الإشكال سيزول مع الشكل, لكن أغلب الكتب العربيّة خالية من التشكيل. وكثيرًا ما أعدتُ قراءتي لبعض الأسطر لأنني قرأتها على وجه تبيّن لي خطأه بعد تمام السياق.

    إنّ اللوم في هذا ليس على اللغة العربيّة, بل على كُتّابها الذين لا يشكِّلون مواضع الإشكال.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: هل في اللغة العربية يجب أن تفهم لكي تقرأ أما باقي اللغات فتقرأ لكي تفهم؟

    هذا الكلام إن فرضنا أنه عيب في اللغة العربية ، فهو مزية من جهات أخرى ، لأن المعتاد أن الذكي يفهم ما لا يفهمه الغبي ، فما ذنب العرب إذا كان ذكاؤهم أعلى من ذكاء هذا الرجل بمراحل كبيرة !!

    ومن الأدلة على ذلك أنهم قديما كانوا يكتبون الكلام بغير نقط أيضا !! أي أنك إذا كتبت ( كتب أحمد ) لا تدري كذلك أهي ( كبت ) أو ( كنت ) أو ( كيت ) أو ( كنت ) .... إلخ ، ولا تدري أهي ( أخمد ) أو ( أجمد ) ... إلخ !!
    وكانوا يعيبون على من يكتب كلامه بالنقط ؛ لأنه بذلك كأنه يتهم المرسل إليه بالغباء لاحتياجه إلى النقط في الفهم !!
    وهذا مشهور من أخبارهم .

    ومن فوائد ذلك التعبير عن المعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة ، وجمع المعاني المتعددة في عبارة واحدة ، وإخفاء بعض المعاني عند الحاجة ، واستعمال المعاني الغامضة من الأغراض البلاغية أحيانا .

    ومن الأدلة أيضا على ذلك أنك تجد القارئ العربي الجيد يفهم معظم الكلام المكتوب بلغته العصرية ، وإن وجد بعض الغموض فإنه غالبا يكون إما بسبب ضعف القارئ ، وإما بسبب الفجوة التاريخية بين الكاتب والقارئ ، وهذا الكلام وارد على الغرب أيضا ، فإن التغيير في لغتهم سريع جدا ، بحيث إن القارئ العصري لا يستطيع أن يفهم ما كتب بلغتهم منذ مائتي سنة فقط !! إلا بصعوبة بالغة .

    والكلام في هذا الموضوع يطول ، ولعل لي عودة إن يسر الله .
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  3. #3

    افتراضي رد: هل في اللغة العربية يجب أن تفهم لكي تقرأ أما باقي اللغات فتقرأ لكي تفهم؟

    بورك فيك يا أبا مالك وجزيت خيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: هل في اللغة العربية يجب أن تفهم لكي تقرأ أما باقي اللغات فتقرأ لكي تفهم؟

    غفر الله لكما يا أبا مالك ويا عبدالعزيز.

    اللغة العربية جمعت شيئين:
    -إمكانية تعدد الكلمات للرسم الواحد إذا اختلف الشكل, مثل: عَيْن, عِيْن, عُيِّن... فهذه كلمات مختلفة برسم واحد. -وكذلك إمكانية تعدد المعاني للكلمة الواحدة, فمثلاً كلمة عَيْن تحتمل معاني عديدة: العين التي في الرأس, عين الماء, الجاسوس [تعدد المعاني للكلمة الواحدة موجود في كل اللغات, كما أظن. بل وحتى لغات برمجة الحاسوب إذا عددوا مزاياها "الثقيلة في الوزن" قالوا إنها تدعم تعدد الأوجه].

    فإذا قرأ القارئ نصًّا غير مشكول فقد تواجهه كلمة يلزمه أن يحل المشكلة الأولى ليختار الكلمة المناسبة, ثم عليه مرة أخرى أن ينتقي المعنى المناسب للكلمة. وهذا يعني أن القراءة في النصوص التي لم تُشكّل تتطلب أن يجري القارئ عدة عمليات في عقله لكي يصل إلى المعنى المقصود, ولعل هذا يعد تمرينًا إيجابيًّا للعقل.[هذا يجعلني أتوقع أن القارئ العربي أذكى من نظيره في اللغات الأخرى إذا افترضنا أنهما يقرئآن الأشياء نفسها -كل بلغته- ] . لكن المشكلة حينما تكون العبارة قصيرة, نحو المذكورة في أصل الموضوع, فمهما كان ذكاء قارئها لن يستطيع الجزم بالمعنى الصحيح الذي قصده الكاتب.

    بانتظار عودتك .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •